يبدو- وفي غياب الوعي السياسي أننا باتجاه أزمة حقيقية تجاه مقوماتنا .. فقد أصبح التقاط ما يقوله الأخر بمثابة الأمل بأننا على الطريق الصحيح حتى و إن كان العنف يجعل ظروفنا تتآكل ، وكأنها خرجت للتو من إعصار "الحكمة" الفرنسية القائلة بالتناسخ بينها و بين الحروب التي خسرتها في كل تاريخها .. الأزمة المقبلة شائكة وأطرافها غامضون و يمكن أن تكون بداية لمسلسل أشخاصه نسخة لأشخاص روايات "أجاكا كريستي" وذلك هو الوجه الأخر للأزمة.
و من المفيد جدا أن نذكر -و بمرارة- بعض الحقائق للوجه الأخر للأزمة لأن الظاهر الآن منها قد يختفي باختفائها وعودة الناس إلى بعضهم البعض ، وهذه هي طبيعة السلوك البشري العام ..لكن دعنا نؤكد على أن الظاهر من الأزمة لا يمثل بأمانة الحصيلة الحقيقية لها فضياع جزء من الناس وسط لهيب الأزمة لا يساوي شيئا أمام ضياع الحنين الوطني من ضمير الناس .. هذا الحنين الذي يتعرض الآن من وراء الأحداث إلى هزة سياسية عنيفة و إلى ضغط اجتماعي إعلامي داخلي و خارجي و إن استمر هذا الضغط بالصورة المحسوسة الآن فإنه سوف يتحول إلى انتكاسة وطنية تدفع معها الناس إلى التفكير بأفكار تخدم الآخر أكثر مما تخدم الجزائر شعبا و تاريخا و جغرافيا ، وهنا يكمن الخطر الحقيقي.
أطروحات صهيونية
إذن ما هو الوجه الأخر للأزمة ... و ما هي الأقنعة التي يختفي وراءها و هل للصحافة دور رئيسي في تكريس هذا الوجه بقصد أو بغير قصد ... ثم هل أن هذا المحسوس وغير المنظور في الأزمة يمثل فعلا الوجه الحقيقي لها..؟ وعلى وجه اليقين فإن هذا الوجه قائم ... و قائم على زاويتين زاوية خارجية و زاوية داخلية ، والزاوية الداخلية يلعب فيها الجهل بالاستئصاليين على أكثر من جهة وعلى اكثر من مستوى و يقوم الاعلام على وجه الخصوص بتكريس هذه الظاهرة بالاعتماد على ما تروجه وسائل الإعلام الأجنبية والمؤسسات العاملة تحت الظل بالتركيز على القيم الإسلامية والتاريخية للأمة ومحاولة السطو على فعاليتها وتوصيفها ضمن مرتكزات الماضي فقط ... و تعويضها بالعصرنة والعلمانية والمجتمع المدني ..والكل نتاج ضلال مبين ،؟ وقد أصبح في نظرهم الإسلام يمثل من وجهة هذه النظرة الحاجز الأساسي في الأزمة و الظاهرة الأكثر ارتدادا في وجه التطور فضلا عن كونه رمزا للعنف والانغلاق ...؟ و قد ساعد مصطلح "الأصولية" الذي حرف عن معناه هذا الاتجاه ...
و لكن لماذا يتم التركيز الآن و بقوة على مواجهة هذه القيم سواء بتسليط الأضواء عليها من منظور "الأصولية" بإطار سياسي بحث و التطرف بمنظور غير أخلاقي و ينسب جملة و تفصيلا للإسلام .؟ و نظن أنه السؤال الملح اليوم وغدا وإلى أن يأخذ الإسلام مكانته في النظم السياسية في الوطن العربي ككل ،و لكن رغم هذا الامتداد غير المحدود للسؤال فإننا بالاستناد إلى سوابق تاريخية نستطيع أن نفك و بشيء من الإيجاز الكثير من خيوط هذا التشابك والكثير أيضا من الأوهام التي تحكم مسارات هذه المرتكزان الجديدة من هذا التشابك : وأؤكد مع ذلك الإيجاز احتراما للمساحة هذه و للقارئ و أشير إلى أشياء باختصار وأغفل أشياء أخرى لوقت أخر وأظنه قريب.
وأولى هذه الخيوط هو لماذا تركز صحافة الوراقين في الفايس بوك وغيره على تصريحات فرنسية معروفة بعدائها الشديد للجزائر وللإسلام على وجه الدقة وما أثاره مؤخرا" هولاند " أو رئيس وزرائه حول الجامع الكبير(ثالث مسجد في الحجم في العالم) الذي سوف يكون اعلي من تمثال"سيدة إفريقيا"خير شاهد على حنين الخطأ والخطايا اللتان ما زالتا تحكمان سياسة فرنسا تجاه الجزائر ... ثم لماذا تحاول أن تجعل منها صيحات إنذار حقيقية على أن الإسلام بمصطلح "الأصولية" يمثل الجرب الذي يهدد البشرية بالشرود و الشذوذ.. أو أن ما يجري حسب هذه التصريحات في الجزائر هو بسبب دلك الاعتراف الرسمي بالأحزاب الإسلامية ، وبالتالي فإن حل ظاهرة التشابك هذه تستوجب حل الإسلام من المحيط السياسي ومن المؤسسات الرسمية و الشعبية ووضع اللهجات العامية مكان اللغة العربية من منظور استعماري بحث لأنها تؤدي في النهاية الى ادماج عناصر التفرقة اكثر من عناصر التوافق والتواصل. و"بن غبريط الوزيرة لالاتربية سابقا"تعرف ذلك جيدا ولذلك ظلت تسعى إلى تكريسه في إطار مفهوم الانتماء الوثني الذي تكرسه اللهجات وخاصة دعاتها ممن يسعون إلى ترسيخ التجزيئية..وهي تعلم يقينا أن ذلك مجرد تهويم في ألصدي البعيد ذلك أن التجزيئية للتاريخ بالاعتماد علة خشاش الوثنية أمر غير قابل للترسيخ في جدار الواقع الذي يتميز بالمنظور الحضاري العام.. و لكن، هل الموضوعية الإعلامية تقتضي نقل هذه الأوهام واعتبارها حقيقة أم أن هذه الصحافة تحكمها مجموعة عقد يصعب حلها مع الأيام و يصعب عليها بالتالي العيش خارج هذه ألأوهام بل خارج دائرة الأوثان.
منذ فترة وجيزة كتب" برلموتر " - هكذا قدمته الصحافة الوطنية بنصف الاسم - مقالا في صحيفة "لواشنطن بوسط" يهاجم فيه الإسلام و يدعو إلى الأخذ بما يناقضه فضلا عن تهجماته اللا أخلاقية على التيارات الإسلامية " هذا المقال بما جاء فيه هو صادر عن كاتب يهودي عرف بمواقف هي امتداد لمواقف " أيريل شارون "و مناحيم بيغن "و من لا يعرف هذين الأخيرين فليتذكر مأساة صبرا و شاتيلا... هذا الذي تصدر الأحداث لوكالة الأنباء الجزائرية و صحافة الوراقين هو من أبرز الخبراء الإسرائيليين الأمريكيين وهو مزدوج الجنسية يهودية و أمريكية و هو أستاذ يحاضر في إسرائيل وفي أمريكا و أسمه الكامل "أموس برلوتر" و زيادة على هذا فهو مستشار لعدد من الشخصيات الإسرائيلية ومن ضمن هذه الشخصيات رئيس وزراء اسرائيل السابق "مناحيم بيغن" و هو القائل أيضا " إن الخطر العربي بالنسبة لإسرائيل له ثلاث مصادر أساسية: تيار القومية العربية.، (دول عربية مجاورة لإسرائيل- مصر و سوريا.- الفلسطينيون منظمون سياسيا و مسلحون. )هذا هو إذن "أموس برلموتر... " و الذين حاول – لفرنكوفيليين-أن ينظروا ( بتشديد الضاد )من خلال أفكاره إلى واقع ما بعد الأزمة عندنا ، حاولوا بصدق منهم توسيع دائرة الأزمة باتجاه الجوانب الأخرى التي مازالت بعد بعيدة عن تضاريس الأزمة وتعقيداتها ، ومأساتها.. والصحافة بهذا الأسلوب هي صحافة الوراقين و صحافة "الكتبة" لأن الصحافة التي تأخذ دون أن تعرف ماذا تأخذ و من أي مصدر آت هي صحافة فاقدة لأبسط قواعد الصحافة التي تتوفر على قدر- نسبي على الأقل - من الإحساس بالمسؤولية تجاه الوطن وتجاه القارئ.
و الصحافة بهذه الظلال مشكوك فيها.. وهذه الشكوك تدفعني إلى النبش بإيجاز فيما وقعت فيه الصحافة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، لقد أحاطت الشكوك بالكونغرس الأمريكي فيما تقوم به وكالة المخابرات الأمريكية ودورها في مساعدة إنشاء مجموعة من الصحف في العالم ووصلت اللجنة التي شكلها الكونغرس لهذا الغرض- نشر تقريرها عام 1974 - إلى أن الوكالة ساعدت مثلا على انشاء مجموعة من الصحف في كل من ألمانيا، و عدد كبير من بلدان أوروبا والعالم الثالث ، ومنه العالم العربي.و كان غرض أمريكا من كل ذلك توطيد هيمنتها لأنها كانت تعتقد بعد الحرب الكونية الثانية مباشرة أنها الوريث الشرعي للإمبراطوريات الغائبة عن المسرح - و بالتالي - فإن من مصلحتها هيمنة قيمتها وأخلاقها. في اطار العولمة ،ونفس الرؤية وقعت فيها السعودية بشرائها لعديد من الصحف والكتاب وبميزانية تغذي الشعب السعودي بكامله لمدة سنة.لسبب بسيط حماية الهشاشة السياسية التي تدور فيها منذ نشىتها وهي هشاشة قاتلة فهي ألان بعد أن فضحت بواسطة البرقيات السرية التي نشرها "ويكيليكس" وكشف فيها أسماء الصحف والأقلام التي تم شراؤها أو تأجيرها..ربما هي ألان على خط التواري بنظامها ألسلالي ، وقد كشفت أمس فقط صحيفة "واشنطن بوست" ((عن أن السعودية تنفق ملايين الدولارات على شركات ضغط ومحاماة وعلاقات عامة؛ لترويج سياساتها في أميركا وأمام الأمم المتحدة، وسط التوتر الكبير في علاقاتها مع واشنطن والظروف الحرجة التي تمر بها على مستوى المنطقة وملفاتها الساخنة خاصة سوريا واليمن.. وبدأت الحكومة السعودية وسفارتها، منذ أكثر من 30 سنة، في التعاقد مع شركات علاقات عامة ومحاماة وقوة ضاغطة في الولايات المتحدة، حسب "واشنطن بوست ".)) وبالتأكيد هي ليست مثل أمريكا.
كان هذا قبل أن تكون أمريكا الدولة الكونية وقبل أن تكون لها السيطرة الاقتصادية والعسكرية المتاحة لها اليوم ، وان كانت هي اليوم في تراجع امام الروسي والصيني وحتى الإيراني .. انها أمام صدمة الدورة الحضارية المنتظرة،و نفس هذا الإحساس تعيشه فرنسافي اكتسابها جيش فاشل من عملائها تجاه مستعمراتها السابقة، و لا أظن أن لمساتها السياسية بعيدة عن بعض الصحف عندنا. أو بعض الصحافيين الذين تحصلوا على جوائز أجنبية كانت أجهزة الظل والمحول المادي الرئيسي لها... لأننا لا نعرف لحد الآن صحافيا من هؤلاء قدم شيئا يذكر في المجال الإعلامي يحسب له و ليس عليه. و هناك قرائن قوية تثبت هذا الرأي ولا تبدد هذه القرائن في الدعم السياسي الخارجي لها في جانبه المعنوي على الأقل ، فأغلب المنظمات الغربية التي تساند الصحف المستقورة وغير المستقورة منظمات مدارة من الخلف، و إلا كيف نفسر الاجتماع الذي ضم "الزهوانية " وهي أمية يأتم معنى الكلمة - إلى جانب الكاتبة "تسليمة نسرين" البنغالية المرتدة كما تقول هي نفسها ، وآخرون من أجل دراسة الأزمة الجزائرية التي تعرف اليوم ب "العشرية الحمراء " و المنظمون لهذا الاجتماع مجهولون لحد الآن. لكن مع كل هذا ، لماذا تدفع المساعدات السخية من أجل انشاء دور النشر والصحافة في حين تقوم صحافة الوراقين بالتهجم على كل ما هو وطني وإسلامي هل هي مجرد صدفة ، وبالتالي فإن حياتنا كلها تدور وسط هذه المصادفات ،أم أن هناك جهلا بالحقائق و بالتالي فإن هذه الصحافة تساق ومنذ نشأتها بواسطة هذه المصادفات و تقوم من حين لأخر بدور المهرج للتغطية على ما هو أخطر مما تنشره..لقد شنت حملة شنيعة ولا زالت ضد النظام وختى الانتخابات بدون مبرر أخلاقي ، ولما ثبت الجيش في ادارة الحراك باقوال رؤساء دول ووزراء بأن قادته يتمتعون بذهن حاد و ذاكرة جيدة ويدير ختى الأزمات الإقليمية عادت بعض الصحف الى رشدها ومنها صحيفة الحياة
... لكن المأساة انها استنسخت ثوبا آخر وتحولت به صوب الآفلان وشخصيات اخرى. وكأن الخطة مرسومة تدور حول التاريخ بخطأ تاريخي..ثم إذا كان الغرب يتمسك بقيمه ويحاول أن يصدرها للآخرين فإن ذلك لا يعني إلا شيئا واحدا وهو أن المجتمع بما ينتجه من قيم و ليس بما ينتجه من سلع استهلاكية ، أي أن القيم هي التي تشده باتجاه المستقبل وتحفظ توازنه السياسي والحضاري... وإذا كان هذا هو المطلوب فلماذا إذن هذه الحملة المنظمة على الإسلام والمسلمين و على التراث الوطني... أليس ذلك تكريسا للأزمة من خلال الوجه الأخر المحسوس وغير المنظور.
إن الأزمة الظاهرة من دعوة "الزوافية بن غبريط "للالغاء البسلملة من الكتب المدرسيى وكذلك اماكن الصلاة في الثاتويات هي في الواقع مجرد قشرة لما هو أعمق منها وهو محاولة التشكيك في روح الأمة و ذاتيتها ، و بالتالي التمهيد لعملية أخطر بكثير مما نراه اليوم... فبعد أن تم إلغاء المسافات بين القارات يحاول الغرب اليوم تحت الستار نفسه إلغاء مسافة الروح في الثقافات و الأديان تمهيدا لإعلان الدولة الأحادية الفكر المادية المظهر والروح.
تهويمات أمية
و على هذا الأساس يمكن فهم اللعبة التي سقطت فيها الوزيرة بن غبريط مع صحافة الوراقين كجريدة الوطن ومن لحق بها ..مثل صحافة الحدث من خلال ما يكتبه "أموس بولموتر" في صحيفة "لواشنطن بوسط.."وهنا دعنا نتساءل من جديد و نقول لماذا يعي الغرب من خلال صحافته الأبعاد الخارجية للأزمة و نتخلف نحن، و نحاول أن نكون نسخة من توجهاته الخاطئة والمقصودة الخطأ ، مع أن الخطأ موجه إلينا... و لماذا يتماسك الغرب حول قيمه، و يضع فيها كل أحلامه ابتداء من أحلام الماضي وامتدادا إلى أحلام المستقبل و نعيش نحن أوهام المستقبل من خلال التشبث بالأخر في الجانب الدعائي الذي يتفنن في صناعته ضدنا... وهل نحن أحسن حالا من اليابان الذي لازال يرتكز تطوره في كل كبيرة و صغيرة على مركزاته الروحية والحضارية و التاريخية ، وهذا رغم المستوى التكنولوجي الذي يتمتع به اليوم اليابان بعد حرب مدمرة سلطت عليه في الحرب الكونية الثانية. و حتى لا أكون نظريا إلى أبعد حد أعود و أنبش من جديد في الوثائق و بإيجاز...
يقول... الدكتور محمد بنات العالم الجزائري والمدير العام لأهم مركز بحث يا باني" بساتوكي شو" باليابان يقول : "المجتمع الياباني كما هو معروف و كما أكده مجتمع منغلق نعم منغلق على نفسه و لكن التربية النابعة من الديانة البوذية سبب حاسم للنجاح الاجتماعي والإبداعي العام للمجتمع الياباني إذ تسود ثقافة التناسق والتكامل بين أفراد المجتمع الياباني و أن نسبة خمسين في المائة من النجاح العام تعود إلى روح التناسق."
وإذا كان هذا الانغلاق ومن مبدأ ديانة وثنية هي في أصلها مناهضة للعقل بسبب الإغراق الروحي لها فإن ذلك يؤكد على أن عناصر التماسك والانبعاث في الثقافة الإسلامية القائمة على الحرية منذ بدايتها هي أقوى بكثير مما هو في البوذية.
المشكلة عندنا- من وجهة نظري على الأقل - هي أن هناك من يرفض أن يكون منتميا لذاته بطابع العنصرية و يرفض حق الانتماء لغيره ممن يعيشون الحلم الوطني وهذا الرفض ناتج بالأساس عن تلك الشكوك التي ذكرناها سابقا... فهل هذا يعني أننا لازلنا فعلا نعيش مع الأشباح التي خلفتها فرنسا وراءها(وهي كثيرة)، الجواب بنعم ، ولا ينفيه أحد، لأن هناك حقائق تقول أن الذين صوتوا ضد الاستقلال هم تسعمائة ألف وتضاعف بالتأكيد عددهم إلى ما يشبه الخيال وهؤلاء هم الذين تمركزوا في الإدارة بعد الاستقلال، وسيطروا على القرار السياسي والذي اشار اليهم القايد احمد صالح ب "الشردمة" وهؤلاء هم الوجه الثاني الخفي للأزمة... و حين نعرف هذه الحقيقة فإننا لا نستغرب إطلاقا حين نسمع مسئولا سابقا يصرح من جانبه في بلجيكا و في شهر رمضان بأن الإسلام خطر على شمال إفريقيا و خطر على الغرب... و لا نستغرب أيضا حين نسمع من "الوناس أيت ايدير" و هو يقول هؤلاء - يشير إلى الآباء البيض الذين اغتيلوا في تيزي وزو على يد الجيا - هم الذين فتحوا عيني على الهوية الأمازيغية و لا نتعجب أيضا إذا قرأنا في صحافة الوراقين أن "باسكوا" (وزر داخلية فرنسا في التسعينيات) ارتعد خوفا من ثورة الجزائر لما ذكرت بحضرته "خليدة تومي" منددة بالأصولية الجزائرية فقام بحملة تطهير عرقي ضد الجالية المسلمة في فرنسا... و لا نتعجب أيضا حين تبكي في حضرته "خالدة تومي "و ترجوه أن يلغى الحجاب في المدارس الفرنسية... ولا نستغرب ايضا حين تقرر بن غبريط العامية كمنهج للتعليم في السنتين الاولى والثانية من التعليم الابتدائي وتهاجم المدرسة القرآنية رغم انها خارج اختصاها.. و بإيجاز أيضا فإن الوجه الخلفي للأزمة إذا لم يدركه الجميع سيكون الأسوأ في تاريخ الجزائر لأن عناصر الأزمة في هذه البقايا من رواسب الماضي وليست في جبهة التحرير الوطني ، بل في هذا الانسياق الأعمى تجاه عدونا القديم والذي لازال يتربص بنا و بأدوات هي منا بالجغرافيا والإثم ، وبعيدة عنا بوجدانها و بالعرق الذي أنتجها. وإن كنا نؤمن و إلى حد اليقين بأنه محكوم عليها سلفا بكل حقائق التاريخ والجغرافيا... بأنها مجرد أوثان تجرى مسارعات نحو الذوبان في الرماد.
"راموس برلموتر" قذفته لنا صحافة الكتبة على أساس أنه كاتب يحاور الفكر ومتخصص محايد في الحركات الإسلامية وهو كما تقول الوثائق خبير إسرائيلي أمريكي ومستشار لرئيس الوزراء السابق " منا حيم بيغن" الصحافة هذه بوراقيها نقلت لنا أيضا أوهام" باسكوا وزير داخلية فرنسا سابق"على أنها حقائق لا تتناقش و نسيت أن تقول أن ميتران هو الأخر استغل غياب وزير العدل الفرنسي وقام بإعدام العربي بن مهيدي.