إن للقومية العربية معنى أكبر من أن يفهمه الكارهون والأعداء، ومغزى أجمل وأسمى وأرقى من أى مزايدة من أحد مهما كان.
أتعجب من أمر بعض الناس، حيث أصبح كل من يريد أن يصير مشهورا، يقوم بالتجرؤ على «مصر»، حد الإساءة إليها وإلى شعبها العظيم، وبلغة «السوشيال ميديا» كما يقولون، أصبح كل من يريد أن يمتطى «التريند»!، يقوم بالإساءة إلى «مصر» العظيمة..
وأنا أقول لكل هؤلاء، ولكل من تسول له نفسه غير السوية، أن يذكر اسم «مصر» على لسانه، أن يتوضأ قبل ذكرها..
نعم قبل أن تذكروا اسم «مصر»، أرض الكنانة، توضأوا بماء الطهر والمحبة والسمو..
«تمضمضوا» بحبق الكلام، قبل أن تتحدثوا عن «مصر»، أرض الأنبياء ومهبط الأديان والرسل، بلد التاريخ والحضارات والفنون والآداب والإبداع..
إن الأصل فى الشعوب العربية هى الوحدة، فالتاريخ مشترك، والثقافة والتراث، واللغة والعادات والتقاليد والأديان، بل والمصير مشترك أيضا..
وما يحدث من حين لآخر، من إساءة من فرد هنا أو هناك، تبقى أحداث فردية لا يعتد به، ولكن أيضا فى الوقت نفسه، لن نسكت عنها، بل ونتصدى لها وبقوة.
«مصر» ليست مطيتكم للشهرة على حسابها، ولن تكون، وقبل أن تتحدثوا عن «مصر»، أو تذكروا اسمها على ألسنتكم، اقرأوا التاريخ جيدا، وتعلموا منه، ما هى «مصر» وما هى حضارتها وما تاريخها وما عظمتها، وما قيمتها ودورها وتأثيرها فى العالم العربى والعالم والإنسانية جمعاء..
تبدو شهادتى «مجروحة» فى «مصر»، لأننى أكتب عن وطنى الثانى، وأنا التى عشت فيها حوالى عقدين من الزمن، لأسباب خاصة وثقافية وعلمية ومعرفية، كانت أجمل سنوات عمرى وعشرتى الطيبة، ويشهد الله أننى ما شعرت يوما بغربة فيها، ومازلت أعيش بقلبين، قلب بمصر وطنى الثانى، علنى أعود إليه يوما، وقلب بوطنى الأول مسقط الرأس..
وما أصعب أن تعيش بين عشقين: عشق لوطن تسكنه، وآخر يسكنك!
ولم أستطع ولن أستطيع، الإفلات من هذا الشعور ما حييت، لأنه شعور صادق نابع من القلب المحب، محبة منزهة عن أى مصلحة أو مجاملة.
وأقول فى الأخير: «إن كنت عربيًا ولا تحب مصر فابحث لنفسك عن قومية أخرى».