محمود عابدين يكتب: "اللص التركي" و"الفأر القطري" و "الملالي".. وماذا بعد؟!

محمود عابدين يكتب: "اللص التركي" و"الفأر القطري" و "الملالي".. وماذا بعد؟!
محمود عابدين يكتب: "اللص التركي" و"الفأر القطري" و "الملالي".. وماذا بعد؟!

تمخضت زيارة وزيرا الدفاع: التركي والقطري للشقيقة ليبيا مؤخراً عن اتفاقية باطلة ومستفزة مع فايز السراج – رئيس حكومة الوفاق المنهية صلاحيتها.

تنص الاتفاقية على تخصيص ميناء مصراتة كـ "قاعدة بحرية" للص التركي بالمتوسط، لتتيح له نقل بقية مرتزقته وأسلحته البحرية الثقيلة في إطار خطة عثمانية توسعية بالشقيقة ليبيا.

وبكده يظن المرتزق العثمانلي وبجوارة الفأر القطري أنهما بهذا الطيش، سيثبتان وجودهما العسكري والتجاري في منطقتي: شمال افريقيا وجنوب البحر الابيض المتوسط......!!

كما ينص الاتفاق الثلاثي – الإرهابي غير المعترف به دوليا وإقيميا وليبيا، على إنشاء مركز تنسيق عسكري ثلاثي، مقره مدينة مصراته، يتولي الخائن القطري تمويله لتدريب وتسليح مقاتلي داعش والوفاق.

كما أعلن "السراج" عن اتفاق ثلاثي آخر لزيادة الدعم العسكري لطرابلس لصالح دولتين داعمتين للإرهاب، وبهذه الخيانة، يكون "السراج" حقق للص التركي أمنية بعيدة المنال، وهي التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط، الأمر الذي بات – حقيقة - يتشكل خطراً على الأمن القومي الليبي والعربي والأوروبي معاً.

جنون الداعشي التركي، وذعر الفأر القطري، وخيانة العميل الليبي من شبح التحالف "المصري – السعودي – الإماراتي" من ناحية، ومن التقارب "المصري - اليوناني – الفرنسي – القبرصي" من ناحية ثانية، ومن التقارب "الإماراتي – الإسرائيلي" من الناحية الثالثة، جعلهم يلجأون إلى طلب الدعم - غير المعلن حتى الآن – من ملالي "قم"، ليزيدوا بهذه الخطوة - غير المحسوبة - المنطقة توتراً واشتعالاً.....!!

زعيم المعارضة التركي كمال كيلتشدار أوغلو - رئيس حزب الشعب الجمهوري – انتقد تخبط" "أردوغان" على المستوي: السياسي والاقتصادي، وكشف حقيقة الوضع التركي المأساوي على يد "أردوغان" ونظامه في تغريدة نشرها على حسابه بتويتر – نقلاً عن الصحف التركية قائلاً:

-"ستعطل وزارة الخارجية وتتركها خارج الخدمة، سوف تجعل آخذي الرشوة سفراء، وتعلن صديقتنا القديمة مصر عدواً، وسيقول عريس المجتمع الراقي السيد بيرات ألبيرق - وزير المالية والخزانة وصهرك - لا يوجد في شرق البحر الأبيض المتوسط احتياطي جدي حتى الآن".....!!

انتقاد المعارضة التركية لـ "أردوغان" بالنسبة لمصر، جعلته يُعيد حسابته السياسية والعسكرية، فبدأ ينتهج سياسة جماعته الإرهابية  فيما يُسمي "فقه التقية الإخواني الخبث"، فغازل الشعب المصري لاستمالة قيادتنا السياسية في ملفي: ليبيا وشرق المتوسط، معرباً عن "دهشته من موقف مصر تجاهه ووقوفها بجانب اليونان"، مدعياً إن "الشعبين المصري والتركي موقفهما من بعضهما البعض ليس كتضامن الشعب المصري مع نظيره اليوناني"، وزيادة في "الوقاحة" قال:" حضاراتنا ومبادئنا أقرب لبعضنا البعض من اليونان، وعلى الحكومة المصرية أن تفهم ذلك"......!!

تهريج اللص التركي، ذكرني بدوره المشبوه لدعم الصهيوني آبي أحمد في ملف سد الخراب، بهدف الانتقام من مصر، ومحاولة تعطيشها وضرب اقتصادها، لأن ثورة ٣٠ يونيو أحبطت مؤامرته بالتدخل في شئون مصر الداخلية، واستعادة وهم الخلافة العثمانية عبر جماعة الإخوان الإرهابية، التي كانت قاب قوسين أو أدنى لاستكمال المخطط الصهيو – أمريكي.

ولربط الأحداث ببعضها البعض، لابد من إلقاء الضوء على 12 تغريدات لحمد بن جاسم – رئيس وزراء قطر الأسبق والمقيم حالياً في تل أبيب - السبت الماضي على "تويتر"، والذي استهلها بـ "لا أريد أن أعلق .... "، يقصد التقارب الإماراتي الإسرائيلي، منتقدا تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل، وتساءل في تغريادته، قائلا:

- "فهل أصبحت أبو ظبي عاصمة الخلافة الجديدة حتى يسافر القطريون والمسلمون الآخرون إلى القدس للصلاة في الأقصى عبرها فقط؟! سبحان الله يتصالحون مع إسرائيل ويحاصروننا"......!!

كلام "حمد" المسموم، قابله نقد حاد من أنور قرقاش - وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي – عندما هجاه بييت شعري من قصيدة "عاج الشقي على دار يسائلها" لأبي نواس، قال له فيه: "لَو كانَ لَومُكَ نُصحاً كُنتُ أَقبَلُهُ .. لَكِنَّ لَومَكَ مَحمولٌ عَلى الحَسَدِ"، وأضاف "قراقاش" إن "المسؤول الخليجي السابق، خلافي ارتبط اسمه بالتآمر، وهو في تغريداته يبحث عن دور ويتحسر على انهيار مشروعه".

وعلى ذات النهج، هددت إيران أو لوحت بـ"سياسة جديدة" تجاه الإمارات بعد التطبيع مع إسرائيل، وهذا ما كشف عنه صراحة رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية الميجر جنرال محمد باقري الأحد الماضي، عندمال قال إن "نهج طهران تجاه الإمارات سيتغير بعد اتفاقها مع إسرائيل لتطبيع العلاقات فيما بينهما، فإذا حدث شيء ما في منطقة الخليج الفارسي وتضرر أمننا القومي مهما كان الضرر صغيرا، فسنحمل الإمارات مسؤولية ذلك ولن نتهاون معه".

وهذا ما كشف عنه الرئيس الإيراني حسن روحاني في خطاب له - نقل عبر التلفزيون الرسمي – عندما قال إن "الإمارات ارتكبت خطأ كبيرا، عندما تصورت أن التصاقها بأمريكا والكيان الصهيوني سيحقق لها الأمن وينعش اقتصادها"، كما سمي "روحاني" التقارب الإسرائيلي – الإمارتي بـ "خيانة للمسلمين وللشعب الفلسطيني وللقدس"......!!

بصراحة، أنا لا أدري عن أي خيانة يتحدث نظام الملالي الإيراني...؟؟!!.. خيانتهم للدول العربية وإضعافها لصالح وتحقيق حلم وإسرائيل؟!.. أم احتلالهم لأراضي الإمارات العربية؟!، أم دعمهم لمليشيات الحوثي في اليمن السعيد حتى تحول إلى يمن شقي؟!.. أم وقوفهم بجوار الأمريكان في ضياع: العراق وسوريا، ونهب ثرواتهما؟!.. أم ابتلاعهم للبنان عن طريق حزب الله؟!.. أم تحالفهم مع اللص التركي لمساعدة بعضهما البعض في خراب وسرقة ثروات الشقيقيتن: ليبيا واليمن....؟؟!!

مواقف وتصريحات، أو لنقل تهديد المسئولين القطرييين والإيرانيين للإمارات، اكتمل بتهديد "اردوغاني" سافر يصب في ذات المربع، بداية بسحب السفير التركي لدى أبوظبي، مروراً بلعب هذا اللص دور ماسخ وباهت عندما قال: "لم ولن نترك فلسطين لقمة سائغة لأحد أبدا"......!!، وهو ذات الكذب والنفاق الذي اتبعته الخارجية التركية عندما قالت إن "التاريخ وضمائر شعوب المنطقة لن يغفران لأبو ظبي خيانتها للقضية الفلسطينية".....!!

ولكشف الدور التركي المشبوه مع إسرائيل، سنلقي قدراً يسيراً من علاقة البلدين منذ زمن بعيد وحتى وقت قريب، على أن نستكمل الكتابة عن العلاقت: القطرية والايرانية مع تباعا.

على أية حال، من يتابع العلاقة السرية بين تركيا وإسرائل، سيدرك من الوهلة الأولى أن "أردوغان" تحديداً يُعنى لإسرائيل وأمنها الكثير، والعكس صحيح، فهذا المرتزق العثمانلي، ما هو إلا ترس في عجلة أسلافه، بداية من العثمانيين الأوائل مصاصي دماء الشعوب، مروراً بالصهيوني كمال الدين أتاتورك، وختاماً به.

عام 1951، تم توقيع اتفاقية أمنية تزود إسرائيل بمقتضاها تركيا بالمعلومات عن المعارضين لـ «أنقرة»، 1956، أرسلت تركيا 25 طائرة عسكرية من طراز «داكوتا» إلى إسرائيل، 1958، وقع رئيس الوزراء الإسرائيلى ديفيد بن جوريون، ورئيس الوزراء التركى عدنان مندريس، اتفاقية تعاون ضد نفوذ الاتحاد السوفيتى فى المنطقة،1967-1973، عززت تركيا علاقتها بإسرائيل، وقت العدوان الإسرائيلى على: مصر وسوريا ولبنان وفلسطين.......!!

1978، زيادة التعاون العسكرى التركى - الإسرائيلى، حين زودت إسرائيل تركيا بالأسلحة خلال الاحتلال التركى لشمال قبرص، 1982، تعاون أمنى واستخباراتى بين تركيا وإسرائيل، بموجبه قدمت «تل أبيب» معلومات عن التعاون ضد المنظمات الفلسطينية.....!!

1989، اتفاقية عسكرية بين سلاحى الجو التركى والإسرائيلى للتعاون فى مجالات التدريب وتبادل المعلومات العسكرية، 1993 مذكرة تفاهم لإنشاء لجان مشتركة تضم كبار المسئولين الإسرائيليين والأتراك فى إطار تعزيز القدرات العسكرية وجمع المعلومات الاستخباراتية عن: العراق وسوريا ....!!

1996، وقع رئيس الأركان التركى فى هذا الوقت الجنرال شفيق بير اتفاقية تعزز العلاقات العسكرية الاستراتيجية مع إسرائيل البلدين، وشملت أيضاً إقامة المناورات والأبحاث المشتركة، 1998، تم تنظيم التدريبات البحرية المشتركة «عروس البحر»، وبدأت هذه التدريبات فى يناير من هذا العام لتشمل لاحقاً مناورات وتدريبات أوسع بين القوات الجوية للدولتين.

1999، إسرائيل تقدم معلومات تساعد تركيا في القبض على الزعيم الكردى عبدالله أوجلان، 2000 تم تحديث 170 طائرة ودبابة تركية بواسطة «تل أبيب»....!!

2002 – 2005، توقيع عقد بقيمة 668 مليون دولار لتحسين 170 دبابة من طراز «إم 6»، واشترت تركيا من إسرائيل 50 طائرة عمودية قتالية، 2010، بعد عام من العدوان الإسرائيلى على غزة زار إيهود باراك الذى كان وزيراً للدفاع الإسرائيلى وقتها «أنقرة»، لم يعلن عن مضمون واضح لتلك الزيارة، لكن مصادر مرافقة له قالت إن هناك نحو 60 اتفاقية تعاون أمنى وعسكرى سارية بين الدولتين......!!، 22013، إسرائيل سلمت تركيا أجهزة إلكترونية عسكرية وأمنية بقيمة 100 مليون دولار، كما قدمت إسرائيل لتركيا منظومات عسكرية متطورة.

ختاماً، نؤكد على أن المؤامرة: التركية – القطرية مع الخائن الليبي بدعم دول كبرى وإقليمية بقاعدة الوطية ومصراته والخمس، والغرب الليبي عموماً، أصبحت  قابلة للانفجار خلال الفترة القليلة المقبلة، وقد تضطر مصر – بشكل أو بآخر - إلى استخدام التفويض الذي منحه لها البرلمان والجيش والقبائل الليبية للتدخل العسكري لردع قريبا، فالترتيبات العسكرية للبلدين الإرهابيين في طرابلس موجهة مباشرة إلى مصر، لذا فزيادة الاستعدادات والتنسيق بين مصر والمشير خليفة حفتر خلال الساعات القليلة الماضية يؤكد أن مناورة تركيا وقطر مع "السراج"، لن يتم السكوت عليه، وبإمكان الجيش الوطني الليبي بمساعدة الجيش المصري إجهاض أية مخططات مبكرا مهما كانت، وللحديث بقية.