همسه كمال الدين تكتب : هل التنوير مفهوم سلام أم حرب؟!

همسه كمال الدين تكتب : هل التنوير مفهوم سلام أم حرب؟!
همسه كمال الدين تكتب : هل التنوير مفهوم سلام أم حرب؟!
هناك حضارات متنوعة في هذا العالم، وكل حضارة لها معتقداتها وموروثها الثقافي والاجتماعي الذي تؤمن به، على الرغم من أن الهدف واحد في الإيمان بالله الواحد والسعي لتطبيق القيم الأخلاقية في المجتمعات؛ إلا أن الطرق للوصول كثيرة جدا تعتمد على الخلفية الثقافية لكل شخص... 
سنتحدث اليوم عن مفهوم التنوير ومعانيه، مفهوم التنوير هو إلقاء الضوء على الأماكن المظلمة لإظهار القليل من الأمور التي لم ينتبه لها البعض، أي أن التنوير لم يبتكر حقائق فقط أخرجها للعلن لغايات تخدم شأن أصحاب هذا المفهوم، التنوير هو حركة فكرية فلسفية منطقية غايتها إعلان شأن العقل فوق الدين وفوق كل الغيبيات!، متجاوزا الموروثات والغموض خلف خلق الكون والإنسان والحياة بشكل عام رافضا الإعتراف بوجود شيء خارق للطبيعة، قاطعا الطريق على ما تركه أسلافنا وأجدادنا حتى لا يتوغل أكثر في عقول الملايين، تهدف بعض الأفكار التنويرية إلى انتقاد تقاليد المجتمعات وقدح وذم كل ما يعرقل الظروف؛ ومعتقدات تدعو إلى افتعال المشاكل بغية حل بعض أزمات البطالة وتحسين الظروف، فكيف لمشكلة كبيرة أن تحل عقدة خيط؟!، بل هذا سيزيد الأمر سوء وربما يؤدي إلى تعقيد الأحداث دون الوصول إلى حلول... 
هذا المصطلح "التنوير" الهادئ بمعناه الظاهري الذي يستخدمه بعض الاشخاص بفكر متخلف؛ هو في الحقيقة قنبلة موقوتة ويختلف تماما عن معناه الباطني الذي هو الهدف الاسمي لمصطلح "التنوير"، لذا يجب الإنتباه والوعي والتنبيه تجاه الدعوة إلى أي مفهوم سواء "التنوير" أو غيره حتى يسلم العالم من أولئك المخربين، إذ إنه لا يمكننا تجاهل الميتافيزيقيا ولا تجارب أجدادنا ونصائحهم، فضلا عن أننا نستطيع حل كل شيء بالتخطيط وإصلاح أنفسنا حتى يتحسن المجتمع ككل.