نطالع أخبار متجددة حول من ذبح فلان في الشارع ، وفلان قتل زوجته في العلن ، وشاب قتل طالبة في النهار وأمام الناس ، ومن تعمد إصابة وقتل أشخاص لهويتهم الدينية ، وفيديوهات تتبع خصوصيات وفضائح وقضايا تحارب الفطرة السوية ،كما يتم رصد موضوعات تفكك أسري وتبادل صراع عبر وسائل التواصل ، وتناطح في الاختلاف حول موضوعات متعددة تعمل على الكراهية والبغضاء والمشاحنات ، بالإضافة لفتاوى كل عام المثيرة للفتنة بقصد أو بغير دراية للواقع .
كتبت في مقالات سابقة حول ضرورة إعمال عقولنا والبحث عن ثقافة جماعية لمجتمعاتنا ، ودور الإعلام والصحافة الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي في الإضافة للمجتمع الصحي ، كما طالبت بتقديم موضوعات للأسرة للمساعدة في احتواء الأبناء ومفاتيح للتنشئة السليمة وتقديم ملفات تساعد الشباب بفهم ما يضىء طريق الحفاظ على الصحة النفسية مع وجود برامج خاصة للمراهقين والمراهقات وتغذيتهم بالعلم لا الزيف الذي يحطم نفسيتهم، كل ذلك وأكثر يعمل على اكسابهم الثقة بالنفس والحفاظ على حياتهم ومجتمعهم .
لأنه في أيامنا المعاصرة ، انتشرت وتنتشر الأخبار التي يريدون لها أن تروق لنفوس الناس بدافع اكتساب الأموال عبر المشاهدات والشهرة وزيادة المتابعات ، كما يتم تخصيص مساحة كبيرة للدراما والسينما التي تصفق للبلطجة وهدم القيم وغرس القبح ولا سبيل لموضوعات السلام والمعرفة والذوق الرفيع إلا في حدود ضيقة تكاد تكون خافتة في مجتمع يقومون بتدريبه على الهرج والمرج والشكوك وانعدام القدوة الحسنة .
وكلمة السر في عمق حلول الأزمات المجتمعية من عنف وبلطجة وإرهاب وفساد : اهتمام الدول (بالتعليم) فهو أقوى أسلحة الخير ببناء مدارس مجهزة ودعم متجدد للتدريس والمعلم الذي يؤدي دور من أدوار النبوة ، والتركيز على بناء ( الأسرة) ومنها بناء الإنسان بشكل متكامل ؛ توفير استقرار اقتصادي بجعل حياة كريمة لكل مواطن قبل وجود الترفيهات بالدول ، ومخاطبة ( الشارع ) عبر «الفن بأنواعه» بما يلهمهم الشخصية السوية وتشجيعهم على البحث عن الخير والنفع والعطاء ، وعبر «الدين» بالخطاب الوسطي السمح وتحقيق السلام الداخلي ، وعبر «الإذاعة والتلفزيون» بالوعي والإرشاد والترفيه لما لا يسع المواطن جهله بحياته وطرح قضايا وفتح المنبر للناس لتنمية قدرة النقد ، وعبر «الصحف» بنقل واقع الناس والمساعدة بوجود حلول ،وعبر «الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي» بتغذية الجانب المعرفي والثقافي والإضاءات على نماذج متميزة وموضوعات مثمرة ، وعبر «الأبنية والمساحات » نشر الحكمة والمختصرات النبيلة والرسوم المنعشة للروح على الشوارع الرئيسة والطرق والمنشآت الحيوية والمكتبات والمباني الحكومية .