هدية «عيد القيامة»، إجمالى تقنين وتوفيق أوضاع كنائس المحروسة سجل عدد 1568 كنيسة ومبنى على مستوى الجمهورية منذ (مايو 2018 حتى إبريل 2020).. تهنئة معتبرة ومقدرة. (من بيان على الصفحة الرسمية لمجلس الوزراء الصادر من المركز الإعلامى لرئاسة مجلس الوزراء).
تحت وطأة «الوباء» لا تتأخر الحكومة عن واجبها المقرر بالقانون، المدعوم بإرادة سياسية معتبرة، إخوتنا فى القلب، قلوبنا جميعا، وقلب وعقل (رئيس) لا يفرق بين مسجد وكنيسة ومعبد، بيوت الله، يذكر فيها اسمه، مصداقا لقوله تعالى: «وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِى عَزِيزٌ» (الحج- 40).
منيتى أن ننهض بما تبقى من أوضاع الكنائس، تستوجب توفيقا، هذا ملف رعايته واجب مستوجب، ودعاء من القلب أن يوفق ولاة أمورنا فى النهوض بأعباء هذا الملف الذى لطالما قلقل راحة إخوتنا، وتولاه رئيس يعرف الله حق قدره، ولسان حاله قرآنيا، «إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِى إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ» (هود- 88).
«وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ» غبطة إخوتنا بما تقدم تحفزنا إلى مزيد من قرارات التوفيق، لبلسمة نفوس طيبة تاقت إلى حق العبادة، خالصا لوجه الله، ليس منة من أحد ولا فضل، بل حق مستحق فى وطن حرية العبادة مكفولة بالقانون.
توفيق أوضاع الكنائس على هذا النحو يغلق باب الفتنة الذى تهب منه رياح خبيثة بفعل فاعل، هناك فى القرى فى بطن الجبل من ينفخ أوار النار، يروم فتنة، وقودها الناس والحجارة، والحمد لله الذى قيد لنا رجالا يقفون على ثغور هذا الوطن، متيقظين للفتن ما ظهر منها وما بطن.
قانون بناء الكنائس الذى لم يرض نفرًا طامحاً إلى قانون موحد لبناء دور العبادة، حرك المياه الساكنة فى البحيرة الآسنة، كل قرار تصدره لجنة رئيس الوزراء الموقرة فى هذا الملف نقلة نوعية بإرادة سياسية، ما تحققت إلا بإيمان وعزم على إنصاف من ظلمهم من لا يفقهون حكم بناء وإعمار الكنائس فى بلاد الإسلام، وفى هذا اجتهد العلماء الثقات، فوضعوها فى منزلة بناء وإعمار المساجد، واستوجبوها على حكام وعموم الموحدين.
نحِّ جانباً الأحكام الفقهية المستوردة من بلاد لا تعرف محبة بلادنا، ولم يفقهوا فقه الإمام المصرى المجدد «الليث بن سعد»، تمعن يا مؤمن فى قوله رضى الله عنه: «إن الكنائس حادثة فى الإسلام- أى بُنيت فى عهد المسلمين فى مصر- وإنها من عمارة الأرض»، من عمارة الأرض، «وَلَا تُفْسِدُوا فِى الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا» (الأعراف- 56).
بارك الله أرض مصر، دعاء بالبركة وزوال الغمة وعودة الحياة، بركة تعقبها غبطة وفرح وسرور، ولا تجزعوا ولا تقنطوا، لقد بشركم المسيح عليه السلام بالبركة، قَائِلًا: «مُبَارَكٌ شَعْبِى مِصْرُ..».