الكاتب الصحفى القدير ناجى قمحة لـ" لصوت بلادى " أشعر أن الله أعطاني نعمة ومجداً في تاريخي لأكون في يوم من الأيام تلميذاً لـ "طه حسين"

الكاتب الصحفى القدير ناجى قمحة لـ" لصوت بلادى " أشعر أن الله أعطاني نعمة ومجداً في تاريخي لأكون في يوم من الأيام تلميذاً لـ "طه حسين"
الكاتب الصحفى القدير  ناجى قمحة لـ" لصوت بلادى "  أشعر أن الله أعطاني نعمة ومجداً في تاريخي لأكون في يوم من الأيام تلميذاً لـ "طه حسين"

الكاتب الصحفى القدير  ناجى قمحة لـ" لصوت بلادى " 

أشعر أن الله أعطاني نعمة ومجداً في تاريخي لأكون في يوم من الأيام تلميذاً لـ "طه حسين"

 

حوار : جاكلين جرجس 

          

 

• الصحفي الجيد هو الذي تربي في مجتمع لديه اخلاقيات 

• أكتب في الحب دون وجود حبيب معين أكتب له وهذا هو الحب عندي "حب مجرد" فدائماً أي رغبة يقابلها اكتفاء والحب عندي هو حب بلا نهاية

• أسعد لحظات حياتى كانت أثناء عملى بجريدة الجمهورية 

• السباق و التنافس دائماً له ضحايا وأنا لم يكن لديّ أي استعداد لإن يكون لي ضحايا.

• لنقابة الصحفيين الفضل علىّ ليس للتكريم فقط بل فى توفير الحماية الصحفية للصحفيين

 

 

و نحن نتطلع إلى واقع جديد ينطلق منه الإعلام لتعويض ما فاته، وتحسين أدائه ، وضخ قيادات وكوادر مؤمنة بالتغيير والتقدم قادرة علي خوض معركة توعية الشعب من أجل المستقبل ؛ فلا تقدم بغير أمل ولا أمل بغير إعلام وطني مسئول  و لا نهضة ثقافية  دون الرجوع إلى التاريخ و أيمانًا بأهمية أن ننهل من خبرات رواد الصحافة و الإعلام ، قررت صوت بلادى أن يكون لقاء هذا العدد مع أحد رواد الصحافة الذى أفنى عمره  بجريدة الجمهورية العريقة بلا ملل أو كلل هدفه الوحيد أن إيصال صوت الشعب للمسؤولين و إجاد حلول لمشاكلهم المجتمعية ، الكاتب الصحفى القدير ناجى قمحة يفتح خزانة ذكرياته و أسراره لـ" صوت بلادى ". 

و إليكم درر الحوار : 

 

 

* الشعر ... الموسيقى .. القراءة .. السفر.. أيهما يعتبر غذاء الروح للاستاذ ناجى قمحة؟

نشأتى تعتبر فى الجيزة على النيل مما كان له أبلغ الأثر فى تكوين شخصيتى فقد كان هناك سمة ارتباطاً داخلياً نشأ بيني وبين هذا النيل الملهم.. ليدعم داخلي الرومانسية الحالمة التي لا أدري كيف أو متي ولدت بداخلى فأحببت الشعرحتي أنني كنت اقرأ اشعار "طاغور" ذلك الشاعر الهندي الذي كان يكتب في الحب دائماً.. وتأثرت كثيراً بـ "علي محمود طه"، إبراهيم ناجي وغيرهما، كنت أكتب في الحب دون وجود حبيب معين أكتب له وهذا هو الحب عندي "حب مجرد" فدائماً أي رغبة يقابلها اكتفاء والحب عندي هو حب بلا نهاية. لا يعني ذلك عدم وجود تجارب بحياتي فقد مررت بالفعل بتجربة هي التي عمقت حالة الحزن بداخلي وكما قلت هي تجارب عديدة حيث إن الإنسان الرومانسي لا يستطيع العيش بلا حب. كنت أيضاً أميل إلي قراءة القصص مما جعلني متميزاً في كتابة الموضوعات التعبيرية وإجادتها، وعليه كنت ذلك الشخص الانطوائى فأحببت القراءة ومنها تميزت فى الكتابة ، أما السفر نفسه كان يحمل لى ثروات في المشاهدة ويعوض لديّ الشعور بالوحدة.. فصحيح انني لم أكن مندمجاً مع أحد ولكن مشاهداتي الكثيرة جعلتني متعايشاً تماماً مع كل هذه النوعيات من البشر و فى أخر المطاف استطيع القول أن كل هذه العوامل مجتمعة هى التى شكلتنى و جعلت منى صحفى ناجح فيما بعد. 

 

 

* وراء كل رجل عظيم إمرأة .. كيف تجلت هذه المقولة فى حياة الاستاذ ناجى قمحة خاصة و إن فى بداية حياتكم كنت تجمع بين وظيفتين الأولى في المنطقة التعليمية فترة صباحية و الثانية فى الصحافة بالجمهورية ... كيف استطعتم التوفيق بينهما هل كان هناك متسع من الوقت للاستمتاع بحياتك الشخصية أم أن الحياة المهنية طغت عليها؟ 

بعد حصولي علي ليسانس الآداب تقدمت بأوراقي للدراسة بكلية التربية من أجل الحصول علي وظيفة.. وقتها وجدت وظيفتين بعد تخرجى من كلية الاداب قسم اللغة العربية بـ" أربعة " أشهر أصبحت موظفا فى وزارة التربية و التعليم و صحفى و أدرس فى كلية التربية و متزوج وهنا يظهر فضل الزوجة و هى  أبنة خالتى فقد كانت تكتب لى المحاضرات ، بالفعل هى تحملت كثيرا على المدى الطويل إلى أن تفرغت للصحافة و استقلت من التدريس و كانت الصحافة هى زوجتى الأولى فقد كنت أعمل لمدة 18 ساعة فى اليوم ، أعترف أنى إذا كنت نجحت فى الصحافة فذلك بفضل مثابرة زوجتى و تحملها معى.

 

 

* و نحن نحتفل هذا الشهر بذكرى ثورة 23 يوليو أحكى لنا عن أهم ذكرياتكم الصحفية فى هذه الفترة؟ 

أنا من أبناء الثورة المخلصين  مؤمن بعبد الناصر إيماناً ليس له حدود ولا شك أن ذلك قد أثر كثيراً علي عملي بالصحافة ولأن الإيمان له قاعدة من الإستفادة فأري أنني استفدت من الثورة كثيراً ففي السنة الأولي من الجامعة لم تكن توجد مجانية التعليم الجامعي وكنت أسدد عشرة جنيهات قسطاً أول وعشرة أخري قسطاً ثانياً وكنت قد تأخرت في تسديد القسط الثاني لأني لم أملك الجنيهات العشرة. قررت الثورة مجانية التعليم العالي وأصبحت المصروفات 2.50 فقط فقمت بتسديدها واستكملت الدراسة وهكذا أتاحت الثورة لي ولغيري الفرصة لإستكمال التعليم وهؤلاء هم الذين بنوا مصر ، لذلك أعتبر أحد هؤلاء الشباب اللذين تم تعينهم من خلال نظام القوى العاملة فبعد تخرجى فى كلية تربية تعينت فى 16 نوفمبر 1961 و وصلنى خطاب تعيين القوى العاملة فى 16 فبراير و هذه أحد إنجازات عبد الناصر ، فقد كان الطالب يتخرج ليجد الوظيفة المناسبة له كان هذا النظام  يكفل حماية المجتمع أو السلام الاجتماعى فالأسرة التى انفقت على الطالب فى مراحل التعليم المختلفة تنتظر تخرج ابنها للعمل فكانت الدولة ضامنة لتوافر العمل للشباب لتكوين أسرة أو مساعدة الأهل فى تسديد احتياجات المنزل لكن بعد إلغاء النظام انتشرت البطالة أكثر ..الثورة بلا شك هي التي صنعت مصر.

 

 

من واقع خبراتكم و دراستكم فى كلية التربية ما هو أسوأ شىء حدث فى التعليم؟ 

أسواء شىء حدث فى التعليم أن يكون المدرس غير مؤهل تربويا.

 

 

* عندما يمر شريط ذكرياتكم فى لحظة صفاء ذهنى ترى ما هى أسعد لحظة لقلب الاستاذ ناجى قمحة خلال رحلتكم فى الجمهورية؟

هى كل اللحظات التى عملت بها فى جريدة الجمهورية ، بالرغم من وجود بعض المعارك بعد وفاة عبد الناصر و أنا كنت مرتبط بخطاب عبد الناصر فى كتابة المانشيتات حيث كنت اكتب خطاباته فى نفس لحظة قراءته و كتابة العناوين و المانشيتات فالسرعة فى الكتابة و السبق الصحفى هى سر نجاحى وقتها ، لكن فى أيام السادات كانت طريقته فى إلقاء الخطاب مختلفة و فقدت ميزة السرعة التى كنت اتميز بها ثانيا كان هناك حاجز نفسى بينى و بين السادات فلم استطيع أن اتجاوب معه.

 

 

* حدثنا عن بدايتكم فى بلاط صاحبة الجلالة؟

تخرجت في سنة 1961 كنت في هذا الوقت أبحث عن فرصة عمل وكانت الجمهورية قد انضمت إليها جريدة الشعب وبالتالي كانت هناك فرصة لوجود وظائف وكانت الفرصة الوحيدة للدخول هي قسم التصحيح ورحبت به لتوافقه مع ظروفي وامكاناتي.. فأنا خريج أداب قسم لغة عربية وخجول ولكنه لم يتوافق معي كإنسان من بيئة معاصرة وعقلية متفتحة حيث كان الموجودون في القسم من الأزهريين. وكانت النظرة إليهم أنهم "فقهاء" ونحن كخريجي أداب ينظرون إلينا علي أننا متفرنجين خاصة و أنا ابن الطبقة المتوسطة التي تضم عائلته الكثير من الأسماء اللامعة لذا كنت أشعر أن الفارق بيني وبين زملائي في قسم التصحيح هو فارق كبير وكان من الممكن أن ينعكس عليّ بالتكبر عليهم وكان ذلك سيكون كارثة لأنهم سينفرون مني. ولكن وقتها تعاملت معهم وكأني ابن من ابنائهم ، بالرغم ادراكي لأهمية التصحيح بالنسبة للجريدة إلا أنني كنت أشعر بأنه ليس به خلق أو إبداع حيث لا يمكن للمصحح أن يضيف أو يعدل أي شيء وهذا ما دفعني للتململ منه والتطلع إلي قسم المراجعة الذى كان يعمل فيه الأستاذ رمضان السادات والأستاذ موسي شرف. وكنت اصعد إليه وأجلس علي مقعد موسي شرف الذي كان يصنع المانشيتات حيث كان يحضر الفترة المسائية ورمضان السادات الفترة الصباحية و قد علمني التركيز في الصياغة وهو أهم شيء في الصحافة والذي لابد أن يتوافر معه الثروة اللغوية وإدراك المعني ، اللماحية ، وقد تعلمت منه الكثير وعندما انتقلت إلي قسم المراجعة انفصل عملي عنه لانني كنت مضطراً للعمل فترة مسائية وليست صباحية وبالتالي عملت مع موسي شرف الذي علمني أنا ومحمد فودة كيف نكتب مانشيتاً وموضوعاً رئيسياً وكم كانت سعادتى بالغة عندما افتح الجرنال في الصباح وأجد خبراً كتبته منشوراً كما هو دون تعديل ولكن هذه الفرحة كانت تصاحب أول خبر فقط أما الثاني فكنت اقارنه بجرائد أخري أي أنني كنت انقد نفسي في العنوان والصياغة والفكرة.

 

 

أتتذكر أهم المنشيتات التى كتبتموها فى رحلتكم الصحفية؟

أتذكر إحدى المنشيتات لى قبل حرب أكتوبر 1973 وقتها كان يحسب للسادات خطته الخداعية أن يتظاهر بالضعف في الوقت الذي كان يجهز فيه للحرب التي اضطر لها بضغط من الشعب المطالب بالحرب،  وقبل اعلان الحرب كتبت مانشيت "لا أمل في الحل السلمي" وقامت الدنيا وكان رئيس التحرير ابراهيم نوار ورئيس مجلس الإدارة مصطفي بهجت بدوي حيث يعد هذا المانشيت كشفا لخطة الحرب.. فهذه الكلمات تعني أن الحرب قائمة حتماً ، وفوجئت بتغيير المانشيت.ولم اعرف السبب إلا بعد قيام الحرب وبعد أن كشف السادات عن خطته في الخديعة ، وبعدها فى حرب أكتوبر كتبت "قواتنا تحارب الآن في قلب سيناء" ، و مرة أخري كتبت مانشيت "رسالة من الزنزانة رقم " وكانت عن رسالة من الضفة الغربية وأعجب موسي صبري بهذا المانشيت ، أذكر مانشيت آخر كتبته "6 رصاصات في صدر ريجان" وكان له قصة ففي أيام محسن محمد كنت مسئولا عن الدسك وكان "أحمد البرديسي" في قسم الترجمة وفي الساعة الحادية عشرة اخبرني أنه سيغادر الجرنال قلت له مداعباً "تنزل أيه مش جايز الرئيس الأمريكي يتقتل ولا حاجة" قال لي "يا سلام" وضحكنا.. قلت له "فيه حد تاني موجود؟.. قال لي "أحمد العزبي" وذهبت انا ايضاً إلي المنزل وبمجرد وصولي علمت بمحاولة اغتيال "ريجان" وعدت إلي الجرنال علي الفور لأتابع الحدث واضع المانشيتات وفي ذلك اليوم كان علاء دواره هو نائب رئيس التحرير وكان زميلنا في الدسك "حمدي المرصفاوي" وقلت له "تعرف دكتور يقولنا لما الرصاصه تصيب الرئه ايه اللي يحصل" وبالفعل قام المرصفاوي بالمهمة ونشرنا تقريراً طبياً حول ما يمكن ان يحدث وكان موضوعا متميزا اشاد به مصطفى أمين فقدم له محسن محمد زميلنا علاء دوارة على انه صانعه ولم يعرف الحقيقة الا متأخراً.

 

 

* أحكى لنا عن ذكرياتكم مع عمالقة الصحافة و الإعلام فى بدايتكم الصحفية؟

كنت محظوظا ففى مرحلة الدراسة بالجامعة كنت أحضر محاضرات لـ "طه حسين" عميد الأدب العربى وأذكر أنها كانت يوم الأربعاء.. كنت أشعر أن الله أعطاني نعمة ومجداً في تاريخي لأكون في يوم من الأيام تلميذاً لـ "طه حسين" و كانت هناك محاضرات  لشوقي ضيف ـ شكري عياد ـ يوسف خليف الذي كان صاحب فضل كبير علي شخصيتى . 

أما فى الصحافة فقد  ترأس إدارة التحرير ثلاث مديرين هم: عبدالحميد سرايا، سعد الدين وهبة، عبد العزيز عبد الله و هو الذي منحني الثقة بنفسي وأتاح لي فرصة الجلوس مع عظماء مثل نعمان عاشور، ثروت أباظة،عبدالرحمن الشرقاوي ، أما محمود عبدالعزيز مساعد مدير تحرير.. كان إنساناً محترماً.. متواضعاً.. خلوقاً.. يحترم الآخرين وقد اعتدت منه احترام الآخرين حتي يحترموننى ، تعلمت منهم أن أكثر الناس عظمة هم أكثرهم تواضعاً.. فكلما كبر الإنسان كثر تواضعه  و- للأسف - أقارن ذلك مع ما يمكن أن يحدث الآن وأفضل أن أعيش علي معاني وقيم الماضي الجميل.

 

 

* إحدى قناعات حضرتك أن التنافس إذا أدي إلي أذي أحد فلابد من التوقف عنه علي الفور حتي إذا كان علي حساب النفس أو الطموح. فهل أدت هذه القناعة إلى نتائج سلبية أم إيجابية على المستوى المهنى؟

لعل هذه النظرة تفسر كيف أعمل بالصحافة كل هذه المدة ولا أصل إلي منصب "رئيس تحرير".فالسباق دائماً له ضحايا وأنا لم يكن لديّ أي استعداد لإن يكون لي ضحايا.

 

 

 

 

* قلتم أن الصحافة هى أنعكاس للمجتمع تتطور بتطوره وتنهار بانهياره ... فكيف تقرأون حال المجتمع اليوم ؟

لا شك هى علاقة وثيقة جداً تصل لدرجة انه إذا كانت هناك جريدة جيدة فإنها قد تكون ارهاصة للتغيير. . لذا دائماً نجد ان الصحفي الجيد هو الذي تربي في مجتمع لديه اخلاقيات .. فالموهبة غالباً تظهر من خلال مجتمع محترم والعكس صحيح  فالصحفي الذي لا يمتلك اخلاقيات لابد من التأكد من أن البيئة التي نشأ فيها وخلقت فيها موهبته هي التي صنعته بهذا الشكل.

 

 

* ما هى أنجح التجارب الصحفية و الملفات التى قدمتموها للمواطن من خلال عملكم فى الجمهورية و لاقت نجاح واسع مما ساهم فى زيادة توزيع الجريدة؟ 

من انجح التجارب التى قدمتها للصحافة أنى قدمت صفحة يومية بهدف جذب و استقطاب القراء كان اسمها الحب يجمع وضعت فيها مشاكل المراهقين و الشباب فى الجامعات و المدارس ، و قضايا المرأة و دورها فى المجتمع فى الثمانينيات من خلال رحلة نجاح الصحفيات ، كما عرضت المشاكل الاجتماعية الموجودة و استضفت أطباء نفسيين لإيجاد حلول للمشاكل.

 

 

* أين موقع القصة القصيرة و الرواية من حياة الكاتب الكبير ناجى قمحة؟

كتبت عدسة محاور و هى قصة عاطفية عبارة خطابات حب من طرف واحد و دقات قلب و هى محاولة شعرية و أخيرا أحلام الكروان و هى تمثل مرحلة النضج و نظرة للحياة أكثر من الحب ، و فى انتظار المطر كتبتها فى عهد الرئيس مبارك فقد كنت أخلط الشعر بالسياسة فقد كان المطر يعنى لى الثورة احتجاجا على الكثير من الاوضاع.

 

 

* فى إحدى مقالاتكم كتبتم عن شركات و مصانع القطاع العام خاصة شركتى ( قها و ادفينا ) و قلتم أن الأمر يتطلب رد الاعتبار لهذا القطاع .... فهل ترون أن الدولة تتجه بالفعل لاستعادة نشاط هذا القطاع بقوة؟ 

عشت تجربة بناء هذه المصانع فهذه المصانع الكبرى التى أنشأها عبد الناصر من دماء و عرق أبناء الشعب ،وقتها كان يرفع شعار ربط الأحزمة على البطون فبناء المستقبل أهم و أولى ؛ لذلك يعتبر التفريط فيها إحدى الجرائم التى ارتكبت فى حق و تاريخ مصر ، خاصة أنه تم بيع تلك المصانع أيام السادات و مبارك ، و الغريب فى الأمر أن مبارك حريص جدا على شعار إلا المجمعات الصناعية الضخمة لكنه باعهم فى النهاية و كانت النتيجة زيادة نسبة البطالة و المطالبة بالمعاش المبكر فتلك المصانع كانت طويلة المدى فالعامل يظل يعمل بها الى أن يبلغ سن المعاش لكن أغلب المشروعات الأخرى هى مشروعات وقتية.

 

 

* يقال فى الأمثال  "هذا الشبل من ذاك الأسد " أحكى لنا عن شعوركم لحظة ميلاد أبنكم الوحيد " أحمد ناجى قمحة " و لحظة جلوسه على كرسى " رئاسة التحرير " ... هل كنت بالفعل تعده منذ الصغر ليصل إلي هذا الكرسى فى ذلك الصرح العملاق ، هل توقعت له هذا النجاح؟ 

 أنعم الله علىّ بأبنى الوحيد أحمد بعد تسع سنوات من الحرمان ، فى الحقيقة بعد الزواج مباشرة كنت منهمك فى العمل جدا و لم أكن مهتم بموضوع الأولاد لكنى كنت حريصا على الإنجاب لإسعاد زوجتى لذلك جربنا أكثر من محاولة بلا جدوى ؛لكن فجأة وهبنا الله هديته الرائعة ، أتذكر يوم ولادته جيدًا فهو ولد في عام 1970 وكنت ذاهباً لرؤيته و الاطمئنان عليه هو و والدته بالمستشفي وحدثت غارة وأنا في طريقي إليه فكنت مرعوبًا عليهم مما جعلنى ازداد فى كراهيتى لإسرائيل.

كان أملى الوحيد مثل أى أب أن يكون أحمد أحسن منى فى كل شىء بداية من التعليم فلم أرغب فى أن يدخل التعليم الحكومى فألحقته بإحدى المدارس الكاثوليكية ليتعلم اللغات بها و يمارس الهوايات و الرياضة ثم التحق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية قسم علوم سياسية، و أجد أن القيمة التى أوجدها لنفسه بمثابرته و اجتهاده و علمه فهو لا يكتفى بمعرفة المعلومة لكنه يحلل الموضوع و يعطى أبعاد و حلول و يتنبأ بما سيحدث فى مستقبل مصر و العالم ، أجد أحاديثه للقنوات و الصحف ممنهج موضوعى يشف عن وطنية واحساس بالإنجاز الذى يتحقق فى وطنه و هذا أثمن و أغلى فى نظرى عن المراسم و التكريم و المناصب ، و أفخر دائما بكونه حقق ما لم استطيع تحقيقه برئاسة تحريره لمجلتين من روافد صرح صحفى عظيم.

 

 

* أوصف لنا شعورك بعدما تم تكريمكم لثلاث مرات فى نقابة الصحفيين جائزة الرواد؟ 

تم تكريمى عدة مرات و أسعد بهذا التكريم جدا ، و لنقابة الصحفيين الفضل علىّ ليس للتكريم فقط بل فى توفير الحماية الصحفية للصحفيين فعندما تعرضت لهجوم غير مبرر و حدث إعتداء على جريدة الجمهورية من قيادة صحيفة أخرى قمت بأول اعتصام جماعى فى تاريخ الصحافة و استطاعت النقابة بقيادة الاستناذ ابراهيم نافع رحمة الله عليه بتوفير الحماية لنا و أعادت للجمهورية حقها و كنت أنا من ضمن الصحفيين الذين استعادوا حقهم ، فدائما موقف النقابة مشرف و يستحق الحفاظ عليه طالما أن الصحفى لم يتجاوز ، فالحرية الغير مسؤولة مصيرها الخراب. 

 

 

* نصيحة توجهها لشباب الصحفيين؟ 

يجب أن يكون مثقف ، مسؤول و يعرف حدود مسئوليته ، أن يعيش وسط مجتمعه و بيئته العودة إلى الشعب بعيون مفتوحة و عقل متفتح و يفكر فى البحث عن حلول لمشاكله ،الثبات على مبادئه ، أنصحهم بالقراءة تعلم اللغات الاجنبية.