المحامي هاني صبري يكتب : غزو روسيا للأراضي الأوكرانية انتهاك صارخ للقانون الدولي والعالم كله خاسر في هذه الحرب

المحامي هاني صبري يكتب : غزو روسيا للأراضي الأوكرانية انتهاك صارخ للقانون الدولي والعالم كله خاسر في هذه الحرب
المحامي هاني صبري يكتب : غزو روسيا للأراضي الأوكرانية انتهاك صارخ للقانون الدولي والعالم كله خاسر في هذه الحرب
بدأت روسيا عملية عسكرية شاملة في الأراضي الأوكرانية، والعالم يندد ويشجب الغزو الروسي ويتوعد بفرض عقوبات اقتصادية عليها.  أن ما يحدث الآن ليس صراعاً محلياً صغيراً ، وإنما هو انتهاك صارخ للقانون الدولي و ولوحدة الأراضي الأوكرانية ، وتقويضاً لاستقرار النظام في أوربا ، بل خطر على العالم كله وقد تغيير موازين القوة في العالم.
وقد أدان كل من حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي وأمريكا وغيرهم الهجوم الروسي لأوكرانيا وقرروا إنهم سيفرضوا عقوبات على روسيا. 
يتساءل الكثيرين لماذا أوكرانيا ؟
روسيا تري أن تقارب أوكرانيا للناتو تهديداً لأمنها القومي وأنها لن تقبل إن يكون الناتو علي أبوابها ويروا إن أي عضوية محتملة في حلف شمال الأطلسي ستجعل أوكرانيا "مليئة بالأسلحة"، مع تزويد كييف بأحدث الأسلحة الهجومية سيعرض روسيا للخطر .
وهناك مطالب رئيسية لروسيا تتعلق بعدم السماح بتوسيع حلف الناتو، والتخلي عن نشر منظومة أسلحة هجومية بالقرب من الحدود الروسية، وأيضا عودة البنية التحتية للحلف في أوروبا لما كانت عليه عام 1997. ناهيك عن موقع أوكرانيا الجغرافي وثرواتها الطبيعية.
 
أ- الجغرافيا و المساحة؟
١- تبلغ مساحة ٦٠٣.٥٥ الف كم مربع و اوكرانيا تعد أحد أهم المساحات الفاصلة بين وسط أوروبا و روسيا
٢- إنها أكبر دولة أوروبية (أكبر من فرنسا: ٥٤٤ الف كم مربع)
٣- أراضي دونباس (٥٢.٣ الف كم مربع) أكبر حجم من سويسرا.
 
ب- الموارد الطبيعية الأوكرانية ؟؟
١- الأولى في أوروبا من حيث الاحتياطيات المؤكدة القابلة للاسترداد من خامات اليورانيوم ؛
٢- المركز الثاني في أوروبا والمركز العاشر في العالم من حيث احتياطي خام التيتانيوم ؛
٣- المركز الثاني في العالم من حيث الاحتياطيات المستكشفة من خامات المنغنيز (2.3 مليار طن ، أو 12٪ من احتياطيات العالم) ؛
٤- ثاني أكبر احتياطي لخام الحديد في العالم (30 مليار طن) ؛
٥- المركز الثاني في أوروبا من حيث احتياطيات خام الزئبق ؛
٦- المركز الثالث في أوروبا (المركز الثالث عشر في العالم) في احتياطي الغاز الصخري (22 تريليون متر مكعب)
٧- المرتبة الرابعة في العالم من حيث القيمة الإجمالية للموارد الطبيعية.
٨- المركز السابع عالميا في احتياطي الفحم (33.9 مليار طن).
 
ج- أوكرانيا بلد زراعي؟؟؟
١- الأولى في أوروبا من حيث مساحة الأراضي الصالحة للزراعة ؛
٢- المركز الثالث في العالم من حيث مساحة التربة السوداء (25٪ من حجم العالم) ؛
٣- المركز الأول في العالم في صادرات زيت عباد الشمس .
٤- المركز الثاني عالمياً في إنتاج الشعير والمركز الرابع في صادرات الشعير.
٥- ثالث أكبر منتج ورابع أكبر مصدر للذرة في العالم ؛
٦- رابع أكبر منتج للبطاط في العالم.
٧- خامس أكبر منتج للجاودار في العالم ؛
٨- المركز الخامس عالمياً في إنتاج عسل النحل (75.000 طن) ؛
٩- المركز الثامن في العالم في صادرات القمح.
١٠- المركز التاسع في العالم في إنتاج بيض الدجاج.
١١- المركز السادس عشر على مستوى العالم في صادرات الجبن.
١٢- يمكن لأوكرانيا تلبية الاحتياجات الغذائية لنحو 600 مليون شخص.
 
د- أوكرانيا بلد صناعي؟؟؟؟
١- الأول في أوروبا في إنتاج الأمونيا.
٢- الاول في أوروبا ورابع أكبر نظام لأنابيب الغاز الطبيعي في العاالم (142.5 مليار متر مكعب من سعة إنتاج الغاز في الاتحاد الأوروبي
٣- ثالث أكبر شركة في أوروبا والثامن في العالم من حيث القدرة المركبة لمحطات الطاقة النووية ؛
٤- المركز الثالث في أوروبا والمركز الحادي عشر في العالم من حيث طول شبكة السكك الحديدية (21.700 كم) ؛
٥- المركز الثالث في العالم (بعد الولايات المتحدة وفرنسا) في إنتاج أجهزة تحديد المواقع ومعدات تحديد المواقع ؛
٦- ثالث أكبر مصدر للحديد في العالم
٧- رابع أكبر مصدر للتوربينات لمحطات الطاقة النووية في العالم 
٨- رابع أكبر مصنع لقاذفات الصواريخ في العالم ؛
٩- المركز الرابع في العالم في صادرات الطين
١٠- المركز الرابع في العالم في صادرات التيتانيوم
١١- المركز الثامن في العالم في صادرات الخامات والمركزات ؛
١٢- المركز التاسع في العالم في صادرات منتجات الصناعات الدفاعية.
١٣- عاشر أكبر منتج للصلب في العالم (32.4 مليون طن).
 
تجدر الإشارة إن الطبيعة الراهنة لتداخل النظام الاقتصادي العالمي تجعل الحرب في أوكرانيا وعلى الحدود المباشرة لأوروبا وتدخل الولايات المتحدة فيها ذات آثار اقتصادية عالمية ضارة للغاية. 
وهناك تداعيات اقتصادية خطيرة  للحرب بين روسيا وأوكرانيا ستؤدي إلى ارتفاع هائل في أسعار النفط والغاز ، على مستوى العالم عامة وأوروبا على وجه التحديد. وأن الأزمة الراهنة ستكون لها آثار ضخمة في الأسواق الدولية، وقد تؤدي إلى استقطاب اقتصادي يحدث تغييرات جذرية في هياكل التجارة الدولية.
 أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا والتدخل الأمريكي وتورط بعض الدول الأوروبية في هذا النزاع ستكون له عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي ، وقد يكون للأزمة تأثير في الأمد الطويل في طريقة تنظيم النظام المصرفي العالمي من زاوية التحويلات المالية. وأن الحرب والعقوبات على روسيا قد تولد شعورا بعدم الأمان في الأسواق المالية، ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار السندات خاصة سندات الخزانة الأمريكية وانخفاض أسعار الفائدة.
في تقديري أن التحدي الأكبر للاقتصاد الدولي في الوقت الراهن ارتفاع معدلات التضخم، حيث إن الأمر لا يتعلق فقط بتضرر أسواق الطاقة الدولية نتيجة الصراع، بل سيؤدي أيضا التوتر الاقتصادي الذي سيجتاح أوروبا في الأساس نتيجة الحرب إلى خفض آفاق النمو في القارة، وسيؤثر ذلك بشدة في الانتعاش الاقتصادي الأمريكي والعالمي.
أن  الحرب في أوكرانيا سيؤثر سلبا في مستويات الأسعار عالميا خاصة النفط  والمواد الغذائية وتعتبر روسيا أكبر منتج للقمح في العالم، بينما تعد أوكرانيا الرابع عالميا، كما قد يتأثر الإنتاج العالمي من مواد غذائية أخرى مثل الشعير والذرة، وتعد أوكرانيا ثالث أكبر مصدر للذرة في العالم وهي (سلة خبز أوروبا) ومعرضة للخطر، والبديل هو زيادة الاعتماد على أستراليا، التي ستكون قادرة على القيام بتعويض بعض الخسائر في الأسواق، لكن مع الإشكالات الراهنة في سلاسل التوريد، فإن أسعار الغذاء سترتفع .
 وستؤثر الحرب أيضاً علي قطاع المعادن العالمي. وأن جميع المنتجات الصناعية تقريبا ستواجه ارتفاعات غير مسبوقة في الأسعار، في أسعار النيكل والبلاتين والألمنيوم وغيرها من المعادن لأن أوكرانيا و روسيا لاعب رئيس في سوق المعادن العالمية، وتوقف إمداد السوق الدولية بتلك المعادن يعني كارثة لقطاع التصنيع العالمي.
في ظل حالة الارتباك الاقتصادي الناجمة عن تطور الأزمة سيرتفع سعر الذهب باعتبار ذلك الملاذ الآمن الأول دوليا، كما سترتفع قيمة الدولار والعملات الرئيسة كالاسترليني واليورو والين والفرنك السويسري.
وأن النظام المالي سيرتبك لفترة ، لكنه سيستعيد توازنه، وهذا لا تعني أن المشكلة انتهت، إذ عليه دفع فاتورة مالية ضخمة لا تقف عند تكلفة الحرب، لكن ستمتد إلى تأثير الصراع في الاقتصاد العالمي عموما.
ونناشد المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته لحل الأزمة وعلي جميع الأطراف المتصارعة إنهاء هذه الحرب في أسرع وقت وعدم التصعيد لأن الكل سيخسر فيها ، لذلك يجب الجلوس علي مائدة التفاوض حفاظاً علي السلم والأمن والدوليين ، حفظ الله العالم من ويلات الحروب ونأمل أن يحل السلام العادل كافة أنحاء العالم.