الاستاذ مجدى قزمان المدير السابق لمدرسة الفرير " كولاﭺ دى لاسال " تتوسع الدولة الأن فى الاهتمام بذوى الهمم وتوفير كل السبل الداعمة لهم ، و لأننا شركاء فى بناء الإنسان ،أنشأت المدرسة قسم " نحو حياة أفضل " عام 1991 و هو خاص بالمعاقين ذهنيًا و يضم أكثر من 100 طالب

الاستاذ مجدى قزمان المدير السابق لمدرسة الفرير " كولاﭺ دى لاسال " تتوسع الدولة الأن فى الاهتمام بذوى الهمم وتوفير كل السبل الداعمة لهم ، و لأننا شركاء فى بناء الإنسان ،أنشأت المدرسة قسم " نحو حياة أفضل " عام 1991 و هو خاص بالمعاقين ذهنيًا و يضم أكثر من 100 طالب
الاستاذ مجدى قزمان المدير السابق لمدرسة الفرير " كولاﭺ دى لاسال "  تتوسع الدولة الأن فى الاهتمام بذوى الهمم وتوفير كل السبل الداعمة لهم ، و لأننا شركاء فى بناء الإنسان ،أنشأت المدرسة قسم " نحو حياة أفضل " عام 1991 و هو خاص بالمعاقين ذهنيًا و يضم أكثر من 100 طالب
الاستاذ مجدى قزمان المدير السابق لمدرسة الفرير " كولاﭺ دى لاسال " 
تتوسع الدولة الأن فى الاهتمام بذوى الهمم وتوفير كل السبل الداعمة لهم ، و لأننا شركاء فى بناء الإنسان ،أنشأت المدرسة قسم " نحو حياة أفضل " عام 1991 و هو خاص بالمعاقين ذهنيًا و يضم أكثر من 100 طالب
حوار : جاكلين جرجس
 
• أهم ما يعنينا فى هذا الصرح العظيم هو تكوين و تشكيل الأنسان كما ينبغى أن يكون
• تخرج فى المدرسة عدد كبير من مشاهير السياسة و الاقتصاد و الصحافة و الفن
• جمعية الخريجين هدفها أن تستمر الصلة بين المدرسة و بين خريجينها لتستمر عجلة العطاء من خلالهم عامًا بعد عام .
• نعمل على إرساء دعائم المواطنة بين الطلاب بالمحبة والعيش المشترك و احترام بعضهم البعض منذ الطفولة
• اتمنى أن تعمم تجربة المدارس الكاثوليكية فى جميع مدارس مصر
 
      معلوم أن المجتمعات تنهض بتعليم ، فهو مصباح الوعي القاتل لظلمات التخلف ؛لكن لا يمكننا التعليم دون أن نعيش بأخلاق ، فالأخلاق.. أساس الازدهار، بها تعلو الدولة وتتقدم، تعكس صورة المجتمع ورقيه، ولطالما كان الشعب المصرى متمسكاً بالقيم الحميدة والتعاليم الدينية ليُضرب به المثل فى ذلك، لكنه يشهد خلال هذه الفترة مظاهر دخيلة لا تعبرعن أصالة وأخلاقيات المجتمع المصرى، لذلك يجب التعامل معها ودحضها حتى لا تستمر فى الانتشار،و هو ما يمثل عبء كبير على المؤسسات التعليمية لزرع أسس الأخلاقيات والمبادئ والقيم التى من المفترض أن تدعمها الأسرة والمجتمع، و عليه تم طرح فكرة تدريس مادة القيم والأخلاق بالمدارس بتعليمات من الرئيس عبد الفتاح السيسى .
لذلك كان لنا زيارة هامة لإحدى المدارس الكاثوليكية " كولاچ دى لاسال " التى تُعد نموذج ناجح فى تطبيق مبدأ التربية و التعليم فالأخلاق دائمًا أوًلا دائمًا ،و عليه كان لنا هذا اللقاء مع الاستاذ مجدى قزمان المدير السابق لهذا الصرح التعليمى العملاق .
و إليكم درر الحوار : 
 
• فى البداية ونحن نعلم أن تاريخكم عريق فى مدرسة كولاﭺ دى لاسال ، حدثنا عن ذكرياتكم فى المدرسة و كيف تدرجتم للوصول إلى كرسى الإدارة ؟
  بدأت رحلتى مع هذه المدرسة العريقة منذ أن كنت طالب بها و أتذكر جيدًا فرحة يوم تخرجى عام 1960 و كأى شاب فى مقتبل العمر بدأت بالبحث عن وظيفة وكانت بداية قصة حب لا تنتهى من خلال عملى فى نفس المدرسة التى نشأت و تعلمت فيها أذكر أول يوم عمل كان فى عام 1966 حتى 2010 فى البداية كنت مسؤول عن إدارة أقسام ، قسم ابتدائى صغير فى الفترة من 1967 إلى 1971 ثم قسم ابتدائى كبير من سنة 1971 إلى سنة 1976 ثم إدارة مرحلة إعدادى فى عام 1976 إلى 1981 و أخيرًا مرحلة ثانوى من 1981 إلى 1985 و توجت خدمتى بإدارة المدرسة من سنة 1985 حتى 2010 أى حوالى 25 عام عطاء و خبرة و مجهود خالص لأبناءنا الطلاب و لمدرستنا العريقة .
 
 
 
• قضيتم أغلب عمركم فى هذا الصرح العملاق ، هل يمكننا أن نعرف أكثر عن تاريخه من سيادتكم ؟
   هى إحدى المدارس الكاثوليكية و تم إنشاؤها عام 1898، وقد قام الخديوى سعيد باشا بإهداء أرضها إلى الإخوة الرهبان الذين أسسوها، وقد تخرج منها العديد من مشاهير وزعماء الأمة واستقبلت المدرسة حين إنشائها كل من أبناء الفقراء والأغنياء على حد سواء . في سنة 1864 أرسل إليها الخديوي إسماعيل 12 من شباب الأسره العلويه بهدف إعدادهم لشغل بعض الوظائف الرئيسية في الدولة .
أما مؤسسها هو سان جي بي دي لا سال وُلِد في ريمس عام 1651 ، وكان الأكبر بين 11 أخًا وأختًا. منذ طفولته ، شعر بجاذبية الكهنوت، فوجد كاهنًا في السابعة والعشرين من عمره ، وجد نفسه منجذبًا إلى قيادة مجموعة من المعلمين المعينين لإدارة المدارس الضيقة للأطفال الفقراء. واعتنى بالإضافة إلى ذلك بالأساتذة ، ومساعدتهم ماديًا ، وتنظيم حياتهم ، ومساعدتهم في عملهم ، وتحسين تدريبهم كمعلمين.
. مدرسة كولاﭺ دي لاسال بالضاهر- القاهرة ،هى مدرسة فرنسية بها قسمين ناشونال (لغات) - انترناشونال معتمد و فى العصر الحديث تم اعتماد المدرسة من قبل الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد .
 
 
• كيف نجحت المدرسة على مدى قرن من الزمان فى تطبيق شعار " التربية أولًا ثم التعليم " ؟ 
   بالنسبة لفترة إدارتى للمدرسة أخذت على عاتقى منذ اليوم الأول أن المدرسة ليست للتعليم فقط لكن أن تكون دائمًا التربية أولًا ،و أهم ما يعنينا فى هذا الصرح العظيم هو تكوين و تشكيل الأنسان كما ينبغى أن يكون و هو الهدف الأساسى لنا ثم يأتى التعليم بعد التربية و تشهد نتائجنا على مر السنين خصوصًا فى الامتحانات العامة أن طلابنا فى الغالب ما يقتنصون الترتيب الأول على الإدارة التعليمية مما يثبت و يؤكد أننا اتبعنا النظام التربوى و التعليمى السليم .
 
 
• تربى على إيديكم أجيال و تخرج من تحت عباءة المدرسة عظماء فى جميع المجالات منهم رؤساء ،وزارء ، سفراء ، محافظين و رؤساء تحرير ، ما هو شعوركم تجاههم .. كيف كنتم داعمين لهم باستمرار ، أحكى لنا عن تفاصيل علاقتكم ببعضهم  و مشاركتهم أحلامهم و طموحاتهم منذ الطفولة و حتى تخرجهم و هل هناك تواصل بينهم و بين المدرسة حتى الأن أم انقطعت اخبارهم عنكم ؟ 
   بالفعل تخرج فى المدرسة عدد كبير من المشاهير فعلى سبيل المثال لا الحصر المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء السابق و هو دفعت 1967 و وزير البترول طارق الملا كان إحدى تلاميذى وهو دفعت 1980 و عبد المنعم القيسونى و هو كان وزير المالية ، شخصيات عظيمة و كبيرة جدًا ، أبدًا لم تنقطع أخبارهم عن المدرسة بل دائماً على تواصل من خلال حفلات الإفطار الرمضانى و جمعية الخريجين ،أشعر بمنتهى الفخر و الاعتزارعند رؤيتهم و نتجاذب أطراف الحديث و ذكريات الطفولة بالفعل أشعر أن ما غرسناه من تربية و اخلاق و علم أثمر ، و مجهود السنين لم يذهب هبائًا بل قدمنا لوطننا نماذج و طنية مشرفة قدمت و لازالت تقدم الكثير لرفعة هذا البلد العظيم .
 
 
• ما هى أهداف جمعية الخريجين ؟ 
   نشأت جمعية الخريجين عام  1895 ، و كان السبب الرئيسى  أن تستمر الصلة بين المدرسة و بين خريجينها ،ومن خلالها تمكنا من مساعدة الطلبة المحتاجين و ظروفهم المادية صعبة تجعلهم لا يستطيعون الوفاء بالتزامات الدراسة و المدرسة فيتحقق إحدى أهداف الجمعية بمساعدتهم ،فتستمر عجلة العطاء من خلال الخريجين عامًا بعد عام .
 
 
• يعتبر الاستثمار البشرى من أهم أنواع الاستثمار فما هى رؤية و أهداف المدرسة و هل هناك أنشطة معينة تساهم فى تفعيل هذه الأهداف ؟
   بالطبع لذلك نقدم أنشطة و أفكار مبتكرة للطالب لأن هدفنا الأساسى الاهتمام بتشكيل الطالب من أول يوم له فى المدرسة و حتى المرحلة الثانوية من خلال تنمية معارفه و مهاراته كذلك غرس قيم العطاء و المحبة من خلال "حملة التبرع بالدم "فى المدرسة و تحديدًا يوم 4 نوفمبر من كل عام أى تماشيًا مع الاحتفال بعيد الحب لدعم ثقافة الانفتاح على المجتمع و حب الغير و الخير للجميع و مثل برنامج " حملة الأدوية " و فيه يقوم الطلاب بجمع الأموال اللازمة لشراء أدوية مطلوبة لمركز طبى بحى بولاق يستفيد بها هم تحت خط الفقر . 
أيضًا اهتممنا بالنشاط الفنى من خلال برنامج " اكتشف موهبتك " قمنا بتخصيص برنامج اسبوعى لمدة ساعة و نصف و يهدف البرنامج لمساعدة الطلاب فى اكتشاف مواهبهم مثل التصوير – الكتابة و الصحافة – الفن المسرحى – الموسيقى – الفن التشكيلى و غيرهم .
ابتكرنا فكرة حديثة للتعلم و كان برنامج بإسم "التعلم بطريقة أخرى "و فى هذا البرنامج يكتسب الطالب خبرات و معارف مختلفة خارج نطاق المدرسة و الفصل مثل عمل زيارة لأكاديمية الشرطة ، زيارة لدور الصحف أيضًا زيارة للملأجىء و المؤسسات الاجتماعية مما يدعم فكرة المشاركة و محاكاة الطالب لما يدرسه على أرض الواقع . 
 
 
• كيف كانت المدرسة تشرح فكرة الانتخابات و العمل السياسى للطالب ليكون مؤهلًا فيما بعد بالمشاركة الفعالة لصالح وطنه ؟  
   بالطبع اهتممنا أيضًا بهذه الجزئية من خلال مشاركة الطلاب فى كل المراحل التعليمية و خاصة المرحلة الثانوية بانتخابات " اتحاد الطلبة" و هى :عملية مهمة جدًا تؤهل الطالب بعد التخرج لممارسة الحياة الديمقراطية بشكل سليم و المشاركة فى الانتخابات فيما بعد .
كما صممنا نموذج الجامعة العربية و الأمم المتحدة المصغر و هو نشاط تنظمه كلية الاقتصاد و العلوم السياسة بجامعة القاهرة فى صور مجالس تقوم بمناقشة قضايا سياسية و اجتماعية و اقتصادية و قد حقق طلابنا مراكز متقدمة سواء فى الجلسات التحضيرية أو المؤتمر الأساسى مما يدل على أن أبنائنا الطلاب على دراية كبيرة بالأحداث الجارية فى العالم .
 
 
• في الموسم التعليمى 2009-2010، تم عقد المؤتمر الطلابي السنوي بعنوان " تعليم عصري ومواطنة مصرية " ، كيف حققت مدرسة دى لاسال هذه المعادلة الصعبة و إرساء قواعد قبول الآخر بين الطلاب ؟
  أكاد أجزم أنى لم أجد مشكلة واحدة على مدار تاريخى فى إدارة المدرسة حدثت بين طالب مسيحى و مسلم ذلك لأنهم أعتداوا على المحبة والعيش المشترك و احترام بعضهم منذ الطفولة فالطالب المسيحى يمارس صلاته بكنيسة المدرسة و الطالب المسلم يمارس شعائر دينه بالجامع فلا يوجد ما يسمى بالمحاباة أو التفرقة فالمشاركة فى مختلف الأنشطة المدرسية تقوم على أسس واحدة للجميع لا مجال للتفرقة بين طالب و أخر حتى أننا نقوم كل عام بدعم هذا الترابط فى شهر رمضان الكريم و يقوم جميع الطلاب بإعداد و تجهيز الأفطارات الرمضانية تحت إشراف اخصائى اجتماعى .
 
 
• تحرص مؤسسات الدولة على تنفيذ توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، بالتوسع فى مظلة الحماية الاجتماعية لذوى الهمم وتوفير كل السبل الداعمة لهم، فما هو دور المدرسة تجاههم ؟ 
  من المؤكد أن توجيهات السيد الرئيس تنبع من مشاعر أبوية خالصة و أحساس عالى بالمسؤولية تجاه ذو الهمم مما يساهم فى دمجهم بفاعلية فى كل قطاعات الوطن ، و هو ما استبقته إدارة المدرسة و قررت إنشاء قسم نحو حياة أفضل عام 1991 و هو خاص بالمعوقين ذهنيًا لدينا حوالى 100 طالب نهتم بهم و لهم حوالى 6 فصول ، و لإتمام عملية دمجهم فى المجتمع و تواصلهم مع باقى الطلاب يقوم طلاب المرحلة الاعدادية و الثانوية بعمل زيارة و هى زيارة مفيدة جدًا للطلاب سواء ذو الهمم أو العاديين ، و أعتبر أنها رسالة مهمة جدًا فى العملية التعليمية .
 
 
• بين الحين و الأخر تتصاعد بعض الأصوات بالمطالبة بأن يتم تعميم نموذج المدارس الكاثوليكية فى جميع مدارس مصر .. فى رأيكم كيف نتمكن من تعميم  تلك التجارب الناجحة فى ربوع مصر ؟ 
   ما يميز المدارس الكاثوليكية عن غيرها هو اتباعها نظام إدارة معينة فلكل مرحلة تعليمية لها مديريها و وكلاؤها يهتموا بالاقسام و أنشتطها و الناحية التعليمية و فى النهاية ترفع اقتراحاتهم و خطة سير العملية التعليمية لمدير المدرسة ، كذلك الاهتمام بوجود أخصائيين اجتماعيين لكل مرحلة و التواصل مع الطالب و أسرته للمساعدة فى حل مشاكله الدراسية أو حتى الشخصية و المساهمة فى تكون شخصية سوية .
اتمنى أن تجربة المدارس الكاثوليكية تعمم فى جميع مدارس مصر و أن يكون هناك مشاركة فعالة بين الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية و الوزارة ؛ لكن حتى الأن لا يوجد تعاون مثمر .
 
 
• فى رأيكم إلى أى مدى نجحت فكرة التابليت و الاعتماد على الانترنت فى المدارس؟
   هى فكرة ناجحة بالطبع و تواكب التحول الرقمى فى مصر و دول العالم لكنها تحتاج إلى مزيد من الوقت و المجهود حتى تؤتى ثمارها و تحتاج إلى تدريب و تأهيل للمعلمين و إعداد جيد للبنية التحتية للمدارس و توصيل شبكات الإنترنت بسرعة عالية لتلافى مشاكل انقطاع الانترنت فى الامتحانات.