وأكدت عبد الدايم، فى بيان صادر عن الوزارة، أن الفضل يعود لمجهودات دار الكتب والوثائق القومية التى تمكنت من استعادة الجزء السادس عشر من المخطوط.
الدكتور هشام عزمي رئيس دار الكتب يتسلم المخطوطة
وذكر عزمى أن صالة المزادات استجابت للطلب المصرى المدعم بالمستندات والوثائق، وشمل ملفا موثقا كاملا وصور من الفهارس والسجلات التى تؤكد ملكية دار الكتب المصرية للمخطوط.
وأضاف أنه بعد جهود مكثفة تخللتها مفاوضات مباشرة، استمرت لمدة شهر ونصف، نجحت دار الكتب فى إقناع كل من صالة المزادات والحائز بأحقيتها فى تسلم المخطوط الذى تمت إعادة تسجيله ضمن مقتنيات الدار التاريخية.
ويضم المخطوط 30 ورقة ومسطرته 7 أسطر مكتوبة بخط النسخ العربى، ومذهب من أوله ومجدول بإطار من الذهب، وتم تسجيله بدار الكتب المصرية فى نوفمبر من العام 1884، بعد أن كان حتى ذلك التاريخ فى مدرسة السلطان قنصوة الغورى.
وذكرت الوزارة أنها نجحت خلال الفترة من أبريل 2018 إلى نوفمبر 2019 فى استعادة 3 مخطوطات عرضت للبيع في صالات مزادات بمدينة لندن هى: مخطوط الكافيجى "المختصر فى علم التاريخ"، والجزأين الرابع والسادس عشر من ربعة قنصوه الغورى القرآنية، وذلك من خلال التفاوض المباشر، إضافة إلى أطلس سيديد لمحمود رائف أفندى الذى عُرض للبيع في ألمانيا وسلمه وزير الخارجية الألمانى إلى وزير الثقافة المصرى أثناء زيارته الأخيرة إلى القاهرة.
صفحاته فى حالة ممتازة وتحتفظ بلونها اللامع
على الرغم من أن هذا المخطوط القرآنى الضخم يرجع لأكثر من 500 عام، إلا أن صفحاته فى حالة ممتازة وتحتفظ بلونها اللامع"، حيث كان ضمن مجموعة خاصة منذ عام 1982"، وأكد خبير مخطوطات الدار وفقا لتصريحات سابقة أنه "لم يتم طرح أى شىء مشابه لذلك فى السوق خلال الثلاثين عامًا الماضية".
ووفقًا لويليام روبنسون، المدير الدولى للفن الإسلامى فى كريستيز بلندن، وقت أن كان معروضة للبيع أن هناك أكثر من عامل أساسى يجعل هذا المخطوط القرآنى غير عادى، الأول يكمن فى الأصل الملكى، حيث قال: "من النقش على الصفحة الأمامية المضاءة على صفحتين، نعلم أن هذا المصحف المملوكى صنع لسلطان الملك الأشرف سيف الدين قايتباى، الذى حكم من 1468 إلى 1496".
مخطوطة القرآن المملوكى بهذا الحجم نادرة للغاية
واستخدم خط الثلث بشكل مذهب، وهو خط إسلامى أنيق، على غلاف بلون اللازورد، ويوضح المتخصص: "من غير المعتاد بالنسبة للقرآن الذى يعود إلى هذه الفترة أن يكتمل بصفحاته الأمامية والخلفية الأصلية وغير المضطربة، وكذلك اسم وتاريخ الكاتب"، مشيرا إلى أن مخطوطة القرآن المملوكى بهذا الحجم نادرة للغاية، وهذا هو السبب الذى يجعله تحظى بالكثير من الاهتمام عندما يأتون إلى السوق.
العامل الثانى هو حجم الورقة، التى تبلغ مساحتها 68 سم × 45،5 سم (26¾ × 18 بوصة)، وهذا يعادل تقريباً حجم الورق البغدادى الذى تم تطويره فى مدينة بغداد والذى تم تبنيه فى جميع أنحاء العالم الإسلامى فى العصور الوسطى، وبالنسبة لروبنسون، فإن حجمه الكبير يشير إلى أنه وهب بالفعل لأحد مؤسسات قايتباى، ولم يبع إلا بعد ذلك إلى "جامع مخطوطات".
وأضاف: على الرغم من أن هذا المخطوط الضخم يرجع إلى أكثر من 500 عام إلا أنه خالٍ من اثنين من أفظع ويلات الكتب القديمة فى العالم الإسلامى "الحشرات والرطوبة".
يذكر أن مثل هذه المخطوطات تم تهريبها من مصر بطريق غير مشروعة منذ قرون، وليس فى العصر الحديث.
رحلة مفاوضات المخطوطات السابقة
واستعادت مصر العام الماضى مخطوطة هامة من ذات الفترة وانتهت المفاوضات التى بدات 11 أكتوبر 2018، وتم توجيه المراسلات المدعومة بالوثائق والمستندات الدالة على ملكية دار الكتب المصرية إلى صالة المزاد سوثبى، لمطالبتها بوقف بيع المخطوط.
جدير بالذكر أن المخطوط عبارة عن ربعة قرآنية تعود ملكيتها لقنصوه الغورى آخر حكام المماليك قبل الغزو العثمانى لمصر، والمخطوط مثبت في سجلات دار الكتب المصرية بتاريخ 1884، وكان آخر ظهور له في سجلات دار الكتب فى نهاية القرن التاسع عشر وبالتحديد فى عام 1892.
وبعد مفاوضات جادة ومطولة، وافقت صالة مزادات سوثبى وحائز المخطوط على إعادته إلى دار الكتب المصرية بعد أن اثبت الأخيرة بما لا يدع مجالاً للشك ملكيتها وأحقيتها فى استعادته، وهو ما قال عنه وقتها رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، إنجازاً غير مسبوق، حيثُ يعدُ المخطوط الثانى الذى تتم استعادته على التوالى إلى مصر خلال 4 أشهر.
وحرصت وزارة الثقافة على تكريم صالة المزادات سوثبى نتيجة لاستجابتها وتعاونها المخلص فى سبيل استعادة المخطوط بإهدائها درع دار الكتب والوثائق القومية وكذا شهادة تقدير على ورق من البردى تقديرًا لتعاونهم المثمر.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع