د. بهي الدين مرسى: تأملاية: عندما تفكر الخصية، وينتصب العقل ...

د. بهي الدين مرسى: تأملاية: عندما تفكر الخصية، وينتصب العقل ...
د. بهي الدين مرسى: تأملاية: عندما تفكر الخصية، وينتصب العقل ...

بداية، لا مساحة للهزل في هذا المقال، فانا أحدثك بلغة الطب من واقع رصيدي الأكاديمي.

لندخل في الموضوع، ودعنى اذكرك بموقف تتعرض له تكرارا وانت تتسوق في السوبرماركت عندما تصادف شابا يسوق لمنتج غذائي وتراه يغرس شوكة (خلة الاسنان) في قطعة جبن او قطعة لحم مشوي ليذيقك المنتج الذى يروج له.

حضرتك تتناول القطعة وتأكلها وينتهي الأمر في فمك، فلا لعاب يتم افرازه استعدادا للمزيد، ولا انقباض بالمعدة لتحضير عصارة هاضمة، ولا افراز بالبنكرياس تحسبا للمزيد من العينات، فجهازك الهضمي لم يتلق اوامر عليا بالتحسب لوجبة، فترى استجابة الجهاز الهضمي صامتة، وهي استجابة مختلفة عن تلك التي يعلنها عندما تجلس في محل الكبابجي ويصلك طبق المشويات.

في مطعم المشويات يعلن الجهاز الهضمي حالة الطوارئ، فتصدر الاوامر لهرمون الشبع بالانزواء لأن الوجبة قيّمة حتى وانت كنت غير جائع، وتصدر أوامر اخرى للغدد اللعابية بافراز لتر من اللعاب لزوم المضغ والزلط والهضم، واوامر اخري للمعدة بتفريغ محتواها القديم من فول الصباح، وحتى القولون يشارك بحصة لا بأس بها في ازالة "الاشغالات" تحسبا للتشريفة الجديدة.

نفس الفسيولوجيا تحدث عندما ينظر الشخص الى الجنس الآخر نظرة عابرة. ولكن دعني اركز على النظرة الذكورية للنساء لان مقوماتها مختلفة عن نظرة النسوة للذكور.

عندما ينظر الذكر لوجه او قوام انثوي وهو يعلم ان هذه النظرة هي نظرة عابرة ولن تنتهي بعلاقة جنسية، عندئذ يقف التواصل عند هذه المرحلة وهي مرحلة "التذوق البصري" ولا تصدر اوامر من مراكز المخ باستدعاء الوظائف التناسلية ولا اي من المكونات الهرمونية او الكيميائية، فليس هناك انتصاب، ولا اشتهاء ولا استعداد حسّي.

ما يشكل هذه المنظومة الرائعة ويفرق بين الاستجابة العابرة والاستجابة الفعّالة هو العقل.

هذه الملكة (بفتح الميم واللام) غائبة عند الذكوري المتغني بالنصف السفلي للبدن، والرطب لسانه بذكر النكاح وحديث العورة.

هذا الشبق الجنسي غير المرشد عند شيوخ المناكحة اقرب ما يكون للتناسل الغريزي عند الحيوان، وهو تناسل يحده موسمية التزاوج في الحيوان والا هلك، ولكنه غير مكبوح في شيخ المناكحة فهلك انسانيا وغاب ملمحه الانساني خلف شعر الابط والعانة واللحية.

 

 

د. بهي الدين مرسي