برع الكوميديان الراحل فؤاد المهندس في تجسيد شخصية " مسعود أبو السعد "، المرشح البرلماني المنافق الأفَاق ، من خلال فيلم "أرض النفاق"، حيث سعي أبو السعد للحصول علي عضوية مجلس النواب ، مستخدماًالكذب والمكر والتمثيل الزائف في حديثه، مُستعيناً بنبرات صوته وحركات وجهه ، مُصطنعاً الدموع الكاذبة والعبارات العارية من الصدق والصحة .. بل كان دائم الشغف بتناول حبوب النفاق لينافق سادات المجتمع وسيداته الراقيات، أمابُسطاء الخلائق والمساكين منهم ، فكان يتلاعب بمشاعرهم وعقولهمبما يمتلكه من دهاء في القول وذكاء في الحديث المُليِن للعواطفالبريئة ، لكسب تعاطفهم تجاههحتي يصل لغايته.
كان الفتيمسعود أبو السعد ، شاب وصولي ذو طموح قاتل ، حيث إستطاعتقلُدْ المناصب الرفيعة ، عن طريق الوساطات وإستغلال معارفه وعلاقاته النسائية ، وما رأيناه من وعوده الخادعه بالحب والغرام لمدام فِنطاس رغم كبر سنها ، وتهلهل جمالها وتدني أنوثتها وتقهقهر قوامها وزوال رشاقتها وظهور آثار الشيخوخة علي وجهها ، إلا أنه كان يُغازلها بالكلام المعسول ليأسر قلبها العجوز ويُنعشه ويُراضي عواطفها العليلة التي أصابها الركود ، حتي ذابت في عِشقه ، فكانت تتوسط له عند زوجها فِنطاس بيك ليُرقيه لأرقي المناصب .
إرتدي مسعود أبو السعد ثوب الدهاءوخدع أهالي حارته ودائرته البسطاء .. فكان مسعود ينزل من سيارته المرسيدس الفاخرة علي مقربة من مدخل حارته ، ثم يخلع جاكت بدلته الأنيق ،ليرتدي جاكت بدلة مُهلهل وكرافته قديمة جداً، ثم يركب دراجة هوائية عفي عليها الزمن، ويدخل بها الحارة فيستقبله الفقراء والعامة بالهتافات ، حاملين إياه علي أعناقهم، فرحين به ظانين أنه ذلكالبائس الفقير الذي يُعبرعن حالهم ومعاناتهم !!
بل ويزعم المُحتال المُرائي مسعود أبو السعد ، أنه ترك مشاغله ومصالحه ، بسبب هاتف دعاه في منامه للترشح لخدمة مساكين دائرته طواعية لله ، وليس رغبة منه بنيل سلطة أو منصب ،ويظل يخطب ويتباكي ليكسب وُد المساكين ويُحرِك عواطفهمالنظيفة تجاهه ليصدقوه ويؤيدوه ، فيهتف البسطاء " يحيا الفقير مسعود" ،" يعيش الفقير مسعود ".
ثم يعقب ذلك المشهد، مشهديُفصح عن فضيحة لكذب مسعود أبوالسعد المرشح المُخادع ، بظهوره في إحدي الحفلات العامرة بأشهي وألذ الأطعمة ومن حولها زجاجات الخمر،ويظهرمُرتدياً بدلة باهظة الثمن ..فكيف أنه الفقير مسعود ، وهو المُتنعم في حياة البزخ والغني الفاحش ؟!
وفي المؤتمر الإنتخابي لصاحب شعار النفاق في أرض النفاق ، يتظاهر مسعود أبو السعد بالغضب ، ويصرخ مُكذِباً مَنْ يتهمونه بالعيش في حياة الغني والإسفاف ، مُدَعياً أن حياته كلها فقر وجفاف !!
ولعل شخصية مسعود أبو السعدالتي كساها النفاق ، قد أبرزتصفات قبيحة لكثير من البرلمانيين في عالمنا الذي نحياه ، كهؤلاء الذين يسلكون دروب الكذب والرياء ، كي يصلوا لأغراض شخصية ، رغم زعمهم بأن السعي لعضوية البرلمان ، خالص لله.. والله برئ مِنْ هؤلاء الذين إتخذوا الإحتيال سبيلاًلأجل منصب أو حصانة.. في دنيا فانية .. فانية مناصبها .. زائلٍ نعيمها .. فانٍ متاعها.
Amirshafik85@yahoo.com