باسم أحمد عبد الحميد يكتب: حديث المساء (28) – ملهمتي

باسم أحمد عبد الحميد يكتب: حديث المساء (28) – ملهمتي
باسم أحمد عبد الحميد يكتب: حديث المساء (28) – ملهمتي

رحلت عني منذ سنين طويلة ،كنت أحارب فيها ليل اليأس ،وألم العجز ،وسوء الحيلة..

رحلت تاركة  أحلامي  الحالمة ، ودموعي المالحة ،وأوراقي 

  المبعثرة على عتبات  وهمي ، وشتات  السنين ...

رحلت تاركة لي ابنا بكراً أسمته(  الشعر) !! وبنتا أخرى أسمتها (حكاية )!!

كان الابن البكر ربيعاً اخضرَ وصيفاً وقت شتاء الكون !!...

كان يتيماً يجري خلفي ..يبكي !!                             

كان بلا قلب يتحسس أحواله، بلا أيدٍ  تمسح على جبينه...

بلا حب يحمل قطعة حلوى ،أو بعض السكر ...

يجوع بلا نهد يروي ظمأ سنين ...يبكي والريح تعوي ..

لازال يبكي ،ويقتله الأنين يغتاله الحنين  .. 

مظلوم حظك  يا ولدي أن ترحل أمك دون ولادة!!   

أن تنسى يوما في يوم أن العشق عبادة!!!

مظلوم أن تأخذ( روحا )  وتترك م  لحب وسادة !!!

البنت  هي الأخرى( حالة ) ،خرجت للدنيا بلا وعدٍ ( هالة) !!

سألتني بنتي يا أبتي :

هل كنت تحب ؟!!

قلت والله يا بابا  حد  ثُماله !!

قالت تتركنا  كي ترحلْ   ؟!!

قلت  يا بنتي نصيب !!

قالت هل كنت حبيب ؟!!

عفوا  لا أرجو إجابة؟!!

لكن صفها ..لا تخجل ،..لماذا معها لم ترحلْ ؟!

قلت تركتني وحيدا ...أكتب ..أتلعثم...أتبعثر !!

- كانت تعلم أني أعشق ....

كانت (مُلْهَمتي) لا شكْ !!

خافت ان جادت بالوصل ، ينقطع الإلهام ويرحل !!!!