حاكم إثيوبيا غير الشرعي، تم تكليفه بمهمة "قذرة" لتعطيش مصر وإغراق السودان، حيث استلم مقدماً جائزة نوبل للسلام مكافأة لعملية الغدر.
وعلى الرغم من أن "هذا الحاكم" يعد مُغتصب لسلطة الشعب الإثيوبي، ومدة حكمه الشرعية لبلاده منتهية، بل وقتاله وارتكابه العديد من الجرائم وسفكه لدماء الكثيرين من سكان "إقليم تيجراي" أحد مكونات الدولة الإثيوبية - إلا أن المجتمع الدولي مازال يعطى ظهره لكل أفعاله، وكأنه يوافق ويبارك على كل ما يقوم به رئيس الوزراء الإثيوبي غير الشرعي من أعمال ضد حقوق الشعبين الشقيقين المصري والسوداني، ضارباً بعرض الحائط كل المواثيق الدولية والاتفاقيات التي اعتمدتها الأمم المتحدة.......!!
وعلى ما يبدو أن هذا الحاكم يُنفذ قرار "الحكومة العالمية الخفية" التي تقودها "الماسونية" لتحقيق مصالحهم "القذرة" في السيطرة على مستقبل الأمة العربية، ونهب ثرواتها، وتقسيم أوطانها كما حدث في "اتفاقية سايكس بيكو" التي قسمت الوطن العربي سنة ١٩١٦ بين بريطانيا وفرنسا.....!!
إن ما حدث في السابق، وتبعاته الحالية جراء الاتفاقية المذكورة في السطور السابقة، هو ما نراه اليوم، وهو ما يتكرر في "خطة غادرة مبيتة" لتعطيل خطط التنمية في مصر، فقد يكون موضوع خطة الغدر بإقامة سد النهضة في إثيوبيا، ليس وليد اليوم، بل إنها خطة خبيثة ضاربة في أعماق التاريخ.
ولتوضيح ما سبق ذكره عن علاقة الماضي بالحاضر فيما يتعلق بالخطة الخبيثة لتعطيش الدولة المصرية، تجدر الإشارة إلى خطة قديمة تمت منذ قرون لوقف سريان النيل عن مصر، تمثلت تفاصيلها في محاولات انتهت بالفشل، وقد قام بها البابا "فاسكو ديجاما"، في القرن الخامس عشر ميلادية بتكلف المُكتشف البرتغالي أثناء زيارته الاستكشافية لأفريقيا بزيارة ملك إثيوبيا، والاتفاق معه لوقف جريان نهر النيل عن مصر لتعطيشها نكاية بها بعد هزيمة الصليبيين على يد المصريين.
فبعد قرون من فشل خطة البابا في منع سريان نهر النيل إلى مصر، يُأتي اليوم بأبي أحمد، الذي تطوع لتنفيذ "المهمة القذرة" دون تقديره للأخطار التي قد تحدق بالشعب الأثيوبي، وما يشكله موقفه الغادر من نشوب حرب لا تبقي ولا تذر؛ تتضرر فيها مصر والسودان وإثيوبيا على السواء.
الواقع، يشير إلى أن الحكومة الخفية الماسونية، متعطشة على مر التاريخ للدماء، فلا قيمة للإنسان لديها إلا وقودا لتحقيق مصالحها في سيطرة الصهاينة على حكم العالم.. ألم يشعلوا نيران الحربين العالميتين الأولى والثانية اللتين أودتا بأرواح أكثر من سبعون مليون إنسان. من هنا، وجب على العرب إدراك المخطط الجهنمي، وضرورة إدراكهم الأخطار المحدقة بمستقبلهم ومستقبل شعوبهم.. ألم يروا كيف استطاع الأشرار تدمير العراق، وتخريب سوريا، وتمزيق ليبيا، وسقوط اليمن، وانهيار الصومال .....!!
والسؤال هنا: ماذا بقي بعد ليعي العرب الطامة الكبرى التي لن تبقي ولن تذر، وحينها لن ينفع الندم....؟!، ألم يحذرنا الله بقوله سبحانه وتعالى: "وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ".. (سورة الأنفال.. الآية 46)، وألم يأمرنا الله سبحانه وتعالي بقوله: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ".. (سورة آل عمران.. الآية 103).
وألم ينصحنا الله سبحانه وتعالى بأمره: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا ۚ وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا ۚ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُوا ۘ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ".. (سورة المائدة.. آية 2)
لقد تعاونت قوى الشر والبغضاء من الذئاب والضباع والثعالب على أمةً العرب، حيث تبعثرت قواها وتمزقت أواصل الأخوة بينهم، وسعى كل منهم بمعوله يخرق السفينة العربية لتغرق قرار انتحار أمة تسعى قياداتها بكل إمكانياتها. فبدلا من التعاون الاقتصادي والأمني لتشكل قوة يحسب لها العالم ألف حساب لنشر السلام والعدل والحرية والرحمة- تولت بعض قياداتها بتسخير ثرواتهم فى تدمير أمتهم، وتمزيق وحدتها وتشريد مواطنيها بالملايين الذين يعيشون تحت العواصف والبرد فى الشتاء وتلفحهم حرارة الصيف المحرقة يموت بسببها الأطفال والكهول والنساء.
ويضاف إلى ذلك دعم بعض تلك الدول للإرهاب في فترات سابقة لقتل أشقائهم وتدمير، أوطانهم، وتخريب مدنهم. بل وفتح الباب لأعدائهم ليقودهم إلى الإفلاس المالي والاقتصادي، وهو ما يؤدي لانهيار قواهم وسقوط الأوطان العربية تحت أيدي هؤلاء الطغاة الطامعين من دول الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، التي اتخذت مبدأ إسقاط الأنظمة فى العالم العربي. فواشنطن لا يهمها صديق أو حليف، إنما عقيدتها مبيتة لتقطيع أواصر الوطن العربي، وتقسيمه ليتكرر الغدر البريطاني والفرنسي في التخطيط لاتفاقية سايكس بيكو لتقسيم الوطن العربي سنة ١٩١٦.
إن ما حدث في عام 2011، هو محاولة أخرى بتخطيط يختلف عن سابقه لإسقاط الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، والقضاء نهائيا على الروابط العربية التي اختزلها شعار القومية العربية لتسقط آخر قلاع الأمة العربية فى عدة دول كالعراق وسوريا واليمن وتونس. كما أن هناك محاولات خبيثة لمحاصرة جمهورية مصر العربية بشتى الوسائل، حيث عندما فشل مخططهم الإجرامي بقيادة أوباما رئيس الولايات الأمريكية بفضل ثورة 30 يونيو، استخدموا فى حربهم ضد مصر إثيوبيا ورئيس وزراءها، بالرغم أنه، كما سبق القول فاقد للشرعية، ومغتصب للسلطة، ومُختطف حقوق الشعب الإثيوبي، ومرتكباً لجرائم حرب ضد الإنسانية في قتل أبناء تيجراي.
ورغم كل ما يفعله “آبي أحمد” من جرائم في حق شعبه، إلا أن قوى الشر ما زالت مغمضة العينين تنتظر منه تنفيذ المهمة القذرة للضغط على الأمن المائي للشعب المصري والسوداني، وتحقيق ما فشلوا فيه منذ قرون. لقد أتت قوى الشر برئيس وزراء إثيوبيا ليتولى تحقيق ما عجزوا عنه في الماضي، حيث أنه مع التهديد الإثيوبي لتعطيش مصر بواسطة سد الخيبة تبدأ لحظة سقوط ما سمي بالأمن القومي العربي.
ومن ثم لمن لا يدري، ينكشف النفاق بين بعض الدول العربية الذي ظل سائدا مدة سبعون عاما منذ إنشاء الجامعة العربية، التي في وجهة نظري مُعطلة منذ نشأتها في قيامها بدورها، فكل مواقفها تجاه التهديدات غير العربية للعرب تشير إلى أنها مفرقة للأمة العربية ومشتتة لشمل وحدتها وممزقة كل أواصر العروبة بين أبناء الأمة العربية.
لقد أصبحت الجامعة مجلسًا لخداع الشعب العربي بالبيانات غير الصادقة وغير الهادفة، وبالمعاهدات التي لم تلتزم بها الدول العربية، فباعوا الشعوب العربية أوهاماً وخدعوهم بالأحلام فى الوحدة والتعاون حتى انكشف الخداع الذي مارسته الدول العربية ضد بعضها البعض دون إدراك لما يتربص بمستقبل أوطانهم، ومستقبل أمتهم، وهم يعلمون بأن قوتهم فى وحدتهم وتعاونهم.
بل وهم يدركون أيضًا أن قوتهم ليست في صالح من يحاول القضاء عليهم دون استثناء فتركوا أبواب دولهم مشرعة لكل اللصوص والثعالب والجواسيس لينالوا من وحدة المصير المشترك للدول العربية وينشروا الفتن بينهم ليسهل على أعداء العروبة الانقضاض على أوطانهم، ونهب ثرواتهم.
فليبكي المخلصون من أبنا العروبة على أمة قررت الانتحار والانقراض ليكونوا خدمًا وعبيدًا يُشترون ويُباعون في أسواق النخاسة، فالسلام على أمة هانت عليها نفسها فحارت وخارت وضاعت بين الأوهام والنفاق والأحلام.