العربى إسماعيل يكتب : التربية قبل التعليم .. وسر الترابط بينهم

العربى إسماعيل يكتب : التربية قبل التعليم .. وسر الترابط بينهم
العربى إسماعيل يكتب : التربية قبل التعليم .. وسر الترابط بينهم
هل الأسرة أساس وهى المسؤولة  عن التربيه وتعليم الأصول والمبادئ ام المدارس والجامعات هى المسؤوله ؟ أهمية الأسرة في المجتمع من كونها مؤسسة اجتماعية، فتكوين الأسرة ضرورة حتمية لبقاء الجنس البشري ودوام الوجود الاجتماعي، وتتجلّى أهمية النظام الأسري في المجتمع في النقاط الآتية:تُعتبر الأسرة الخلية الأولى التي يتكوّن منها المجتمع، وهي أساس الاستقرار في الحياة الاجتماعية. تُعتبر نشأة الأسرة وتطورها ثمرة من ثمرات الحياة الاجتماعية. تُعتبر الأسرة الإطار العام الذي يُحدّد تصرفات أفرادها فهي التي تُشكّل حياتهم، فهي مصدر العادات، والأعراف، والتقاليد، وقواعد السلوك، وعليها تقوم عملية التنشئة الاجتماعية، ولكلّ أسرة بعض الخصائص الثقافية الخاصة. تؤثّر الأسرة فيما عداها من النظم الاجتماعية الأخرى وتتأثر فيها؛ فإن صلحت صلح المجتمع ككلّ وإن فسدت فسد المجتمع ككلّ. تُعتبر الأسرة وحدةً اقتصاديةً، واجتماعيةً، ونفسيةً؛ لما توفّره لأفرادها من مستلزمات الحياة اليومية واحتياجاتها.  يُمكن اعتبار الأسرة وحدةً إحصائية؛ أيّ يُمكن اتخاذها أساساً لإجراء الإحصاءات المتعلقة بعدد السكان ومستوى المعيشة والنظام الطبقي، ويُمكن اتخاذها كذلك كعينة للدراسة والبحث وعمل المتوسطات الإحصائية؛ وذلك للوقوف على المشكلات الأسرية ورسم المخططات المثمرة للقضاء عليها. تُشكّل الأسرة وسطاً لتحقيق غرائز الإنسان ودوافعه الطبيعية والاجتماعية.
تُهيّئ الأسرة للطفل اكتساب مكانة معينة في البيئة والمجتمع، حيث تُعدّ المكانة التي توفّرها الأسرة للطفل بالميلاد والتنشئة محدداً مهمّاً لمعاملته في المجتمع ونظرة الآخرين إليه. تُعتبر الأسرة الوسيط الأول والموثوق لنقل ثقافة المجتمع إلى الأطفال، ونقل الثقافة من جيل الآباء إلى جيل الأبناء. تُمثّل الأسرة المرجعية الأولى للطفل في معارفه، وقيمه، ومعاييره، فهي توفّر للطفل المصدر الأول لإشباع الحاجات الأساسية له، وتُشكّل الأساس الاجتماعي والنفسي له أيضاً كما تنفرد الأسرة بتزويد الطفل بمختلف الخبرات أثناء سنوات تكوينه الأولى تتمثّل الوظيفة الثقافية للأسرة في نقل التراث الحضاري، حيث تظلّ الأسرة المجال الذي يتعلّم فيه الطفل الأساليب العامّة للحياة والأعراف والأنماط السلوكية السائدة في المجتمع، وكلّما كانت الأسرة متعلمةً ساعدتها خبرتها ووعيها وعلمها على تحقيق هذه الوظيفة الثقافية بشكل متكامل حيث تنتقي الطيب من التراث وتنقله، ولا تنقل البالي والضار من التراث مثل الثأر والسحر وغير ذلك من الأمور تحمي الأسرة أفرادها من الاعتداءات الخارجية التي قد تقع عليهم من الأسر الأخرى في المجتمع المحلي، كما أنّها تحميهم جميعاً وتُزوّدهم بكلّ ما يحتاجونه من عون مادي ومعنوي، بل أنّ حماية الأسرة لأفرادها تمتد حتّى بعد زواجهم وانفصالهم عن الأسرة الأصلية، وتتمثّل هذه الحماية في تقديم الدعم المالي والمعنوي .