مانراه ونسمعه في بلادنا عن تزايد وتفاقم جرائم القتل والسرقة والاغتصاب والحرق والاحتيال....
في المناطق أغلبها في المدن وفي الأرياف....
والاقتحام لمنازل الأثرياء والفقراء المحصّنة وغير المُحصّنة...
في ساعات الليل والنهار وفي الأعياد وغيرها....
ومانسمعه عن خضمّ جرائم الخطف والاحتيال والفساد وسرقة الأعضاء....
هذه الجرائم القذرة البشعة المُنكَرة التي يستغلّ مرتكبوها الحصار والفوضى والحرب ومعاناة الأهالي وطيبتهم وثقتهم بمن حولهم، وقد يساعدهم (الانترنيت) وتطبيق (يوتيوب) على الاستعانة بطرائق ووسائل وابتكارات حديثة متطوّرة من أجل أن تسهل عليهم مهمّات النهب والاحتيال و اختراع مفاتيح للأبواب كلّها ...
والتي من السخف الاستهانة بخطرها والتقليل من سمّيتها، ونعتها بالوحشيّة نسبة إلى وحوش البراري، فالوحوش لا تُجرم بحقّ البشريّة وسواها، ولا تُخطّط لذلك ولا تؤذي إلّا في حالتين هما جوعها ودفاعها الغريزي عن بقائها، وحتّى في دفاعها عن نفسها فإنّ ضررها في الغالب يكون محدوداً ويمكن التخفيف منه وعلاج نتائجه....
ّ وندر ماتعرّض إنسان من بلادنا لشرٍّ بسببها ،وعلى العكس فهي المُنظّفة لبيئتنا والحامية للبشر من انتقال الأوبئة والأمراض الخطيرة إلى أبدانهم باعتراف العلماء والباحثين، فهي تلتهم الجيف التي يتطاير منها الخطر على صحّة الإنسان، وتحافظ بذلك على التوازن البيئي الذي خلقه الباري عزّ وجلّ...
ومن الظلم أيضاً أن نربط بين الفقر المادّيّ وبين هذه الجرائم اللاإنسانيّة ،فالإنسان المُحصّن ببعض القيم الأخلاقيّة إن لم نقل كلّها يأبى الإجرام من أجل لقمة العيش ...
ومن يعتبر بأنّ هذه الجرائم الوضيعة السافلة سببها الضيق المادّيّ أوالجوع وحده فإنّه يحرّض على هذه الجرائم بطريقة غير مباشرة ويمنحها الشرعيّة التي نعود بها آلاف السنين إلى أيّام الغزو القبليّ الذي كان يعتبر مهاجمة القبائل وقتل من فيها وسرقة محتوياتها رجولة وبطولة يتفاخر بها ويحثّ لارتكابها...
أيّة كلمات تخرج من أفواه الناس تسخر من القوانين الإنسانيّة التي ارتقى بفضلها البشر إلى الأمن الحضاريّ هي كلماتُ شرّ تحضّ على ارتكاب هذا الشرّ وتخلق مبررات له ، فالسّاذج الذي يتشدّق بذلك هو ظالم ومظلوم في الوقت ذاته ولن يسلم من النّار التي أضرمها بلسانه الفاسد، ومن سكت عن قول الحقيقة شارك في ارتكاب الجريمة و غيرها، ومن حفرحفرة لأخيه سقط فيها.