أقترب عام 2020 من نهايته تاركاً خلفه العالم يترنح وفي حالة يرثى لها وكل شبر من المعمورة، ما منا بداخله صرخة تتفاوت درجتها بداية من الصراخ والبكاء والعويل والنحيب أو حتى صرخة مكتومة في صدره يرغب في اطلاقها في الفضاء الفسيح، فكم من أحباء فارقوا الحياة أو سقطوا صرعى المرض من ذلك الفيروس الملعون الذي يهاجم البشر بكل قسوة ووحشية نادرة حتى وصل عدد ضحاياه إلى أكثر من 75 مليون مصاب ونحو مليون وستمائة ألف متوفي هذا بخلاف أن العالم كله في حالة رعب وخوف وهلع، وتوقفت الحياة تماماً في كثير من البلدان والأقاليم والمدن حيث منعت الطائرات ووسائل المواصلات وتم إغلاق المحلات والمصانع والنوادي ودور العبادة وتحولت المنازل إلى سجون حيث تم منع الأب والأم من لقاء ابنائهما وأحفادهما أو حتى السلام والعناق والقبلات أصبحت من الممنوعات والمحرمات على البشر.
لا نملك شيء سوى التطلع إلى السماء طالبين الغفران والرحمة ورفع البلاء والوباء عن العالم، إذ لم يعد في استطاعتنا تحمل المزيد، فالخسائر والدمار في اقتصاد بعض البلدان وصل إلى حد الإفلاس، وطلب المساعدة والمعونة وليس من مجيب لأن الجميع في مستنقع واحد ويعاني الكل من الانهيار.
الكل يبحث عن منفذ حتى جاء الأمل والبشرى السارة متأخرة جداً وتم اكتشاف اللقاح واصبحت تتوالى الأخبار وانفرجت الأحوال وبدأ السماح بإعطاء اللقاح المنشود لإيقاف هذا الوباء ولو لفترة مؤقتة لالتقاط الأنفاس ونضع نقطة النهاية لأسوأ عام مر على البشرية خلال العصر الحديث.
المرء في حيرة من أمره لا يريد أن يصدق ما حدث ولا يرغب أن يثق في أحد من كثرة الأخبار المتناقلة على وسائل الإعلام ولم نعد نكشف من هو الصادق ومن هو الكذاب حتى وصل بنا الأمر إلى التخيل بأن هذا الفيروس ما هو إلا فيروس بفعل فاعل أو أي عمل اجرامي أو مقدمة لحرب بيولوجية عالمية ليست بالسلاح والطائرات والصواريخ وإنما حرب كيماوية بجراثيم وفيروسات كما يحدث في الأفلام من نوعية الخيال العلمي.
صرخة من فيروس كوفيد19 المستجد:
قليل من التفكير والتحليل فالصين تلك الدولة المترامية الأطراف والتي تصل مساحتها إلى أكثر من 9.6 مليون كيلو متر مربع وعدد سكانها تجاوز المليار وأربعمائة مليون نسمة بدأت فيها بؤرة الفيروس أولاً في منطقة محدودة وهي مقاطعة "ووهان" فقط وبمدينة محددة وعندها بدأت الاشاعات والأقاويل والأخبار تتناقلها بصورة مرعبة بشعة ولكن أمكن احتوائها ومحاصرة الفيروس في مدة لا تتجاوز الثلاث شهور فقط بل والقضاء عليه أيضاً ولم نسمع بعد ذلك عن انتشاره في انحاء الصين ولكنه بسرعة البرق انتشر في جميع انحاء العالم! ولم تمنع انتشاره الجبال ولا السدود ولا الصحاري بل وتخطى البحار والمحيطات وضرب عمق أوروبا ليتحول إلى وباء وجائحة ويقتحم الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية ثم بعد موجته الأولى يتحول إلى موجة ثانية تضرب باقي انحاء العالم والساحل الغربي لأفريقيا حتى وصلت الاصابات إلى أرقام مخيفة ومرعبة تجاوزت مئات الألاف يوميا، والوفيات بالآلاف يومياً بينما تسجل الصين حالات تدعو للاستغراب والعجب وربما الجنون أيضاً عندما تجد الأرقام بين صفر وخمسة حالات يومياً وهنا تبرز علامات الاستفهام ويجدر بنا توجيه سؤال محدد لمنظمة الصحة العالمية التي لعبت دور مريب يصل إلى حد التخاذل والتواطؤ في فك هذا اللغز أو حتى كشف الحقائق أو مجرد فحص ما يدور داخل الصين لمعرفة هذا التضارب والتناقض وسبب اختفاء الفايروس عندهم وانتشاره في بقية العالم.
لقد مر على العالم خلال العهود السابقة أمراض فتاكة وأوبئة مثل الطاعون والكوليرا والسل والسرطان والإيدز ولكنه كان في مناطق محدودة وتجمعات معينة أو مناطق فقيرة مثلما بين جنود الجيوش تكون العدوى سريعة أو كما حدث في بعض البلدان عام 1720 من تفشي مرض الطاعون في مارسيليا بفرنسا وفي 1820 من تفشي مرض الكوليرا في إندونيسيا وماليزيا، وفي عام 1920 من تفشي مرض الإنفلونزا في إسبانيا وأخيراً في عام 2020 من تفشي وباء كورونا المختلف تماماً عنما سبقه من أوبئة والأغرب انتشاره في الدول المتقدمة ذات الرفاهية العالية مثل أوروبا وأميركا.
أغلب الظن أن هناك أسرار لم يتم الكشف عنها بعد وربما تكون هذه الأسرار صادمة للبشرية حتى لو تم القضاء عليها لأن الجراح مازالت تنزف ولم تلتئم بسبب الانهيار الاقتصادي الذي يحتاج إلى وقت طويل حتى يتعافى، وكذلك الآثار النفسية والمتعافين الذين يعانون من مشاكل صحية أخرى سوف تستمر معهم طيلة حياتهم، وهنا أصبح الإنسان في حيرة وعدم التصديق ووصل إلى فقدان الثقة فيما يقال أو يذاع خاصة من وسائل الإعلام والاتصالات.
صرخة في الانتخابات الأمريكية:
يكتمل مسلسل الحيرة والريبة وصرخة مكتومة فيما حدث أثناء الانتخابات الأمريكية والدور الذي لعبته وسائل الإعلام الفاسدة والفاشلة والساقطة بالتدخل المباشر وتحويل الدفة والتأثير على حرية الناخب نحو اختيار "جو بايدن" ليكتسح الانتخابات بموافقة 306 صوت للمجمع الانتخابي مقابل 232 صوت فقط حصل عليهم دونالد ترامب ومنتظرين تصديق الكونجرس الأمريكي على النتيجة في السادس من يناير 2021 ليتم التنصيب الرسمي في العشرين من يناير 2021 ومازال حتى الساعة قطاع كبير غير مصدق بل ويشكك في نزاهة الانتخابات وعلى رأسهم "ترامب" ومن المحتمل عدم حضوره حفل تنصيب "جو بايدن" تعبيراً منه على معارضة كافة الاجراءات وعدم الاعتراف بهزيمته، وهذا يوضح ويكشف بوضوح تكتل وسائل الاعلام ضده والانحياز لطرف ضد آخر، ربما سيكون له نتائج ليست في صالح الوطن أو المواطن وبدأت اللعبة السياسية تبسط جناحيها على المشهد من التحلل من القيود على الحريات والتحرر من المبادئ الأخلاقية والدينية وبداية عصر جديد من الانحلال والإباحية والإلحاد الذي يتبناه الحزب الديموقراطي ومرشحه "جو بايدن" واعطاء الضوء الأخضر للحرس القديم المعاون للرئيس الأسبق باراك أوباما للعودة والظهور وتنفيذ مخططاتهم بكل قوتهم في هدم أسس الأسرة وتفكيك الترابط الاجتماعي ونشر مبادئ هدامة والبعد عن المبادئ الأخلاقية والدينية التي تحكم العلاقات بين البشر منذ الأزل.
بالفعل بدأ "جو بايدن" في الاستعانة بالحرس القديم أمثال "سوزان رايس" مندوبة أميركا السابقة في الأمم المتحدة وكذلك "دنيس ماكدونو" كبير موظفي البيت الأبيض الأسبق، وكذلك "توم فيلساك" ومارسيا فادج وكاثرين تاري هذا بخلاف أوباما وهيلاري كلينتون في تنفيذ مآربهم وأهدافهم وأيضاً مكافأة المؤيدون من أصول أفريقية ومتحدثي الإسبانية في وزارة الدفاع والصحة.
صرخة نحو بلادنا المصرية:
وسط مستنع الإباحية والإلحاد في أميركا يقف دائماً المصري منارة عالية وعلامة مضيئة ليثبت كل يوم تمسكه بمبادئه وإيمانه وعقيدته ودينه بكل شجاعة وجرأة ويقف بكل ما أوتي من قوة وجهد ضد محاولات هدم الأسرة أو الوقوف أمام نشر الأفكار الهدامة التي تعارض المبادئ السامية للأديان.
بينما نرى وسط التشدد والتعصب والغلو في بلادنا المصرية حيث تبذل القيادة الوطنية قصارى جهدها في نشر الفكر الوسطي والاعتدال وبناء الدولة المدنية والذي حدث في الأيام الأخيرة لتثبت قدرتها في التصدي بكل حزم وحسم لكل أشكال التطرف والقبض على رموز اقتصادية بتهمة تمويل الإرهاب كصفوان ثابت رئيس مجلس إدارة شركة جهينة والسويركي صاحب شركات التوحيد والنور وكأن هذه التهم قد تم اكتشافها اليوم رغم أنها للأسف تجري منذ عشرات السنين، وهناك أقاويل في تصرفات وسلوكيات مجموعة من الشركات المعروفة بالتشدد والغلو وتمويل الإرهاب وممارسة أعمال التفرقة على أساس الهوية الدينية خلافاً لما ينص عليه القانون، ربما تكون مقدمة مبشرة في مكافحة كل صور التفرقة بين أبناء الوطن الواحد في الحقوق والواجبات، فالذي حدث منذ أيام من قيام بعض البلطجية بالاعتداء على الأقباط وقتل أنسان على أساس الهوية دون سبب وترويج الحجة الواهية والمفضوحة بأنهم مختلين عقلياً، فتلك آفة وأكذوبة، وللأسف تخرج علينا وزارة الداخلية ببيان يردد تلك الخزعبلات الأمر الذي يكشف بوضوح عن استمرار وتغلغل وتوغل خلايا نائمة تضغط على الدولة فمظاهر التدين الشكلي الزائف البعيد عن جوهر الدين ومبادئه السامية استشرى في مفاصل وأوصال الدولة وبعض الشركات مثل شركة اتوبيسات مشهورة تفرض على ركابها نوعية معينة من التدين المظهري دون اتخاذ أي اجراءات، أو ترك بعض موظفي الدولة أعمالهم المرتبطة بالمواطنين لأداء الصلوات بل يصل ذلك الفعل إلى مباركة الرؤساء في تعطيل مصالح الناس، حتى اصبح لم يعد لدينا ثقة في كثير ممن يستغلون الدين في جني الغنائم والأموال والكسب السريع ويعيشون في قصور شامخة ويركبون السيارات الفارهة ثم يدعون الناس البسطاء للقناعة والصبر والرضا!.
رموز وطنية سقطت عنها الأقنعة، وأنكشف أمرهم وباعوا أنفسهم للشيطان مقابل دنانير ودولارات ويدعون حب الوطن والانتماء له وهم أبعد من ذلك واصبحوا دعاة الخيانة والهجوم على البلد ليل نهار، وضاعت معاني الاحترام والاجلال للكثيرين ممن يدعوا الاخلاص في العمل والأمانة والضمير وهم في الحقيقة أمثال سيئة ونماذج فاسدة في الرشوة وغسيل الأموال واصحاب المحسوبية، وللأسف نرى البعض من المسئولين الذين يطلبون من الشعب بالقانون والالتزام بالتعليمات وهم أول من يخالف ويكسر ويعتدي بكل بنود ومواد القانون، فمذيعو وإعلاميو التوك شو وبائعو الكلام الذين يقبضون بالملايين من الجنيهات والدولارات راغبي الشهرة ويحاولون اقناع الشعب بأفكارهم الشخصية في الإثارة والجدل مقابل امتلاء جيوبهم بالمال ومن ثم لم نعد نثق فيهم أو نصدقهم بعد الآن، ومازال هناك فئات وقطاع كبير في بلادنا يشكوا بصفة مستمرة من قلة الدخل والادعاء بالفقر والعوز بينما نراهم يتم الصرف والإسراف على أمور تافهة مثل امتلاك تليفونات محمولة حديثة وامزجتهم والمنشطات الجنسية تناقض فاضح ومكشوف سوى ابتزاز الدولة لمزيد من الأموال.
لعل أوضح ذلك عندما أعلن عن اصدار شهادات ادخار ذات فائدة عالية ووجدنا طوابير وزحام وتكالب على اقتنائها واستحواذ أكبر قدر منها الأمر الذي جعل البنوك توقفها بعد عدة أيام مما يوضح بوجود أموال طائلة فائض عن الاحتياج وغير خاضعة للضرائب أو مهربة.
صرخة مكتومة لأمر محير وهو انتشار الجامعات الخاصة والمدارس الأجنبية ذات المصروفات الباهظة التي لا يقوى عليها ميسوري الحال أو الأغنياء ولكن نجد الكثيرين مازالوا قادرين على ادخال أبنائهم وبناتهم تلك المدارس وهذه الجامعات وربما الأغلبية العظمى من الشعب تقوم بالصرف على بند الدروس الخصوصية في المدارس الحكومية بأشكال يصعب تصورها أو تحديد حجمها وما يعاني أولياء الأمور منها ومازالت صرخات تتوالى تجعلك لا تصدق أو تثق فيما يحدث على الواقع وما يفعله فئات مازالت تطلب باستمرار الدولة بالمساعدة والمعونة والدعم.
صرخة إنسان عما يحدث في العالم العربي:
لعل أقسى صرخةخلال هذا العام هي الصرخة التي تزامنت مع انفجار مرفأ بيروت والذي دمر مساحات كبيرة ومساكن كثيرة وضحايا بالمدينة يكشف بوضوح الدور القذر الذي تلعبه إيران بالمنطقة ودعمها للإرهاب وكذلك حزب الله الشيعي الذي يسيطر على مقدرات لبنان الآمن الذي تحول لحطام وأشلاء وتمزق ومن الصعب جداً عودته مره أخى لما كان عليه.
ومازال بلطجي آخ يمارس نفس الدور القذر بالتدخل في مقدرات كثير من الدول العربية وهو رجب طيب أردوغان في العراق وسوريا وليبيا ومصر وسلوكه الأهوج وحماقاته وأطماعه في ارجاع الخلافة العثمانية ومجد الأتراك الغائب والتخوف للأسف من مطالبة هذا المعتوه من إلغاء معاهدة لوزان التي تم التوقيع عليها عام 1923م لمرور 99 عاماً على توقيعها ومن حقه الرجوع عن تنفيذ بنودها مما يعرض المنطقة كلها لاندلاع صراعات وحروب وقتال عنيف، ولعل ما اتخذه الاتحاد الأوروبي من توقيع عقوبات وكذلك أميركا هي محاولة للانتباه عما يفعله ذلك المغامر الخاسر المجنون وايقافه وتعطيل أطماعه في المنطقة خاصة شرق البحر الأبيض المتوسط وتدخله السافر في الجارة ليبيا.
وتأتي الرياح بما لا تشتهي السفن بالنسبة للمنطقة العربية وانجراف بعض الدول العربية للاعتراف بإسرائيل واقامة علاقات سياسية وتجارية بصورة ملفتة، أربع دول في وقت قياسي قابل للزيادة وهم دولة الإمارات والبحرين والسودان والمغرب التي تعتبر بحق الضربة القاضية للقضية الفلسطينية وضياع القدس نهائياً والنهاية المأساوية لتلك المشكلة التي كانت سبباً لحروب طويلة وصراع دموي ولم يكتوي بها سوى مصر التي دفعت تكاليف باهظة سواء من ابنائها وقوتها العسكرية وخراب الاقتصاد والذي نعاني منه حتى الآن ومن العجب والغريب ما يفعله المغرب مؤخراً والذي أسرع بالاعتراف بإسرائيل لمجرد إعلان أميركا أحقية المغرب بالصحراء الغربية المتنازع عليها يفضح لمن يتشدق بالقدس العربية أو بالقضية الفلسطينية أنه درس قاسي فالكل يبحث عن مصلحته ومستقبله أولاً ولا يهمه من قريب أو من بعيد بعد أن انكشف أمر الفلسطينيين أنفسهم من تناحر وصراع وقتال بعضهم بعضاً أنهم هم من باعوا قضيتهم بأنفسهم أولاً فلا غرابة من بيع الآخرين لها ولهم وهذه هي الطامة الكبرى حيث قضي تماماً على فكرة التجمع العربي أو الوحدة العربية التي تغنى بها الكثيرين ودفعوا حياتهم في سبيلها واصبحت فقاقيع في الهواء أو ذكرى ماضية فقط نحكيها للأجيال القادمة.
كفى صراخ بعد الآن:
كفاية صراخ من وباء كورونا وكفاية بكاء على ترامب وفقدان الثقة عما يحدث في بلادنا أو البكاء على القضية الفلسطينية، كفاية التحذير من أطماع تركيا وإيران، وكفاية التوهان والحيرة والريبة من هذا وذاك وسط تلك الأمواج والعواصف العاتية فشكر الله على أننا مازلنا على قيد الحياة نتمسك بالأمل والرجاء والتفاؤل ولن نستسلم لليأس والاحباط والحزن بعد الآن ونحن نستقبل العام الجديد 2021م ولنا ثقة وإيمان تام بأن القادم بإذن الله سيكون أحسن وأفضل عما مضى ولن نجعل أحد ينزع من داخلنا السلام والحب والهدوء والإيمان.
إبدأ بنفسك أولاً لن يرهبنا أحد ولن يخيفنا شيء، لقد ذهبت في رحلة لمدة شهرين لمصر واستمتعت بوقتي دون رعب أو خوف أو هلع ورجعت بالسلامة لأن الذي يحدث لابد وأن يحدث بسماح من الله وهو يعلم بمقدرتنا وتحملنا لتلك التجارب القاسية.
كن رجلاً واثق من نفسك وسط الظلام والقتام والليل الذي لابد له من نهاية لتشرق الشمس مرة أخرى.
لعل من أجمل وأروع آية بدايتها ونهايتها كلمة واحدة رغم الصراخ والآلام والأحزان والأمراض ويكون شعارنا هذا العام 2021م:
افرحوا في الرب كل حين وأقول أيضاً افرحوا.