حاتم عبد الحكيم
أسماء شهيرة إعلاميا : السعداوي والقمني ومنتصر وعيسى والبحيري وماهر .. سراب للعقول أم إفاقة لإعادة التفكير في الدين ؟
في بدايات المرحلة الابْتدائيّة أتذكر موقفًا إلى الآن : أرادت أستاذتنا الفاضلة اختبار كل من خرج من الفصل وقت الحصة ليشرب وحضرتها تشرح ، حيث وضعت الأستاذة كرسي مقلوب قرب مدخل الفصل ؛ لتختبر تصرف كل تلميذ/ة يدخل ، كنت ضمن من قام بتحريك الكرسي وتصحيح وضعه مع زميلة أخرى ؛ حتى طلبت وقتها الأستاذة بالتصفيق لي وللزميلة ، وقامت بالتنبيه على من ترك الوضع الخاطئ للكرسي ودخل الفصل دون الانتباه لتصحيح المسار وأيضًا لجميع تلاميذ الفصل : أن نسعى لتصحيح الوضع الخاطئ قدر الإمكان وقبل ذلك الانتباه والملاحظة .أصفق الآن لأستاذتي المتعقلة التي كانت تؤسس لتربية واعية وتدريب رائع للبحث ونضج العقل الذي منه نصل نحو الحقيقة .
* وبما يخص الحقيقة والتفتيش والبحث هناك أسماء شهيرة إعلاميًا وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ، منهم : خالد منتصر ، إبراهيم عيسى ، سيد القمني ، إسلام بحيري ، نوال السعداوي ، أحمد عبده ماهر .. نبحث في أفكارهم وكتاباتهم «بتساؤلات» :
هؤلاء سراب للعقول أم إفاقة لتعقل الدين؟
دائرتهم العلم والبحث عن الحقيقة أم التشكيك وكراهية التراث ؟
إعلاء قيمة العقل والمعرفة والتنوير أم العنف على الموروث كمناهضة لأفكار الشيخوخة التي تنبض في عقول الناس المعاصرين ؟
مدى تأثير هؤلاء على العقول العربية وفيما يركزون بحثهم ونقاط نقدهم ؟
هل العقل والدين معادلة مستحيلة الحل ؟
(تحريك المياه الراكدة)
يقول أ.د. يسري عبد الغني ، باحث ومحاضر في الدراسات العربية والإسلامية :
اتفقنا أم اختلفنا معهم فنحن في حاجة لأن نحرك مياه فكرنا الراكدة الذي نعاني منه في نفس الوقت الذي يجب أن نرد عليهم في حالة الاختلاف معهم بالحكمة والموعظة الحسنة بالأدلة والأسانيد أي بالحجة التي تقارع الحجة والرأي الذى يدحض الرأي بعيدا عن الديماجوجية أو الغوغائية الحوارية ومازلت أرى أن منهج الجمع بين الأصالة والمعاصرة في أي حوار علمي أو فكر هو خير طريق للنهوض الفكري الذي نطمح إليه .
(أدوات الإصلاح الديني)
ويؤكد ،د.محمد فتحي عبد العال، كاتب وباحث :
بطبيعة الحال لابد من خطوات حقيقية للإصلاح الديني وإفساح مساحة أكبر لإعادة قراءة الماضي في ضوء متغيرات الحاضر ومتطلبات وضروريات الحياة للتيسير على الناس ويتضمن الإصلاح الديني أن يكون الخطاب الديني عصريا ومتفهما لمعطيات الواقع وضرورة قبول الآخر ونبذ الفرقة والتشرذم والطائفية والمذهبية التي يترتب عليها التقاتل والتشاحن حول كل مسألة أو قضية مجتمعية .
وتابع ، أدوات الإصلاح الديني هي تحكيم العقل والمنطق ولكن دون الاقتراب أو النيل من الثوابت الدينية المستقرة بالنص الصريح من الكتاب والسنة النبوية الشريفة وإلا صار الإصلاح إفسادا واتباع لأهواء المرء وتطلعاته .
واستطرد قائلا، لذلك لابد وأن يكون هناك شروط للقائمين بالإصلاح وهي أن يكونوا من أهل الاختصاص فالدين شأنه شأن العلوم المختلفة التي تتطلب التخصص والإحاطة والوعي المطلوب للتعامل مع مثل هذه المسائل بحنكة وروية واستقراء ، والشرط الثاني أنه لابد من المضطلعين بهذه المسألة أن يكون لديهم الاحترام والتوقير لاجتهادات العلماء السابقين حتى وإن اختلفنا معهم لكن لا ينبغي محو أثرهم بالكلية أو التطاول والتهكم عليهم ، والشرط الثالث هو الارتكان في الإصلاح لروح الفريق فلابد من أن تكون مواضع الإصلاح مناطق اتفاق بين العلماء وإلا كانت المسألة إحلال خلافات جديدة محل خلافات قديمة وارتجالا هنا وهنا وفوضى شاملة دون حلول جذرية حقيقية وبناءة ولن يتحقق هذا إلا من خلال تبني المؤسسات الدينية الرسمية لهذه المسألة وإدارتها داخل أروقتها والخروج بقرارات متفق عليها وتوصيات ملزمة .
(هؤلاء ينقضون الدين لا نقده )
يقول علي الجنيدي ، كاتب وروائي ومترجم:
هذه الشخصيات وأمثالها لا تدخل الجدال الدينى لنقده بل لنقضه، وأكثرهم لا علم له، وأكثر ما يثيرونه ما هو إلا شبهات لم يجتهدوا فى فهمها.الجدال الدينى مطلوب{قل هاتوا برهانكم}، ولكن المشكلة فى الهدف"the target"، " وتلك هى القضية"كما يقول شكسبير: " that is the question" .
هل هؤلاء يتكلمون عن العدل، عن حاكمية الله، عن الحدود المعطلة، عن الحكم المدنى وتداول السلطة، عن القراء والمهمشين، عن المعتقلات وما يحدث فيه....إلخ
ما سبق هو عماد الإصلاح وليس إثارة الرأى العام فى توافه الأمور .
ويؤكد أسامة الألفي ، كاتب صحفي وناقد ومساعد رئيس تحرير الأهرام سابقا :
هؤلاء مثل الطبلة عالية الصوت لأنها جوفاء .. يتحدثون بما لا يعلمون بكلام هلامي يخدع البسطاء لكنه لا يخدع حتى متوسط المعرفة وأفكارهم الضحلة ستذهب للنسيان مع أسمائهم ولن يتبق سوى الحق لقوله تعالى: "فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ".
خالد منتصر لم يفهم أن الطب النبوي كان علاجا متقدما بمقياس عصره .. نوال تفهم حرية المرأة في العرى واللبس المكشوف.. بحيري لا يعرف عن كتب التراث سوى قشور طالعها في مقالات لغيره وأعجبته فسرقها .. إبراهيم عيسى لو تأسس حزب لمعارضة الدين لأسس حزبا لمعارضة الدين ومعارضة المعارضة معا فكفاه أن يعارض على طريقة خالف تُعرف .
(تحليل ورؤية لمجموعة التيار وشخصيات الموضوع)
يقول بهجت العبيدي ، كاتب موسوعي مصري مقيم بالنمسا :
هذه الأسماء هي مجموعة مشهورة من تيار منتشر، ليس فقط في مصر، بل في العالم العربي والإسلامي، ولا يمكننا أن نتناول هذه الأسماء وما تقوم به من دور دون التعرف على التيارات المنتشرة في واقعنا المصري والعربي الغارق في الخرافة والشعوذة، تلك التي يلبسها لباسا دينيا، وهناك تيار غالب يرسخ هذه الخرافة، ويشيع تلك الشعوذة، ويقدم ما يسندها من الدين، وهناك تيار ديني آخر يحاول أن يشق له طريقا في مجتمعنا، هذا التيار يحاول أن يحد من غلواء تيار متشدد، يسيطر على الناس بالحديد والنار، من خلال الترهيب بوصف مرعب للدين فينزلق إلى عذاب القبر ليصوره في أبشع صورة، ويخوِّف بالجحيم ليسلب من الناس راحتهم فيعيشوا في رعب دائم، ليأتي هذا التيار فيقدم نفسه في صورة مبشرة بالنعيم والحور العين، هذا فضلا عن تيار تكفيري ينزع الإيمان والإسلام عن كل من ليس في فرقته التي هي فقط الناجية من بضع وسبعين فرقة تنقسم إليها أمة الرسول محمد.
نقول إن الأسماء التي ذكرت تمثل تيارا كان لابد، في تصورنا، أن ينشأ لمواجهة تلك الحالة التي وصفتُها آنفا، فكما هو معروف فإنه إذا تمكن تيارٌ معين مُغالٍ من السيطرة على المجتمع، فلابد أن ينشأ في مواجهته تيار آخر مُغالٍ أيضا يصارعه. كما هو الحال في المدارس الأدبية والتيارات الفكرية والمذاهب الفلسفية.
وبالنظر إلى السائد في مجتمعنا المصري والعربي فإننا، دون كثير عناء، يمكننا أن نلحظ أن التيار المُغَيِّب للعقل هو المنتشر والمسيطر على العقل المصري الجمعي والعربي كذلك، فكان لابد ان يظهر تيارٌ يُخْضِع كل شيء للعقل، فظهر وكان من أشهر أسمائه تلك التي ذكرت، ولأن العقل السائد في المجتمع كان ما ذكرنا، ولأن هذا التيار يعلي كثيرا من قيمة العقل فكان لابد وأن يصطدم بالمجتمع المتشبع باللاعقل مرة، وبسندة الفكر الديني المنغلق مرة أخرى، وبالمشايخ ورجال الدين المستفيدين من استمرار هذه الحالة المذرية للعقل الجمعي مرة ثالثة، هذا بالنسبة لمطلق التيار.
ولكننا في الحقيقة لا يمكننا أن ننظم كل هذه الأسماء في منظومة واحدة، فهناك تباينات واضحة بين هذه الأسماء، وإن اتفقوا جميعا في إعلاء قيمة العقل.
والذين يمثلون هذا التيار، الذي لم يعد محدودا، ليسوا سواء، فيمكننا أن نضع بعضهم في مربع الإيمان ويمكننا أن نضع آخرين في مربع الشك، ونستطيع أن نضع آخرين منهم في خانة اللا أدريين، كما يمكننا أن نصف هذا أو ذاك منهم في زمرة الربوبيين، هذا الذي يجعلنا نفرق بين ما يصدر عن كل منهم، هذا فضلا عن بزوغ تيار آخر للملحدين.
فمثلا نستطيع أن نلمح دون ضبابية أن ما ينتجه المستشار أحمد عبده ماهر يصدر عن إنسان مؤمن بشكل واضح لا لبس فيه، وهو يحاول محاولة مستميتة في تقديم الدين الإسلامي في صورة تتفق مع العقل، كما يعتقده، ومع العصر، كما يراه، ومن هنا يضرب بعنف ما يظن أنه يضر بصورة الدين، سواء أتفق هذا مع المؤسسة الدينية الرسمية أو اختلف معها، وخاض في سبيل ذلك معارك عنيفة، أودت به إلى ساحات القضاء بتهمة ازدراء الأديان، ويمكن أن نضع الباحث إسلام البحيري في نفس تلك الفئة المؤمنة بالدين، ولكن له رؤية في التراث، تلك الرؤية التي لم يبتدعها البحيري، فتقريبا كل ما يطرحه قد تم تناوله قبل ذلك في عصور سابقة مختلفة، وربما يكون الاعتراض الواضح عندي على إسلام البحيري هو في طريقة عرضه التي فيها شيء من العنف والكثير من الصدمة، وإن خفتت طريقته قليلا مع اكتسابه للخبرات، وبطبيعة الحال فإن القضايا التي يطرحها جديرة بالتأمل. كما أنها تستحق عناء البحث والفحص، ولعل في عودة المؤسسة الدينية الرسمية إلى ما كان قد نادى به إسلام البحيري لدليل على صواب القضية التي يعمل على إثباتها.
وما نزال مع من هم في مربع الإيمان الذي يتسع للإعلامي إبراهيم عيسى، فالرجل يقرأ التراث كما هو دون تحيز لتيار ودون إخفاء لتيارات لم يعلم عنها "المتلقي" المصري - بحكم الثقافة المحدودة - شيئا، هذا أيضا الذي يسبب صدمة كبيرة لهذا المتلقي الذي تربى على ما اعتقد أنه ثوابت دينية ومن ثم يرفض رفضا تاما أي طرح آخر حتى ولو كان قد تم الأخذ به في الماضي!. ولعل قضية الإسراء والمعراج التي تناولها أخيرا لخير دليل على ذلك، فالمسلم لا يقبل مجرد السماع بأن هناك من ذكر أن الصعود للسموات كان للروح دون الجسد، كما لا يقبل أن يناقش ما تم غرسه في أعماقه من هذه المفاصلة التي تمت بين الرسول والله سبحانه وتعالى نتيجة لنصيحة النبي موسى للرسول. ولو أخذنا آخر تلك القضايا التي أثارها الإعلامي إبراهيم عيسى وهي تقديس البقرة عند الهندوس، وذلك التغزل، الذي أظنه مقصودا، في البقرة، وربط تقديسها عند الهنود بتقديس المصريين للعجل آبيس عن عمد، فإنه يأتي عندي في محاولته المستميتة في صدم العقل الأحادي الرؤية المستغرق في الذات، والذي لا يرى شيئا آخر غير ذاته، وللأسف، وهو في اندفاعه لتحقيق ذلك تخرج عنه بعض الألفاظ التي تُفْهَم بشكل يمكن تؤخذ عليه وتضرب في عقيدته، من مثل قوله: إن البقرة تستحق التقديس، فلو أضاف لهذا التعبير هذا التذييل: عند الهندوس، لما قامت الدنيا ولم تقعد، حيث ظن البعض أنه شخصيا يقدس البقرة. ولكن كان من الواضح أن الرجل يريد أن يؤكد على أن من يقدسون البقرة لديهم من الأسباب العقائدية ما يدفعهم لذلك، كما هو الشأن في تقديس المسلمين للحجر الأسود حيث لديهم من الأسباب العقائدية كذلك ما يجعلهم يفعلون ذلك، كل هذا الذي يجعلنا نذهب إلى أن ما يصدر عن الرجل يصدر في مربع الإيمان.
وفي نفس الإطار يمكننا أن ننظر إلى الدكتور خالد منتصر فالرجل كان من أوائل من ضرب بعنف شديد في قضية ما أطلق عليه الإعجاز العلمي في القرآن، وكان من أوائل الذين أكدوا على أن ربط العلم بالكتب المقدسة يضر ضررا بالغا بقضية الإيمان ذاتها، وأكد أن ما يتم ذكره في تلك الكتب ما هو إلا معارف العصور التي جاءت فيها، ووقف خالد منتصر وقفة شجاعة في وجه ما أطلق عليه الطب النبوي واعتبر المشتغلين به يندرجون في فئات الدجالين، وأكد أن الطب الذي استخدمه النبي هو الطب الذي كان يُسْتخدم في عصره: سواء من المسلمين أو غير المسلمين من أصحاب الديانات الأخرى أو الكفار، فالرسول لم يأت طبيبا بل جاء نبيا، وخاض كذلك حربا ضروسا على هؤلاء الزاعمين علاجا بالقرآن، وأكد أنه لا سبيل لعلاج الأمراض إلا من خلال علم الطب الحديث المبني على التجريب والبحث العلمي الرصين، وبكل تأكيد فإن مثل تلك القضايا التي حاربها خالد منتصر لم تكن تمر هكذا دون أن يمرق سهم من هنا أو هناك ليصيب ما اعتقد العقل الجمعي المسلم على أنه من ثوابت الدين، ومن ثم كان لابد أن تصيب خالد منتصر هو الآخر سهام مرتدة من هؤلاء المستفيدين من تلك التجارة الرائجة دائما في المجتمعات المتخلفة.
أما الدكتور السيد القمني فهو يخطو خطوات بعيدة عن كل هؤلاء وإن كان لم يرفض الإيمان بخالق، ولكنه يبحث في الدين باعتباره ظاهرة إنسانية، يحللها ويقبل منها ما يظن أنه يتوافق مع العقل، ويرفض منها الكثير والذي يرى أنه لم يعد يناسب العصر، ولكنه في النهاية قام بعصف ذهني للعقل الديني، فطرح العديد من القضايا التي أحرجت الفقه التقليدي، مثلما فعل في قضية العبيد والإماء التي استشهد بها في تجاوز المجتمع، بحكم التطور الحضاري الإنساني، أحكامها، لتظهر على الساحة قضية زمنية النص.
ونأتي للدكتورة نوال السعداوي التي أثارت العديد من القضايا التي نتفق مع بعضها ولا نتفق مع بعض آخر، ولعله من الإنصاف أن نتذكر بالخير كله تلك المفكرة التي حاربت دهرا من الزمان لإثبات ضرر وقبح ختان الإناث إلى أن نجحت في إشعال الرأي العام لمناقشة تلك الظاهرة والوصول بعد ذلك إلى تجريمه، فلو لم يكن لها من فضل إلا الانتصار لهذه القضية لكفاها هذا الانتصار، الذي أجبر العقل الديني على الرضوخ لها وإعلان أن ذلك لم يكن من الدين، ولكنه كان عادة اجتماعية، هذا الذي لم نكن لنسمعه إلا بفضل تلك الشجاعة التي تحلت بها الدكتورة نوال السعداوي وأمثالها.
أقول إن التيار الذي تمثله تلك الأسماء وجد تيارا موازيا من "مفكرين دينيين" من مثل: الدكتور نصر حامد أبو زيد والدكتور شحرور وعدنان إبراهيم ولحد ما سعد الدين الهلالي الخارج عن المؤسسة الدينية الرسمية وغيرهم، هذا التيار الذي يحاول محاولات مستميتة لإعمال العقل في النص الديني، وتخليص الفكر التراثي مما لم يعد صالحا في هذا العصر، هذا التيار الذي ينظر له التيار المعادي للدين "الملحدين واللا أدريين والربوبيين" بأنه تيار ترقيعي، يحاول بعث الحياة في جسد في طريقه للموت، ولذلك فإن هذا التيار أكثر خطورة على التيار المعادي للدين من التيار المتشدد مرة والخرافي مرة أخرى، بل والرسمي مرة ثالثة، فهذا التيار الإلحادي الآخذ في الانتشار والتوسع، يرى أن أمثال عبدالله رشدي وإياد قنيبي بل ومشايخ الأزهر يسندونه ويدعمونه بطرحهم التقليدي، لأن هؤلاء بما يقدمون من صورة عن الدين يساعدون في ترك الكثير من الناس للدين، وأن التيار العقلي يقف عائقا في سبيل انتشار الإلحاد، ولذلك يطلقون على أمثال شحرور وعدنان إبراهيم ومن يسيرون في دربهم المرقعين.
( خاصَموا طرائق التنوير الحقيقي)
يقول محمود قنديل ، كاتب روائي وناقد أدبي :
( تساؤلات حول الغلو في الدين والخروج عن الدين )
تقول ريمه السعد ، كاتبة صحفية :
هل صوت المرأة عورة
هل الفن بدعة وضلالة
هل زرع الأعضاء تحدٍ للخالق
هل الجنة حكراً على المسلمين دون غيرهم ؟
إذا كانت الإجابة على مثل هذه الأسئلة بالنفي فهذا يقتضي تجديد الخطاب الديني وتحديث موروثه ، فالتجديد لا يعني إنكار المقدسات أو المساس بها بل رفع منسوب اليقظة بما يواكب العصر العلمي وتطور الإنسان ، والحداثة لا تهدد التراث الديني بل تمنحه فرصة الإرتقاء ، ألم تنقفذ العملية القيصرية ملايين المواليد وأمهاتهم
قال نبينا المصطفى (ص) " أنتم أدرى بأمور دنياكم "، فما يرفضه المنطق والعقل يجب أن لا تقبله العاطفة فعن عمر بن الخطاب قوله " مخالفة النص من أجل العدل أصبح في ميزان الإسلام الصحيح من مجافاة العدل بالتزام النص ".. يجب أن نقبل الحوار بمنطق الخطأ والصواب وليس على أساس الحلال والحرام حتى لا يكفر أحدنا الأخر
وفي الختام الغلو في الدين يعقد الحل ويمنع التقدم والخروج عن الدين لا يقدم حلاً .
(لماذا الإسلام وحده يستهدفونه؟ )
( علوم الدين جلباب واسع عليهم)
وتقول سميحة رشدي ، كاتبة وقاصة :
هؤلاء وغيرهم لا نختلف معهم في أن يقدموا فكرا، فالفكر في حد ذاته وإعمال العقل مطلوب شرعا، فالاسلام كدين ومنهج قد وجه إعمال الفكر وإلي التدبر ورفع قيمة العلم والعلماء حد أن جعل طلب العلم فريضة والموت في سبيله شهادة ،ولكن خلافنا معهم حد الكراهية تناولهم بالازدراء أو النكران لثوابت وأمور فقهية قاطعة بالدليل النقلي من القرآن الكريم والسنة والعقلي بما يثبته العلم كل يوم في صدق القرآن الكريم وصلاحية منهجه
كما إنهم جميعا غير متخصصين في الدين فكيف نطالب أن نأخذ برأي ديني من غير متخصص وفي ذات الوقت نرفض تناول دواء من طبيب في غير تخصصه ، والسؤال المنطقي لماذا الإسلام وحده يستهدفونه؟ هل استقامت الدنيا وصلح أمر كل شيء في المجتمع ولم يبقى إلا مسائل فقهية حسمت منذ قرون شهد للإسلام غير المسلمين ،إنهم بتلك المهاترات لا يبغون إلا تشويش فكر البسطاء من الناس والدخول في معارك وهمية هم أقل من زعزعة الإسلام لأنه كلما يحارب يشتد أكثرهم كالهاموش يناطح الجبال ، قد يكون لهم من يؤيدهم ويبرر لهم هلاوسهم وليس هذا دليل صحة آرائهم فكل قبيل يجد من يشبهه .
وتؤكد نهى عراقي، كاتبة وناشطة مجتمعية :
بعد موت سيد القمني النسخة المستنخسة من سلمان رشدي، وجدنا له أتباعًا يدعون أنه مفكر وباحث وأن أفكاره خالدة و يطالبون بتدريسها في المناهج الدراسية، ما هذا التبجح في نشر الفساد و الفتنة والهراء؟
للأسف نجدهم يدافعون عن أفكاره الهادمة بعد موته ويسمونه أنه مفكر و باحث ويعلمون جيدا أنه لم يحصل على الدكتوراه كما كان يدعي، وعندما كُشف أمره قال: ليس هناك أي درجة علمية تليق بي، فهو لا يبحث عن الحقيقة هو وأمثاله يجتهدون جاهدين نشر فكرة اللادينية والاحتراب على الإسلام، فهم يريدون السطو على أفكار البعض من البسطاء وأشباه المثقفين و كل هدفهم هدم المعتقدات والثوابت الدينية باسم الحرية و العلم والحداثة والتجديد والأفكار العفنة.. لكم حرية الاعتقاد لكن ليس من حقكم فرضها على المجتمع.
سيد القمني أنكر وجود الله عز وجل كما أنكر وجود الجنة والنار وأنكر الروح وقال أنها طاقة وأنكر وجود الجن وأنكر كل ما ذكره القرآن وقال: إن القرآن نص تاريخي وأساطير.
نجد عندما ناظره الدكتور سالم عبدالجليل في برنامج أسرار، أشعل سيجارة وكان واضحًا عليه الهزيمة وعدم قدرته على المناظرة.
وأيضا مع الدكتور خالد الجندي ترك الحلقة ولم يكمل مع العلم أنه في الحلقتين أخذ مساحة هائلة في الحديث بعكس العلماء .
سيد القمني سخر من أنهار الجنة أن بها نهر من عسل ونهر من خمر فقال أليس هناك نهر مخلل!
أنكر كل ما ذكره القرأن لكنه اعترف بوجود الحسد الذي ذُكر بالقرآن.. إذ اتهم المسلمون أنهم يحقدون "ويحسدون" الغرب على حضارتهم وتقدمهم أليس الحسد مذكورًا بالقرآن؟
قبل موته كان يدعو الدول الغربية لاستعمارنا ويحذرهم من الإسلام فوبيا وأنه خطر، و يدعي أن الإسلام لا وطن له.
والذي أزعجني حقيقي عندما وجدت حزبًا من الأحزب أقام له مؤتمراً وأخذ يتهجم على الذات الإلهية وسمعت صوته وهو يسخر من الإسلام.
هو ومناصريه يضعون العلم في نديّة أمام القرآن الكريم.. ألم يثبت لهم العلم كل ما جاء بالقرآن! من أول مرحلة تكوين الجنين في بطن أمه حتى ولادته و فطامه، وغيرها من معجزات وآيات صدقها العلم وتوصل إليها مؤاخرا.
الدين الإسلامي الذي دعا إلى التفكير والعلم والتطبيق، فلمَ يتجاهلون أول آية نزلت في القرآن" اقرأ".
بعضهم يعترفون بالطبيعة فقط أنها صنعت كل شيء.. سؤال من خلق الطبيعة؟ وما هي قوانين الطبيعة؟هل الطبيعة لها إدراك وعقل وحواس؟
أليس كل مصنوع لابد له من صانع.. إذا فمن صنعك؟
أنا لا أستدعي عقولهم كي يفكرون بها لأنهم يعلمون الحقيقة جيداً، لكن الذين يتبعونهم لابد أن يفكرون جيدا.
رسالة لأتباع القمني ونوال السعداوي وغيرهم لم يدرسوا القرآن كما زعموا فهم قرأوا قراءة عابرة حتى يتشدقوا بتلك الإتهامات الباطلة على الإسلام خيالهم يشطح بهم في سماء الباطل، فهم يمكن أن يكتبوا رواية عاطفية مقالة سياسية، لكن علوم الدين والقرآن والثوابت جلباب واسع عليهم جدا.
(الإيمان والإلحاد والشك وتلقين العنف وتأثير أصحاب الرأي المخالف)
يقول طارق سعيد أحمد ،شاعر وناقد :
في الحديث عن الإيمان والإلحاد :
الإيمان والإلحاد ثنائية تنوع لا يخلو مجتمع منها قديما وحدثا وإلى أبد الآبدين، إن كانت حاضرة بشكل خفي كما نجدها في البلاد الناطقة بالعربية أو معلنة كما في الغرب، والفارق بينهما هو تفعيل السُلطة الدينية الماضوية المرسخة – برعاية السلطة السياسية- في المنطقة العربية واللامركزية الدينية في الغرب، نتفق ضمنيا على هذا الرصد، إذا نحن أمام قضية حضارية من الطراز الأول، إذ اعتبرنا أن الإنسان حر بما يكفي لكي يختار إيمانه أو إلحاده، بل حر بأن يناقش قضاياه وأفكاره اجتماعيا وعلى أوسع نطاق ممكن ويعبرعن ذاته - المؤمنة / الملحدة – مع من قبل دعوة النقاش.
في إطار ذلك، محليا، يحدث الصدام الإعلامي، ومن ثم تثار وسائل التواصل الاجتماعي وتنشق إلى فرقين يعكس كل منهما انحيازه بكل ما أوتي من قوة ووسائل افتراضية –كوميكس وغيرها- ثم تهدأ الأجواء وكأن شيئا لم يحدث، بمجرد إطلاق تصريح أو فيديو قصير مجتزئ من سياق حلقة تلفزيونية مثلا
أليس هذا ما يحدث؟ دوائر مفرغة من مضمون فكري الكل يساهم في ترسيخه بقصد أو بدون قصد علما بأنني أقدر محاولات أصحاب الأسماء المطروحه في السؤال في فتح أفق نقاش كاسرة للحواجز الفكرية وتحاول القفز من فوق سياج العقول المتجمدة في الماضي لإفاقتها وجذبها لواقعنا، رغم اختلافهم من حيث التخصص العلمي، لكن في نهاية الأمر يستقر الكل على موقفه من هو مع مع ومن هو ضد ضد، وتلك هي المأساة الحقيقة التي يواجهها الإنسان الآن، الكل خاسر في هذه المعركة بغياب المنهج وأليات الحوار .
وفي الكشف عن دائرة شخصيات الموضوع في العلم والبحث عن الحقيقة أم التشكيك وكراهية التراث ، يقول :
الشك بمفهومه الفلسفي آلية أصيلة للبحث عن الحقيقة، لا مفر من ذلك فلسفيا، وهذا المصطلح –أي الشك- يحتاج من كل الكتاب الحديث عنه حتى ينتقل من معناه الشعبوي إلى أصله وبدون هذا التصحيح المفهومي لن تتغير على أرض الواقع الدائري –كما أشرت من قبل- ما نرجوه من فكر متحضر، الأغلب يضع الشك في خانة الإتهام وما يأتي بعده يصيب الشخص الذي يحاول تفكيك فكرة ما إلى أن يتهم بالكفر مثلا ويحل دمه وهذا حدث ويحدث وسوف يحدث طالما هناك أزمة تلقي قبل أن تكون هناك أزمة فكر أو نقد بمعناه البناء أن تكره التراث أو جزء منه هذا دليل على أنك قرأت وبحثت، هذا في حد ذاته لا غبار عليه، من حقك أن تكره حقبة تاريخية كاملة، هذا لا يعنيني كمتلقي أو كطرف من أطراف نقاش، ما يعنينا هنا الحجة الفكرية والمنطق الذي من خلاله أدى بك الحال لحالة الكره تلك، للوقوف عليها كأرض مشتركة يتفاعل الكل عليها لإنتاج أفكار حديثة
منذ أسابيع قليلة واجه الأستاذ إبراهيم عيسى موقفا يكشف ما نتحدث عنه حينما نقل عن علماء مسلمين رأيهم في قضية المعراج وقامت الدنيا ولم تقعد وانهالت عليه الإتهامات من كل صوب لمجرد أنه نقل ما قاله علماء آخرون تبنوا فكرا مغايرا، ونقل هنا تجيب على السؤال لأنه هنا بحث بقصد العلم ولم يخترع شيئا جديدا بالأحرى لم يقل رأيه الشخصي وحدث ما حدث .
وأكد ، العنف لا يأتي إلا من الماضويون دعني أقول لك مقولة قرأتها على جدار في منزل صديقي الكاتب ناصر البدري تقول: لا أحد أشد تمذهبا مثل الذي تم تلقينه"
حول مدى تأثيرهم على العقول العربية ، يقول طارق :
السيد خالد منتصر هو في الأساس طبيب يعلم ما يقوله في تخصصه الأول، كنت أقول لنفسي وأنا في مقتبل العمر حينما صادفني هذا الكتاب الضخم "الطب النبوي" هل كان النبي محمد {ص} عطارا؟ وحين نضجت أكثر وقرأته وجدت استحالة منطقية في أن يكون الرسول قد ترك الوحي والمسلمين وأبا جهل والغزوات والكفار ليقول لأصحابه كيف التدواي بالأعشاب، فإن كتاب "الطب النبوي" لمن لا يعرفه هو أكبر من المصحف نفسه ضعفان على الأقل!
السيد إسلام بحيري كادت أحاديث الآحاد أن تقتله، وبالمناسبة هي ما رفعها الأمير محمد ابن سلمان ولي العهد في المملكة العربية السعودية من الحسابات، وذلك لأنها مصدر تشريعات شلال الدماء المنهمر على البشرية، وبحيري كان يثبت أن النبي برئ منها .
السيدة نوال السعداوي "رحمها الله" في حقبة زمنية معينة حاولت أن ترفع الظلم عن المرأة
وقبلهم السيد فرج فوده وآخرون قبله والآن القائمة تطول بالأسماء التي تحاول أن تجلي العقول الصدأة بكل أنواع الإبداع، لكن هناك سياج عال بين التنويريون وجمهورهم المرتقب لابد من هدمه وإعادة بناء العلاقة المهملة بين الكتاب والقراء بأي ثمن وفي أقرب وقت ممكن، حتى يتم التأثير المرجو وراء كل كلمة يكتبها كاتب أو لوحة يرسمها تشكيلي أو مقطوعة موسيقية، فلم يكن تأثير كل ما تحدثنا عنهم وغيرهم على العقل سوى إثارة الغبار .
(العقل والدين جدلية قائمة منذ القدم)
تقول نادية يوسف ،كاتبة في البحوث والدراسات :
العقل والدين هما جدلية قائمة منذ القدم وكم من الرجال والنساء قضوا نحبهم جراء ذلك هي أشبه بما يقال عنه "المعادلة المستحيلة الحل "
لماذا ؟؟؟؟ ليس لأن لاحلول لها و أنما لأن بعض المتنفذين والمستفيدين منها لا يريدون ذلك فمنهم من قال أن الدين يتنافى مع العقل وقدم شواهد كثيرة وفق منظوره الخاص والذي يعتقد به وهنا لاأريد أن أدخل في مجال هذه الأدلة مهما كانت والبعض الآخر قال أن لا تعارض بينهما بل على العكس إحداهما يتمم الأخر
وفريق نادى بأن كل واحد فيهم له كينونته الخاصة والتي قد تتفق مع الآخرر بحيث يتممان بعضهما
اعتبر البعض ان الدين مناهض للعقل ولا يمكن أن يجتمع الأثنان وهذا ما ورد على لسان شريحة لا بأس بها من طبقة المتعلمين والمثقفين الذين أعتمدوا على ماذَا فعل بعض رجال الدين في العلماء أو المثقفين من البشر بحيث تشددوا في ذلك مظهرين أن الدين يقيد البشر عبر قيود وضوابط تحد من حريته كونها مرتبطة بالذات الإلهية مهما كان طبيعة هذا الدين سماوي أو غير سماوي وهذا يتنافي مع كينونة العقل التي تتطلب الحرية التامة وعدم خضوعها لأي شيء قد يُحد من القدرات والطاقات التي يمتلكها بالاضافة إلى أن الدين مرتبط بالقلب والروح أكثر وبما أن العقل يريد التحرر من هذه القيود التي يبحث فيها عن التطور فأن قيود الدين تكبله ولذلك لا يمكن أن يتواجدا معاً لأن العقل لا حدود له وحسب مفهومهم أن لولا انفتاح العقل لما كان هذا التطور التكنولوجي والعلمي لأن رجال الدين كانوا يرفضون أراء العلماء وكل ماهو جديد عن معتقداتهم مثل كروية الأرض ووجود الكواكب الشمسية وقضايا كثيرة ذاكرين أن حتى الأنبياء والرسل أنفسهم عانوا من جراء ذلك .
ومن الملاحظ أن الاعلام كان له دور سلبي في هذا الأمر من خلال انتشار عدد كبير من المحطات الدينية التي ساهمت في تعزيز التفرقة وتكفير الآخر من خلال البرامج التي تعتمد أسس الحوار وهي بعيدة كل البعد عن ذلك بحيث تحول البرنامج إلى حلبة مصارعة بينهما كل منهما يصرخ بالاخر ويكيل الشتائم.
أما الذين اخذوا بتفوق الدين على العقل أيضاً جاؤوا بحجج وبراهين وفق منظورهم الخاص ومصالحهم وهنا لا أريد أن أتحدث عن الدين الاسلامي كما سبقني الغير وأنما أتحدث عن الامر بتجرد عن أي دين لأن بعض رجال الدين حاربوا العلم والعقل وكفروا الغير من الأديان الأخرى كان أما تحقيق لمصالحهم الشخصية أو نتيجة التزمت الشديد لهم وقد قدموا أسباب واهية غير مقنعة أن العلم فيه ابتعاد عن الدين والاخلاق ويحض على التحرر والفجور ويرفض وجود الله وإلى ما هنالك من أراء معتمدين على بعض النصوص الدينية التي تتوافق مع أهوائهم حيث أخذوا قسم منها وتركوا القسم الآخر .
وكثير من رجال الدين دافعوا عن العلم والعقل ونادوا به مظهرين أن الأديان كلها أكدت على موضوع التعلم والقراءة والبحث للنهوض بالأمم
وهنا أريد التوقف عند بعض النقاط المشتركة بين العقل والدين ولا سبيل ذكر الجميع الآن
العقل يبحث عن الأخلاق والقيم والتطور وهذا لايمكن أن ننكره في الدين
كل الأديان مهما كانت دعت إلى الانفتاح وتقبل الثقافات والأديان الاخرى والعمل لتطور البشر ومساعدتهم وهنا لا أقصد الكلام الذى نادى من يدعي صفة الدين لأننا نعلم أن أولئك المنافقين موجودين في كل ملة أو مذهب أو دين
كل من لا يتقبل أراء الآخرين هو متزمت مهما كانت الشهادة أو الدرجة العلمية التي وصل إليها كل من ينكر حق الآخرين بالاعتقاد الديني هو متزمت أكثر لايصح أن أنتقص من إنسانيته وأرفض معتقداته
من قال أن العقل هو رفض للدين هو متزمت لأن كثير مِن النجاحات العلمية والتطورات جاءت على بعض رجال الدين
ان العقل الذي يقود إلى الدمار والخراب هو لا يختلف عن التشدد الديني الذي يفتك بالآخرين
عندما يتجرد العقل من القيم فهو آلة فتاكة
وهذا يقود إلى نتيجة واحدة ان المجتمعات وخاصة الشباب انقسم منهم إلى قسمين قسم لا يُؤْمِن حتى وصل الأمر به إلى الإلحاد وقسم أخر زاد تزمته وهنا عادت مسألة الخلاف القائم بين الدين والعقل حتى بات كل منما يقدم الأدلة والبراهين على تفوق ما يُؤْمِن به وحتى لو تخلصنا من هذه الفوضى والحروب التي تسيطر علينا فإنها ستعود ولو بعد ألف عام لأن عقولنا مازالت تسيطر عليها هذه الأفكار والمعتقدات سواء بشكل ملموس أو مخفي
متى سيتحرر عقلنا ونؤمن بأن معتقدات الدينية هي شأن خاص بك وبأن الأديان معاملة حسنة ورحمة ومحبة لا ستار للأطماع البشرية
تعلمت مقولة منذ الصغر أنه لاأهتم بماذا تؤمن أو تعتقد هي مسألة خاصة بك الأهم أن تعاملني كإنسان فالإنسانية فوق كل شيء وفوق كل اعتبار .
__________________
وطرح هذه المواضيع لأن الطقوس غير ثابته بأفكارنا تجاه الله وتعاليمه ، كما لدينا التنوع بالطقس والمناخ وبالثقافات والعادات والتقاليد وأساليب التعايش . فمجرد تغيير أفكارنا التى تقتنع بها عقولنا وتتقبلها قلوبنا لا يعنى أن يسب ويهين بعضنا بعضا فالبحث ومحاولة اكتشاف طريق الحكمة هو مسلك الطريق الصحيح الذى يُحتمل أن يكون مغاير للذى تربينا عليه وتوارثناه .
فيرجى الانتباه ألّا تُحجب عنك/عنكِ الحقيقة أو طريقها ، نقرأ بعين العقل أن الحقيقة تحتاجك بقوة طالما أنت بحاجة إليها ، بالرغم أنها قد تتأخر عنك أو يُصيبها النقص ، لكن وصولها بحد ذاته متعة لواقعك وإن كانت مؤلمة فهي ؛ مُعْلِّمَة - مخبرة - ، ومُعَلِّمَة - ملهمة - .