عزيزي القارئ، لا سلام ولا أمان مع من يقتل جنودنا ويحرق ويفجر منشآتنا، ويتعاون مع ألد أعداءنا ضدنا، هؤلاء هم "الإخوانالمتأسلمون" ولن أكتب "الإخوان المسلمون"؛ لأن الإسلام منهم ومن جرائمهم برئ.. برئ.. برئ، إذ لابد من توضيح وشرح وفضح نواياهم وأهدافهم وخططهم، وحتى شعارهم ومسماهم، لأن ما يحدث الآن من غدر وإزهاق أرواح لشهداءنا الأبرار بقواتنا المسلحة في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها العالم أجمع، أصبح أمرا يستوجب منا جميعا وقفة حاسمة وحازمة مع أصحاب هذا الفكر الشاذ.
أعلم أن المؤامرة على المنطقة العربية بشكل عام، ومصرنا الحبيبة بشكل خاص، أكبر وأقدم مما كان يتوقعه مثلي، مؤامرة خبيثة تستهدف جيشنا وشرطتنا على وجه التحديد؛ تماشيا مع ما سبق وفعله الحاكم العسكري الأمريكي "بريمر" في العراق الشقيق بعدما دنست أقدام الاحتلال القذرة أرض الرافدين.
السيناريو الذي طبقه الأمريكان والأوربيين في العراق، ومن قبله أفغانستان، ثم السودان وليبيا واليمن وسوريا، وقف عند مصر؛ لأن مصر لها جيشها القوي الذي يحميها من هذه المؤامرات، ولأن هذه القوة الحاقدة مجتمعة لم تستطع النيل من قواتنا المسلحة طوال هذه الفترة، فصبوا جام غضبهم علي أبطاله عن طريق عملائهم وعبيدهم داخل مصر وخارجها.
لذا أقترح إعادة البحث في التركيبة النفسية والوطنية والعقائدية لعناصر التأسلم السياسي الذين يعيشون بيننا ويأكلون أكلنا ويشربون مياهنا وينعمون بخيراتنا ويستظلون بحمايتنا، ورغم ذلك يضمرون لنا الشر على مدار الساعة، ويمدون أعداءنا بكل المعلومات التي تضر بمصالحنا داخليا وخارجيا.
لذا يُخطئ من يظن أن إخوان حسن الساعاتي، و سيد قطب سيتخلون عن الوصول لهدفهم بكل الطرق "القذرة" يوما ما، ومن يشك فيما ذهبت إليه، فعليه بتفسير معني "الشعار" أو "اللوغو" الخاص بجماعتهم، فأيّ "شعار" – بحسب الخبراء المتخصصين في مثل هذه الأمور - لابد وأن يحمل معنى؛ تحرص مؤسسته عليه في وجودها، كما في سياساتها وآمالها، وكذلك في تاريخها أحياناً، فمعلوم أن "الشّعار"، مثل العَلَم، أي أنه رمز تتخذه المنظّمة - محليّة أم وطنيّة أم دوليّة - ليكون إشارة بصريّة تُلخّص اسمها وأهمّ أهدافها، والأصل في "الشّعار" اليوم، أن يكون لجماعة من الجماعات؛ اجتمعت على هدف واحد، وإن شهدت بعضُ الضّرورات ممارسات فرديّة.
وقد يكون المعنى تاريخاً أو جغرافيا، كما في العلم البريطاني الذي يشير إلى الوحدة بين: بريطانيا العظمى، وشمال إيرلندا، والعلم الأميركي الذي تشير خطوطه الحمراء الثلاثة عشر إلى: عدد المستعمرات البريطانية التي استقلّت عن بريطانيا، وعدد النجوم الذي يماثل عدد الولايات المتحدة في طبعتها الأخيرة، كما قد يكون المعنى توجّهاً وهدفاً كمثل "شعار" الأمم المتحدة الذي يضمّ خريطة للعالم، يحتضنها غصنان أو سنبلتان إشارة إلى السّلم الدّوليّ الذي سترعاه المنظّمة.
أما إذا كان "الشّعار" أيديولوجياً، فلا بدّ أن يعكس إلى أكبر درجة من الدقّة والرّمزيّة الفكرة المحوريّة التي تقوم عليها الجماعة؛ مؤسَّسةً أكانت أم أفراداً يعلنون عن ولاء معيّن، ومثال ذلك "شعار" الحزب الشيوعيّ في العالم، الذي لا يكون "شعاراً" للشيوعيّة دون أن يحتوي على اللون الأحمر - المأخوذ من "شعار" المقاومة في الثورة الفرنسيّة - وعلى رسم لمنجل - رمز العمال في الزّراعة - ومطرقة - رمز العمال في الصّناعة - في حالة عناق، وبذلك يُلخّص "شعارُ" الشيوعيّة هذا هدفها في تحرير الإنسان وتمجيد الحياة!!!
أما "شعار" جماعة "الإخوان المسلمين" أو علَمُهم، فهو دائرة خضراء اللون في أعلاها المصحف الشريف، وتحته سيفان متعانقان، وتحتهما عبارة "وأعدّوا" التي تبدأ بها الآية الكريمة: "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ".. (سورة الأنفال.. الآية 60)، وبعيدا عن التفسير الشائع على ألسنة المتخصصين في الحركات المتأسلمة بأن اللون الأخضر من علم المملكة العربية السعودية بعد كثُرة زيارات مؤسس جماعة "الإخوان المسلمين" إلى الحجاز، واطّلاعه على الحركة الوهّابية.
ولتفادي الخلط بين تفسيرات الباحثين والمحللين والمتابعين لسلوكيات "الإخوان" وسبب تّسمية (مؤسس الجماعة) بهذا الاسم؛ وأن التسمية قد أتت من حركة تأسّست في الجزيرة العربية العام 1911 تُدعى "الإخوان" أو "إخوان من طاع الله"، وهم مجموعة من البدو هجروا حياة البادية، وكانوا الجيش الأساسيّ للملك عبد العزيز آل سعود أثناء حروبه لتوحيد المملكة، يجب أن نطرح السؤال التالي ونعقبه بتفسير عقلاني:
-إذا كان سيف المملكة، ومن قبلهم سيف إخوان من طاع الله، أُريد به أن يكون دليل قوّة وعدل - كما جاء في أدبيات السّعودية وتاريخها - فإنّ سيفيْ "الإخوان المسلمين"، إنما هما سيفا اقتتال وقتل، فلا يكونُ سيفان في "شعار" أو "رمز" إلا ليعنيا التحاماً في قتال، وخصوصاً أنّهما مدعومان بعبارة "وأعدوا" التي توجزُ بقية الآية.
ومما يؤيّد أنّ "الشّعار الإخوانيّ" ليس سوى دعوة للعنف والقتال، أدبيات كثيرة في كلام حسن البنا - مؤسس هذه الجماعة - ومن تلاه مثل قولهم: "الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا"، فالجهاد إذن، هو سبيلهم إلى تحقيق الأهداف السياسيّة، وإلا فما الهدف من إنشاء التّنظيم الخاص؟؟!!.. وهو فرقة عسكريّة من داخل الجماعة تسعى إلى الاغتيالات؟؟!!
ومن العجيب أنّ عناصر هذا التنظيم لم يسعوا في أيّ واقعة سجّلها التّاريخ إلى قتال الإنجليز المستعمرين، بل اقتصرت أعمالُهم على تفجيرات وحرائق واغتيال شخصيات مصرية ليست على وئامٍ معهم، وبذا نأتي إلى الجوهر الحقيقيّ لهذه الحركة الساعية إلى السّلطة بالعنف وبالعنف وحده، لكل ذلك نسأل:
-هل كان من قبيل المصادفة أيضاً أن يأتي "شعار" الإخوان المسلمين مماثلا للتشكيل الهندسي لـ "شعار الماسونيين" – كما جاء في مذكرات، وكتب بعض الإخوان القدامى - حيث ينتمي كل من "الشعارين" في تشكيل هندسي يسمى بـ "الخاموس"، أي وجود خمس نقط يتصل بعضها بالبعض، أربع نقاط منها في أطراف السيفين المتقاطعين والنقطة الخامسة في المراكز حيث المصحف، راجع كتاب (الاسرار الخفية لجماعة الاخوان المسلمين) .. الناشر دار نهضة مصر ص 227.
-وهل من المصادفة أن يستخدم حسن البنا في رسائله المنشورة إلى أتباعه تعبيراً ماسونياً خالصاً، وهو تعبير "الأستاذية"، والذي يُطلق على أعلى الدرجات في الماسونية ، حيث أورد في "رسالة التعليم" تعبيراً غريباً هو "أستاذية العالم"، وهو تعبير مأخوذ عن الماسونية، ولا تعرفه اللغة العربية، ولا الكتابة السياسية؛ فنجده يدعو إلى: "تحقيق أستاذية العالم بنشر الاسلام في ربوعه"!!!
محور آخر عن اللغز المُحير لمُسمي " الإخوان المسلمين".. وليس "إخوان مسلمين"، حيث يستخدم الناس كلمتي "الأخوان المسلمين" منذ فترة طويلة دون عناء البحث من صحة أو خطأ هذه التسمية، يقول المولى عز وجل : " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ.. (سورة الحجرات...الآية رقم 10 ).. وفى سورة الاسراء، يقول الله هز وجل:" إن المبذرين كانوا إخوانا للشياطين".. ولم يقل الحق عز وجل كلمة "إخوة الشياطين"، وكأن هذا هو دافعىفى البحث عن السر فى استخدام كلمتي "إخوة، وإخوان"
-وبالرجوع الى اللغة، سنجد أن كلمة "أخ" تجمع على "أخوة" و"إخوان".. و"الإخوة" تطلق على إخوة الدم والعصب، و"إخوان" تطلق على الأصدقاء والمتماثلين أو المتشابهين، وبالرجوع إلى التفسير، نجد أن الله عز وجل قد عبر بكلمة "إخوة" لأن "إخوة الدين" تعلو على "إخوة الدم"، إذ وجدنا من يقتل أخاه بسبب اختلاف الدين، وأيضا لا يرث الكافر المسلم، وهكذا رغم أنهم إخوة، لذلك عبر الله سبحانه وتعالى بما يفيد القوة فى الرابطة، وجعلها كرابطة الدم أو أشد، كما عبر بلفظ "إخوان" فى قوله: "إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا".. (سورة الإسراء .. الآية 27).. لان المبذرين ليسوا شياطين، ولا من جنس الشياطين، وإنما هم مثلهم فى فعلهم، ويتشبهون بهم.
-لذا فاستخدام كلمتي "الإخوان المسلمون" لها دلالة عند مؤسس الجماعة وكهنة معبده، ولو كانت نية المؤسس واضحة وسليمة، لسمى جماعته "الاخوة المسلمين"، وعلى هذا فكلمة "الإخوان المسلمين" غير صحيحة، وانما صحتها "الأخوة المسلمون".