لا ريب أن هناك علاقه تبادلية و طرديه بين الفن والمجتمع ، فالفن يساهم في صياغة روح وهوية المجتمع والعكس أيضا فالإثنان يؤثران علي بعضهما البعض… إن حضارات الشعوب وتقدمها تقاس بمدي الاهتمام بالفنون ولاشك أن الاهتمام في المرحلة القادمة بإثراء الوعي الفني والثقافي بات ضرورة في مواجهة أهل التشدد وأصحاب الفكر الظلامي و الطائفى كما حدث مع افلام لاقت نجاح جماهيرى وكان لها دورا تنويريا هاما .
حين نتحث عن الفن السابع علينا أن نعود بالزمن قبل 42 عاما حيث كان انطلاق أولى دورات مهرجان القاهرة السينمائى ، الذى يعرض درره و تحفه الفنية من يوم 2 إلى 10 ديسمبر 2020 بالرغم من صعوبة الأمر مع تفشى جائحة كورونا و قرار تقليص عدد الأفلام، ليصبح لدينا 84 فيلما مقارنة مع 150 فيلما تقريبا في العام الماضي.
و قد جاءت فكرته منذ أن كان الملاخ الصحفي والناقد و رئيس الجمعية المصرية للكتاب والنقاد السينمائيين فى مدينة برلين عام 1975 مدعوعلى حفل إنطلاق مهرجانًا سينمائيًا عالميا، بحضور لفيف من الفنانين والصحفيين والنقاد من كل دول العالم، الأمر الذى أعجب كثيرًا بفكرته، وأخذ يفكر لماذا لا يوجد لدينا مهرجانًا فنيًا مثل هذا؟ !!بينما ترتيب مصر في المركز الثاني عالميًا منذ بداية الإنتاج السينمائي ...
ظلت الفكرة تراود "الملاخ" إلى أن قرر أن يعقد اجتماعًا للجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما، ليعرض عليهم الموضوع، ونال موافقة كل الأعضاء، وقد كان مهرجان القاهرة السينمائي الدولي و الذى يعتبر واحدًا من أهم 11 مهرجان على مستوى العالم و أثبتت مصر أنها قادرة على تنظيم مهرجاناً عالميا بهذا المستوى مما جعله حدث ظل يتردد صداه فترة طويلة فى الأوساط الإعلامية .
أرى أن الفنون بشكل عام ، والسينما بشكل خاص واجهة صالحة وجاذبة وقادرة على اختراق وغزو مناطق قد تكون غير مأهولة بما نعلم ؛ قد شكلت إحدى أهم أنماط القوة الناعمة المصرية والتى باتت جاذبة لأجيال كاملة من الشباب ، وقد ساهمت السبما بشكل رائع في تنمية الولاء الوطني لدى المواطن المصري وبغير توجيه سياسي في كثير من الأحيان، فضلاً عن تحقيق ريادة حقيقية في مجال دعم صناعة متميزة تحقق أعلى مردودات اقتصادية ، و ارتبط تأثير تلك القوة الناعمة ومدى انتشارها في محيطها الإقليمي في الفترات التي تميزت بوعي القيادة السياسية بأهمية الثقافة كظهير داعم لاستراتيجيتها الوطنية ، فقد شهدت فترة الخمسينات والسيتنيات تصدير لحركة الثقافة ونشرها خارج حدودها ، وقد ساهم في تأسيس ودعم تلك القوة الناعمة وجود بنية أساسية ثقافية تمثلت في وجود دار للأوبرا المصرية والاستوديوهات السينمائية المتكاملة التجهيز ، ودور المسرح والسينما والمتاحف وقاعات العرض ومكتبة الإسكندرية .
وعليه ، أرى أهمية العمل على زيادة عدد دور العرض السينمائي حتى تتناسب مع عدد السكان ، وزيادة عدد الأفلام المنتجة بنسبة 50% سنويًا ، و أنتقاء الموضوعات الهادفة و التى تخاطب العقل و الوجدان كما من شأنها الارتقاء ثقافيا فى قوالب فنية متنوعة كوميدية أو تراجيدية ؛ و الابتعاد عن افلام المقاولات الرخيصة للإرتقاء بالذوق العام ؛ حيث ينبغي دعم دور الفن في نشر قيم التسامح و العطاء و الإخاء و المساواة .
ﭽاكلين جرجس