الأديب محمد البنا يكتب : سماوية البوح وفطرية المشاعر قراءة تحليلية لنص" محاريب" للأديبة إلهام غانم عيسى
محاريب
بقلم إلهام غانم عيسى
على أبواب القلوب اهمس
لاتتركني
بين القواميس
باحثة عن الكلمات
طريقة عشق
احبك فيها
مختلفة بكل شيء
ماتعلمته
ماقراته
ماكتبته
ماسمعته
اقولها
احبك على طريقتي
كيفما اشاء اقولها وانا
في حالة انفصام
تمزقني
تسافر بي
تشتتني
تصعد إلي
كيفما تشاء
انها رحلة خرافية
هنا بين جوارحي
اتخذت مقعدك
حدقت في ضحكاتك
فعرفت معنى الياسمين
باسمك افتتح الصورة الأولى
اسجد في محراب الهوى اردد
تراتيل التقى
ارفع يدي في دعائي
واتضرع لله في مناجاتي
اصلي صلاة الفجر لعينيك
واقرا تعويذتي وعظاتي
واسبح بحمدك
بالآتي..
إلهام غانم عيسى..سورية في ٥ يونيو ٢٠٢٢
.......................
القراءة
باسمك افتتح الصورة الأولى، نظرت في عينيك فعرفت معنى الياسمين، وللياسمين عبق وبياض لون ونعومة ملمس، فأي براءة رأت في عينيه، واي هدوء؟..وي كأن عينيه واحتان استطاب لعينيها فيهما المقام، ساجدةً تردد تراتيل التقى، وي كأن النظرة ماءٌ طهور توضأت بها وصلت وتضرعت وسبحت بحمده، داعية الرب ان يديم عليها نعمة الحب الذي تعيش( ارفع يدي في دعائي/ واتضرع لله في مناجاتي/ وأصلي صلاة الفجر لعينيك/ واقرا تعويذتي وعظاتي/ واسبح بحمدك،/ بالآتي..).
وعلى ابواب القلوب تهمس..أللحبيب أكثر من قلب واحد ؟..نعم نعم ..أليس هو دون غيره من البشر خفق له قلبها؟..لذا حري بها ان تنعته بالكل في واحد، وصدقت حين قالت القلوب فقلبه الاشمل والأعم والأخص خصوصية ما بعدها ولا قبلها خصوصية، لذا رجته متوسلة مستعطفة بكل جوارحها ( لا تتركني )، فانا تائهة بدونك وأنت دليلي وأنت مبتغاي وانت مرادي (ابحث بين القواميس عن طريقة عشق)، فعشقي لك فطري كفطرية الأشياء في بداياتها، بما يحمله من براءة وحنين وحنان، وحبي لك مختلف عن كل الأشياء، حب لا مثيل له فيما قرأت او سمعت أو كتبت، ذاك أنا، وانفصامي الذي أنت مسببه يمزقني ويشتتني ويسافر بي إليك لتجمعني، وتفترش مقعدك بين جوارحي، فذاك مكانك وتلك مكانتك
(تمزقني
تسافر بي
تشتتني
تصعد إلي
كيفما تشاء
انها رحلة خرافية
هنا بين جوارحي
اتخذت مقعدك )
تلك يا حبيبي رحلتنا الخرافية، نعم خرافية فلن يصدق أحد إن رأنا ما يرى، نحن السحر والسحرة يا حبيبي، نحن اللامعقول واللامنطق ولكنه الموجود أزلا، او ما نرجوه ونبتهل في صلواتنا أن يكون سماوي الهوى وسرمديا..ذلك عشقنا..أنا وأنت..محاريب وله وشغف وعشق.
سوناتا شاعرية وجدانية ..صدقت المشاعر ففاض نهر الحروف يهمس نغما في ليلة قمرية لم يغب عنها القمر إذ تجلى ألقًا في حدقتيّ حبيب، انشدته عاشقة بجوارحها وروحها فانثال من فؤادها نبضٌ يعزف على أوتار الشغف.
نص شحت فيه الصور البلاغية، إلا أن نار الوجد طغت واستلبتنا، فلم نكن للحظة قراء للنص، بل نحن فيه ومنه بصورة من الصور، وهل هناك اصدق من أن ترى نفسك محبوبا، وترى نفسكِ عاشقة!
محمد البنا ..مصر في ٦ يونيو ٢٠٢٢