حكاية الأنسولين بقلم رؤى مسعود جوني وقلم د.محمد فتحي عبد العال

حكاية الأنسولين بقلم رؤى مسعود جوني وقلم د.محمد فتحي عبد العال
حكاية الأنسولين بقلم رؤى مسعود جوني وقلم د.محمد فتحي عبد العال
 في الفسحة المدرسية، وبينما كان مروان يلهو ويتسامر مع أصدقائه، شعر فجأة بدوار ووهن شديدين وكاد أن يفقد الوعي، سارع الأستاذ إسلام الذي كان يتجول بين الطلاب بنقله مع عدد من الطلاب إلى الوحدة الصحية في المدرسة، حيث قامت الطبيبة، بالكشف عليه فلم تر أية علامات غير طبيعية، لكن عندما قامت بفحص سكر الدم، تفاجأت بأنه منخفض جدا، وكإجراء إسعافي طلبت الطبيبة من مروان أن يشرب كأساً من العصير المحلّى، ثم أعلمت الإدارة المدرسية بما حصل للاتصال بوالدي مروان، ومرافقته إلى المنزل للراحة، وسؤالهم عن طبيعة مرضه.
 جاء والد مروان إلى المدرسة بسرعة، وأخبر الطبيبة بأن مروان طفل طبيعي وذكي ومحبوب، لكن الأطباء نصحوه بالعيش وفق نمط حياة قائم على التغذية الصحية،والوجبات المنتظمة واخذ جرعة من دواء الأنسولين، لأنه مصاب ( بالسكري) لكن للأسف فان مروان في هذا اليوم تخطى 
وجبة الإفطار الضرورية فحدث ما حدث له.
كان أصدقاء مروان يشعرون بالقلق الشديد عليه، ويقفون حول الأستاذ إسلام والطبيبة، عندما ذكر والد مروان سبب ما حدث لصديقهم العزيز، وكانت تلك هي المرة  الأولى التي يسمعون فيها  اسم مادة الأنسولين، فاستغربوا وقرروا سؤال أستاذهم عنها في حصة العلوم خلال الأسبوع.
 في حصة العلوم ابتسم المعلّم فرحا بسبب رغبة تلاميذه النجباء بمعرفة معلومات مفيدة خارج منهجهم الدراسي، فبدأ حديثه بالقول:  
هل تعرفون أين تقع جزر لانجر هانز؟
 أجاب سامر: أهذه حصة جغرافيا أم علوم يا أستاذ؟ 
ثم قال سعيد: في المحيط الأطلسي ربما!! 
ضحك الأستاذ وتابع كلامه قائلا: إن جسم الإنسان يا أبنائي يشبه العالم الذي نعيش فيه، احتاج البشر الكثير من البحث والدراسة لاكتشاف مكوناته وأعضائه والعناصر الكيميائية التي يحتويها ومقدار حاجة البشر لكل منها لاستمرار حياته بشكل صحي وسليم. 
وكما اكتشفت اميريكا جغرافيا عبر رحلة كريستوف كولومبس الشهيرة، اكتشف جزر لانجرهانز 
عالم التشريح پاول لانجرهانز أما العالم فريدرك بانتينج فقد اكتشف دور هذه الجزر التي تشغل عضوا هاما من جسم الإنسان هو البنكرياس في إفراز هرمون الأنسولين.
تفاجأ سعيد وسأل الأستاذ: وكيف تم ذلك، ولماذا؟
 أجاب الأستاذ: لان البحث دائما يكون لهدف ما فقد كان البحث المضني والشاق لهذا العالم 
لاكتشاف الأنسولين ذلك الهرمون الغامض الذي ينظم تحول الغذاء الذي نتناوله إلى طاقة لازمة لنا كي تستطيع أعضاء جسمنا القيام بمهامها، من دراسة وعمل ولعب ورياضة... 
هذا الهرمون اكتشفه هذا العالم بعد أبحاث وتجارب كثيرة،مع غيره من العلماء المشاركين بالبحث في المخابر و المعامل، وقد تم تطبيق الدراسة على الكلاب أولا، عن طريق حقنها بخلاصة البنكرياس ومراقبة النتائج، وقد فشلت الكثير من هذه المحاولات والتجارب في البداية، إلى أن عرف هذا العالم أهمية هرمون الأنسولين في تنظيم مستوى السكر في الدم مما يجعل الإنسان يعيش حياته الطبيعية، و بأن أي خلل في إفراز هذه المادة في الجسم سيصيب الإنسان بمرض السكري، وهذا ما حدث مع صديقكم مروان. 
سأل سامر: وهل هذا داء خطير يا أستاذ؟ أجاب الأستاذ :في الوقت الحالي أصبح التعامل مع هذا المرض أمرا عاديا، بسبب اكتشاف هرمون الأنسولين من قبل هذا العالم ورفاقه الذين نالوا جائزة نوبل الشهيرة، وقد تم وتقدير هؤلاء العلماء من قبل العالم كله نتيجة لجهودهم وتعبهم في خدمة الإنسانية، فضلا عن اكتشاف العديد من الأدوية التي تسهم في التحكم في مستوى السكر في الدم  وبالطبع لا يزال العلماء والأطباء يجرون التجارب للوصول إلى دواء حاسم وشاف لهذا المرض، لذلك يا أعزائي اعلموا بأن البحث والتجربة طريقا النجاح، لذلك أتمنى منكم البحث على المواقع 
العلمية المعتمدة بالإنترنت عن أية معلومات تدعم أفكاركم وعلمكم، فالعلم نور العقول وطريق الرخاء للإنسان. 
 
**
استاذه رؤى مسعود جوني كاتبة سورية 
د.محمد فتحي عبد العال كاتب وباحث وروائي مصري