نظرة واقعية عامة : مابين مشروع السلام الامارتي مع اسرائيل وبين الواقع العربي :-
إذا كان على العقل العربي أن يستفيق من غفوته، فهذه فرصته. طريق السلام هو الذي سيقطع الطريق أمام المشروع الصفوي الإيراني الذي يتخذ من عدائه المزعوم لإسرائيل وسيلته للتغلغل في المنطقة.
لم تتورط الإمارات يوما من الأيام، في سفك الدم الفلسطيني ولا في المتاجرة به وفي تحويل القضية إلى شعار للمزايدات السياسية، بل كانت دائما اليد التي امتدت بالعون والمساعدة للمواطن الفلسطيني، تطبطب عليه بصدق المشاعر الأخوية دون استغلال لظروفه.
الدولة المزدهرة على ضفاف الخليج، ليست في حاجة إلى دغدغة مشاعر أي كان، وإنما تبنت منذ نشأتها مجموعة من القيم، منها قيمة الواجب القومي والإنساني الذي لا تتردد في القيام به طالما استدعاها الظرف لذلك، وكذلك مبدأ التسامح المفضي بدوره إلى السلام، ليس كهدف نهائي وإنما كقيمة حضارية وثقافية تدفع نحو فعل سياسي قادر على تكريسه وترسيخه، وبذلك يكون السلام المنطلق والوسيلة والهدف.
* موقف السلام الامارتي سلاح هجومي بالغ التاثير:-
في يونيو الماضي، قال سفير دولة الإمارات بالولايات المتحدة يوسف العتيبة في مقاله المنشور على صفحات “يديعوت أحرونوت” والموجه بالأساس للنخبة السياسية والرأي العام الإسرائيليين “حتى وقت قريب، تحدث القادة الإسرائيليون بحماس عن تطبيع العلاقات مع الإمارات والدول العربية الأخرى، لكن هذا الحديث يتعارض مع خطة الضم الإسرائيلية إذ أن إعلان الضم يشكل استيلاء غير قانوني على الأراضي الفلسطينية. إنه يتحدى الإجماع العربي، بل والدولي، في ما يتعلق بحق الفلسطينيين في تقرير المصير”.
* التلاعب الشيطاني والمتاجرة بالقضية الفلسطينية :-
نظريا، كانت القضية الفلسطينية، على مدى ثمانية عقود تقريبا، قضية كل العرب في المطلق، ولكن في الواقع تحولت إلى أصل تجاري للكثير من القوى في الداخل والخارج، وباسم الحق المقدس والثورة والشهداء تم التلاعب بالقضية في سوق المزايدات، وتعرض كل أصحاب المواقف السياسية الواقعية إلى الشيطنة.
اذا عدنا بالذاكرة اليوم لنسترجع كيف قوبلت دعوة الحبيب بورقيبة لقبول فكرة التقسيم في عام 1965، وكيف تم تخوين السادات بعد اتفاقية كامب ديفيد في العام 1978، بل وكيف تعرض الزعيم ياسر عرفات إلى التشويه والتشكيك في وطنيته في مناسبات عدة إلى أن قضى محاصرا ومسموما في 2004، وكيف تم تقسيم الدول العربية إلى دول ثورية تقدمية، وأخرى رجعية.
* شعار دولة الصمود والخراب العربي :-
لكن الأيام أثبتت أن ما سميت بجبهة الصمود انتهت بدولها إلى الخراب، وأن ما وصفت آنذاك بالدول الخائنه هي التي تجاوزت كل العواصف وأثبتت قدرتها على الصمود الحقيقي في وجه التحديات.
وخلال السنوات الماضية، وخاصة منذ حرب الخليج الثانية، شهدت المنطقة العربية زلازل سياسية أدت إلى تحييد دور أغلب دولها الكبرى والمؤثرة، وتحولت القضية الفلسطينية إلى مرتبة ثانوية في ظل اتساع دائرة الصراع الذي تديره قوى إقليمية ذات أطماع معلنة في المنطقة وبخاصة تركيا وإيران.
وانشغلت الشعوب بالتجاذبات السياسية والأيديولوجية وبأزماتها الاجتماعية والاقتصادية، نتيجة إفرازات ما سمي بثورات الربيع العربي، التي كان من بين أهدافها تعميم الفوضى الخلاقة والمزيد من تعويم القضية الفلسطينية، مقابل ترجيح كفة الإسلام السياسي في الوصول إلى الحكم.
* القضاء علي حكم اقامة الدولة الفلسطينيه وضياعها للابد :-
استغل الإسرائيليون ذلك في التخطيط لضم المزيد من الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك أجزاء مهمة من الضفة الغربية المحتلة، بينها غور الأردن، بهدف تشكيل أرخبيل من جزر منفصلة مقسّمة، تحيطها إسرائيل بشكل كامل، وغير متصلة مع العالم الخارجي، وهو ما يعني القضاء على حكم إقامة الدولة الفلسطينية، خصوصا وأن المساحة المزمع ضمها تصل إلى 30 في المئة من الضفة الغربية.
* اسرائيل قوة حقيقية مؤثره في القرار الدولي :-
كان الموقف الإماراتي واضحا، وهو أن السلام يمكن أن يكون سلاحا هجوميا بالغ التأثير، علينا أن ندرك أن وجود الدولة العبرية في محيط معاد لم يمنعها من أن تتسع وتتطور علميا وصناعيا وعسكريا، وأن تتحول إلى قوة حقيقية لديها علاقات وطيدة مع أغلب دول العالم، بما في ذلك الدول التي يستند إليها ما يسمى بمحور المقاومة كروسيا والصين، وأن تؤثر في القرار الدولي بالشكل الذي يخدم مصالحها، وبالتالي فإن ما نأخذه بالاحتواء تحت راية السلام يمكن أن يكون أفضل بكثير من أن ننتظره من سياسة المقاطعة التي لم تقلب الموازين في يوم من الأيام.
* الموقف الامارتي والفهم العقلاني : -
الموقف الإماراتي جاء كذلك من فهم عقلاني لما يدور في الغرف المظلمة، فهناك قوى إقليمية كانت تتحرك في الخفاء لعقد صفقات مع إسرائيل تحت بند السلام مقابل التمكين للإسلام السياسي من السيطرة على المنطقة، الدور التركي في هذا المجال كان بارزا، والدور القطري يفضح نفسه من خلال تقسيم الصف الفلسطيني ومشروع الوطن البديل في غزة وسيناء الذي كان مطروحا على إخوان مصر قبل الإطاحة بحكمهم.
* الاسلام السياسي وعلاقته بالنفوذ الاسرائيلي الصهيوني العالمي :-
ومن خلال ربط الصلة بين قوى الإسلام السياسي في المنطقة العربية ومراكز النفوذ الإسرائيلية في الولايات المتحدة وأوروبا، أصبح اليوم الوضع أخطر، فالمشروع القطري التركي الإخواني يستهدف الجميع بغطاء أميركي متأثر بوجهات نظر إسرائيل المستفيدة من الفوضى المستدامة في المنطقة.
إن جر إسرائيل للسلام أفضل من الإبقاء عليها أداة واقعية أو افتراضية لتخريب ما تبقى من المنطقة العربية، ويعرف الإسرائيليون أن السلام الحقيقي الفعلي لن يتحقق إلا بما تدعو إليه الإمارات وشقيقاتها من دول الاعتدال من ضرورة الإسراع بحل القضية الفلسطينية، اعتمادا على أي صيغة واقعية تحترم حقوق الشعب الفلسطيني، وتنهي صراع المظلوميات الدينية التي لا يستفيد منها سوى المتطرفين من كلا الجانبين.
* رفض بعض العرب للواقع الحقيقي المرير الذي تمر به الامه العربيه في نقاط هامة خطيرة :-
- للأسف، يرفض بعض العرب الاعتراف بالواقع المرير الذي تمر به أمتهم؛ نصف الدول تقريبا منهارة أو فاشلة أو على باب الإفلاس، العلاقات البينية شبه منعدمة، الود مفقود والكراهية قائمة، والأطماع الإقليمية تحولت من خواطر في نفوس الفرس والطورانيين إلى احتلال فعلي.
- الاحتلال التركي العلني فناء للوجود العربي :
لا أحد يتنكر اليوم لحقيقة الاحتلال التركي لشمال غرب سوريا وشمال غرب ليبيا واستباحتها لجزء مهم من شمال العراق، وبحثها عن موطئ قدم في اليمن عن طريق حضور بارز في القرن الأفريقي، واختراقها أمن الخليج بقواعد عسكرية معلنة في تابعتها قطر، واعتمادها على قوى الإسلام السياسي كحصان طروادة في التدخل في سياسات أغلب الحكومات أو التآمر عليها.
وفوق كل هذا، فإن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لا ينفي ذلك، بل يعلن صراحة أنه يتدخل هنا وهناك لحماية إرث أجداده، ولخدمة مصالح بلاده على أبواب ذكرى مرور قرن على اتفاق الإطاحة بالخلافة العثمانية التي يبشّر الإخوان من ناحية عقائدية دينية، والأتراك من جانب قومي طوراني باستعادتها.
- ايران واستعادة نفوذها الامبراطوري القديم :
إيران هي الأخرى لا تزال تكشف عن أطماعها وسعيها لاستعادة نفوذها الإمبراطوري القديم؛ بالتدخل المباشر في العراق وسوريا ولبنان واليمن، أو من خلال التآمر على السعودية والدول الخليجية، ووقوفها إلى جانب الدور التركي في ليبيا، واستمرارها في التجييش الطائفي، وذلك عبر آليات مالية وإعلامية وثقافية ضخمة، تستغل شعار المقاومة لتجعل منه أداتها لاختراق العقل العربي المهيأ لاستقبال المؤثرات العاطفية، دون وعي بمخاطر المؤامرة التي تحاك ضده.
ويتجلى ذلك بشكل واضح في العراق المنتهك والمسلوب، حيث يدير نظام الملالي ميليشياته المتطرفة لقمع إرادة الأغلبية الساحقة من الشعب. جرائم الاغتيال التي تعرض لها ناشطون حقوقيون وإعلاميون خلال الأشهر الماضية ليست بعيدة عن الميليشيات المرتبطة تنظيميا وعقائديا بالمشروع الإيراني، وقبل ذلك كانت هناك الآلاف من الجرائم الموثقة في حق كل من يدافع عن عروبة العراق التي تتناقض تماما مع الحالمين باستعادة الإرث الصفوي خدمة للتوسع العنصري القومي الفارسي.
* العقل العربي وفرصته الاخيرة في الحفاظ علي الامه العربيه من الفناء :-
إذا كان على العقل العربي أن يستفيق من غفوته، فهذه فرصته. طريق السلام هو الذي سيقطع الطريق أمام المشروع الصفوي الإيراني الذي يتخذ من عدائه المزعوم لإسرائيل وسيلته للتغلغل في المنطقة، وأمام المشروع العثماني الطوراني الأردوغاني الإخواني الذي يجعل من التودد إليها في الخفاء حصان طروادة لاحتلال المزيد من الأراضي العربية. وهو الذي سيفتح المجال أمام حل للقضية الفلسطينية بدل أن تنتهي إسرائيل من ضم ما تبقى من أراض، بينما أصحاب القضية موزعون بين متاجر بها ومأزوم لأجلها وحالم ينتظر خيول الفاتحين التي لن تأتي أبدا لتصهل في القدس والجليل.
* نظرة واقعية خاصة : ما بين الامارات واسرائيل والعقل والغضب والتصديق والتكذيب:-
إسرائيل تعلن انها تريد السلام سوف نصدق ذلك بل وسوف نواصل الاعتقاد بأنها بحاجة ماسة له , وأن لديها من الأزمات ما لا يمكن حله إلا من خلال تسوية عادلة ترضي الفلسطينيين في النهاية.
* كم كان الثمن الذي دفعناه من جراء التعامل، حيال قضايانا المصيرية، بالغضب؟ :-
اذا نظرنا الي الحقيقه بامانه وحيادية ، وقلّبنا كل أوراق تاريخ السبعين عاما الماضية، سنجد أن الغضب وهوى النفس كانا هما سيدا الموقف العربي . ونحن إذ نشكو من الهزيمة والعجز والفشل، فإننا لم نلحظ الصلة بعد بين هذا وذاك.
ان السياسة، بأوسع وأضيق صورها، هي نوع من الرياضيات الحسابية ، وليست كلاما أو شعارات. ولئن كانت الأخيرة تستهوي لغة القطيع ، لأنه قطيع تابع وليس سيد ، فإن حسبان الحساب بعقل وتريث مسؤولية كبرى لمن يتعين أن يتحمل نتائجها. اما بلغة الغضب والرعونة ،بدون الاستعداد العسكري المناسب ، خضنا حرب عام 1948، فخسرناها. وجاءت هزيمة 67 ثمرة للثقة المبالغ فيها بالنفس ايضا. ولقد غنينا السياسة بتواز تام مع القصائد والاناشيد الوطنيه التي لم تقدم الي الخسائر المتتالية ، حتى لكانت معاركنا تخاض في بحور الشعرورفع الشعارات أكثر مما تخاض على أرض الواقع. هذا لا يجعلنا ننكر ان القضية الفلسطينية قضية وطنية شعورية كبرى، تستجلب العواطف وشحذ الهمم لبقاء جذوة القضية الفلسطينية متقدة في القلب والضمير لكن افهل كان من المفيد ان نغلب العواطف والشعارات علي لغة الرياضيات وحسابات الواقع ؟ ! الاجابة القاطعه لا . لانها كانت ولا تزال قضية علاقة بين الإمكانيات والواقع الذي يرفض العرب تصديقه في تغيب وتجاهل للحقيقة الواقعه . شيء من العقل والحكمة كان يجب ان يملي على أصحاب القرار, أن يتدارسوا المعادلات الاقتصادية والإستراتيجية بوضوح حقيقي.
* لماذا اسرائيل قادرة علي مواصلة التحدي وكيف صنعت قوتها ؟ :-
شيئان أكثر من غيرهما أتاحا لإسرائيل أن تظل قادرة على مواصلة التحدي: علاقاتها الخارجية، وقوتها الإستراتيجية بمعناها الشامل. ومع ذلك فإنها ليست قوة من دون ثغرات جسيمة. كما أنها ليست قوة غير قابلة للكسر. هذا أمر تفهمه إسرائيل نفسها، وهي تحلله من دون انقطاع، وتحاول استدراكه، ولو بالقليل من الطائل.
اما ما يفعله العرب ، في المقابل، هو أنهم وضعوا رهان العواطف فوق كل رهان آخر. ونظرنا إلى الحق على أنه، بحد ذاته ، قوة، وهو كاف لمجرد أنه حق.
* اسرائيل تدرك انها محاطة بخطر وجودي :-
إسرائيل تدرك أنها تقف حيال خطر وجودي. أحد أبرز وجوهه هو أنها تعيش على صفيح ساخن في منطقة لا تقبلها. وهي مستعدة، حسابيا لا شعوريا، من أجل كسب القبول أن تتخلى عن الأرض مقابل السلام. من دون انتساب إلى محيطها الإقليمي، ستظل إسرائيل عالة على نفسها وعلى الآخرين. وككل مجتمع مأزوم مع نفسه، يتصارع من أجل العثور على معنى لوجوده، فإن استمرار الصراع مع المحيط الإقليمي ومع الفلسطينيين في الداخل، سوف يظل يُملي على إسرائيل أن تكون بضاعة لطائرة حربية ودبابة. كما يُملي عليها اتباع سياسات عدائية تجاه الجميع، تزيد من حدة أزمتها الداخلية الخاصة. وما هذا إلا وضع شاذ، لدولة لم تجد نفسها إلا في حالة نشاز دائم. وبسبب من أعمالها وجرائمها، بل وبسبب من قوتها الظاهرية المفرطة، فإنها تستطيع أن ترى الكراهية كيف تتقد في العيون وكيف تُتوارث من جيل إلى جيل.
* االامارات واهمية القبول الاستراتيجي المتوازن :-
الإمارات أدركت الأهمية الإستراتيجية للقبول. أدخلت الأمر في معادلة التوازنات، فلوحت لإسرائيل ببعض القبول مقابل التخلي عن الأطماع الجديدة بأراضي الضفة الغربية وغور الأردن. وحصلت على ما تريد. أنقذت الامارات ، بهذا السبيل، ليس الأرض وحدها، ولكنها أنقذت السلطة الفلسطينية نفسها من الانهيار، بينما كانت تستعد لتسليم المفاتيح. كما أنقذت حل الدولتين، ورسمت حدودا لإسرائيل التي لا تحدها حدود. ولا يزال يتعين للخرائط النهائية أن تتحدد، وفقا لمبادرة السلام العربية التي طُرحت وصُودق عليها في مؤتمر القمة العربية في بيروت عام 2002.
لقد كان من الخير أن نعرف ماذا يُخيف إسرائيل؟ وما الذي يجعلها قادرة على أن تتخلى عن سياسات العدوان؟ وماذا يمكن أن تعطي لتأخذ ماذا؟ وما السبيل لهزيمة التطرف فيها؟ وما هي مصادر قوتنا نحن؟ وكيف يتعين أن نوظفها لكي لا نبدو لقمة سائغة؟ وما هي أدوات الضغط والعلاقات الخارجية التي نملك؟ وكيف نجعلها تنمو لتصبح قوة مضادة؟ وما هي “القوة” أصلا؟ ما عناصرها؟ وماذا نحتاج لكي نجعلها قوة حقيقية وراسخة ومتجددة؟
- هذا النمط من الأسئلة لا يستطيع الانفعال ورفع الشعارات و الغضب أن يقدما لها أجوبة صالحة للبقاء علي ارض الواقع . والخطوة الكبيرة التي خطتها الإمارات، بحُسن الحساب، إنما تحتاج أن تُستكمل بالحساب نفسه.
* اسرائيل والقضية الفلسطينيه وثمن السلام العادل في المنطقه :-
تتحدث إسرائيل عن أنها تأمل بإقامة علاقات دبلوماسية مع البحرين وعُمان، ويحسن أن نعرف ما هو الثمن؟ وما الذي يجعلها علاقات جديرة بالدفاع عنها؟ وما الذي يمكن أن تُسديه من خدمات لقضية السلام؟ وكيف يمكن لها أن تكون خطوة في الطريق إلى حل دائم، شامل وعادل؟
إسرائيل تعلن انها تريد السلام . سوف نصدق ذلك فرضا بالحسابات الواقعية الحقيقيه ، بل وسوف نواصل الاعتقاد بأنها بحاجة ماسة له، وأن لديها من الأزمات ما لا يمكن حله إلا من خلال تسوية عادلة، ترضي الفلسطينيين في النهاية قبل أن ترضي غيرهم. وأن سياساتها القائمة على التهديد لم تعد تجدي نفعا. وإنها لا تستطيع أن تجعل من السلام بضاعة مضادة بحيث نطلبه نحن ، لأننا بتنا أقدر على حفظه لأنفسنا بما نملك وما نقدر عليه باستخدام العقل والدراسة , لا بأس. يمكن التعايش مع الفكرة., ونحن أقدر وأبقى من إسرائيل على القبول بها.
مما تقدم في هذا العرض حتما أن للسلام ثمنا يتعين أن يُدفع . وأن القبول بإسرائيل ليس غراما ولا عشقا سريا، بل توازنات مصالح عامة وخاصة في آن معا وامر واقع . وهذا مما لا يمكن التعامل معه بانفعالات ولا بشعارات ولا بغضب، والبقاء للعقل .