راجي بشاي يكتب : صفحات صفحات صفحات .. السوشيال ميديا مليان صفحات .. علي كل لون و شكل

 

* أهي الصفحات دي بتخليك تعرف معنى جملة «العميل الخامل» اللي كان دايما «نبيل فاروق» بيقولها في قصصه عن الجاسوس اللي بيتزرع في مكان معين ومش بيتطلب منه يمارس أي نشاط تجسسي أو أي حاجة غير انه يكون شخص طبيعي ويتفانى في عمله وما يعملش أي حاجة ولا يدور على معلومة ، وحتى لو المعلومة جاتله جاهزة لحد عنده يعمل نفسه مش شايفها ..لأنهم هيحتاجوه في وقت معين لهدف معين..

*  ده اللي بيعمله الإخوان حرفيا على السوشيال الميديا .. صناعة صفحات رياضة و فن و طبخ و شعر ، و مفروشات و أثاث و ديكور و ساركازم و ألش و كوميديا وافيهات .. وحتى صفحات مُحن وسهوكة .. فبتلاقي الصفحات دي من وقت ما اتكونت بتبقى مهتمة بالهدف الظاهري اللي بتدعي انها معمولة عشانه والواضح جدا من اسمها ، وممكن تفضل على وضعها كده أيام و سنين .. بس في توقيت معين بتلاقي الصفحات دي ليّتها بانت وريحتها فاحت وكشفت عن قرونها ووجهها الخرفاني الكريه.

* يعني خد عندك مثلا صفحة زي صفحة «الضفدع كيرميت» اللي المفروض انها صفحة بتاعة ألش وكوميديا وأفيهات ضاحكة، ومن يوم ما اتعملت وهي بتعمل كده ، بس في وقت معين بتلاقيها ركبت تريند موجه أو بيشتغلوا كلهم على تمرير فكرة معينة لوعيك وترسيخها في عقلك الباطن ، أو تلاقيهم منزلين بوست زي اللي نزلوه بيدافع عن الإرهابي بتاع هاتولي راجل .

* نفس الكلام هتلاقيه في صفحة رياضية زي «الكابيتانو» .. في الظاهر انها صفحة كورة وبتلم متابعين على الأساس ده ، ومش بتبين توجهها ، بس في لحظة معينة بتلاقيها بتركب نفس التريند  وبتردد نفس الإفيه .. وغيرهم كتير زي صفحات :

جت في السوستة / بابا جاب موز / الكومنت الفصيل/ الكومنت الفشيخ / تنكة هانم / المختلط ١٩١١ / الأهلى اليوم / ملاعب العالم / الأزهر اليوم / مهذبون / بورتو طرة / كارلوس لاتوف / أحمد عيسى المعصراوى/ أم كلثوم / أفيون / أدرينالين/ مصر العربية / العربي الجديد / الموقف المصري/ الإسماعيلية 2020 / امبابة نيوز / Hug / Drugs /  بارتيتا / Subtitles / فبراير الأسود / التنهيدة / لو بطلنا نقلش نموت / اضحك من قلبك / كومنتاتك / أساحبي/ نوستالجيا / صور مصر القديمة / حكايات ضباط / هنا القاهرة / مفيش فايدددة " مكتوبة كده" / ميزو / شبكة حرية / Zombagi /  و المفاجأة Mohamed Salah lovers

* وكل ده قطرة في بحر صفحات الإخوان على السوشيال ميديا .. ده بخلاف جروبات السفر و صفحات الطبيخ و جروبات الماميز ... وآلاف الصفحات والجروبات اللي ظهرت من ٢٠١٤ لحد النهاردة ، واللي معظمنا مشترك فيها وبتظهر له أول حاجة على التايم لاين ، ومن كتر تعوده عليها بياخد منها التريند أحيانا وهو مش حاسس و بياخد كمان المود اللي المطلوب ينتشر.

* لحد ما وصلنا انه المصريين اللي ع السوشيال ميديا ( حوالي ٤٠ مليون مصري ) أول ما بيفتحوا الفيس علشان يستقبلوا خبر بياخدوه بالصيغة والطريقة اللي عايز يوجهك ليها الشخص أو الجهة اللي بتدير الصفحة ، ولو قولتلي مثلا أنا مش باخد الخبر من صفحات عامة ، أنا باخده من صفحات أصدقائي فأصدقائك برضه واقعين في نفس الدايرة والفخ ، وهتلاقيهم بيجيبوا من نفس المنبع .. وعلشان كده لما بتفتح الفيس بتلاقي البوست الخاص بالحدث بيلف بطريقة الكوبي بيست ونفس الصيغة ونفس الحالة اللي الجهة عايزاك توصل لها وبتزرع جواك نفس الفكرة اللي صدرت الأوامر انها تتزرع جوه عقلك ووجدانك.

*  و كده وعي المصريين الإعلامي والخبري كله بيتشكل وبيتكون بناءً على توجيه صفحة انت مش عارف مين اللي وراها ، والخبر فيها مصنوع بصيغة وحالة شعورية معينة هو عايز يوصلهالك وما يهموش بعد كده صدق الصيغة أو الخبر ، هو يهمه في الآخر حدوث حالة وعي تراكمي مع كم الأخبار المغلوطة اللي اتشكل في دماغك واللي بناء عليه بتحكي أو بتناقش الواقع.

* والأنقح بقا أنك تلاقي الخبر أو الإفيه ده اتاخد زي ماهو كده واتنقل للبرامج الحوارية في الفضائيات والمواقع الإخبارية المعتبرة بسبب كسل واستستهال أطقم الإعداد في تلك المنصات اللي بيشاهدها الملايين ، وهنا بيكتسب الإفيه مصداقية هائلة وبيتحول لحقيقة لا تقبل الجدل.

* وأكبر دليل ان الصفحات دي كلها بتقف وراها جهة واحدة هي اللي بتحركها جميعا ، لما تشوفهم كلهم قايلين نفس الكلام بطريقة الكوبي بيست وفي نفس التوقيت.

* ولو حاولت تبحث وتشوف أدمنز أو مدراء الصفحات دي فمش هتكون مفاجأة لما تكتشف ان كل الصفحات دي أو أغلبها بتدار من خارج مصر ، وتحديدا من تركيا  ، فعندك مثلا صفحة الضفدع كيرميت لما تشوف مدراءها أو الأدمنز بتوعها هتكتشف إن الصفحة بتدار من قبل 4 .. منهم ٣ مدراء في تركيا وواحد في مصر...يعني الصفحات دي كلها هي في الحقيقة مجرد نهايات طرفية بيحركها مصدر خفي واحد جالس في مكتب شبه مظلم  بمبنى جهة معروف بتوجهاتها المعادية لمصر و أحد أكبر دلائل إنهم من مصدر واحد لوجو الدايرة الحمرا إياها بعد ثورة ٣٠ يونية ٢٠١٣.

* في مشهد من مسلسل «كلبش ٣» بين الشاب مسئول السوشيال ميديا في مجموعة رجل الأعمال «أكرم صفوان» وبين المذيعة «شهيرة» اللي بتشتغل في قناة أكرم صفوان برضه ، دار  الحوار الآتي :

- الشاب : تصدقي بالله... الموبايل ده عليه ٢٢ ألف حساب { أكاونت عالفيس بوك} وكلهم مربوطين في بعض ..  وبقدر أتحكم فيهم كلهم و بزرار واحد وفي ثانية واحدة .. أقدر اخليهم يعملوا لايكات عند بعض ويشيروا من عند بعض ويكلموا بعض .. وأحيانا وانا فاضي بخش أخليهم يهاجموا بعض.

= المذيعة:  يعني انت بالنسبة للسوشيال ميديا ٢٢ ألف بني أدم ؟

- الشاب: الله ينور عليكي، وأقدر أحدد الدولة اللي انا عايز اشتغل عليها .. بجيب الحسابات الخاصة بالدولة دي و أدخل اختار الهدف اللي انا عايز أشتغل عليه وأخلي الناس في الدولة دي كلها تتفاعل على الموضوع اللي انا عايز أعمل فوكس (focus) عليه.

= المذيعة:  يعني انت عايز تفهمني انك انت لوحدك تقدر تخللي مجتمع كامل ينشغل بحاجة معينة ويتكلم عنها بضغطة واحدة على موبايلك ده ؟

- الشاب: ماهو أنا مش لوحدي أكيد طبعا... أنا معايا شباب تحت ايدي في الشركة بتاعتي تقريبا مجموع الحسابات اللي معانا حوالي ١٠٠ ألف .. كل اللي عليكي بس تقوليلي الموضوع اللي انتي عايزه الناس تهري فيه في الشارع و سيبي الباقي عليّا ، وفي خلال ٣ ساعات هخللي السوشيال ميديا في مصر كلها تتكلم عن الموضوع اللي احنا حطيناه تحت الفوكس.

* يا تري فهمتوا يعني إيه حروب الجيل الرابع و للا لسه .. يا تري فهمتوا إن مش أي كلمة و لا خبر و لا نكتة ع السوشيال ميديا تتنقل علي صفحاتكم كوبي بيست .. متحطش أي بوست علي صفحتك إلا لما تتأكد من مصدره و متشيرش أي بوست من صفحة مجهولة أو مشبوهة.