كُلُّ عَامٍ أَنْتِ عِيدِي!
خَفْقُ نَبْضٍ فِي وَرِيدِي
«كُلُّ عَامٍ ...» هَنَّأَتْنِي!
«كُلُّ عِيدٍ ... » قُلْتُ زِيدِي
كُلُّ عَامٍ أَنْتِ عُمْرِي
إِنْ مَضَـى عُمْرِي أَعِيدِي
أَنْتِ نُورٌ لَيسَ يَخْبُو
رَغْمَ إِخْلَافِ الْعُهُودِ
كُلُّ عَــامٍ أَنْـــتِ عِـيـدِي
سُبْحَتِي عِنْدَ الصَّلَاةِ
دَعْوَتِي عِنْدَ السُّجودِ
لَحْنُ أَيَّامٍ بِعُمْري
غُصْنُ بَانٍ بِالْوُرُودِ
كُلُّ وَرْدٍ مَحْضُ رَسْمٍ
غَيْرَ وَرْدٍ بِالْخُدودِ
سَوْفَ نَمْضِـي فِي طَرِيقٍ
مَا تَنَاءَى لَا تَحِيدِي
إِنْ نَأَى دَرْبُ الْتَّلَاقِي
لَيْسَ يَنْأَى عَنْ مُرِيْدِ
فَلْيَغِبْ عَنِّي ضِيَائِي
سَوْفَ يَأْتِي إِنْ تُرِيدي ؟!
كُلُّ عَــامٍ أَنْـــتِ عِـيـدِي
إِنْ أَرَادَ الدَّهْرُ نَأْيًا
لَا تُجِيْبِي بِالْمَزِيدِ
أَوْ تَأَبَّى الدَّهْرُ فِيْنَا
مِنْ رَحِيقِ الْوَصْلِ زِيدِي ؟!
لَا تَمِيْلِي عَنْ فُؤَادِي
لَا تُغَالِي فِي صُدُودي
لَا تَحِيدِي يَا فَتَاتِي
وَاحْفَظِي عَنِّي عُهَودِي
إِنْ بَغَتْ فِينَا عُيُونٌ
أَطْفِئِي نَارَ الحَسُودِ
أَوْ غَدَتْ بَرْقًا عُيُونِي
لَا تَخَافِي مِنْ رُعُودِي
إِنْ سَرَى مِنِّي خِصَامٌ
لَا تُبَالِي مِنْ وَعِيدِي
كُلُّ عَــامٍ أَنْـــتِ عِـيـدِي
مَا لِأَيَّامِي وَمَالِي
مِثْلُ عِهْنٍ فِي السُّفُودِ
إِنْ تَشَظَّى صَحْوُ دَرْبِي
لَا تَخَافِي مِنْ شُرُودِي
أَوْ أَثَارَ الرِّيحُ سُحْبِي
لَاْ تُجَافِي مِنْ وَعِيدِي
مَنْ نَفَى حُبِّي لِلَيْلَى
عِطْرُ لَيْلَى فِي قَصِيدِي
كُلُّ حَرْفٍ فِيْهِ لَيلَى
مِنْ قَرِيْبٍ أَوْ بَعِيدِ
إِنْ ذَكَرْتُ الْوَرْدَ أَنْتِ
يَا فَتَاتِي لَاْ تَحِيدِي
أَوْ دَعَوتُ الْبَدْرَ أَعْنِي
وَجْهَ لَيلَي فِي نَشِيدِي
غَارِقٌ فِي بَحْرِ لَيْلَى
بَوحُ أَشْعَارِي شُهُودِي
إن نأى ذَا الْفَيضُ عَنِّي
عَادَ حَرْفِي لِلْجُمُودِ
كُلُّ عَــامٍ أَنْـــتِ عِـيـدِي
*