الإرهاب هو في الأساس وصف الأفراد أو الجماعات الذين يستخدمون القوى من أجل تخويف الآخرين في سبيل تحقيق أهداف ومكاسب محض خاصة .
وقد أصبحت أخبار الإرهاب الدولي جزءا من الحياة اليومية للناس في عالمنا المعاصر .فلم تعد المشكلة ظاهرة قاصرة علي منطقة بعينها .وإنما هي مشكلة دولية بكل معني الكلمة تتركز خطورتها في إحتلالها لدور هام في الصراع السياسي .حيث أصبحت إحدي الوسائل الفعالة التي يلجأ إليها أحد الأطراف في الصراع لتحقيق أهدافه وفي كثير من الأحيان السبيل المتاح لبعض الجماعات للتعبير عن مواقفها والأعلان عن قضاياها
وقد كانت أول منظمة إرهابية عرفها التاريخ هي منظمة السيكارى التي شكلها بعض المتطرفين من اليهود في فلسطين الذين وفدوا إلي البلاد في نهاية القرن الأول قبل الميلاد بعد أن كان البابليون قد شتتوهم عام 586ق.م
وكانت فلسطين في ذلك الوقت جزءا من الأمبراطورية الرومانية وكان هدف اليهود الوافدين إعادة بناء الهيكل الذي سمي بالمعبد الثاني وقامت هذه المنظمة بحملة متصلة من الإغتيالات والحرق والتدمير ضد الرمان والأغنياء من سكان البلاد وإنتهي الأمر إلي تدمير هيكلهم في عام 70 من الميلاد وشردهم الرومان بما يعرف بالديارسبورا..
وعلي مر القرون عرفت البشرية عصابات الإرهاب التي كان يستخدمها النبلاء في أوروبا في العصور الوسطي من مقاطعات الأسياد ويشكلون عصابات للإنتقام والقتل والسرقة وإشاعة الفوضي .كما جابت البحار مجموعات من القرصنة كانت تهدد الملاحة البحرية واستخدمت الإمبراطورية الانجليزية والأسبانية والفرنسية في حرب غير معلنة في البحار والمحيطات .وظلت القرصنة تقوم بدور أقرب ما يكون إلي الإرهاب الدولي في عصرنا الحالي .
ورغم كل ما كتب عن الأرهاب فإن القرصنه البحرية تمثل نمطا منفردا للإرهاب الدولي .خاصة عندما كانت تتم لحساب دول كبرى حتي إنه أعلن في المجتمع الدولي أن القرضان عدو مشترك للبشرية .وما بين صدور إعلان باريس في عام 1956-وإتفاقية جنيف عام 1958
عقدت العديد من الإتفاقيات والمعاهدات بين الدول التي تتناول موضوع العنف الإرهابي في أعالي البحار .وعلي هذا الأساس ينظر بعض الدارسين إلي قضية خطف الطائرات علي أنها البديل العصرى للقرصنه الجوية .
إلا ان المقارنة بين الإرهاب في العصور القديمة أو الوسيطة والإرهاب الحالي هو أمر بعيد عن الصحة .فالارهاب الحالي يبدو انه ينتمي إلي نوع جديد تماما .ولم يظهر الإرهاب بالصورة القريبة من صورتة الحالية إلا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر .
حيث ظهرت علي الساحة السياسية بضع فئات مميزه تمثل كل منها نوعا مختلفا من أنواع الصراع السياسي .
ففي نهاية القرن التاسع عشر ظهرت اول بوادر الإرهاب الحديث بظهور مظمة الأرض والحرية الروسية في 1876ولكن المنظمة الأكثر أهمية كانت منظمة نورد نايا فوليا التي تشكلت عام 1891ونشاطات المنظمات الأرمينيه التي قامت ضد الإحتلال التركي عام 1890.وحركة الٱستقلال الوطني المقدونية في بداية القرن العشرين والتي ظل لها بعض بقايا داخل بلغاريا وبعض أجزاء يوغسلافيا حتي 1930.
وكذلك حركة تحرير ٱقليم الباسك الأسبانية التي بدات منذ ما قبل الحرب العالمية الأولي ومازالت مستمره حتي الآن
وقد كانت حادثة إغتيال الأمير رودلف ولي عهد النمسا والتي ارتكبتها مجموعة ٱرهابية صربية .هي السبب المباشر لقيام الحرب العالمية الأولي .كما كانت حادث ٱغتيال الملك ألكسندر .ملك يوغسلافيا والمسيو .برافور وزير خارجية فرنسا في مرسليا عام 1934من اهم العمليات الإرهابية التي تورطت في نتائجها أربع دول علي الأقل وتدخلت عصبة الأمم حيث وضعت أولي لبنات التعاون الدولي من اجل محاربة الإرهاب.
والحقيقة المؤكدة ان الحرب العالمية الثانية كانت نقطة تحول .وخطا فاصلا عميقا بين تاريخين للإرهاب .لأن تلك الحرب غيرت من شكل الحياة علي الأرض .ونتج عنها تغيرات جذرية في العلوم والفنون وثورات عملية في المجالات كلها غيرت أنماط الحياة وأشكال العلاقات السياسية علي المستويين المحلي والدولي .
لذلك فان العالم شهد في الستينات حركة غير مسبوقة في التاريخ للتحرر الوطني .وزالت الإمبراطوريات الإستعمارية بشكلها القديم وتغيرت موازين القوي في العالم كما تغير ٱيقاع الحياة وشكل العلاقات الإجتماعية والإقتصادية وعاش الٱنسان لأول مرة في التاريخ تحت ظل الرعب النووي الذي يهدد كوكب الأرض مرات ومرات
ومازال إلي الآن الرعب النووي هو الرعب الأكبر لدمار الأرض والإرهاب الأعظم .
ونتيجة لذلك اصبح للصراع السياسي أشكال وقواعد وقوانين جديدة لم تكن معروفة من قبل .وتعاظم دور الإرهاب السياسي واصبح ظاهرة مختلفة تماما من تلك الظاهرة الإرهابية التي تعرفها البشرية قبل 1950.
حيث أمتد ذلك التغير السريع إلي نفوس الشباب .وظهرت حركة الشباب العالمي في فرنسا 1968.في شكل ثورة غير مفهومة الأسباب لتمتد عدواها في توافق ذهني إلي اعلب دول العالم .
وفي النهاية يتم تطويع الإرهاب ليأخذ صورته الحالية كأحد أساليب الصراع السياسي وكبديل للحروب التقليديه.
ومن امثلة الارهاب اعمال التخريب والنسف او التفجير وتدمير الابنية والمنشآت إلخ ..او محاولة القتل او القتل الفعلي إذا إستثنينا الإغتيالات التكسبية .اي التي تحصل بهدف الحصول علي المال يمكن ان يرتكب النموذج الاول .
إما بروح ثأرية مما تمثله الممتلكات او من اصحاب الممتلكات او من يمثل هؤلاء إما بردة فعل عفوية وفردية وإما بكليهما معا.لقد حصل الاعتداء علي محلات ماكس وسبنسر في لندن بسبب كون أصحابها من اليهود الصهاينه الذين يمولون الحركات الصهيونية ودولة إسرائيل الموجودة في حالة حرب دائمة مع الفلسطينيين اصحاب الارض الشرعيين .
من جهة ثانية فيمكن ان يشكل هذا النموذج من أعمال الاغتيال اعمالا إرهابية بحيث يكون اهدافها تهديد اصحابها- الذين يكونون غالبا في السلطة -وردعهم عن متابعة مشاريعهم وموافقة السياسية علي سبيل المثال حادث التفجير الذي تعرض له قصر الشتاء القيصرى في روسيا عام 1880
علي يد منظمة إرهابية -نارودنايا فوليا -
أو الحادث الآخر المشابه الذي تعرض له في باريس منزل المدعي العام الفرنسي ..بونو..علي يد الإرهابي الفوضوي ..رافا شول عام 1892حيث
اصدر المدعي العام حكما بالأشغال الشاقة علي إثنين من أصدقاء رافا شول بعد ان اصطدما بالبوليس في معركة بالسلاح النارى عند عودتهما من مظاهرة فوضوية في باريس .
إن إغتيال الأشخاص يمكنه ان يعكس وجها سياسيا او ان يحصل بسبب سياسي واضح دون ان يكون عملا إرهابيا
أن الإغتيال علي الرغم من كونه وسيلة من الوسائل التي يلجأ إليها الإرهاب فهو يتضمن بعض الخصائص التي تحول دون إندماجه تلقائيا بظاهرة الأرهاب السياسي .إنهما ظاهرتان تشتركان في بعض الوجوه المماثلة .ولكن الواحده مستقلة عن الاخرى ..وبقي الإشارة إلي ان ظاهرة العنف لتصفية الخصوم في العمل السياسي قديمة .
وهذا الاسلوب اصبح اكثر شيوعا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر عندما انتشرت الافكار الفوضوية والعدمية وهما حركتان سياسيتان اقرتا الاغنيال .
إذ ذهب ضحيته عدد من رؤساء الدول الاوروبيه والامريكية والاسيويه .
وهناك خلط بين الإرهاب والجريمة المنظمة فالجريمة المنظمة قائمة علي الدعارة وتهريب المخدرات والهروين وأشياء اخرى .المقصود منها تحقيق ارباح مالية وليس تغيير الإدارة السياسية للدولة او نظام إجتماعي لمجتمع ما نحط من قيمة الإرهاب إذا جعلناه مساويا لبعض صور الجريمه المتظمة بينما نجسم شكله إذا جعلناه مساويا لأرهاب الدولة .
لأن ارهاب الدولة اكبر بكثير ومشكلته اعقد من مجرد إرهاب
وإرهاب الدولة هو ما تقوم به دولة بعمليات إرهابية بواسطة عملاء مثل الموساد الإسرائيلي الذي يشكل مجموعة تخطف أو تغتال بعض الناس في الخارج بصورة علنية فهذا نوع من انواع العنف والصراع عن طريق الدولة ولكن ما تمارسه
.اسرائيل .ضد الفلسطنيين هو نوع من الٱستبداد والديكتاتورية وهو أسوا الق مرة من الإرهاب وإرهاب الدولة نوعان ..
الاول ضد رعاياها ..والثاني ضد خصوم يتازعون حق السياده علي الوطن والارض وعلي التراب الوطني - وهو الذي تمارسه اسرائيل ضد فلسطين وشعب جنوب لبنان والجولان السورى
وتغير الإرهاب بتغير الزمن ومرور الوقت فجاء استشهاد الرئيس انور السادات رئيس جمهوريه مصر العربيه علي يد الاخوان المسلمين ثم توالت الجماعه الارهابيه عمليات في مصر وخارج مصر لزعزعة الامن ثم انتجت القوي العالمية داعش الارهابية منبثقه من الجماعة ومن شراذم ومرتزقة من كل حدب وصوب لتقوم بعمليات نوعيه في اقطار بعينها بغيه تفتيت دول وتحقيق اهداف بعيده المدي
وامتد الارهاب بطرق جديدة كإعلام ونشر الشذوذ والدعارة والهوس الالكتروني والمخدرات المركبه وبث افكار التطرف والالحاد والخروج عن المألوف وتفتيت الدول من الداخل دون سلاح ودون حرب قائمه ودون حرب معلنه
الارهاب الجديد ارهاب فكري منظم يشكل خطوره بالغه علي الكرة الارضيه باسرها .