خطاب"عون" لم يرو ظمأ اللبنانيين.. المظاهرات تدخل يومها التاسع وسط مطالب برحيل رموز السلطة وتشكيل حكومة إنقاذ.. الجيش يغلق الطرق المؤدية إلى القصر الرئاسى.. الحزب الاشتراكى يطرح مبادرة والحريرى يرحب بدعوة "عون"

من الواضح أن حديث الرئيس اللبنانى ميشال عون إلى الشعب اللبنانى والورقة الإصلاحية التى طرحها رئيس الوزراء سعد الحريرى لم تو ظمأ اللبنانيين، فمازالت الساحة اللبنانية تشهد توترا وتوقعات بحل الحكومة مع دخول المظاهرات يومها التاسع ، مازال متظاهرو بيروت يصرون على رحيل رموز السلطة و  إقالة الحكومة والإتيان بحكومة إنقاذ .

ومن جانبه أغلق الجيش اللبناني الطرق المؤدية إلى القصر الرئاسي بعد دعوات للتظاهر هناك.

 

مبادرة لإجراء انتخابات

قد أعلن الحزب التقدمى الاشتراكى فى لبنان، عن طرح "مبادرة إنقاذية" لإخراج البلاد من الأزمة الراهنة التى تشهدها البلاد، قوامها تغيير الأداء السياسى وتغيير الحكومة وإجراء انتخابات نيابية مبكرة، فى ما اعتبر التيار الوطنى الحر أن هناك قوى داخلية وخارجية تستغل غضبة اللبنانيين لضرب الاستقرار ونشر الفوضى وإضعاف الحكم.

 

e42052ba-120c-4cd3-a1e3-463251427201_16x9_1200x676
 

ويشهد لبنان منذ مساء الخميس قبل الماضى سلسلة من التظاهرات والاحتجاجات الشعبية العارمة فى عموم البلاد، اعتراضا على التراجع الشديد فى مستوى المعيشة والأوضاع المالية والاقتصادية، والتدهور البالغ الذى أصاب الخدمات التى تقدمها الدولة لاسيما على صعيد قطاعات الكهرباء والمياه والنفايات والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي.

وقام وفد من الحزب التقدمى الاشتراكى برئاسة الزعيم السياسى الدرزى وليد جنبلاط، بطرح مبادرته على رئيس الحكومة سعد الحريرى ورئيس مجلس النواب نبيه برى وقيادة حزب الله.

وتتضمن مبادرة "الاشتراكي" 6 بنود تتمثل فى تحمل المسئولية من قبل الجميع واتخاذ قرار يحدث صدمة إيجابية حقيقية، باعتبار أن الحل هو سياسى وليس تقنيا فقط، والأخذ بمطالب المتظاهرين المحقة، والقيام بإجراءات إصلاحية حقيقية بعيدا عن الكيدية السياسية والشعبوية.

كما تتضمن المبادرة أن يتم تغيير الأداء السياسى المعتمد من قبل السلطة الحاكمة منذ 3 سنوات وحتى الآن، وإجراء تغيير حكومى شامل بعد الاتفاق على حكومة جديدة منعا لحدوث فراغ، أو إجراء تعديل حكومى فى الأسماء والحقائب يطال الوزارات التى "تحوم حولها شبهات" بحسب ما ورد فى المبادرة، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة بعد الاتفاق على قانون انتخابى متوازن.

4ca311b160.jpg

من جانبه، أكد التيار الوطنى الحر أن القضية التى يحملها المتظاهرون فى الميادين والشوارع هى قضيتهم، محذرا من وجود "قوى داخلية وخارجية تقاطعت مصالحها واستغلت نقمة اللبنانيين لضرب الاستقرار ونشر الفوضى وإضعاف الحكم".. مشددا على أنه لن يتم السماح بهذا الأمر أو القبول به.

وأضاف التيار الوطنى الحر عقب اجتماع مكتبه السياسى برئاسة وزير الخارجية رئيس التيار جبران باسيل: "بقدر تأييدنا للمطالب الشعبية المحقة سنكون صارمين فى مواجهة المخربين، ونؤكد على ثبات موقفنا وصمودنا وسنواصل منع تخريب الوطن من خلال فضح المتآمرين ومكافحة الفاسدين".

 

ترحيب الحريرى

ومن جانبه رحب رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري أمس الخميس بدعوة الرئيس ميشال عون لإعادة النظر في الواقع الحكومي الحالي وسط احتجاجات تطالب باستقالة الحكومة.

وقال على تويتر: "اتصلت برئيس الجمهورية، ورحّبت بدعوته إلى ضرورة إعادة النظر بالواقع الحكومي الحالي، من خلال الآليات الدستورية المعمول بها.

680e292905.jpg

ومن جانبه قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، إن الأكثرية الوزارية الحالية في لبنان ميئوس منها، واعتبر فى تصريحات لقناة العربية، أن نزول المتظاهرين فى مناطق حزب الله "بطولة".

كان أمين الجميل الرئيس اللبنانى الأسبق، قال إن المطالب الأساسية فى لبنان هى استقالة الحكومة وتشكيل أخرى جديدة تكافح الفساد، موضحا أن هناك إدارة سيئة والفساد تفشى ووصل إلى مستوى غير مسبوق في لبنان.

 

خطاب "عون"

وكان الرئيس اللبنانى ميشال عون قد أدلى بخطاب أمس أكد خلاله أن المشهد الراهن يؤكد أن الشعب اللبنانى هو شعب حى، قادر على الانتفاض، والتغيير، وإيصال صوته، مشيرا إلى أن الطائفية حطمت لبنان ونخرها الفساد حتى العظم بعد ترك اللبنانيين من أوصلوا البلاد إلى الهاوية دون محاسبة.

وشدد عون في خطاب إلى المعتصمين في الشوارع على ضرورة استعادة الأموال المنهوبة، مشيراً إلى أنه تقدم بقانون لاستعادتها، وقال :"كل من سرق المال العام يجب أن يحاسب، لكن من المهم ألا تدافع طائفته عنه بشكل أعمى"، داعياً إلى كشف كل حسابات المسؤولين لكى يحاسب عليها القضاء.

وأكد رئيس الجمهورية اللبنانية أن الورقة الإصلاحية التي أقرت ستكون الخطوة الأولى لإنقاذ لبنان وابعاد شبح الانهيار المالي والاقتصادي عنه، موضحا أن الورقة الإصلاحية هى الإنجاز الأول للبنانيين شريطة أن تواكب بمجموعة تشريعات لأن مكافحة الفساد الحقيقية تكون عبر قوانين وبالتطبيق الصارم للقانون، وليس بالشعارات والمزايدات والحملات الانتخابية.

ac60ffbca8.jpg

وأشار الرئيس عون إلى وجود مجموعة من اقتراحات القوانين في مجلس النواب اللبنانى متعلقة بإنشاء محكمة خاصة بالجرائم المتعلقة بالمال العام، وباسترداد الدولة للأموال المنهوبة، وبرفع السرية المصرفية عن الرؤساء والوزراء والنواب وموظفي الفئة الأولى الحاليين والسابقين، وبرفع الحصانات عن الوزراء والنواب الحاليين والسابقين وكل من يتعاطى المال العام، داعيا الناس إلى رفع أصواتهم ومطالبة النواب بالتصويت عليها، حي يصبح كل المسؤولين عرضة للمساءلة والمحاسبة القانونية.

وأكد رئيس الجمهورية اللبنانية أنه بات من الضرورى إعادة النظر بالواقع الحكومي الحالي، كي تتمكن السلطة التنفيذية من متابعة مسؤولياتها.

ودعا اللبنانيين جميعاً كى يكونوا المراقبين لتنفيذ الاصلاحات، وقال :"الساحات مفتوحة دائماً أمامكم، في حال حصل أي تأخير او مماطلة. وأنا من موقعي، سأكون الضمانة وسأبذل جهدي لتحقيق الإصلاح".

ولفت الرئيس عون إلى أن تغيير النظام لا يتم في الساحات بل من خلال المؤسسات الدستورية، مؤكدا للمعتصمين والمتظاهرين أنه على استعداد للقاء بممثلين عنهم للاستماع إلى مطالبهم، وفتح حوار بناء يوصل الى نتيجة عملية وتحديد الخيارات التي توصل اللبنانيين إلى أفضل النتائج.

وأشار رئيس لبنان إلى أنه أقسم  اليمين في اليوم الأول لتحمل مسؤولياته كرئيس للجمهورية للمحافظة على لبنان، مؤكدا التزامه بمحاربة الفساد بشراسة.

وأكد الرئيس اللبناني أنه يطمح للتخلص من الذهنية الطائفية التي حكمت لبنان منذ وجوده، وهى أساس كل مشاكله، للوصول إلى دولة مدنية يتساوى فيها المواطنون أمام القانون، وأن يصل كل صاحب كفاءة إلى المنصب الذى يستحقه، وتتحقق اللامركزية الإدارية التى تؤمن للبنانيين الخدمات بشكل أسرع، وتسهل المراقبة المحلية.

 

اشتباكات بين المتظاهرين وحزب الله

وقد شهد يوم أمس وقوع اشتباكات بين متظاهرين فى لبنان وأنصار حزب الله وسط بيروت، فيما حاولت قوات الأمن التهدئة وحماية المتظاهرين.


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع