تعيش الصحافة الورقية اسوء ايامها منذ ولادتها بشكل رسمي كما متعارف عليه منذ ثلاثمائة سنة تقريبا . سيما بعد ان غزاها تاثير تسونامي الدجتال ... فقد رفع الغطاء وتعطلت القوانيين والدساتير ليبقوا بلا مأوى بلا معيل سيما وقد قطعت الرواتب وارتفعت المنافسة بينهم وبين ملايين من الاجيال الفوسبوكية الطامحة والجامحة والمجتاحة بلا ضوابط لعالم النجومية والشهرة الذي لا يعرف قواعد الرحمة ولا يلجا للتاريخ في ظل معايير وقيم تعتمد البهرج والزخرف الميداني ..
صحيح ان القلم والفكر واللغة التحريرية لن تموت بل تتبدل وسائل التعبير والمهنية لكن ثمة ظروف قاهرة تعانيها الاوساط الصحفية على مستوى المؤسسة الانتاجية وكذا الصحفيين بمختلف عناوينهم جراء ما شهده سوق السيطرة على الراي العام اذا جازت التسمية بعد ان غزت الصحافة الالكترونية كل شيء واصبحت الورقية والكتاب بصيغته المعهودة وكذا البث التلفازي من الماضي الذي لا يمكنه الصمود امام موج الالكترون المتسابق بتوالداته العنكبوتية بعناوينها التواصلية وتطبيقاتها المتنوعة التي سال لها لعاب الشيب والشباب فضلا عن الاطفال المتعلقين والمتعشقين بالموبايل حد الاستسلام والانقياد المؤيد لمقولة اجيال رقمية وجيوش ذبابية ..
تلك وقائع موجعة لم يلتفت لها احد من المسؤولين في البلدان العالمية والعربية الا بحدود خدمة المؤسسة بالمنافسة الانتخابية او دعم سياسات معينة اصبح هامش حرية الفكر ومداد القلم فيها من نوادر التاريخ واضغاث احلام المبدئيين ..
عالم الصحافة الورقية والاعلام التقليدي يشهد لفظ انفاسه الاخيرة .. لكن ذلك لا يلغي بقاء نبض القلم الواعي المهني المحترف الذي يفرض نفسه كل حين وفي جميع حروب الصحافة سواء كانت امنية او ضغوط سياسية او تهديدات ارهابية او اذلال اقتصادي يقبض على رقبة الاقلام ويحاول يعتصرها حد الموت ..ان لم تسارع المؤسسات المعنية برد الاعتبار عبر اختراع علمي صحفي جديد وليس شعارات بائسة شبيهة باستجداءات سوق النخاسة ..