اتفق الجميع على أن لا يكون للشرق الأوسط كبير، بعد فشل السيناريو التقليدي الخاص بمخطط الشرق الأوسط الجديد الذي اندلعت شرارته في ٢٠١٠ وكان السبب في فشله هو صراع نفوذ القوي الكبري، الان تغير جلد السيناريو واتفق الجميع على المشاركة في نجاح هذا المخطط ولكن بشكل اخر.
عوامل كثيرة ومتغيرات متسارعة كان أهمها بزوغ القوة الصينية والروسية عسكريا مع تمدد النفوذ الصيني الاقتصادي، هنا أيقنت أمريكا ومعها حلفائها في دول الغرب ان الصدام مع الصين حتما سيكون خسارة كبيرة لها وربما تكون النتيجة خروج أمريكا من مشهد الكبار في العالم على المدى المتوسط.
من الواضح انه تم الاتفاق بين أمريكا والاتحاد الأوربي ان تكون روسيا فقط هي مصدر الغاز لهم ،، وهذا ما سيؤدي الي موت مشروع غاز شرق المتوسط ومقره القاهرة.
ومنذ ساعات وقعت إثيوبيا اتفاقية عسكرية مع روسيا وبالطبع هذا بايعاز واتفاق بين روسيا وامريكا والصين والاتحاد الأوربي. لان منطقة القرن الافريقي هي نفوذ فرنسي وبريطانيا ولا يمكن دخول روسيا تلك المنطقة الا بناء على اتفاق بينهما.
انسحاب أمريكا من مناطق كثيرة في الشرق الأوسط والعالم هو نتيجة لهذا الاتفاق بين القوي العظمي واعادة توزيع النفوذ والثروات،،،، والقرار الامريكي بالانسحاب جاء لإعادة ترتيب الوضع الامريكي لتكون احد القوي الكبري المتواجده في مشهد قيادة العالم،، بعد أن أيقنت ان اي صراع مع النفوذ الصيني الروسي ليس في صالحها.
بعد أن كان مشروع مخطط الشرق الأوسط الجديد طبقا للسيناريو القديم قائم على دمج إسرائيل مع دول الإقليم بعد تفتيتها.. اصبح السيناريو الجديد قائم على دمج دول الإقليم مع إسرائيل جيوسياسيا.
تغيرات قادمة بقوة لمنطقة الشرق الأوسط الجديد،، وسد النهضة هو المحبس الذي سيتم ادارة تلك المتغيرات القادمة منه، المطلوب ليس تقزيم مصر ولكن موتها،، لان بوجود مصر لن يتم اي سيناريو لمخطط الشرق الأوسط الجديد.
وضح ذلك خلال انعقاد جلسة مجلس الأمن منذ ايام بخصوص سد النهضة،، الجميع ضد مصر وبكل مكاشفة وبجاحة،، اصبح العداء واضح وصريح.
وألان وبدون حروف لكلمات دبلوماسية او صحفية... مصر أصبحت في مواجهة العالم في حرب وجود ليس لمصر فقط بل من اجل كل دول الإقليم.
والسؤال المطروح،، كيف ستتعامل مصر مع سيناريو مخطط الشرق الأوسط الجديد... لن ينسى قادة المخطط ما فعلته مصر معهم في السيناريو الأولى.
دولة حورس التاريخية كما يطلق عليها داخل أروقه المخطط الصهيوني على موعد مع معركة تاريخية،،، الانكسار لا قدر الله هو ضياع دول الإقليم،، أما الانتصار فيعني حدث يفوق الواقع والحلم،، وهو قوة عظمى ستشترك في إدارة العالم.
كمواطن مصري أثق كل الثقة في رجال دولة حورس في معركة الوجود التي نخوضها من اجل بقاء مصر والإنسانية،، سد النهضة هو الجثة التي تجتمع حولها كل النسور،، وعند ذلك السد سيتحدد الكثير من تشكيل المشهد الأخير لولادة نظام عالمي جديد..
وندائي من القلب إلى كل المصريين والشعوب العربية ان تلتف خلف القيادة السياسية المصرية،،. لأنها في حرب وجود نيابة عن كل المنطقة.