جاكلين جرجس تكتب : أحلامهم ممكن تتحقق.. !

جاكلين جرجس تكتب : أحلامهم ممكن تتحقق.. !
جاكلين جرجس تكتب : أحلامهم ممكن تتحقق.. !
 معلوم أن المعجزة هى عمل خارق لقوانين ونواميس الطبيعة، قد يعتقد الكثير من البشر  أن زمن المعجزات انتهى و هناك البعض لا يؤمن بها على الإطلاق ؛ لكن هل تتصور أن تكون حياة شخص ما معجزة حقيقية ؟!! ،هناك نماذج بشرية هي في حد ذاتها تمثل معجزات نسمع عنهم أو نعيش معهم قصص نجاحهم قد نشاركهم تحدياتهم للمصاعب والمعوقات  أو نسمع عنهم عن بعد سواء في زمن فات أوفي حاضرنا وفي مستقبل الأيام .. و تتوالى المعجزات و يستمر تحقيق الاحلام و المستحيلات بفضل الله فقد منح جميع خلقه حقهم فى الحياة بشكل متساوٍ، ومن لديه خلل أو نقص فى شىء عوضه بغيره ، فجميع البشر وهبهم الله الحق فى الحياة رغم الاختلاف و التنوع هم بالفعل أقوياء فى حالة تحدى دائمة لأنفسهم قبل أى شىء آخر هم متحدو الإعاقة الذين عوضهم الله عن هذه الإعاقة بنبوغ في مجال ما .
    و فى عالم المعجزات البشرية هناك كثير من المشاهير فى مجال الأدب و الكتابة نجد عميد الأدب العربى د . طه حسين  الذى دعى إلى نهضة أدبية، وعمل على الكتابة بأسلوب سهل واضح مع المحافظة على مفردات اللغة وقواعدها، ولقد أثارت آراؤه الكثيرين كما وجهت له العديد من الاتهامات، ولم يبالي طه بهذه الثورة ولا بهذه المعارضات القوية التي تعرض لها ولكن استمر في دعوته للتجديد والتحديث ،و فى الموسيقى و التلحين كنا نغوص فى أعماق بحر النغم مع الفنان الراحل عمار الشريعي والذى اعتبروه نموذج في تحدى الإعاقة  ،و كان له علامات وبصمات في الموسيقى الغنائية المصرية، و ألف الكتيرمن الموسيقى التصويرية للأفلام والمسلسلات .
   ويشهد العالم على إنجازات الكثيرين من ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين أبهروا العالم بما قدموه، وكم كان لديهم إرادة قوية في تحقيق ما يتمنون، ووجدوا لهم هدفًا في الحياة يحيون من أجله ويسعون بكل طاقتهم لتحقيقه ، فهل كنت تتخيل يومًا ما أن يدخل ذلك البطل موسوعة جينس و هو أول لاعب لتنس الطاولة بلا يدين فى العالم  هو المصرى إبراهيم حمدتو!! ؛ أو أن تقوم أميرة أبو طالب الفتاة الكفيفة صاحبة  28 عاما  بالتعامل مع الكاميرا على أنها جزء منها تتحسسها لتلقط الصورة و مدى فرحتها بنجاحها حين تلتقط الصورة و أملها فى التقدم للمسابقات العالمية .
   كل هؤلاء و غيرهم حول العالم لا يسعنا إلا أن ننحنى لهم تبجيلًا و احتراما على أرادتهم القوية و عزيمتهم الفولاذية التى لم تقهرها الظروف و نحن نحتفل بهم فى الثالث من شهر ديسمبر كل عام ، ويهدف هذا اليوم إلى زيادة الفهم لقضايا الإعاقة و ضمان حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، كما يدعو هذا اليوم إلى زيادة الوعي في كيفية دمجهم في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية و العمل على تمكينهم تحقيقًا لمبدأ المساواة فى المجتمع بعد سنوات كثيرة ضاعت فى التهميش .
   و على الرغم من مؤازرة الحكومة لهم لكن لا تبدو البنية التحتية والمواصلات مهيئة بشكل كافٍ لتيسير ممارسة ذوى الاحتياجات الخاصة حياتهم اليومية و التنقل والحركة ، أما على المستوى المجتمعى فإن النظرة لهم وفقا لمختصين تتراوح بين الإشفاق أو السخرية في كثير من الأحيان، وهو ما يدفع إلى مزيد من تهميش هذا القطاع المهم من المجتمع ؛ لذلك نحتاج إلى الاستمرار فى توعية و تأهيـل المجتمـع للقبول بذوى الهمم كأفرد لهم خصوصية معينة ؛ لذلك تُعد عملية دمج ذو الهمم  في حياة المجتمع هي بمثابـة مسـألة وطنية تتطلب المآزرة المجتمعية الأهلية والمؤسسـاتية، و أيضًا الجهـود المالية بدعم من رجال الأعمال و مؤسساتهم ؛ كذلك المؤسسات القانونية والقرار السياسي .
   و هو ما سعى إليه الرئيس السيسى بعاطفة أبوية خالصة لتمكين ذوى الهمم ودمجهم في جميع المبادرات التي تقوم الدولة بتنفيذها، حيث لم يبخل لحظة واحدة فى الإستجابة لهم، مُحققًا رغباتهم وكان حاضرا فى كل مناسباتهم وتبادله الحديث الأبوى منذ عام ولايته الأول إلى خروج قانون يدعم كل حقوقهم فى الدولة وحرصه على تكريم الأبطال والبطلات المتوجين بميداليات بطولة العالم للمعاقين ذهنيا بأستراليا ،واستضافة مصر لأول دورة ألعاب أفريقية للأولمبياد الخاص ثم التوسع فى مظلة الحماية الاجتماعية لذوى الهمم وتوفير كل السبل اللازمة لهم للحصول على جميع حقوقهم ولتكون جهود التمكين جزء لا يتجزأ من الأولويات التى تستهدف الارتقاء بحياة المواطنين بوجه عام ، ترسيخا لمفهوم تكافؤ الفرص بين الأصحاء والمعاقين بهدف تعامل مجتمعي أفضل ؛ فقد غرس الرئيس السيسى الأمل بنفوس أولادنا من ذوو الهمم و دعمه بمحفزات للتحمل وبناء أحلام طموحة ، فنجح أن يعيدهم للحياة المجتمعية والتمسك بأحلامهم  ليكونوا طاقة أمل لمن حولهم ... وفى اعتقادى الشخصى أن المعجزات لا تزال تتحقق طالما قررنا تحديد اهدافنا و العمل بجد و عزم وهمه وأمانة وضمير ووعي طالبين توفيق الله ..