ودنك منين يا جحا عبارة استوقفتني كثيرا عندما اخذت اتأمل طريقة تطوير الدولة المصرية لنظام التعليم فيها فبرغم تعاقب الادارات ظلت جميعا تصبوا نحو اللاشئ فتارة تقيم الانشاءات التعليمية واخري تغير في متن المناهج وثالثة رأت استبدال الكتاب المدرسي ب"تابلت" وللاسف الشديد يتحقق للجميع ان مسألة تطوير التعليم بعيدة كل البعد عن كل هذه المسائل العبثية رغم اهمية كثيرا منها فإقامة المنشآت التعليمية لا احد ينكر اهميته لانها الوعاء الذي يصب داخله العمل التعليمي كله وتنطلق من خلاله كل نواتج التعلم ومسألة تطوير المناهج غاية في الاهمية خاصة بعد التطور الكبير الذي شمل كل نواحي الحياة وتغيرت معه متطلبات سوق العمل عن ذي قبل وما بين تطوير المناهج واقامة منشآت تعليمية وجدنا المعلم وقد اكتاسه الاهمال واحاطت به يد التشويه من كل جانب ففي كل دول العالم يحظي المعلم بنصيب الاسد في كل برامجها التي تهدف للاصلاح والتطوير اما في مصر فقد وصل المعلم بفضل الاهمال والتجاهل في كل برامج الاصلاح الي درجة لا يمكن من خلالها ان نقارن بينه وبين نظرائه في اي دولة اخري الامر الذي انعكس علي طبيعة الحياة التي يعيشها المعلم وامتدت اثارها لعمله حتي اصبح لا يستطيع ان يفي بكل متطلبات هذا العمل كما كان من قبل وبالتالي وصل حال التعليم الي ما وصل اليه واصبحت مصر تنازع كثيرا من الدول في تزيل قائمة الدول التي تصارع البقاء في مجال التعليم بعد ان كانت يؤخذ من نواتج تعليمها العلماء والنابغين ورغم ان جسد التعليم المصري قد قتل بحثا بغية التطوير الا انه كان دائما بعيدا عن قلب الجسد وهو المعلم الذي ادي اهماله الي ضياع كل محاولات الاصلاح لانها استهدفت كل ما هو غير ذي قيمة واستبعدت القيمة ذاتها المتمثلة في المعلم واصلاح حال المعلم لا يعني فقط اخضاعه لبرامج التدريب والتأهيل ولكن الاهم من ذلك كله اصلاح وضعه الاقتصادي والذي من شأنه يتيح للمعلم ان يصلح هو من ذاته ويرقي بمعارفه وطالما ان كل برامج الاصلاح الخاصة بالتعليم خلال الفترات السابقة وضعت بأيدي من هم خارج المنظومة وجدناها جميعا تضل طريقها ومهما بلغت برامج الاصلاح والتطوير للعملية التعليمية في مصر وتجاهلت المعلم فإنها لن تبلغ ابدا اهدافها وخير دليل على ذلك ما حدث عندما زج خبراء التعليم بالالة الحاسبه الامر الذي اضاع كثيرا من قدرات التلاميذ في المرحلة الابتدائية واطاح بالقدرات الابداعية التي كانت تميز قدرات تلاميذنا عن نظرائهم في البلدان الاخرى ولا ننسى محاولات ادخال التابلت للتعليم الثانوي تلك التي بأت هي الاخرى بالفشل الذريع بعد ان اضاعت الدولة ما يقارب 37 مليون دولار عليها دون جدوى تذكر ثم محاولات تفيير نظام الامتحانات في مرحلة التعليم الثانوي الاخيره بغية القضاء على ظاهرة الغش الجماعي والتي انتقلت فيها من بوكلت ثم الي بابل شيت وللاسف كلها لم تنجح ايضا في مواجهة ظاهرة الغش التي اصبحت تطارد كل من يهمه الامر في حقل التعليم او حتى على مستوى اسر طلبة الثانويه العامه الذين يرون ان عدم التكافئ اصبح هو سيد الموقف طالما عجزت الدوله عن تحقيق الانضباط داخل قاعات امتحانات الثانويه العامه
ونحن اذ نطور التعليم بمصر لا نبحث عن ابرة وسط كوم من القش ولكننا بكل نجاح نطبق المثل القائل ودنك منين يا جحا .