بقلم/ أحمد رفعت
مخطئ من يعتقد أن زيارة المستشارة الألمانية ميركل لمصر مجرد رد لزيارة الرئيس السيسي لألمانيا في أوائل من يونيو عام 2015 ومخطئ أيضًا من يعتقد أنها مجرد زيارة لافتتاح محطة أو محطات كهرباء وإلا لكانت على الأقل جرت في مناسبة وطنية وقومية مصرية وتتواكب زيارتها معها وتشارك في افتتاحها.. لكن كلا الأمرين ليس صحيحًا رغم أنها بروتوكوليًا تعتبر ردًا على الزيارة وستفتتح فيها فعلا إحدى محطات الكهرباء العملاقة وفي البرلس بكفر الشيخ تحديدًا !
وبين تحولات عالمية ووسط تحديات في الداخل الألماني بدأت إشاراته منذ أشهر تقرر ألمانيا إبرام تحالفاتها الحقيقية للتأمين الشامل لأوروبا من حيث الأمن أولا فلن تنتظر ألمانيا حتى تتسع نيران الإرهاب وتصبح صورة أخرى من فرنسا وخصوصًا لبلد يضم ملايين المسلمين أغلبهم من تركيا التي يحكمها أردوغان وعلاقته مع ألمانيا ليست طيبة!
ميركل ستبحث مع مصر ملفات تختص بأمن أوروبا الاجتماعي والاقتصادي، حيث يمكن لمصر أن تلعب دورًا مهمًا في الحرب على الهجرة غير الشرعية وخصوصًا بعد تراجع أي أمل قريب في استقرار الأوضاع في ليبيا ورغم أن اكتشافات الغاز المصرية والتي ستدخل الخدمة تباعًا ستكفي مصر من الطاقة دون تصدير واسع للغاز فإنه ربما يكون عند ألمانيا -أو عند غيرها كبريطانيا مثلا- أن مستقبل الاكتشافات الغازية والبترولية في مصر يفوق كل الاحتمالات الممكنة، وبالتالي تحجز ألمانيا لنفسها ولأوروبا نصيبًا من الطاقة المصرية وبما قد يحرر أوروبا من ارتباطات الغاز مع روسيا !
على كل حال فألمانيا تضم أكثر من أربعين ألف مصري تقريبًا هم الأقل من حيث المشكلات والتبادل التجاري يصل إلى 5.5 مليارات يورو وهو رقم كبير لكن يمكن مضاعفته وها هي ألمانيا بنفسها تمول مشاريع الطاقة العملاقة التي ستغير شكل مصر والمنطقة ومنها إلى تعاون آخر وثالث ورابع ورغم ذلك فلن تمر القمة ولا الزيارة بغير ملفات الأمن والإرهاب والهجرة ومنظمات المجتمع المدني ومعلوماتنا أن الموقف المصري محسوم من الأمر وهو ضد أي تمويل أجنبي لمنظمات تمارس دورًا سياسيًا يخالف حيثيات نشأتها تحت أي غطاء حقوقيًا كان أو اجتماعيًا !
أهلا ميركل بعد استفاقة مقبولة حتى لو تأخرت بعض الشيء وكما يقولون "أن تصل متأخرًا خير من ألا تصل أبدًا"!
هذا الخبر منقول من الموجز