كبسولة حنان .. حنان شلبي تكتب : صندوق الفقراء أم صندوق الدنيا ؟

 

بمناسبة الصرخات التي تعلو يوما بعد يوم من غلاء الأسعار الجنوني و عدم قدرة المواطن علي التصدي للزيادة الذي طالت كل السلع الأساسية هناك من يقول ان موجة الغلاء عالمية ! نعم و لكن تظل مصر الأغلي في الأسعار رغم مستويات الدخل المتدنية مع عدم تقديم خدمات مجانية للمواطن المصري في الصحة و التعليم و لا يوجد نظام معاشات فيها لغير القادرين علي العمل ،، المقارنة جدا مستحيلة ! لكن الحق يقال لا يوجد في اي دولة صندوق مثل صندوق تحيا مصر يقوم بمعجزات في كل المجالات و هنا يحضرني سوْال أين ذهبت أرباح مشاريع صندوق تحيا مصر و مبادرتها ؟! و نحن علي اعتاب هذه الأزمة الطاحنة ؟

لكن في البداية يجب أن نتعرف علي هذا الصندق كما جاء علي لسان القائمين علي الأمور في بلادي ! و لكم الحكم ! 

فصندوق تحيا مصر هو صندوق ذو طبيعة خاصة له شخصية اعتبارية ويتمتع بالاستقلال المالي والإداري يتبع رئيس مجلس الوزراء ويتمتع بصفة خاصة برعاية رئيس الجمهورية وعنايته و باكورة أفكاره عقب توليه منصب رئاسة الجمهورية ! فقد أنشئ هذا الصندوق بموجب قرار رئيس الجمهورية رقم 139 لسنة 2014 وقرار رئيس الجمهورية رقم 84 لسنة 2015 و تم الإعلان عنه ضمن مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي لدعم اقتصاد مصر والتغلب على الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد و دعم العدالة الاجتماعية ،،

و جدير بالذكر ان في 24 يونيو 2014 أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن تنازله عن نصف راتبه البالغ 42 ألف جنيه مصري و نصف ما يمتلكه من ثروة لصالح مصر في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد مطالباً المصريين ببذل الجهد والتكاتف خلال هذه المرحلة و في 7 يوليو 2014 تبرع السيسي لصندوق تحيا مصر بنفسه في البنك الأهلي المصري فرع مصر الجديدة و تفاعل عدد من رجال الأعمال مع المبادرة وتجاوزت مساهمات رجال الأعمال وقتها الذين استجابوا لدعوة الرئيس الخمسة مليارات جنيه كبداية و أعلن العديد من رجال الأعمال خلال إفطارهم مع الرئيس عبدالفتاح السيسى في قصر الاتحادية يوم 13 يوليو 2014 عن مساهمتهم بمبالغ مالية كبيرة وحصص بنسب من الأسهم التي يمتلكونها في شركاتهم بجانب إنشاء شركات متخصصة في البنية التحتية والخدمات المكملة للمشاريع المعتمدة في خطط التنمية الاقتصادية و لا يعلم أحد اليوم كم وصلت ميزانية الصندوق بالتحديد غير ان تصريحات الرئيس الاخيرة يتمني فيها ان يصل الصندوق لمئة مليار و يطالب الحكومة بمزيد من المجهود لتحقيق هذا الرقم ،،

العجيب في الأمر أنه و بموجب القرار الرئاسي الذي أقره مجلس النواب مطلع عام 2016 ألغيت الرقابة المالية على الصندوق ضمنيا بعيدا عن الموازنة العامة للدولة ،، و في أبريل 2021 وافق مجلس النواب على مشروع تعديل قانون مقدم من الحكومة بما يسمح بإعفاء صندوق تحيا مصر من جميع الضرائب والرسوم الحاضرة والمستقبلية فيما يعد مزايا حصرية وغير مسبوقة لم يحصل عليها غيره من الصناديق في تاريخ صناديق الأموال في مصر ! 

و بين 2014 تاريخ انشاء الصندوق و 2021 تاريخ اعفاء الصندوق من جميع الضرائب أبرمت حكومة مصر في نوفمبر 2016 اتفاقاً مع صندوق النقد الدولي تم على أثره تعويم عملتها المحلية الجنيه وفرض ضريبة القيمة المضافة وتحرير سعر الوقود وبيعه بالأسعار العالمية وفرض ضريبة على مستهلكي البنزين والسولار وهو ما فتح نار جهنم على المواطن الذي وجد نفسه أمام قفزات غير مسبوقة في أسعار كل شيء من سلع وخدمات وإيجارات عقارات ومصروفات تعليم وعلاج ومواصلات عامة واتصالات ! و توالت شروط صندوق النقد الدولي و توالت معاناة الفقراء و المساكين !

كما توالت مبادرات صندوق تحيا مصر بالاشتراك مع الوزارات لحل بعض الملفات و الأزمات و من هذه المبادرات برنامج قومي لحماية أطفال بلا مأوى تحت أسم «احنا معاك» الذي يتشارك في تنفيذه صندوق تحيا مصر مع وزارة التضامن الاجتماعي ،، وقام الصندوق بإطلاق مبادرة «دكان الفرحة» يتضمن تنظيم معارض للملابس الجديدة داخل الجامعات الحكومية ودور الأيتام لدعم الطلاب المعدة لهم دراسات حالة اجتماعية أما الشق الثاني من مبادرة «دكان الفرحة» فتم توجيهه لتجهيز العرائس الأولي بالرعاية لتوفير تجهيزات الزواج للفتيات ،، كما شهدت المبادرة الرئاسية (سجون بلا غارمين) مشاركة من الصندوق بالإفراج عن 6 آلاف غارم وغارمة حيث تم سداد ديون الغارمين والغارمات كما قام الصندوق بتوزيع المواد الغذائية على ما يقرب من 5 ملايين مواطن ضمن مبادرة (بالهنا والشفا) بالإضافة إلى 1000 طن من لحوم الهدي بالتنسيق مع بنك التنمية الإسلامي بالمملكة العربية السعودية ،، و شارك صندوق تحيا مصر في تأسيس أول صندوق استثماري خيري تحت اسم "عطاء" بمساهمة قدرها 80 مليون جنيه لتخصص عوائده في توفير تمويل مستدام لرعاية ذوي القدرات الخاصة في مجالات التشخيص و العلاج و توفير الأجهزة التعويضية و تعليم المهارات لإيجاد فرص عمل و الدمج المجتمعي و برامج الدعم المختلفة ! كما نظم الصندوق 23 قافلة  للمبادرة الرئاسية (نور حياة) لإجراء كشف الرمد على المواطنين في معظم محافظات مصر على أن يتم تسليم العلاج للمرضى من خلال الصيدلية الملحقة بكل قافلة فضلا عن إجراء قياس النظارة الطبية من خلال فني متخصص و تحويل الحالات المتطلبة عمليات المياه البيضاء إلى المستشفيات التابعة للمبادرة بكل محافظة ،، هذا و قد حصل الصندوق علي 3 أرقام قياسية جديدة فى موسوعة جينس العالمية وهى: أكبر قافلة تبرع بالمواد الغذائية للعام 2021 (مليون كرتونة)

أكبر قافلة تبرع بالأجهزة المنزلية لعام 2021(4500 جهاز) لتجهيز اليتيمات للزواج

أكبر قافلة تبرع بالأجهزة الطبية لعام 2021 ( 6298 جهاز طبى) ليسجل الصندوق 6 ألقاب دولية فى مجال العمل الخيرى تضاف لقائمة إنجازاته منذ نشأته ! 

كما أمتد نشاط الصندوق خارج حدود الدولة المصرية ليصل إلى الأشقاء الفلسطينيين فى غزة و توجيه قوافل إغاثة لهم فضلا عن المشاركة فى مبادرة تحيا مصر إفريقيا من خلال قوافل الرعاية الصحية للأشقاء فى جمهورية جيبوتى !

كما نظم صندوق تحيا مصر العديد من الفعاليات والأنشطة التى خدمت ملايين المواطنين كان أبرزها قوافل رعاية الأسر المقيمة فى المناطق النائية والحدودية مثل سيوة وحلايب وشلاتين وسانت كاترين وبئر العبد ورفح والعريش والواحات البحرية على مدار العام لتوفير الدعم الغذائى والأغطية والأمتعة التى تعينهم على المعيشة !

كما حظيت محافظات الصعيد كافة بنصيب كبير من مشروعات الصندوق التى نفذها خلال العام الماضي وذلك تماشيا مع توجه الدولة نحو تنمية صعيد مصر وتوفير حياة كريمة لمواطنيه الي اخره !

سوف أكتفي بهذه الأجزاء من إنجازات صندوق الدنيا او صندوق تحيا مصر كما طالعتنا به الصحف و المواقع المصرية و التي لم يوجه فيها للصندوق أو القائمين عليه أي انتقادات أو تساؤلات حول أولوية المشاريع التي يقوم بها و الجدوي من تنفيذها و التحقق من المعلومات حول كل مبادرة تم الإعلان عن تنفيذها علي أرض الواقع و مطابقة النتائج بالتصريحات ! و هنا انا لا اشكك في البيانات بقدر ما أريد أن الفت النظر إلي ما كان يجب ان يحدث ! في أن يحظي الصندوق بالشفافية و المحاسبة و العلانية في كافة البيانات لتشجيع المواطنين في الداخل و الخارج من القادرين علي مزيدا من التبرع للصندوق الذي كان الهدف الرئيسي من إنشاؤه بأختصار هو النمو الاقتصادي و الحد من الفقر و تلبية إحتياجات الفئات الأكثر فقراً و تشجيع القطاع الخاص للشراكة مع الجهات الحكومية لدفع عجلة التنمية ،، و بعيداً عن الرياء اقول لكم هناك فجوة كبيرة في مصر بين ما يقال و ما يتم تنفيذه و المواطن الفقير و المسكين لم يلمس هذا النمو الذي تتحدثون عنه و لم تتغير حياته الي الأفضل ! بل يتم المتاجرة به في جمع التبرعات و هو من يدفع فاتورة العجز و الديون و شروط صندوق النقد الدولي ! و لم يعد هناك قطاع خاص للمشاركة في دفع عجلة التنمية بعد هروب معظم الأموال إلي الخارج لعدم ثقة المستثمرين في الوضع الاقتصادي المتردي في بلد تعتمد علي القروض و المنح و التبرعات لسد عجز الميزانية ! و دخول جهات سيادية في منافسة غير متكافئة مع القطاع الخاص ! الخلاصة المستفيدين من صندوق تحيا مصر و من قروض صندوق النقد الدولي هم ليسوا الفقراء و المساكين ،، فلماذا هم من يدفعون الثمن دائماً و بدون رحمة أو شفقة !؟ اين الحياة الكريمة في جمهوريتكم الجديدة ؟ جمهورية الكباري و الطرق و حكومة خيال الظل التي تلقي باللوم علي المواطن كلما عجزت عن إيجاد حلول لأي مشكلة ،، حاكموا الفسدة و المرتشين و أخذي عمولات السلاح و القروض و خلافه فهم من افقروا مصر