شديدي القوة ،والبأس ،والطول ،والعرض أكثرهم عقلا شقيا مخبولا ...لا تصلح اللغة من وجهة نظرهم للحوار ،أو للنقاش أما العقل : فهو مستبعد تماماً إذا نشب ببنهم خلاف على أتفه الأسباب وقد ينشب دون سبب , هم دائمآ أبدا مختلفون وكأنهم لذلك خلقوا من أجل ذلك .
المعارك بينهم طقس مقدس وهي القاعدة التي تخترقها أحياناً ببعض الاستثناءات من فترات الهدوء الحذر لا تستمر كثيرا... تنشب إحدى المعارك الطاحنة بينهم مثلا بسبب نظر أحدهم لأخيه نظرة لم يجد فيها الطرف الآخر ارتياحاً حسب تفسيره بأنها: تنطوي في جزء منها على احتقار أو استخفاف فيسأله لماذا تنظر إلى هكذا ،؟لينوب من سئل على الفور بلكمات وضربات يسددها له مباشرةً قبل روسيه توقع اسنانا وتفتح رأس وحاجب وعمل لأطباء تسعف وتداوي ليرد عليه المصاب بضربات أقوى منها أو مثلها .
في بادئ الأمر تتدخل المارة ومعهم الجيران من أجل إيقاف المعركة، لن يمر وقت طويل حتى تنقل سيارة الإسعاف كل من تدخل من أجل انهاء القتال للمستشفيات ؟! بينما يظل الإخوة أكثر نشاطاً وقوة يسددون ضرباتهم القوية باتجاه بعض ،لم ينل منهم كل ما سبق أو يبدو عليهم شيء من الإرهاق البدني، ثم ينضم بقيت الأشقاء لساحة القتال كل يعاضد ويساند فريقه الذي يؤيده، ثم يتدخل أشخاص جدد من أجل فض الشجار العنيف، لا يكون نصيبهم وحظهم أفضل من سابقيهم فليحقون بهم في المستشفى أيضاً ،بينما الإخوة في أرض المعركة مثال حي لنظرية دارون البقاء للأقوى لتكافئ الفرص والقوة البدنية والتناحة ليوم الدين والقدرة على المناورة.
ثم تتقدم أطراف أخرى بحذر شديد دون الاتحام معهم من أجل فض المعارك تقف على مسافة من أجل الحل الودي تحافظ على المسافة لتكون في أمان من الاصابات ولكن تبوء المحاولة بالفشل أيضاً ، أحد الجيران يتمتع بذكاء فقدم اقتراحات لهذه والمشكلة و لحل هذه المعضلة المستعصية،وكان رأيه أنه بعد مشاهدة عدة معارك طاحنه بين الأشقاء ،انتهي لنتيجة أنه في كل مرة يخرج الجيران والمارة للمستشفيات وأن للأشقاء تكوين عقلي متخلف وبدني ضخم وأن بداخلهم طاقة ولابد أن تخرج ومن الأفضل يخرجوها باتجاه بعض لأن لديهم قدرة التحمل،فلا ذنب لكل من يريد أن يفض النزاع بالذهاب للمستشفى ، ولأنهم لا يشعرون بالاصبات أو بأي إنهاك أو مجهود بدني: إلا بعد مدة تتراوح ما بين خمس ،أو ست ساعات من بداية المعركة ،وبعدها تحدث إصابات ،وعاهات فيما بينهم ويسقط أكثرهم علي الأرض من آثار الطحن المستمر لفترة طويلة .. بينم تظل الجيران تراقب عن كثب من بعبد دون تدخل ، أو التدخل لأنه خطأ في السابق وهم ما زالوا بقوتهم وباسهم الشديد ، أما الأن فيتنظر الجيران والمراقبون حتى تخور قوة الأشقاء في السقوط علي الأرض ثم يبدأ الجيران في التدخل بأرسالهم للمستشفيات في سيارات الإسعاف التي تنتظر ،وهكذا في كل مرة يتعاركون فيها.