الكتاب المتحرك سلاح التلميذ بمعرض الكتاب.. أحمد مدكور يصمم الكتيب السحرى بديلا عن الورقى "الحيوانات تجرى والطائرات تطير والأمطار تتساقط".. ويؤكد: أتمنى اعتراف المؤسسات التعليمية الرسمية به وتطبيقه على المقررات


كتب أحمد جودة – محمد فيصل

"مسرحة المناهج، التعليم بالغناء"، هى مصطلحات ومفردات باتت تطرح نفسها بقوة لتطبيقها على المقررات والمناهج الدراسية، وأصبحت أمرا ملحا على وزارة التربية والتعليم لتنفيذها فى الوقت الحالى تزامنا مع المتغيرات والتطور التكنولوجى، وشاهدنا بعض النماذج لتلك المحاولات بالفعل، ولكن هنا نقف أمام تجربة جديدة تعيد صياغة الكتب التعليمية، لتحارب التكنولوجيا وتقدم لـ"جيل الآى باد" كتاب بشكل جديد، كتاب تتحرك فيه الصور وتجرى داخله الحيوانات وتتساقط الأمطار، بعيدا عن التكنولوجيا التقليدية، ليقدم نموذجا تعليميا فريدا، باختراع مصرى 100%.

 

جانب من الكتاب
جانب من الكتاب

"الكتاب السحرى المتحرك"، تصميم للمهندس المصرى أحمد مدكور، وستخدم الخداع البصرى لتعليم الأطفال الحروف والكلمات العربية والإنجليزية والرسوم المتحركة بطريقة رائعة، فبداخله ستجد كل شىء يتحرك من رسومات وأشكال ثلاثية الأبعاد، بهدف التعليم وجذب الطلاب، ليعيد إحياء الكتاب الورقى الثابت الذى أصابه الجمود ولم يعد قادرا على إبهار الأطفال المحاطين بكافة عناصر الإبهار فى التكنولوجيا الحديثة.

 

طفل يقوم بالتجربة بنفسه
طفل يقوم بالتجربة بنفسه

"أنا مهندس كومبيوتر، عاشق للجرافيك والفوتوشوب، قمت بتصميم الكتاب، معتمدا على إطلاعى على بعض الكتب الترفيهية أثناء عملى بالخارج فى عدد من البلدان الأوروبية، وقررت البدء فى تصميم الكتاب السحرى المتحرك فى إطار تعليميى جديد".. بهذه الكلمات كشف أحمد مدكور عن ابتكاره الجديد للكتاب، الذى يأمل فى الاعتراف به من الجهات التعليمية الرسمية والتعاون معه لتطبيقيها ويتابع "أستهدف خاصة للأطفال الصغار فى مراحلهم العمرية الأولى، والذين أصيبوا بالهوس باستخدام الأجهزة الالكترونية الحديثة تقليدا لآبائهم وعدم إدراكهم خطورة هذه الأجهزة على أطفالهم".

 

الأطفال ينبهرون بالكتاب السحرى بمعرض الكتاب
الأطفال ينبهرون بالكتاب السحرى بمعرض الكتاب

ويضيف أحمد مدكور، إن الكتاب الورقى بات يفتقد عنصر الجذب فى الزمن الحالى، واستخدم فى تصميم الكتاب مجموعة صور أشبه بتركيب فيلم الكرتون، وذلك بتسلسل الصور المتحركة المتتابعة،  وبدأ باقتباس لقطة من الجسم المتحرك والعمل عليها من خلال برامج الجرافيك، ودمجها فى منظومة هندسية، بحيث تختفى صورة وتظهر صورة أخرى، مما يعطى إحساسا بالحركة، باستخدام شريحة أو قطعة بلاستيكية لهذا الغرض.

أطفال يستخدمون الكتاب بالمعرض
أطفال يستخدمون الكتاب بالمعرض

وأضاف خلال حديثه لـ«اليوم السابع»، أن الكتاب يستهدف الفئات العمرية من ثلاث سنوات حتى دخول الحضانة، حيث يعكف على تصميم كتاب للغة العربية للحروف الأبجدية مدعم بالصور المتحركة لأشكال النباتات والحيوانات المرادفة للحرف، بالإضافة إلى كتاب الأرقام الخاص بالعمليات الحسابية الخاص بجدول الجمع والطرح والضرب للأرقام مدعم أيضا بأشكال وصور متحركة مختلفة.

الكتاب السحرى
الكتاب السحرى

وتابع أن الكتاب يساهم فى مساعدة الأطفال المصابين بمرض التوحد خاصة أن مرضهم لا يساعدهم على الاستيعاب بالنسبة للصور الثابتة، وكذلك فهو مفيد للأطفال الذين يعانون فى صعوبة النطق والتخاطب، لافتا إلى أن هناك إدارات لمدارس الأطفال والحضانات أعربت عن انبهارها بالمشروع، بالإضافة إلى تواصل عدد من المؤسسات التعليمية بالخارج معه للحصول على الكتاب الذكى.

 

الأطفال ينجذبون للكتاب
الأطفال ينجذبون للكتاب

وحول خططه المستقبلية، أكد أنه يستعد لتصميم كتب خاصة بالتجارب العلمية والنظريات الفيزيائية، تتمثل فى نظريات علوم الطيران، لشرح تحرك الطائرة، التى توضح كيفية إقلاع الطائرة من النقطة الثابتة إلى الهواء الطلق، بالإضافة إلى بعض التجارب الكيميائية المختلفة التى تؤثر فى حياتنا، مشيرا إلى أنه تم عرض مشروعه على مسئولى قسم وزارة الطيران بمعرض الكتاب الماضى الذين أكدوا ترحيبهم بالفكرة ودراسة تبنيها، ولكن دون وجود استجابة حقيقية حتى الوقت الحالى.

 

الكتاب السحرى مشارك بمعرض الكتاب
الكتاب السحرى مشارك بمعرض الكتاب

وفيما يتعلق بالانتشار، أكد أحمد مدكور، أنه خلال 3 أعوام الماضية، حقق منذ بداية الطباعة نحو 20 ألف نسخة، وإقبالا كبيرا من أولياء الأمور خاصة خلال مشاركتهم بمعرض الكتاب، ومن المقرر المشاركة فى المعرض الجارى، مضيفا أن الهدف من المشروع تعليميى وليس ربحى، حيث لا يتجاوز ثمن الكتاب 10 جنيهات.

 

أطفال يقتنون الكتاب بالمعرض
أطفال يقتنون الكتاب بالمعرض

وأعرب عن سعادته لتفضيل بعض الأطفال اقتنائهم الكتاب عن شراء بعض الألعاب بالمعرض، وذلك بعد عرض أولياء أمورهم الاختيار بينهما، الأمر الذى يدفعه إلى الاستمرار فى تقديم الكتب النوعية المختلفة التى تساهم فى رفع الوعى والإدراك لدى الطفل الصغير.


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع