ما أن تسمع اسم الشاعر والناقد والمؤرخ الأدبي شعبان يوسف حتى تتذكر ورشة الزيتون.
وما أن تقرأ خبرا عن مناقشة عمل أدبي في ورشة الزيتون لاسم جديد في مجال الأدب حتى تتأكد من انطلاق نجم في الساحة.
وما أن يحضر أحد الأدباء من خارج مصر حتى يحرص على زيارة الورشة مشاركا أو مناقشا أو ضيفا. ورشة الزيتون ساحة المحبة التي لا ينافس حضورها في الساحة الإبداعية العربية كيان أدبي آخر سواء في مصر أو في العالم العربي. فما من كيان مستقل، غيرها استمر لأكثر من أربعين عاما. أنشئت الورشة في نهاية سبعينيات القرن الماضي كما صرح مؤسسها الشاعر الكبير شعبان يوسف. صديق الجميع وصانع النجوم ومحط أنظار كل من لديه موهبة حقيقية من الذين يودون الانطلاق وإطلاق أقدامهم في المسير إلى جوار كبار الكتاب والنقاد.سواء كان قادما من أقاليم مصر العامرة بالمواهب أم من القاهرة أو من خارج مصر.الورشة التي تعتني بالعمل الإبداعي وصاحبه. في ورشة الزيتون ناقشت ديواني حدث في مثل هذا البيت. ناقشه الشاعر الكبير والصديق الدكتور أمجد ريان والدكتور محمد سعد شحاته في جو يغمره الدفء والمحبة والتشجيع. كان معظم الحضور من الاصدقاء وكنت سعيدة أيما سعادة لأن الاهتمام كان أكبر من توقعي وأجمل من أمنية. لأن جمهور الورشة ليس جمهورا عاديا.
فهو أشبه ما يكون بالأسرة المترابطة التي تحرص على العناية بكل فرد من أفرادها.والجميع حريصون على الاستمرار، مهتمون بالنجاح نجاحها ونجاحهم. الفرد ذائب في الكيان الكبير الذي يحمل اسم الورشة. رغم صغر مكانها، وتواضع الأثاث الموجود فيه.إلا أن اسمها نجح على مدى السنوات في أن يصبح راسخا رسوخ المبنى الذي تقام فيه. حزب التجمع بالزيتون. العنوان الذي يعرفه جميع الادباء كما يعرفه الكثير من جيرانها بالشوارع المجاورة، أعترف أن كتابتي عن ورشة الزيتون اليوم قادها امتناني الشديد لها وكنت أتمنى أن لو أتيحت هذه الفرصة منذ سنوات. فما من كتاب صدر لي إلا وتمنيت أن يناقش فيها. المناقشة التي نجلس فيها نقادا وشعراء وكتاب قصة وروائيين وصحفيين متجاورين نحتفي بالفن حول الطاولة الكبيرة، التي يغطيها مفرش من القماش العتيق وعدد من الكراسي الخشبية ويقود حراكها الدينامو شعبان يوسف.الذي يعي دوره ككاتب وصاحب رسالة كأديب وقائد مستنير اسمه من اسم الورشة ونورها من نوره وعمرها من عمر الحلم الذي صار علامة. تحية إلى ورشة الزيتون وصاحبها وجمهورها وامتنان مستحق لكيان ثقافي كبير أتمنى أن لا تغيب شمسه أبدا.