د. حنان فهيم تكتب : دروس حياتية من التنمية البشرية .. ١٠٥ الأسرة في خطر

د. حنان فهيم تكتب : دروس حياتية من التنمية البشرية .. ١٠٥ الأسرة في خطر
د. حنان فهيم تكتب : دروس حياتية من التنمية البشرية ..  ١٠٥ الأسرة في خطر
 
يقال (ان الزواج مثل البطيخة انت وحظك) وكان في الزمن القريب الخطيبين في قمة السعادة في فترة الخطوبة وبعد الزواج يبان (انت وحظك). الان تحدث أشياء غريبه فالبطيخة بتبان في فترة الخطوبة. لم يعد شيء مجهول للعروسين بل على العكس المشاكل والتحديات والعند والتحكم يظهر في فترة الخطوبة وكل هذا لا يكون راضع لاحد ويكتمل المشروع كما هو، فهل هناك امل بعد الزواج للإصلاح؟ لا وألف لا ولكن لماذا يكتمل الزواج!!! البعض يكمل على شان كلام الناس وطول فترة الخطوبة والناس تقول ايه، والبعض الاخر هو ده الموجود في السوق الناس كلها ذي بعض، والبعض من منطلق لازم اتجوز، جوازه والسلام. وماذا بعد؟ وتبدء المشاكل في التصاعد وتتراكم المشاكل على بعض ويأتي الأبناء يحصد ما زرعه الإباء. وهناك ظاهرة لمساعدة الأزواج استخدمت بطريقة عكسية فكل زيجة غير ناجحة يبحث عن مسمى لشريك حياته (فهو غير سوى، هي مش طبيعية، هو شخص نرجسي وده كافي لطلب الطلاق، ده عنده اضطراب نفسي) وهكذا..........
وبدل التصليح والبحث عن الحل أصبحنا نبدع في اختيار المسميات التي تعطى رخصه للانفصال على حساب الكيان كله من منزل وكيان وأطفال بدون تقدير للموقف واحتساب العواقب ودون اللجوء لوسيط واعى او مرشد أسرى يساعد الاسرة فأصبحت طرق الانفصال أسهل من الحفاظ على الاسرة والابناء وبعد ذلك نبحث عن علاج للأطفال من التلعثم والتبول اللاإرادي وشرب المخدرات وادمان الإباحية والعنف والقتل وما أكثر ذلك الان ونقول ما السبب في زميل يذبح زميلته واخر يطعن ذلك ..... فنحن في حلقة مفرغة ونبحث عن أسباب في عالم كبير. فالمشكلة جو البيت في نطاق الاسرة هي الأساس فالأسرة نوه المجتمع وعندما يحدث خلل في الاسرة يحدث خلل أكبر في المجتمع.
في الماضي كان الزميل يدافع ويحمى من معه وليس العكس. 
في الماضي كان الجار هو حامى الحمى ويترك مع جاره مفتاح المنزل لمتابعة البيت في غياب صاحب البيت، اما الان العكس تماما. فقد غاب الأمان من الاسرة. ماذا تنتظر من بيت فيه الزوجين أكبر أعداء لبعض، كيف ينتج طفل سوى في بيت أحد الوالدين قتل الاخر. بدل أن يكون المنزل منبع الحب والأمان والدفيء أصبح هو موقع الجريمة والشاهد على الاحداث الغير سعيدة للطفل، فما يحدث الان هو النتاج الطبيعي لاستسلام الاسرة للمشكل والتصعيد المستمر واختيار بين الصعب والاصعب وهو الانفصال أو القتل. كل واحد ينظر حوله في البيت والمحيط العائلي كام اسرة سعيدة ومحبه لبعضهم ولديهم الرغبة في الاستمرار والحفاظ على الاسرة. 
اعتذر عما سبق فهو كلام مؤلم وحقيقة مرة وأتمنى ان تتغير. فالتغيير قرار مهم يلزمه إصرار وتعلم والكثير من المحاولات. 
القرار الأول: هو الإصرار على الحياة الصح، فما هي الحياة الصح؟ الحياة الصح في تحمل المسئولية فانا المسئول عن أفكاري اذا انا المسئول عن نتائج أفعالي بمعنى أنا صممت على الارتباط رغم كل التحذيرات وكل المشاكل التي حصلت في فترة الخطوبة والكثير الذى كان يدل على عدم التوافق او السعادة لكن حصل الزواج فهنا أنا المسئول واعمل بكل الطرق على إنجاحه، فالطفل بعد الولادة هل ينفع يرجع في قرارة ويدخل بطن الام ثاني، عندما افهم ذلك واخذ قرار بالاستمرار وتحمل المسئولية اقدر اغير كل شيء حولي واحوله لكل شيء ينجح بيتي فهناك قصة تقول (ذهبت زوجة الى حكيم صيني نطلب منه المشورة في التعامل مع زوجها فهو صعب الشخصية وتفضل عدم الحياة معه فطلب منها الحكيم شعرة من راس اسد حي. فكر معي عزيزي القارء هل التعامل مع انسان أصعب من التعامل مع الأسد!!!! يا إلهي فقد نفذت الطلب واتت بشعره من راس اسعد حي. وهنا تعجب الحكيم وقال لها كما عرفتي ان تأتى بهذه الشعرة من الأسد سوف تجدى من السهولة التعامل مع زوجك. وهنا الإصرار وتحمل المسئولية تستطيع به صنع العجب.
القرار الثاني التفكير الجيد بعواقب الأمور : فالمشاعر الحالية الحياة صعبه مع هذا الشخص ويسيطر التفكير والصوت الداخلي على كياني ولا اعرف ان اسيطر عليه وهو ما يسمى ب  automatic thought التفكير بالطريقة ده سهل تدمر حاجات كتير فمهم اتعلم التعامل مع هذا التفكير وإعطاء العقل تفكير مضاد لذلك مثال عندما يقول عقلي الموت احسن من الحياة مع شريك حياتي ده انا ممكن اعيشهم افضل وأنا لوحد وهكذا روح في مكان جميل وهادئ ورد على هذا التفكير (طبعا اثنين افضل من واحد ، هو شايل عنى كتير ، انا أشتغل واصرف عليهم ولا أكون جنبهم داخل البيت ، اكيد في طرق للتواصل أفضل من كده ، كل مشكله وليها حل. وبكده بدل ما اعطى كل كياني للتفكير الغاضب أفكر في الحلول والنتائج وكده اهدا وانظر من زاوية أخرى واحافظ على بيتي. اسئلى أي زوجة منفصلة او ارملة هل انت في وضع أفضل هل تتمنى ان يرجع بيكي الزمن وتعيشي مع زوجك واسمعي الرد بكل كيانك ولأحظى أنك في وضع يتمناه الكثير. 
القرار الثالث ابحث عن النماذج الناجحة والبيوت المستقرة: اسأل واتعلم منهم ولا انظر للقشور او الصورة الخارجية مفيش بيت سعيد بدون مجهود وإصرار وتضحية اسمع منهم وصدق ما فعلو حتى يصلو الى ذلك وهل النتائج التي حصلوا عليها تستأهل هذا الإصرار ولا لا. 
اكيد كل واحد فينا يتمنى يكمل حياته مع شريكه، وان الأبناء تكبر في بيت طبيعي ونفتخر بقصة الكفاح امام الاحفاد لا تبخلوا على أنفسكم في تحقيق ذلك. يا لهى من متعه وانت تحكى عن الصعاب والتحديات التي تختطها انت وشريك حياتك. ممكن تسائل أي أحد منفصل هل هو سعيد؟ هل أخذ القرار الصح؟ ما صعوبة الإحساس بالندم على فقدان شريك حياته؟ 
لن تجد أحد فخور بالانفصال وهدم العائلة.
القرار الرابع أين ربنا في حياتك أين ضابط الكون كله: هل تقدر الساعة ان تكون في أحسن حاله مع نفسها بدون التصليح عند الساعاتي. هل الفخار يقدر أن يحسن من نفسه بدون يد الفخاري، طبع لا، فهكذا الحياة فالأسرة هي مسرة الله، فالله أحب الاسرة وكونها واعطانا الحرية، فماذا فعلنا لقد جربنا كل شيء غير القرب من ربنا، كل شيء أسهل من ان نطلب المعونة من الله ان يحفظ الاسرة ويظلل عليها. من منا يقدر أن يحافظ على حياته واطاله عمره، هذا اختصاص الله، فهو من يحمى الاسرة ويرجع الأبناء بسلام الى البيت وهو مدبر كل شيء ويغير مسار المشاكل التي نصنعها وهذا كله يتحقق بطلب منى، فهذا القرار يتطلب الإمساك به والدعاء المستمر للأسرة فالصلاة تصنع المعجزات وتحل بالسلام والاطمئنان فهي أسهل وسيلة لحل كل المشاكل. فمن المهم الحرص على سلامه الاسرة وتسليم الأبناء في يد الله وأن تتعلم الأولاد اللجوء اليه في كل شده وضيقة ويكون لديهم الثقة أن هناك إله ضابط الكل وهو يحبنا ويعمل على اسعادنا. ما أجمل هذا الإحساس فهو كل الأمان والراحة والسلام فنحن في يد امينا، فيد الله فوق كل حسابات، فالعقل البشرى يتكلم عن الغلاء والمجاعات والحروب والله يقول هل العصفور يحتاج الى كساء وطعام فالله يعتنى بنا ويفكر في حاجات لا تخطر على بال أحد، فباستمرار لديك ورقة وقلم واكتب ما يفعله الله في كل ما سبق في حياتك فهذا التمرين يعطى ثقة واطمئنان على ما يأتي مهما كان. فالله موجود ولن يطرقنا طول ما احنا نتمسك بيه ونطلب المعونة منه هو.
اتمنى للجميع حياة سعيدة مع مهارات التنمية البشرية التي من خلالها تقدر تغير حياتك عندما تكتسبها ولدروسنا من التنمية البشرية بقية .........