عبير حرب تكتب: كشف المستور

عبير حرب تكتب: كشف المستور
عبير حرب تكتب: كشف المستور

كشف المستور هو ليس عنوان فيلم سينيمائي وانما عنوان فيلم واقعي عاشته مصر سنوات .هو فيلم محبوك دراميا لان ابطاله يقدمون نوعية من الدراما تستهوي الكثير من البشر لانها مرتبطة بالفطرة وهي  دراما التدين والتقرب اللي الله والحلال والحرام والايمان والكفر دراما للاسف تستهوي كل الشعوب العربية وليس الشعب المصري فقط لذلك كانت مدخل ناجح استغلها تجار الاديان لربح ملايين الجنيهات والدولارات علي حساب انهيار شعب  وتدمير عقول واجيال ودماء ارواح بريئة دفعت ملايين شيوخ ودعاة السبوبة من ارواحهم ودمائهم ومستقبلهم .حيث يبدأ الفيلم بالبطل يعتلي المنبر في المسجد او في الفضائيات مرتدي عبائته ومطلق لحيته ويحث متابعيه علي فعل الخير واجتناب الكبائر والمنكر ويعدد المحرمات .هذا حرام وهذا مكروه وهذا لايجوز هذا يفسد المجتمع وهذا يصلحه وهذا حاكم فاسد يجب الخروج عليه وهذا خليفة صالح ينبغي اتباعه .والناس تؤمن ورائه احسنت يا شيخنا والله اكبر .وبعد ان يقوم الشيخ البطل بالانتهاء من المشهد الذي اتقنه بكل جدارة يذهب ليركب سيارته الفارهة وينسي كل ماقاله ليفكر كيف سيقضي بومه واين سيذهب ولاي منزل من منازل زوجاته الاربعة ويفكر في اعداد موضوع حديثه  المقبل في احدي القنوات الفضائية المتعاقدة معه لتحقيق اعلي نسبة مشاهدة لان بضاعته وحديثه له جمهور كبير .بصرف النظر عن مدي صلاحية ومنفعة هذه البضاعة من عدمه وبحث تاثيرها في المجتمع والبشر فهذا اخر ما يهم راغبي جمع الاموال باي شكل .وبما ان هذه النوعية من التجارة والافلام اصبحت رائجة ولها ملايين من الراغبين بدء السباق والتنافس والتكالب عليها وزادت اعداد دعاة الجهل والارهاب وانتكست العقول وانتشر خطاب الكراهية والتكفير والارهاب وظهرت التيارات والافكار المتشددة التي تنادي بتحريم كل شئ وباقصاء الاخر طالما لم يكن تابع وعلي نفس النهج والفكر والعقيدة .سنوات عصيبة تجرعنا خلالها ويلات تجارتهم الفاسدة وافكارهم المسمومة وارهابهم الديني والغكري نتج عنها الاف الاجيال المشوهة نفسيا وعقليا وظهرت لنا اجيال تكفر حتي ابائهم وامهاتهم وكل من يختلف مع شيخهم وتعليماته ودينه الذي ارشد ونصح به .الان وبعد ان انكشف المستور بعد ان حاربتهم الدول وافاقت للاسف متاخرا بعد ان شاهدت هؤلاء المرتزقة وما اتي في ذيولهم من خراب دول وشعوب .وبعد ان ضيق عليهم الطريق وكشفتهم الانظمة السياسية قاموا بالاعتذار عن فتاويهم اامضللة وكأن مافعلوه سنين من اجرام وارهاب في حق الشعوب غلطة تتطلب الاعتذار وليست جريمة في حق البشرية يستوجب بسببها فنائهم واعدامهم من الوجود .اليوم ظهرت وجوههم الحقيقية ووقعت الاقنعة ولكن واسفاه علي اجيال ضاعت وفقدت عقولها وهويتها ومازال من يتبعهم للان .