من ضمن تراثنا الاجتماعي حدوتة قبل النوم التي كان يسردها الاباء للابناء او الجدود لاحفادهم ولم تكن مجرد حكاية لمساعدة الطفل علي النوم او مجرد توصيل شعور له بالاهتمام والحب والاحتواء ولكنها كانت تدخل الي فكره الكثير من المعلومات والقيم الاخلاقية والكثير من النصائح وكانت هذه الحواديت علي سبيل المثال تبث رسائل الي الطفل ان الخير دائما ينتصر علي الشر وان حب الاخوة والترابط بينهم من اهم ثوابت الحياة وان طاعة الوالدين منجية من المهالك .وكثير من الرسائل المهمة التي كانت حواديت الاهل تغرسها في الاطفال منذ الصغر وتخزن في عقولهم وذاكرتهم والاكيد انها بنسبة عالية كانت تؤثر في الشخصية لانها كانت تصل اليهم رسائل تربوية واجتماعيه مهمة . اما الان وبكل اسف فقد الكثير من الاباء اهمية التواصل النفسي الروحي بينهم وبين ابنائهم والكثير من الاباء الان يعتقد ان توفير الاحتياجات المادية هو الاهم للابناء وهو العامل الاساسي في التربية لذلك نري الان اطفال متفوقين وعباقرة وفي نفس الوقت يوجد لديهم خلل نفسي وعدم توازن في الشخصية وقد نفاجئ بطفل متميز دراسيا يقوم بعنف ضد اصدقائه او يقوم بسرقتهم ليس بهدف الاحتياج ولكنه خلل نفسي ناتج عن قصور في اشباع الجانب الروحي الذي يؤدي الي توازن الشخصية .للاسف ظاهرة الخلل النفسي التي باتت منتشرة بشكل كبير بين اطفالنا وشبابنا اهم اسبابها انفصال الاهل العاطفي والروحي عن ابنائهم واهتمامهم بالجانب المادي واشباع الرغبات اكثر من الاحتواء والجانب العاطفي فوجدنا في مجتمعنا عنف الاطفال وجرائم الشباب التي فزع المجتمع المصري منها حاليا وسببت هلع واستنكار شديد وتساؤلات ما الذي حدث وماذا تغير فنحن الان نسمع جرائم يشيب لها شعر الراس بالاضافة لحوادث الانتحار المنتشرة بين الشباب بشكل واضح .المشكلة تبدأ من البيت ثم تمر بدور المدرسة الذي تراجع وتمر بدور المجتمع الذي اصبح ككل مجتمع يهتم بالقشور والمظاهر ولايبحث عن العمق والتفاصيل التي تظبط كفة الميزان .