د.سهام عبد الباقى محمد تكتب : شجرة "مريم" رمزا مٌبجلاً على مر الزمان

د.سهام عبد الباقى محمد تكتب : شجرة "مريم" رمزا مٌبجلاً على مر الزمان
د.سهام عبد الباقى محمد تكتب : شجرة "مريم" رمزا مٌبجلاً على مر الزمان
ارتبطت قصة وجود الإنسان على الأرض بالشجرة المٌحرّمة التى نهى الله سيدنا آدم عن الأكل منها،فعوقب بالخروج من الجنه والهبوط إلى الأرض مع وعد ربانى بالعودة لمن عمل صالحًا.ولأن الشجرة كانت هى سبب تحول حياة الإنسان من النعيم إلى الكد،، والتعب، والشقاء ذٌكرت فى جميع الشرائع السماوية،وأصبحت معنى عميقًا فى الوجدان البشرى فلديها البداية وبها الغذاء والدواء،وطلب الراحة والإستظلال والمتعة.وإليها النهاية.كما أصبحت الشجرة رمزا وطنيًا لكثير من الحضارات،والثقافات، والدول. فالثقافة العربية يرمز لها بأشجار النخيل، ولبنان تٌعرف بشجر الأرز اللبنانى،وعٌرفت الهند بتينها،وفلسطين واليونان وألبانيا وإيطاليا بزيتونها، وعٌرفت قطر بشجر السدر، والمالديف بجوز الهند......الخ.
كما صارت كثير من الأشجار رمز مبجلاً فى كثير من الديانات التقلدية ،والشرائع السماوية لإرتباطها  بنشاة الكون كشجرة الجمّيزالمقدسة والتى أعتبرها المصريون القدماء،"الأم السماوية" للإنسان،وصنعوا منها توابيت الآلهه كتابوت الإله أوزوريس،وإرتبطت بعض الأشجار ببعض الأنبياء كشجرة موسى فى طور سيناء، وشجرة اليقطين التى أظلت سيدنا "يونس" أو ذا النون أو "يونان" فى المسيحية بعدما لفظه الحوت سقيمًا.ومن الأشجار التى تحظى بتقديس كبير فى الثقافة الشعبية المصرية "شجرة مريم"وهى من الأثار القبطية المعروفة فيحى المطرية في أقصى شمال مدينة القاهرة وبالقرب من مسلة سنوسرت،وتوجد الشجرة محاطة بسور كبير ويتوسطه حديقةوعندماسقطت الشجرة عام 1656 م، أخذ أحد القساوسة فرع منهاوزرعها بالكنيسة المجاورة لمنطقة الشجرة والمسماة بكنيسة شجرة مريم فنمت الشجرة وتفرعت وظلت على وضعها الحالى،كما أخد الكثير من فروعها وتمت زراعتها فى أماكن متفرقة للمحافظة على الشجرة المباركه.وقد ذكر المؤرخ الإسلامي المقريزى فى القرن الخامس عشر الميلادي، أن العائلة المقدسة فى رحلتها المباركة من بيت لحم فى فلسطين إلى مصرإتخذت من عين شمس بالمطرية مستقر لها وكان على مقربة منهم عين ماء، فأخذتالسيدة مريم منها بعض الماء لتغسل ثياب المسيح وصبت غسالة الماء على الأرض،فأنبت الله نبات البلسانموضع الماء الذى غٌسل فيه ثياب سيدناعيسى علية السلام. ولما نمت الشجرة وبينما كان جنود هيرودوس  يبحثون عنهم إختبأوا تحت الشجرة، فإنحنت عليهم  الشجرة بأغصانها وأخفتهم تمامًا عن أعين الجنود لذا أصبحت تلك الشجرة رمزا عظيمًا مباركًا لدى المسيحيين والمسلمين ومقصدا لكل من تعانى من مشاكل الإنجاب كالعقم أو تأخر الحمل يأتيها النساء على اختلافهن الدينى إلتماسا لبركتها وطلبا للشفاء والولدمما أعطى الشجرة بعدا ثقافيًا جديدا وجعلها رمزا للأمومة والعطاء ورمزا للوحدة الوطنية.