بعد دخول الحرب الروسية الاوكرانية شهرها الرابع تأكد للعالم كله ضرورة انهاء هذه الكارثة الانسانية في اسرع وقت ممكن ليس فقط لخطورتها على قطبي النزاع وانما لامتداد مخاطرها على العالم أجمع فروسيا تمد اوروبا بحوالي 40% من احتياجاتها من الغاز "Eurostat" ورغم ضخامة ما تحتاجه القارة العجوز من امدادات الغاز الروسية الا انه وبعد اشتعال الازمة دخلت الولايات المتحدة الامريكية في معادلة النزاع لاسباب عديدة أبرزها اقتيادها لاوروبا كونهم شركاء تحت مظلة ناتو واحده الامر الذي جعل الولايات المتحدة تملي رغباتها على دول هذا الناتو بل وحتى الدول التي لم تدخله بعد وكان اول هذه القرارات ضرورة مقاطعة الغاز الروسي بغية ايقاع روسيا اقتصاديا الا أن الروس اصحاب النفس الطويل لم يستسلموا بل شنوا هجوما معاكسا عندما اشترطوا على مستوردي الغاز الروسي حتمية الشراء بالروبيل الامر الذي زاد الامر سوء على الجانب الاخر قدم الرئيس الامريكي العنيد بايدن مقترحا ذات ثلاث مسارات الاول منها يضمن وصول 15 مليار متر مكعب سنويا من الغاز المسال الامريكي الي اوروبا كبديل للغاز الروسي وتضمن المسار الثاني انشاء سوق غاز اوربية واسعة بحلول عام "2030" تعتمد بشكل كبير فيه على الامدادات الامريكية من الغاز المسال وانتهى بايدن بمقترحه الثالث الذي اكد فيه على مساعدة امريكا لاوروبا في التحول السريع للاعتماد على الطاقة النظيفة صحيفة "فاينانشيال تايمز" اللندنيه. الا ان المقترح الامريكي لم يلقى تايدا قط من الاوروبيين و ذلك لصعوبة تطبيقه حيث تحتاج القارة الاوربية بالفعل " 155 مليار متر مكعب" سنويا من الغاز و هو ما تمدهم به بالفعل الشركه الروسية"غاز بروم" فاذا ما قامت فعلا الولايات المتحده الامريكية بامدادهم بما قيمته" 15 مليار متر مكعب" فيكون هناك فاقد في احتياجاتهم يقدر بحوالي "140مليار متر مكعب" ولو فرض جدلا واستطاعت الولايات المتحدة الامريكية امداد شركائهم الاوربيين بما يحتاجونه فعلا من غاز فلا ننسى ارتفاع فاتورة هذا الغاز عن نظيره الروسي والذي حتي اللحظه لا يوجد له بديلا مناسبا في سعره او حتى في سهولة توصيله لاماكن استخدامه وهذا ما أكدته قطر التي تعتبر أحد أكبر منتجي الغاز المسال في العالم وعلى الجانب الاخر من الصراع وبالمعسكر الاوكراني الذي لا يقل في أهميته بالنسبه للعالم عن روسيا نجد اوكرانيا التي تعتبر بالفعل سلة غذاء العالم في الوقت الراهن حيث تساهم بحوالي 42% من زيت عباد الشمس الذي يتم تداوله في السوق العالميه و 16% من الذرة و ٩% من القمح الا ان الحرب الدائرة علي أراضيها جعلت من الصعب ايصال ما لديها للعالم حيث نجد ان هناك ما يقرب من 20 مليون طن من الحبوب على اراضيها ولا تجد منفذا واحدا لايصالها للعالم الخارجي رغم تأكيدات روسيا المستمره على فتح ممرات امنه ومساعدة الجانب الاوكراني في ذلك وهناك دول مثل لبنان تعتمد على اوكرانيا في احتياجاتها من القمح حيث تستورد حوالي 80%من اوكرانيا وتأتي الهند التي تستورد من أوكرانيا ما يقدر ب76%من احتياجاتها من زيت عباد الشمس هذا و يقوم برنامج الغذاء العالمي التابع للامم المتحده بتوفير حوالي 40% من الحبوب للبلدان التي على وشك المجاعه لتضررها من حبس غلات اوكرانيا داخل أراضيها نتيجة الحرب الروسيه لها والاحصاء التالي يوضح النسب المئوية من واردات الحبوب القادمة من اوكرانيا : مولدوفا 92% لبنان81% قطر 64% تونس 49% ليبيا 48% باكستان 48% اندونسيا 29% ماليزيا 26% مصر بنجلاديش 25% . والحرب الدائرة الان بين روسيا و اوكرانيا هاتان الدولتان اللتان تمتلكان الطاقه والغذاء نجدها تلقي بظلالها على العالم أجمع الذي يسعى لانهائها رغم صعوبة ذلك على المدى القريب.