إنقضي رمضان علي خير، وكل عام وأنتم بخير ..
مضي رمضان، وانتهت مسلسلاته وبقي عندي سؤال يبحث عن إجابة، لماذا خلت المسلسلات من الإشارة ولو من بعيد إلي ضرورة الإلتزام بالإجراءات، وغابت عن وجوه نجومها ونجماتها الكمامات؟!
أفهم أن تغيب الجائحة، ويغيب الحديث عنها كلياً عن الأعمال الدرامية التي تدور أحداثها في غير زمن الكورونا، أستطيع أن أفهم هذا، ولكن أن تختفي الكمامات من كافة المسلسلات هذا ما لا أفهمه!
الدراما هي مرآة الواقع، تحاكي أحداثه وتنقلها إلي جموع المشاهدين، هذا ما يقوله لنا أهل التمثيل والدراما مع كل كلمة نقد تطال أي من أعمالهم الفنية، السينمائية أوالتليفزيونية، هذا ما يقولونه عادة!
إذا كان الأمر كذلك، وكانت الدراما تحاكي الواقع، فهل يعني هذا أننا مستهترون، غير آبهين ولا مكترثين بالخطرالآني المحيق بنا كما أظهرتنا بعض الأعمال الدرامية ؟!
وإذا كان العكس هو الصحيح، وكانت الدراما هي صاحبة اليد العليا في التأثير علي المشاهدين، فخبروني بربكم وكونوا منصفين بماذا سيتأثر المشاهدين لبعض ما قُدم هذا العام من المسلسلات ؟
هل سيتأثرون مثلاً بعدم الإلتزام الذي تحدثنا عنه آنفاً، في ظل وجود وباء قلب العالم كله رأساً علي عقب؟
أم أنهم سيتأثرون بمشاهد التدخين وتناول الخمور وتعاطي المخدرات، التي تضمنتها بعض المسلسلات وتسللت من خلالها بالتبعية إلي بيوتنا ليشاهدها أبناءنا وبناتنا في شهر أُنزل فيه القرآن؟!
وليت الأمر توقف عند هذا، بل مازلد الطين بلة، إن بعض تلك المسلسلات تضمنت مشاهد تعليمية لطرق تعاطي المخدرات، وفق ما أعلنه المرصد الإعلامي لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان!
قد يقول قائل وما علاقة المسلسلات بالكمامات؟
حسناً ياعزيزي، سؤالك في محله، ولكن ما علاقة شهر العبادات والطاعات إذاً بالبوكسرات والكومباوندات؟
ألم نلحظ جميعاً إزديادإعلانات البوكسرات " وبعضها منفر" وإعلانات الكومباوندات " وبعضها مستفز"،خلال ال30 يوماً الماضية؟ فما علاقة كليهما بالشهر الفضيل ؟، ولماذا غابت الكمامات عن الإعلانات ؟!
رمضان بالنسبة لشركات الإعلان والدعاية والمعلنين هو الموسم الأعلي مشاهدة، وعادة ما تستغله الشركات في الترويج للمنتجات " كل المنتجات" كونه كما قلنا هو الشهر الأعلي كثافة في نسبة المشاهدة، ومما لا شك فيه أن تلك النسبة قد تضاعفت في الآونة الأخيرة في ظل وجود الجائحة اللعينة وبقاء أغلب الأسر بالمنازل لأوقات طويلة
ومن ثم، كان باستطاعتنا نحن أيضاً " لو أردنا" إستغلال هذا في الترويج لكل ما من شأنه الحفاظ علي السلامة الصحية المجتمعية، ولو بشكل غير مباشر، كأن يظهر مثلاً أبطال كل عمل في مشهد أو مشهدين من كل حلقة وهم مرتدين للكمامة ، مشهد واحد علي الأقل ياأخي " نقلع بيه عين الشيطان" !
بلاش كل ده ...
لماذا لم نقم إلي الآن بإنتاج حلقات قصيرة منفصلة متصلة، لاتزيد مدتها علي 15 دقيقة ،نخاطب من خلالها البسطاء من أبناء شعبنا، عبر مشهد تمثيلي يحثهم علي فعل كذا وكذا، والإبتعاد عن كذا، كي نقي أنفسنا وأهلينا من الوباء والبلاء، علي طريقة الراحلين محمد رضا وعبد السلام محمد " الله يرحمهم الاتنين" في الإعلان الإرشادي الشهير ( هيه كلمة ) والذي كان يختتم المعلم رضا كل حلقة من حلقاته بمقولة" طول ماندي ضهرنا للترعة عمر البلهارسيا في جتتنا ماترعي" .
الموضوع ليس جديد، فقد سبق الإستعانة من قبل بالراحلة كريمة مختار في إعلان مكافحة الجفاف، وبالمطربة فاطمة عيد في إعلان تحديد النسل .
هذا هو دور الدراما ودور الأعلام، ألم يتأثر جيلنا بأكمله بمسلسل هادف كيوميات ونيس؟
وعلي ذكر المسلسلات الهادفة ...
لايمكن أبداً أن أختتم مقالي، قبل توجيه التحية الواجبة لكل القائمين علي مسلسل ( الإختيار 2 )
أحسنتم، وأجدتم، وبرعتم، وأبدعتم، فمن القلب لكم التحية ولمصر الحب كله
حفظ الله بلدنا، وأعان قائدنا وزعيمنا
قائد جمع الحق والإيمان .