سامح ادور سعد الله يكتب : قراءة في قصة حلم نهار أحد للكاتبة نادية توفيق .. الهجرة والهروب إلى عالمها المجهول

سامح ادور سعد الله يكتب : قراءة في قصة حلم نهار أحد للكاتبة نادية توفيق .. الهجرة والهروب إلى عالمها المجهول
سامح ادور سعد الله يكتب : قراءة في قصة حلم نهار أحد للكاتبة نادية توفيق .. الهجرة والهروب إلى عالمها المجهول
 
 
قصة (حلم نهار أحد) هي قصة من مجموعتها القصصية أجنحة متكسرة الصادرة
عن دار (دار كتب لوتس ) عام 2019 .
نحن نبحث عن السراب خارج الوطن عندما نجري وراء الوهم , أن لم تكن هذا
الخطة مدروسة جيدًا قبل قرار الرحيل لا تدري كيف تسير بنا الرحلة ,لماذا نجازف
؟ منا من يحب المغامرة ربما تفشل ربما تنجح و علينا أن نواجه أقدرنا طالما  نحن
من أخترنا هذه المخاطرة و لا نندم أبدًا و عينا بذل مجهود مضاعف للنجاح ؛ كما
يقول: فيكتور هيجوا. الحياة صدمة; لما يواجهوا من مخاطر الطبيعة في قصيدة
(يا أطفال: حبوا الحقول )
في قصة الكاتبة نادية توفيق ؛ حلم نهار أحد تتحدث عن تجربة واقعية لفتاة تحاول
الهجرة خارج الأرض و الوطن تقابلها العقبات كانت كثيرة أو قليلة مثل رفض
أخيها السماح لها بالسفر و بالكاد تحصل على تذكرة السفر إلى  فرنسا ,
حيث تبدأ القصة لفتاة جاءت لبلاد المهجر لتدخل و تزور المعالم السياحية في كنيسة
الساكر كور; و هي أحد أشهر كنائس باريس بعد كنيسة نوتردام وتقع على تلة في
باريس اسمها تلة مونمارتر في الدائرة الثامنة عشر في حي كلينكور. وتسمى كنيسة
القلب الأقدس في مونمارتر. بنيت في أعقاب حرب ، حددت الكاتبة المكان من
اشهر المواقع السياحية الباريسية و التي تتجمع حولها جميع الجنسيات و الديانات
كلها ,من جميع أرجاء العالم فهي دخلت الكنيسة نهار في أخر القداس مع مجموعة
من السياح اليابانيين الكنيسة كانت مزدحمة و الجو حار حددت لنا الكاتبة المكان و
الزمان بدقة عالية الجو حار في فصل الصيف لتصف لنا حالة البطلة المهاجرة
دخلت بابتسامة هادئة جميلة للتأمل الشموع , لما نظرت خلف الصورة ؛ ظهرت
الشخصية المحورية التي سوف تلعب الحبكة في القصة المجهول الذي ظهر و
سوف يطاردها من حين لآخر داخل هذا المشهد القصصي, هي لم تشعر الراحة
و السكينة و ربما لازالت على تقاليدها الشرقية
لا تحب الحديث مع الغرباء أو ربما لازالت تخاف المجهول لقد شعرت بالألفة مع
المكان و لكن لم تشعره مع الحيز الجسماني الغرباء أي البشر , اشاحت له وانصرفت حالة نفسية واقعية ربما تكون لازمة في حياتها الشخصية , خرجت من
الكنيسة شبه مضطربة الجو الحار جعلها تشتري المشروبات الغازية من فتاة اسيوية
ثم نجد الطفل الإسباني و جدته و الرجل الافريقي و كأن الكاتبة مبهور بباريس وتحبها وبلغتها الفرنكوفونية حيث يتجمع خليط من الثقافات من مختلف الجنسيات
العالم , و كأنها هذه الفتاة ليست وحدها التي تركت بلدها و جاءت لتهاجر إلى
باريس العالم كله محط عيونه باريس منهم للسياحة كالإسبانيين و منهم للعمل كا
لأفارقه و الآسيويين , و من خلال توضيح الكاتبة لنا الحالة عامة خارج اسوار
الكنيسة و الزخم الحادث في عملية البيع و الشراء و تجسيد صورة حية من خلال
وصف العنصريين الزمن و المكاني و تصور لنا حالة مع السعادة النفسية و هي
تشعر بالانطلاق اشترت مرة اخري زجاجة مياه لتشرب نصفها و تسكب النصف
الأخر علي قدميها و كأنها في محاول للتخلص من الهموم و الضغوط التي تعشها
البطلة و هي تستعد لحفل سعيد هذه الليلة و عليها أن تسترد فستان جميل هي تحبه
و تعتز به لآنها يظهر جمالها و انوثتها ,التي لم يشعر بها أحد هنا في بلاد النور
عند صديقتها الفرنسية , لا هناك مقابلة هامة سوف تغير حياته لتعمل الوظيفة التي
تري نفسها فيها تعمل كمذيعة , و سوف تقابل شخصية مهمة في هذه الإذاعة
في خلال رحلتها للتنزه في شوارع باريس السياحية من قوس النصر و احد المقاهي
الشهيرة , ترادوها الذكريات الجميلة قبل الهروب و الهجرة فيبدو انها من الريف
أومن الصعيد و تحاول التمرد على البيئة التي تعيش فيها
و من حيث علم النفس ؛ يخبرنا المحلل النفسي( بالينيت ) عن تصنيف الافراد كالتالي 
" يُصنَّف الأفراد بحسب نزعاتهم وميولهم للهجرة إلى صنفين: الراغبين بعلاقة
مستدامة مع الناس والأماكن، والراغبين بالتواجد في أماكن مجهولة والتعرّف على
أناسٍ جدد. ويعيد المحلل النفسي بالينيت هذين الصنفين إلى مفهومين إغريقيين عن
الشخصية هما الـ«Oknophilie»، والـ«Philobatismus»، الأول هو التمسك
بما هو متين ومضمون، والثاني هو البحث عن التجارب الجديدة والمثيرة. وهذان
التعبيران مشتقان من الإغريقية، ويمكن ترجمة الأول بالتشبث أو القبض، والثاني
بالسير على رؤوس الأصابع. ومن خصائص الأول التعلق بالناس والأماكن والميل
إلى امتلاك العديد من الأصدقاء، أما الآخر فيتجنّب أي نوعٍ من الارتباط ويميل إلى
حي .
كذلك يعتبر( العالم النفسي وينيكوت )"أنّ المقدرة على مواجهة الوحدة هي علامة هامة
على النضج، يتوصل إليها الفرد في طفولته لدى تعلمه كيفية التعامل مع مشاعره في
إطار علاقته بأمه. فالطفل الذي يشعر بالبعد والاستغناء عن الوالدين في المشهد
البدائي يكون أكثر قدرةً على ضبط ميوله وكراهيته، وينمّي قدرته على أن يكون
وحيداً. وبالإسقاط على موضوعة الهجرة، فإن الأشخاص الذين يتّسمون بميلٍ حاد
للوحدة والعزلة يواجهون، بالضرورة، صعوباتٍ أكبر، لأن هذا الإحساس يتفاقم في
واقع الهجرة لفترة زمنية، مُضاعِفاً الإحساس بالا انتماء، فيشعر المهاجر أنه لم يعد
ينتمي إلى العالم الذي تركه، ولا إلى العالم الذي وطأته قدماه. مستقبلة"
و حبها للعبد الرحمن الثى كانت تجمعها قصة الحب , لازالت تريد الارتباط بها
فلا مانع لديها و هو الذي سوف يرحل ليعيش بها في القاهرة و لكنها لم تجد جدوي
من ذلك , و تتذكر اخيها الذي يريد من تزوجيها من التاجر الثري و لكنها كانت
تعيش حالة من التمرد على الواقع الذي تعيش فيه الذي ذكرها عالم النفس سابقًا ,
تساعده امها للهرب إلى الخارج بحجة زيارة بنت عمها سلوي . يستمر السرد .
ونعود للقصة ؛ حينما تتجه للعودة إلى منزلها تشاهد منظر مدرسة الاطفال و
الرجل الذي يحتضن طفلته تريد ان تعيش هذه اللحظة مع اسرة صغير حلم الزواج
مناسب في مجتمع متعدد الثقافات و الديانات هو حبكة القصة تدل لنا عن حالتها
النفسية هي تريد الارتباط .
حلم موازي
التعويض بحلم و هو النجاح في حياته العملية لتجد عمل تجد فيه نفسها في الإذاعة
لتثبت لنفسها انها لم تفشل ,فلم يكن لها مناسب هذا العمل المؤقت في مطعم نسيم
الذي ساعدته فيه ابنة عمها سلوي , لتشعر بالرضا عن النفس و هو أهم حاجة
للشعور بالصحة النفسية و الرضا عن النفس ,
و هنا تنتهي القصة عندما تذهب إلى سمية التي سوف تساعدها للعمل في الإذاعة
من خلال الشخص يعمل مسئول عن البرامج الإخبارية في الإذاعية . شخصية
نضال حيدر و هو شخص عربي مهاجر إلى فرنسا منذ زمن يتكلم الفرنسية بطلاقه
و كأس النبيذ الذي يبدو ان تأثر كثيرًا بالثقافة الفرنسية , لتلعب الصدفة دورها
الكبير في مقابلة هذا الشخص الذي كان يطاردها في الكنيسة و المطعم و زيارتها
السياحية وقد رحب بها مبتسما تشرفنا يا أنسة بلغة فرنسية أصلية و كأن هناك
مساحة ورد منتظرة , تترك لنا الكاتبة النهاية المفتوحة لتشاركنا معها في وضع
نهاية للقصة كما يراها القراء .