- من متوقع أن تملك الدولة قناة إعلامية مؤثرة فى الفترة القادمة تخلق نوع من أنواع التكاملية و تستهدف ما هو محيط بالمنطقة العربية
- مجلة السياسة الدولية هى إصدار راقى و الأول من نوعه فى مصر و العالم العربى
- قاعدة 3 يوليو استغرق إنشاؤها سنتين و أربعة شهور ، قال عنها قائد الأسطول الخامس الأمريكى أن القواعد الشبيهة فى الولايات المتحدة الامريكية يستغرق إنشاؤها عشر سنوات
- مصر لن تسمح بتهديد المصير المائى لشعبها حال استمرار التعنت الإثيوبى
- الإتحاد الأفريقى عليه التوصل لإتفاق فى تاريخ معين وفقا لجدول زمنى معين و أى خروج عن هذا الجدول الزمنى هو بمثابة خروج عن اتفاقية أسسها مجلس الأمن وعلى مجلس الأمن وقتها فرض عقوبات على الدولة التى ستخرج عن نص الاتفاق
و نحن فى خضم إنشغالنا ببناء مصرنا العظيمة من جديد تظهر على الساحة الإقليمية و الدولية مشكلات و عراقيل يجب التعامل معها بحكمة و وعى شديد وعليه يجب الإسترشاد بمواقف مماثلة فى تاريخ مصر وكيف تصدت لمشاكلنا فى الداخل و الخارج أيضًا لتصل بنا إلى بر السلام و تحقيق العدالة و التنمية و المكاسب المشتركة مع كل دول العالم ،لكى نلحق بركب التقدم و الحداثة من خلال خطة تنمية مستدامة.
ولمعالجة و تحليل ما يدور حولنا فى العالم كان علينا الإطلاع على أهم إصدار يوثق للعلاقات السياسية بين مصر و الدول الأخرى و لكون مجلة السياسة الدولية إحدى إصدارات مؤسسة الأهرام وهى أقدم اصدار يختص بالعلاقات الدولية و تحليل السياسات الخارجية للدول و كذلك مجلة الديموقراطية وهى منأهم الإصدارات التى ظهرت فى الدولة المصرية الفترة الأخيرة و تختص بمناقشة القضايا التى تتعلق بنظام الحكم و ما يتفرع منه من التحليل بالنظم الديموقراطية و حقوق الانسان ، كان علينا لقاء رئيس تحريرهما الاستاذ أحمد ناجى قمحة و الحديث عن التطورات المحورية و المصيرية التى تحدث فى العالم وتمس مصر كدولة لها ثقل سياسى دولى وخاضت الكثير من المعارك الدبلوماسية و العسكرية ويشهد التاريخ بعظمتها و مكانتها .
و إلى نص الحوار :
- حدثنا عن بدأيتكم فى بلاط صاحبة الجلالة إلى أن ترأست كرسى رئاسة تحرير مجلتين دوريتين هما السياسة الدولية و الديموقراطية؟
فى البداية لم أكن أنوى العمل فى المجال الصحفى و التحقت بكلية السياحة لمدة ثلاث أسابيع لكنى لمحت فى عين أبى نظرة حزن لأنى لم احقق له رغبته فى الالتحاق بإحدى هاتين الكليتين ( الإعلام أو اقتصاد و علوم سياسية ) ،و لأننى أبنه الوحيد شعرت بالمسؤولية و الرغبة فى تحقيق أمله فىّ ،و حولت اوراقى إلى كلية اقتصاد و علوم سياسية ثم بعد التخرج بدأت اتلمس فرصة دخول مجال الإعلام و أكن كل الفضل للأستاذ عبد العظيم حمروش و هو العضو المنتدب فى دار الهلال حيث ساعدنى أن أبدأ حياتى المهنية فى عام 1991 هنا بمبنى الاهرام فى نفس المكتب.
- حدثنا عن خبراتكم فى المجال البحثى و الأكاديمى و كيف لعب الدور الأكبر لتصل إلى كرسى رئاسى التحرير؟
كان هناك لقاء فى المنتدى الافرواسيوى بالمنيل و هناك قابلت د.أسامة الغزالى حرب ثم تكررت مقابلتنا هنا فى مكتبه بالاهرام وبدأت كباحث مساعد لمدة سنتين من 1991 إلى 1993 و تخصصت فى المنطقة العربية تحديدا المغرب العربى ثم بدأت أعمل بشكل متخصص فى نظام الأقليم العربى ثم تم نقلىإلى وحدة النظام السياسى المصرى مع د . هالة مصطفى و هى من أهم الباحثات فى جيلها .
بعدهاأتت لى فكرة عمل استطلاع رأى عام سنة 1995 كانت تجربة مفيدة انتقلنا فيها إلى أبعاد أكثر (علمية و تخصصية) وفى سنة 1998 مع عودة د .جمال عبد الجواد من الولايات المتحدة الامريكية وضع المبادىء الاساسية لوحدة دراسات الرأى العام و هو من قام بتطويرها لتكون على مستوى عالمى وانطلقنا لنسبق كل المراكز التى كانت موجودة وقتها على الساحة و قدمنا عمل هايل لمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالاهرام و استمريت فى هذا العمل حتى 2013 .
إلى أن حانت لحظة رئاسة التحرير فى مجلة السياسة الدولية فى يوليو 2017 بترشيح الهيئة الوطنية للصحافة برئاسة الاستاذ كرم جبر و مؤخرا بالتحديد العام الماضى يوليو 2020 كان لى شرف رئاسة تحرير مجلة الديموقراطية.
- صف لنا شغفكم بالكتابة الصحفية و كيف دمجتموها بالعمل الاكاديمى و البحثى؟
فى الفترة من 2011 إلى 2013 كانت النقلة من الكتابات البحثية إلى الكتابات الصحفية و يرجع الفضل فى هذه النقلة إلى اثنين يتغمدهم الله بواسع رحمته و مغفرته الاستاذ طارق حسن رئيس تحرير الاهرام المسائى و الاستاذ محمد حمدى و الاستاذ محمد عبد الهادى أطال الله عمره ، كانوا متابعين لكتاباتى بانتظامفى موقع الاستقلال و رئيس تحريره الاستاذ محمد حمدى و كانتفلسفة الموقع " أننا وطن مخططف و وطن محتل بالوكالة عن طريق التنظيم الاخوانى و أنه لابد من المقاومة لتحقيق الاستقلال و الجلاء "، فكانت كتاباتنا كلها تدور حول هذه الفكرة أذكر أن وقتها كانت عودة الاستاذ محمد عبد الهادى علام لرئاسة الاهرام فأفرد لى مساحات كبيرة جدا على صفحات الجريدة و كتبتأهم المقالات فى فترة الانتخابات الرئاسية مقال عن السيسى بعنوان "الصورة الذهنية العامل الحاسم قبل الانتخابات الرئاسة 2014 " ، ثم مقال عن حمدين صباحى بعنوان " الشباب القوة الدافعة " كتبت المقالين فى أسبوعيين متتاليين و عرضت فيهم عوامل القوة و الضعف عن كل مرشح و استمريت الكتابة بعدها ما بين الاهرام و موقع " اتفرج " برئاسة تحرير الاستاذ على السيد و يدير تحريره و يشرف على موقعه الالكترونى الاستاذ اشرف مفيد و كان موقعا مفيد جدا لأنه كان نافذة لجيلنا لنكتب و ندافع عن الدولة.
- حدثنا عن التحديات و المصاعب التى واجهتكم فى بداية رئاسة تحريركم و كم تغلبتم عليها؟
فى الحقيقة مجلة السياسة الدولية تقف على أرضية صلبة و هو إصدار راقى و الأول من نوعه فى مصر و العالم العربى له ثقله بحكم الأسماء الكبيرة التى توالت على رئاسة تحريره ؛ لكن التحديات تتعلق بمتغيرات السوق فهو ليس سوق القارئ و لا السوق الذى يتواجد فيه فرص المنافسة و التمايز و الانتاج الوفير بين المؤسسات الصحفية فى وقت تعانى فيه المؤسسات القومية من مشاكل هيكلية و إدارية كبيرة جدا تكاد تعصف بها كلها ، لكن يحسب لنا أننا فى منظومة هى الأكثر حرصا على استمرار التجربة ونجاحها و الدعم الذى وفرته الهيئات و تقبل كل الأفكار ناحية التطوير و التى يمكن أن تدعم أى نوع من أنواع التوجه ناحية تطبيق أحدث الأفكار فيما يتعلق بالاخراج الفنى أو المحتوى و القدرة على التنافسية فى سوق صعب لكن دعمهم المستمر يساعدنا كرؤساء تحريرعلى تجاوز العديد من الصعوبات.
كما اعتبر نفسى سعيد الحظ لأن منترأس مجلس إدارة الاهرام فى الدورتين اللتان تقلدت فيهم رئاسة تحرير السياسة الدولية الاستاذ عبد المحسن سلامة فهو لم يبخل بأى دعم للإصدارين فمساندته كانت كبيرة جدا و اتصور أننا استطعنا أن نعبر عن أنفسنا و عن جيلنا جيدا ، فى النهاية هى تجربة تحسب علىّ قبل أن تحسب لى لو فيها سلبيات اتحملها بالكامل و لو فيها إيجابيات أتمنى على من يقيمها أن يحسب فضلها على فريق العمل كله لأنهم أصحاب الفضل الحقيقيين فى ظهور الإصدارين بصورتهم النهائية.
- ما هى طموحاتكم واحلامكم للإصدارين؟
أتمنى ان نعود للمنافسة فى السوق الاقليمى ، وتقديم طبعة إنجليزية لتوصيل الصوت المصرى للخارج يجب أن يطلع الغرب على وجهة نظر الكتاب المصريين فى القضايا المصيرية سواء المتعلقة بالديموقراطية أو بحقوق الإنسان أو بالعلاقات الدولية و تطور مسارها و ملفات السياسة المصرية.
لكن بالطبع تقف أمامنا عوائق مهمة أهمها سعر الترجمة الرسمية إنما طموحاتنا أن نجد راعى أو داعم لنصل لمرحلة عمل نسخة إنجيليزية لأن أهمية و قيمة الإصدار ستزداد بالطبع إذا توفرت منه نسخة بلغات أجنبية.
- هل تكتفون بالإصدار الورقى أم ترون أن هناك حاجة للموقع الالكترونى لمواكبة عصر السماوات المفتوحة؟
بالفعل لدينا موقع الكترونى هام وهو يسد فجوة الثلاث أشهر لأن مجلتنا دورية و يحتوى الموقع على التحليلات و القضايا التى لم نتمكن من عمل التغطية الكافية فيها فى المحتوى الورقى ،و فى طريقنا لتطويره فى الفترة القادمة لننافس بوجود موقع الكترونى متقدم عالمى ويتوفر فيه الأعداد السابقة بصيغةpdf.
- نجحت مجلة السياسة الدولية و هى تحت رئاستكم في الحصول على اعتماد تصنيف معامل "ارسيف" وهي أحد معامل التأثير والاستشهادات المرجعية للمجلات العلمية العربية ... حدثنا عن تلك الفترة و الجهد المبذول منكم و فريق العمل الذى كان عاملاً اساسيًا للحصول على المرتبة الثالثة في تخصص العلوم السياسية من بين 40 مجلةعلى المستوى العربي والمرتبة الـ37 بين مجموع مجلات بلغ 681 مجلة علمية؟
النجاح يحسب لفريق العمل لأنهم حريصون على دقة العمل و المتابع الجيد سيجد تغير فى الانضباط المنهجى و التعامل مع محتوى العدد وهذا يفرض نفسه على الجهات التقيمية فمعنى ذلك أننا متواجدين ولنا تاثير كبير سواء فى الاعداد السابقة أو الحالية من مجلة السياسة الدولية و التى لها تاريخ كبير يعود إلى عام 1965 لذلك تُعد المجلة مرجعًا هاما جدا للباحثين كمصدر فى الكتابات البحثية مما يدلل على ثقل و أهمية هذا الإصدار فى المجتمع الاكاديمى العربى.
- هل تتفقون على أن المواقع الألكتروني سحبت البساط من الجرائد الورقية و ما هى اقتراحاتكم المستقبلية لتعزيزتحركات التطوير للمؤسسات الصحفية لإستعادة تواجدها و أهميتها على الساحة الاعلامية؟
هى قضية شائكة و لا ترتبط بطبيعة المجتمع لكنها قضية دولية فهناك صحف اغلقت بالفعل فى دول العالم لكن الأمر متربط أولاًبالمحتوى و من هو الجمهور المستهدف من الانتاج هل يمكن يتحقق طموحاته واحتياجاته أم لا ؟ لأن حتى بعض المواقع لم تستطع البقاء و النجاح والاستمرارية لذلك فأن ألية العمل هى الأساس و أن يكون التواجد بهدف محدد من خلال خطوات و استراتيجية لتحقيقه و هو الوصول للمستهلك و توزيع المهام على الفريق لتتحرك تروس العمل بدقة ،إذا تحققت تلك المعادلة سيتحقق النجاح للإصدار سواء كان ورقى أو الكترونى.
- هل ترون أن الإعلام المصرى استطاع أن يخلق رأى عام إقليمى وعالمى فى مختلف المحافل،وعلى كل الأصعدة الرسمية وغيرالرسمية،لتوضيح الشواغل المصرية،ولدعم الحجج المصرية،وبيان منطقية الموقف المصرى تجاه موقف اثيوبيا و الملء الثانى لسد النهضة؟
إعلامنا قادر و لديه كفاءات و رصيد يستطيع أن يؤثر به فى المرحلة القادمة الفكرة كلها فى توافر الإمكانيات و توافر الدعم فى استعادة الثقة بين المواطن و الإعلام و أتصور أنه تم استعادتها بالفعل على مدى السنوات القليلة الماضية ، لكن هناك إصرار غريب من أهل الشر على شيطنة الإعلام المصرى و شيطنة بعض النماذج من الإعلاميين المصريين لكن فى لحظات معينة يقف المواطن وهو شديد الذكاء و الفطنة و يسترجع مواقف كثيرة لهؤلاء الاعلاميين و يتمكن من تقييم دورالإعلام و مدى التاثير على مجريات الأمور فى الدولة المصرية طول السنوات الماضية .
الإعلام المصرى هو أحد أدوات القوة الشاملة للدولة فى التعامل مع أزمة سد النهضة وهناك تناغم فى العمل بين كل المؤسسات لكى نستطيع التاثير اقليميا و دوليا فهناك تكاملية فى الاداء بمعنى أن الجولات التى يقوم بها معالى الوزير سامح شكرى وزير الخارجية و الجولات التى قام بها مجموعة الخبراء المعنين بملف السد للعديد من الدول شكلوا التكامل مع أداء الإعلام و من متوقع أن تملك الدولة قناة مؤثرة فى الفترة القادمة تخلق نوع من أنواع التكاملية فعلينا أن نستهدف ما هو محيط بالمنطقة العربية أى أن يكون لنا بُعد للتوجه للقارةالأفريقية و الأسيوية و الأوربية أن تكون لنا رسالة إعلامية لهذه الدول وتكون مؤثرة من أجل إحداث الفارق فى توصيل صوت مصر إلى هذه المناطق .
- من3 يوليو٢٠١٣ إلى3 يوليو٢٠٢١.. كيف ترون حجم الإنجازات التى قدمها الرئيس للشعب أينكنا ؟و كيف اصبحت جمهوريتنا الجديدة؟
ذلك الحدث الجلل فى 3 يوليو 2013 يمثل ميلاد الجمهورية الجديدة كما تقول نظريات العلوم السياسية و الاجتماعية ،اعتبره العقد الاجتماعى الجديد بين الشعب المصرى و الرجل الذى فوضوه من أجل الدفاع عن الأمن القومى المصرى لحظة التوافق على خارطة الطريق الجديد للدولة المصرية بتواجد كل ممثلى المجتمع المصرى إلى جوار الرئيس عبد الفتاح السيسى فى هذه اللحظة كانت بداية الكفاح لنصل بالدولة المصرية إلى هذا الإنجاز الذى نراه اليوم و الذى تم من خلال محاور مختلفة كان من أهمها استرتيجيتين فى الداخل محاربة الارهاب و التنمية كان عليناإعادة صياغة العلامة الوطنية للدولة المصرية و تثبيت صورة ذهنية مختلفة للدولة بعدما كانت شبه دولة .
فنجد أن التكاملية و التناغم فى الأداء أدى فى النهاية لإستعادة الدولة و أن لحمة الشعب و تكاتفه حول قيادته هو الاساس الذى بنى عليه كفاح كل المرحلة الماضية و التى شملت أبعاد كثيرة فى مجالات مختلفة لتصبح دولة ذكية فى المستقبل و ليست فقط عاصمة إدارية جديدة لكننا نتحدث هنا عن 27 مدينة جديدة فى 27 محافظة هى مدن ذكية تكون امتدادًا طبيعيا لهذه المحافظات لتستطيع أن تستوعب المواطن المصرى فى شكل متصور لمصر فى 2030 و 2052 وفقا لمخططات التنمية التى وضعتها الدولة فى هذا الإطار.
- فى رأيكم كيف نجحنا فى التصدى للإرهاب سواء الفكرى أو الميليشيات المسلحة؟
أرى أننا حصدنا نجاحات غير مسبوقة فى التصدى للتنظيمات الإرهابية و التى حسمت بالعملية الشاملة سيناء 2018 ، أما الحرب على الإرهاب الفكرى فهو يحتاج إلى نوع من المصارحة الشديدة و إعادة التأهيل و التنشئة المختلفة و هنا يجب أن نكون مقتنعين أنه يجب تكتاتف كل مؤسسات الدولة لنعيد بناء هذا المجتمع وفقا لتركيبة جديدة تتشابك فيها أدوار الأسرة و المدرسة و الجامعة والمؤسسات الثقافية و الدينية حتى منظومة العمل و العلاقات الاسرية بحيث نستطيع أن نخلق منظومة فكرية مختلفة تستطيع أن تتعامل مع مجتمع مختلف فى المستقبل .
و تقع المسؤولية الأكبر فى هذا الإطار على التجرد والتخلى عن التشدد للقائمين على المؤسسات الثقافية و الدينية و إدراك أن مزيد من التمسك و التشدد سيؤدى حتما إلى إنتاج أفكار عكسية تضر أكثر ما تبنى فى مستقبل هذه الدولة.
- من خلال موقعكم و أبحاثكم الاستقصائية ما مدى نجاح خطة التنمية الشاملة و المستدامة حتى الأن؟
بالطبع نجاح باهر من كان يتصور أن تمتد كل هذه الحركة العمرانية على هذا النحو أن نستطيع مواجهة مشاكل مثل العشوائيات أو عدم وجود مناطق اقتصادية ذات قيمة كبيرة وكنا نرى دول أخرى لديها هذه المناطق مثل الاردن لديها منطقة حرة و الإمارات أما الأن أصبح لدينا بدل المنطقة اثنين و ثلاثة ، أصبح لدينا شبكة طرق من أحدث شبكات الطرق و هو الاساس فى حركة التنمية و لدينا موانىء جاهزة لإستقبال أحدث أنواع السفن و مطارات على أعلى مستوى أنشأنا قناة السويس و مناطق تنمية جديدة وصلنا لسيناء ببعد تنموى مختلف يحافظ على مقومات الدولة و يزيد من ترابط الاطراف فى الداخل ليس فى إطار المركزية القديمة لكن فى إطار الدمج بالتنمية.
- و نحن نحتفل كل عام بذكرى الثالث من يوليو و تجديد الثقة للرئيس السيسى نفاجأ به يقدم للشعب المصرى هدية وطنية خالصة و هى قاعدة 3 يوليوالبحرية حدثنا عن مدى أهيمة القاعدة من الناحية الاستراتيجية و كيف تم إنجازها فى تلك المدة الزمنية القصيرة؟
هى قاعدة تمكن مصر من التواجد بفاعلية كبيرة فى منطقة البحر المتوسطوتمكن الدولة المصرية من السيطرة الاستراتيجية فى الاتجاه الشمالى الشمالى الشرقى أو الغربى وهى ثالث قاعدة يتم افتتاحها بعد قاعدة محمد نجيب و برنيس و متبقى تجهيز قاعدتين اخرتين ، استغرق إنشأ قاعدة 3 يوليو سنتين و أربعة شهور قال عنها قائد الاسطول الخامس الامريكى أن القواعد الشبيهة فى الولايات المتحدة الامريكية يستغرق انشاؤها عشر سنوات ، تشمل القاعدة 74 منشأة منها منشأت عسكرية و تدريبية و تحليلية و ترفيهية و صحية و فندقية ، أم الرصيف البحرى بطول ألف متر ،وهى قاعدة متكاملة تستطيع أن توفر لمصر السيطرة المائية على مدى 200 ميل بحرى و القطع البحرية التى ستتوافر فى هذه القاعدة تستطيع ضمان السيطرة البحرية للدولة المصرية فى اتجاهات المختلفة مما يؤمن مقدرات الدولة المصرية.
- يرى البعض أن الجيش موقعه الاساسى فى الثكنات و ليس العمل المدنى في رأيكم كيف ترون قيادة الجيش المصرى لقاطرة التنمية المستدامة؟
الجيش المصرى يدير و ينظم عمل الشركات الخاصة لضمان جودةالمنتج و الخدمة النهائية المقدمة للمواطن بعد سنوات طويلة من عدم تطابق كود الخدمة أو السلعة مع ما يليق بالمواطن و هنا دور الجيش إشرافى وتنسيقى مع الشركات الخاصة المصرية ،و ما يجب أن يعيه المصريون فى الداخل و الخارج أنه لولا الاقتصاد القوى للقوات المسلحة الشريفة و قدرة شركات القوات المسلحة المماثلة على الإنتاج فى وقت توقفت فيه شركات أخرى عن إنتاج سلع اساسية فى طول الفترة من 2011 إلى فترة قريبة جدا كانت الدولة المصرية ستتعرض لمصاعب شديدة جدا لكنه وعلى العكس استطاع توفير حوالى 5 مليون فرصة عمل و هو عدد كبير جدا من العمالة و تم توظيفهم و توجيههم إلى العمل فى البناء و التنمية كما استوعبنا أعداد من المصريين العاملين فى الدول التى انهارت من حولنا مثل ليبيا و غيرها و هو ما يحسب للجيش المصرى ولا يوجد قوات مسلحة على مستوى العالم ليس لها نشاط اقتصادى بما فيها الولايات المتحدة الامريكية.
- باتت مشكلة سد النهضة الإثيوبى كابوسا مزعجا للمصريين منذ اتفاقية 2015 بالرغم من أنها تشددعلى المنفعة للدول الثلاث... فهل أخطأت مصر بالتوقيع على هذه الاتفاقية؟
أولا : أنا لا أراه كابوسا لثقتى فى القيادة المصرية، ثانيا : الدولة المصرية تعاملت برؤية استراتيجية مع القارة الافريقية و ترغب فى وأد النزاعات المحتملة و احتواء العداءات مع أى دولة مفترض أنها شقيقة و بالتالى توجهنا ناحية أن لدينا اتفاقات مؤسسة للحقوق المصرية والسودانية وانطلاقا من هذه الاتفاقات على مدار تاريخ طويل أسسنا فيه إعلان مبادىء نتوافق فيها على القواعد التى ستنظم العلاقة بيننا كدول ثلاثة ، و كيفية تنظيم إدارة ملء و تشغيل هذا السد حتى تستطيع الشعوب الثلاثة أن تتمتع بحقوقها العادلة فى التنمية المستدامة وهو توجه مصرى عقلانى و رشيد يحسب للدولة المصرية ، و أتمنى من كل شخص متجرد أن لا ينساق وراء مواقع التواصل الاجتماعى بل يقرأ بنود الاتفاق بالنص و يتوقف عندها و يتفهمها فليس هناك أى نوع من أنواع التنازل عن الحقوق المصرية أو السودانية لكن الهدف أن كل دولة تحصل على حصتها العادلة من مياه نهر النيل.
الإشكالية الرئيسية هنا أننا تعرضنا لمراوغات والتفافات من الطرف الاثيوبى اخضعنا هذا الأمر لأكثر من مرة إلى محاولة تهذيب سواء عن طريق تدخلات مباشرة للأطراف الثلاث عبر لجنة ثلاثية بحضور وزراء الخارجية و الرى ورؤساء أجهزة المخابرات وبدأنا إدخال طرف روسى ،فرنسى ،بريطانى ،أمريكى وإتحاد أوروبى واتحاد افريقى و البنك الدولى لتحلحل هذه الأزمة كل هذا و الرؤية الإثيوبية الأحادية ترغب فى فرض إرادتها على دولتى المصب و هو الخطأ التكتيكى الذى وقعت فيه إثيوبيا.
- بالرغم من الاتفاقية فى 2015 إلا أن إثيوبيا أعلنت بدء الملء الثانى للسد و هو ما يهدد أمن مصر المائى فكيف ترون بيان وزيرالخارجية سامح شكري أمام مجلس الأمن بالأمم المتحدة؟
كلمة السيد الوزير سامح شكرى كان بها العديد من الدلالات و الإشارات المهمة لهذا الموقف الإثيوبى المتعنت الذى يكرس من العدائيات و يقود المنطقة إلى مرحلة من عدم الاستقرار .
و ليس متخيل أن تسمح دولة مثل مصر أو السودان بتهديد المصير المائى لشعوبهم حال استمرار التعنت الإثيوبى على هذا المستوى و بالتالى كان اللجوء المصرى السودانى للمرة الثانية لمجلس الأمن بغرض توفير ألية اخرى لإرغام إثيوبيا على الدخول فى مفاوضات جادة برعاية أطراف دولية و الإتحاد الإفريقى و أى طرف دولى أخر يرغب أن ينضم إلى هذه المفاوضات من أجل أن نتوصل إلى حلول ملزمة للأطراف الثلاثة بما يحقق المكسب للجميع .
- ما هو تقيمكم لقرار مجلس الأمن الذى يدعم الوساطة الإفريقية لحل الأزمة؟
اذا ألزم مجلس الأمن الأتحاد الأفريقى أن يدخل طرفا رابعًا و أن حتمية التوصل لإتفاق فى تاريخ معين وفقا لجدول زمنى معين فمرحب به جدا لأن أى خروج عن هذا الجدول الزمنى هو بمثابة خروج عن اتفاقية أسسها مجلس الأمن وأن على مجلس الأمن وقتها فرض عقوبات على الدولة التى ستخرج عن نص الاتفاق.
- فى رأيكم لماذا يأتى موقف بريطانيا و الصين و روسيا و بعض الدول الشقيقة على استحياء و غير مساند لوجهة نظرنا بالرغم من وجود علاقات قوية تربطنا بتلك الدول؟
الإشكالية فى منهج التصويت فالصين و روسيا بالمناسبة لديهم اشكاليات مماثلة فى فكرة أنهم دولة منبع و لديهم سدود تحجب المياه عن دول المصب و بالتالى أن يكون هناك سابقة فى مجلس الأمن لإصدارالقرار من الممكن أن يمثل تهديد لهم فى منشأتهم وعلينا أن نتفهم أن العلاقات بين الدول علاقات مصالح و الدولة المصرية متفهمة هذا الأمر و أنه لا توجد علاقات صفرية دائما ولا علاقات مئوية دائما لكن هناك علاقات مصالح و توازن تستقيم وفقا لموازين القوى الدولية المتغيرة.
- هناك فرضية تفيد أن وضعنا المائى مستقر حتى يوليو 2022 فهل تعتقدون أننا سنستمر فى المفاوضات و الحلول الدبلوماسية حتى هذا التاريخ أم تعتقد أنناسنلجأ لخيارات أخرى؟
نحن نطالب بتاريخ ملزم خلال ستة أشهروأن يتم التوصل إلى إتفاق و اتصوره توقيت مثالى جدا فالأمر لا ينبغى أن يأخذ أكثر من ذلك و بالنسبة للمستقبل المائى لن يسمح بالمساس بالأمن القومى المائى المصرى لكن الدولة المصرية إلى آخر وقت متمسكة بخيارها التفاوضى و رؤيتها الإنسانية إلا إذا كانلباقى الأطراف رؤية مختلفة وهنا سيكون لنا موقف مختلف تمامًا لأن الأمر سيهدد حياة الشعب المصرى و السودانى.
- هل يملك الإتحاد الافريقى إلزام إثيوبيا الجلوس على الطاولة والتوقيع على وثيقة بعدم التعدي على النهر،وعدم إلحاق الضرر بدول المصب لنضع حد و نهاية سلمية لهذه الإشكالية؟
نعم يملك الإتحاد الإفريقى ذلك خاصة إذا كان التفويض من مجلس الأمن بضرورة التوصل إلى إتفاق ملزم فى غضون فترة محددة يحددها مجلس الأمن.
- كيف ترى مصر فى 2030 و بعد تحقيق خطة التنمية المستدامة؟
إذا ربنا أتم مشروع البناء و التنمية المصرية بخير أتصور أن وضع الدولة المصرية سيكون مختلف فى وسط الاقتصاد العالمى لأن التجربة تفيد أن مصر تمكنت من التصدى لجائحة كورونا بكل تداعياتها الاقتصادية فمثلا المنظومة الصحية أثبتنا فيها تفوق بالمقارنة بمنظومات صحية أخرى انهارت تماما ، واستطاع الاقتصاد المصرى الصمود و البقاء طوال الفترة الماضية و القدرة على تحقيق معدلات تنمية هى الأعلى فمعدلات الاقتصاد لم تتدهور إلى الحدود التى تدهورت فيها مؤشرات الاقتصاد فى دول أخرى و بالتالى ما لم يراد تدمير هذه التجربة التنموية المصرية فمصر ستكون فى مكانة مختلفة و ستكون فى وضع يليق بالمصريين.
- هل لكم بتوجيه رسالة لشباب المصريين بالخارج؟
تمسكوا بأصولكم المصرية دافعوا عن بلدكم بكل قوة و علم ، حتى وأنتم تحملون جنسية الدول الأخرى لكن ستظل جنسيكتم و مصريتكم هى الحصن الذى يحميكم لكم أصول مصرية ينبغى أن تتواصلوا معاها لأنها الأبقى للعرق المصرى ،ساعدونا أن نستعيد مصر الجميلة السمحة المتسامحة بقيمها البسيطة التى غابت عنا طول السنوات الماضية انقلوا لمصر كل مهاراتكم و خبراتكم لبلدكم لتساعدوها أن تكون فى مكانة تليق بها تاكدوا أنكم بهذا تردوا الجميل لبلدكم العظيم.