تعرضت قوات الجيش الليبى لخيانة فى مدينة غريان غربى البلاد ما دفع القوات للإنسحاب من المدينة، وذلك بعد تواطؤ عناصر تتبع مليشيات مسلحة فى غريان مع قوات حكومة الوفاق الوطنى للسماح لفتح جبهة تسمح لمليشيات الوفاق بالسيطرة على المدينة.
وتعد غريان أحد أهم المدن التى تنطلق منها عمليات الجيش الوطنى الليبى لتحرير طرابلس، فضلا عن وجود غرفة العمليات الرئيسية فى المدينة والتى تتابع سير العمليات العسكرية، وتعد غريان مدينة استراتيجية تقع على بعد 100 كلم جنوب غرب طرابلس.
وقال مصدر عسكرى ليبى لـ"اليوم السابع" إن قوات الجيش تعرضت لخيانة من خلايا نائمة داخل المدينة ساعدت فى تسلل مليشيات الوفاق، لافتا إلى أن مليشيات تتبع قوات أسامة جويلى دخلت المدينة على تمام العاشرة صباح أمس الأربعاء، وذلك بدعم جوى لطائرات بدون طيار فى عدة مناطق بالمدينة.
وأكد المصدر العسكرى أن المليشيات المسلحة دخلت بأعداد كبيرة إلى قلب المدينة، لافتا إلى أن الجيش الوطنى الليبى يتواجد فى المدينة بعدد محدود من القوات لاعتماده على الحاضنة الاجتماعية بالمدينة، مشيرا إلى أن شخصية تنتمى لعملية "فجر ليبيا" ساهمت فى دخول مليشيات الوفاق بعد تلقيها أموال كبيرة خلال الأسابيع الأخيرة.
وأوضح المصدر الليبى أن التجهيزات الضخمة للمليشيات وطريقة دخولهم إلى المدينة تشير لوجود تنسيق بين أحد عناصر فجر ليبيا الذى أدعى انشقاقه عنهم، مؤكدا أن قوات الجيش تثق فى المكونات الاجتماعية الليبية فى المنطقة الغربية إلا أن الخلايا النائمة التى تنتمى لمليشيات محلية فى المدينة تقاضت أموالا مقابل خيانة الجيش الليبى، ومساعدة مليشيات الوفاق على فتح محور جديد فى غريان.
وأشار المصدر إلى أن انسحاب الجيش الليبى من غريان كان حفاظا على حياة المدنيين وعدم الاشتباك مع المليشيات داخل الأحياء السكنية، لافتا إلى احتشاد قوات عسكرية تتبع قوات الجيش على تخوم غريان لاستعادة المدينة خلال الساعات المقبلة.
واتهمت قيادات الجيش الليبى طائرات تركية باستهداف تمركزات القوات فى مدينة غريان، ما دفع قوات الجيش للانسحاب من بعض التمركزات فى المدينة حفاظا على حياة المدنيين فى المدينة.
وأعلنت غرفة عمليات المنطقة الغربية لتحرير طرابلس مدينة غريان منطقة عمليات عسكرية مغلقة حتى إشعار آخر، لافتة إلى أن قوات الجيش تعرضت لخيانة من خلال شراء ذمم خلايا نائمة داخل المدينة.
ويرجح مراقبون أن يتخذ الجيش الوطنى الليبى إجراءات احترازية خلال الفترة المقبلة داخل مدن المنطقة الغربية وتعزيز تمركزاته العسكرية داخل تلك المدن، وتطوير خطط الهجوم خلال الأسابيع القليلة الماضية واقتحام وسط العاصمة طرابلس.
فيما كشف مساعد قائد مجموعة عمليات المنطقة الغربية التابعة للجيش الليبى المبروك الغزوي، أن القوات المسلحة الليبية لا تمتهن سياسية العقاب الجماعي، لذلك رفضت أن تدك منطقة القواسم بالمدفعية الثقيلة أمس الأربعاء خلال الهجوم على غريان.
وقال الغزوي فى تصريحات لصحيفة لـ"المرصد" الليبية، الخميس، إن الخلايا النائمة في غريان منحوا الأمن والأمان وتجنبت القوات المسلحة الليبية اعتقالهم عندما دخلت المدينة، دون قطرة دم واحدة وفعلت المصالحة الوطنية معهم بناء على تعهدات أعيانهم وتوجيهات القائد العام للجيش الليبى، لافتا إلى أن قوات الجيش الليبى آثرت تغيير موقع غرفة العمليات والمغادرة تنفيذا للتعليمات في وقت كان يمكنها قصف منطقة القواسم بالمدفعية الثقيلة، مؤكدا أن هذه ليست أفعال الجيش ولا أخلاقه وأن الجيش لا يمتهن سياسة العقاب الجماعى.
بدوره أكد مدير إدارة التوجيه المعنوى مدير المركز الإعلامى لغرفة عمليات الكرامة التابعة للجيش الليبى العميد خالد المحجوب، أن قوات الجيش الليبى وضعت تكتيكات عسكرية والغرفة المكلفة وضعت كل الاحتمالات في الحسبان، وغريان ستتم معالجتها خلال الساعات المقبلة.
وأشار المحجوب إلى أن الجيش الليبى لن يترك مدينة غريان، لافتا إلى وجود عشرات الآلاف من الجنود والأسلحة والمعدات في محيط المنطقة بكاملها وسيتم التعامل مع المليشيات المسلحة.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع