ياسر دومه يكتب : بين غبار أوكرانيا ( 1 )

ياسر دومه يكتب : بين غبار أوكرانيا ( 1 )
ياسر دومه يكتب : بين غبار أوكرانيا ( 1 )
منذ بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا والأخبار تتوالى بين فريقين الغرب بقيادة وامر امريكا وتابعيها كندا واليابان واوروبا ومن جهة آخرى روسيا .
المعركة الحاليه أن اردنا التجوال فيها بعيون مختلفة سنجدها لها أكثر من ساحة ولنغوص فى الساحة الأولى أنها غبار معركة بين محاولة أثبات قدرة رجلين بوتين – بايدن الأول ورث اطلال دولة عظمى وأتى من عالم جهاز التجسس والمعلومات الروسي والذى يرسم حدود الفعل واللافعل نستطيع أن نقول من عقل السياسة وادارتها العميقة أتى ووجد دولة روسيا التى قال عنها هو واجهت مشاكل كثيرة فى الألف عام الماضية ثم ازدهرت فى كل مرة تمر به من عوائق تلك الدولة التى كانت تضم تحت ظلالها خمسة عشر جمهورية تحت راية حمراء عظمى وانتهت عام 1990 متفككة مترهلة وهنة ولم يرحمها الغرب بل وجه الطعنات لها تلو الآخرى بضم دول من الكتلة الشرقية لحلف الناتو واضعا متاريس خانقة لحركة تلك القوة المتهدمة فى حال استفاقتها من حكم الرجل السكير الذى قادها بعدالتفكك ثم اتى من يتصف بالثعلب بوتين ووجه للغرب تحذيرا بالكف عن قضم مساحات من الأمبراطورية الروسيه الى جانب حلف الناتو ولم يعيره الغرب اهتماما حتى بدء يلملم اشلاء تلك الدولة الممزقة وكانت رحلة نفض الغبار الأولى فى عام 2008 فى جورجيا ليضع دولتين على ارضها دون راية امريكا وحلف الناتو ثم عاد الكرة فى القرم الاوكرانيه فى عام 2014 وفى خضم كل ذلك الرجل بل اغلب الروس يشعرون بغضة الاهانة الغربية لامبراطورية قديمة تواجه الاستعلاء والصلف الغربي ثم بعد القرم كان وجود روسيا فى سوريا ومنطقة الشرق الأوسط ليثبت شئ أن روسيا دولة قويه بل ومؤثرة وفاعلة على الساحة الدولية  ثم الآن بعد استعداد الناتو لدخول اوكرانيا وضمها مما دفع الرجل ليحافظ على حدود الامن القومى الروسي والحفاظ على الهيبة الروسيه بل وفرضها بالقوة العسكريه وتحمل اى عقوبات غربيه امريكيه فى ظل غرس حدود قوة يجب احترامها على منضدة المصالح الدوليه وعدم الاقتراب منها 
وعلى الجانب الآخر بايدن الرحل المريض العجوز الذى أتى بعد فترة ترامب الذى ادار امريكا بطريقة رجال البيزنس وحسابات الربح والخسارة على عكس دهاليز السياسة الامريكية على طول تاريخها فأثر الرجل على صورة امريكا واصبحت الوجه الفج الذى ينطق بالمنافع دون مواربه ورث بايدن سياسات امريكيه مختلفة وضعت تجاعيد الانتهزايه الماليه السريعة دون عمق الاستراتيجية الامريكيه ووجد امريكا تهوى امام العملاق الآسيوى الصين وواقع اقتصادى امريكى مستهلك لما تنتجه الصين وتعتمد فى قوتها على وجود الدولار كعملة وسلعة دوليه ووصل الدولار لما يقرب من نصف الاقتصاد الأمريكى مما ينذر برعب مالى واقتصادى يهدد تمكن امريكا من التفرد بعرش العالم وقراره فشحذ الرجل سلاح امريكا الوحيد وهو الدولار وما يتبعه ووضع ظلال الناتو على حدود روسيا على الاراضى الاوكرانيه مما يهدد بشكل مباشر روسيا ويجبرها على الدخول بالمعركة بل وقبل ذلك حاول التضيق على روسيا واوروبا فى آن واحد برفضه لصفقة الخط الثانى لنقل الغاز الروسي لاوروبا مما ضغط على المانيا بخسائر فى استثمارات انفقتها عبر شركاتها بخلاف خسائر الطاقة نفسها ودفع الامور بايدن لتبدء معركة على ارض اوكرانيا وله ما اراد وبدء من اللحظة الاولى فى اشهار سيفه المتبقي لامريكا على رقاب العالم الدولار بتجميد الدولار لروسيا ثم وتجميد نقله عبر سويفت او منظومة نقل الأموال للتجارة للاستيراد والتصدير واصبحت المعركة فى فضاء مالى لاعادة ترسيم حدود قوى بمعرفة الدولة العميقة الامريكيه لمواجهة التهديد الآسيوى وحصد غنائم ما يجري وما وضعت امريكا نفسها بذوره ولتجمع الغنائم من استطاعة استخراج بترول امريكا الصخري المرتفع التكلفة وكذلك لانجلترا لاستخراج بترول بحر الشمال وتلك المنافع المباشرة اما الغير مباشرة تغليظ حدود سلاح العقاب الامريكى بالعملة الدوليه الامريكيه الدولار ضد ارادة اى دولة ومصالحها التى قد تختلف مع ترسيم مصالح امريكا .