إبراهيم محمود هارون يكتب : منشئ الرواية الليبية

إبراهيم محمود هارون يكتب : منشئ الرواية الليبية
إبراهيم محمود هارون يكتب : منشئ الرواية الليبية

محمد فريد سيالة من أبرز رجال الثقافة والأدب والصحافة في ليبيا، ، يعود إليه الفضل في نشأة الرواية الليبية، حيث كان أول من كتب رواية في ليبيا بعنوان “وتغيرت الحياة” سنة 1957، ثم تلتها رواية “الحياة صراع” سنة 1959 وبعدها الرواية الثالثة “اعترافات إنسان” عام 1962. 
ولد سنة 1927 بمدينة طرابلس الليبية وتعلم في مدارس القرآن على يد الشيخ علي الشريف ، والتحق بمدرسة (برينشيبي دي بيمونتي) الايطالية عام 1937، ودرس بها حتى أنهى الصف الثاني الابتدائي، حيث اغلقت سلطات الاحتلال الإيطالي أبوابها بسبب نشوب الحرب العالمية الثانية في سبتمبر 1939. انضم إلى دورة تأهيل المعلمين بالمدرسة المركزية بشارع ميزران التي نظمتها الإدارة العسكرية البريطانية وحصل على دبلوم معلمين عام 1949. عمل في مجال التعليم حتى عام 1959 بمدارس باب تاجوراء والمدينة القديمة بطرابلس. 
بدأ اهتمامه بالصحافة منذ عام 1943، حين نشرت له ملاحظات بركن رسائل إلى المحرر بجريدة طرابلس الغرب. ترأس تحرير مجلة (صوت العربي) التي أصدرتها اللجنة الثقافية برابطة المعلمين بولاية طرابلس، منذ عددها الأول الصادر في شهر يناير 1955، ولمدة إحدى عشرة شهرا. و في أواخر عام 1955 ترأس تحرير جريدة (اللواء)، وقد أقفلت السلطات آنذاك هذه الجريدة بعد صدور عددها الرابع لنشرها أخبار غير مرغوب فيها. كما  ترأس ايضا تحرير جريدة (الطليعة) خلال الفترة من يناير 1965 حتى أكتوبر 1966. حصل على امتياز إصدار جريدة اجتماعية رياضية أدبية تحت اسم (الاولمبياد)، وصدر العدد الأول منها بتاريخ 1أغسطس 1966 وتوالى صدور أعدادها حتى 25 مارس 1968.
وقام الإعلامي محمد فريد سيالة بتأليف العديد من المؤلفات التي  تميّزت  بنقد العادات والتقاليد التي كانت سائدة في المجتمع الليبي منها، كتاب بعنوان نحو غد مشرق، كما قام بكتابة القصص منها قصة الحب الأول، حيث تم نشرها في مجلة الصوت المربي، قصة خضراء الدم، بالإضافة إلى عمله في مجال كتابة الروايات منها، رواية بعنوان وتغيرت الحياة، رواية اعتراف إنسان، رواية الحياة صراع.
كما نريد أن نتحدث عن  فن الرواية فقد تأخر ظهوره في ليبيا كثيرا مقارنة بمعظم الدول  العربية حيث يذكر الدكتور الصيد أبوديب أن (أول رواية ليبية أصدرت مدينة طرابلس بشأنها شهادة ميلاد فهي بعنوان (وتغيرت الحياة) للكاتب الليبي محمد فريد سيالة نشرت علي حلقات في مجلة (هنا طرابلس الغرب)في أواخر عام 1957م ونشر الكاتب نفسه رواية ثانية بعنوان (الحياة صراع)في المجلة نفسها علي خمس  حلقات كانت أخرها بالعدد 55 وأتبع هاتين الروايتين برواية ثالثة بعنوان (اعترافات إنسان)نشرت أولا على حلقات في مجلة هنا طرابلس ثم نشرت في كتاب سنة  1961م.  و بعد رحلة طويلة من العطاء و النجاح توفي الأديب محمد  سيالة في 12 مارس عام 2008 و شيع  جنازته ذووه ومحبوه في جنازة مهيبة و دفن في  مقبرة شط الهنشير بطرابلس.