ذات مساء جلست رباب على شرفة منزلها تحتسي فنجان من القهوة والهواء الذي يحمل رائحة الفل المنبعث من الحدائق المجاورة يداعب خصلات شعرها الأسود وعيناها تنظر إلى القمر وهى فى قمة السعادة والحيوية ، رن جرس الهاتف ابت ان ترد لأنه رقم غريب لا تعرف صاحبه ، أشعلت سيجارتها الوحيدة من نار القلق والحيرة وبعد لحظات وصلت رسالة على هاتفها المحمول ، على الفور فتحت الرسالة وإذا بها تشعر بسخونة فى جسدها فتحت للدموع مجرى على خديها ودخلت في حالة من الذهول من هول ما قرأت، مرت لحظات وإذا بجرس الهاتف يرن للمرة الثانية ترددت قليلا ثم فتحت الهاتف لتسمع مالم تسمعه فتاة من قبل ، كلام لا يرتدى ثوب الفضيلة لا دين له ولا أخلاق ، نهضت من مقعدها سريعا واستنجدت بامها تسرد لها ما حدث وهى في حالة من البكاء الشديد.
الام تصرفت بعقلانية حتى تتفادى غضب ابنتها وحتى تحافظ على سمعتها من قبل الغير
اتصلت امها بصاحب الرقم وبدأت تتحدث معه
بكل ادب وأخلاق رفيعة إلا أنه تمادى في التعدى على إبنتها بأقبح الألفاظ فأغلقت الهاتف وهي غاضبة .
مرت أيام وعادوا أخواتها من السفر حكت لهم الأم مضمون ما حدث مع أختهم وما تعرضت له من سب وقذف ، غضبوا غضبا شديدا ، وعندما نظر الإبن الأكبر إلى رقم الهاتف أيقن ان هذا الرقم يخص أحد أبناء خاله الذى يقطن فى منطقة سكنية بعيدة عن مسكنهم.
غلى الدم في عروقه ، إصطحب أخاه إلى حيث يقيم إبن خالهم وعند معاتبته على ما بدر منه من سب في حق إبنة عمته تطاول عليهم فبادره وليد بطعنة خفيفة في رقبته وعاد هو وشقيقه إلى مسكنهم.
تواصلت الأم مع شقيقها الأكبر لاحتواء الموقف بعد ان ابلغته بالإهانات التي وجهها نجله إلى إبنتها وارسلت له صورة من رسالته بما تحمله من سباب وإهانات إلا أنها فشلت في إيجاد مخرج بعد ان أخبرها بأنه قام بإبلاغ الشرطة واتهام أولادها بمحاولة قتل نجله .
مرت أيام وأيام والشرطة لا تعثر على وليد وشقيقه الأصغر للتحقيق معهم ، وفي جلسة المحاكمة نظر القاضي إلى المجنى عليه الذى قام بسب وقذف أبنة عمته بعد أن أغلق الأوراق وقال له بعيدا عن حقك في التعدي عليك ، وبعيدا عن كل ما جاء في الأوراق من إتهام أولاد عمتك بالتعدي عليك، هل تعتقد أنك على حق بعد ان خرقت كل الأعراف والتقاليد وتتعدى على شرف ابنة عمتك بأبشع الألفاظ الجارحة التى يعاقب عليها القانون ، وبعد صمت للحظات قرر القاضي تأجيل نظر الدعوى لحين التحلى بالأخلاق الحميدة .