أحمد عبدالحافظ رئيس هيئة الأوقاف لـ"اليوم السابع":رأس مال الاوقاف أكثر من 550 مليار جنيه منها 6 مليارات أسهم بالبورصة.. الرئيس أعطانى إشارة البدء لتنمية "مال الله" والحفاظ عليه.. وأعرض عليه التطورات بعد شهر

أكد الدكتور أحمد عبدالحافظ، رئيس هيئة الأوقاف، أن الفترة المقبلة ستشهد تطورا كبيرا وتنمية شاملة لهيئة الأوقاف، حيث سيتم استثمار أموالها بشكل فعال يضمن تنميتها وزيادة العائد منها، وأوضح عبدالحافظ فى حوار لـ«اليوم السابع» أن الرئيس عبدالفتاح السيسى حريص على تنمية مال الوقف والحفاظ عليه وطلب خطة كاملة لتطوير هيئة الأوقاف خلال شهر، وقال عبدالحافظ، إن الهيئة بدأت بتدريب الموظفين على التعامل مع الوقف بصورة أكثر جدية، كما بدأت بعمل شراكات مع شركات وبنوك لإصلاح الهيئة وشركاتها.. وإلى نص الحوار:   

هل يمكن أن تعرض لنا تفاصيل لقائك مع الرئيس السيسى؟

- لقاء الرئيس السيسى أكبر دعاية لهيئة الأوقاف، خصوصا أن اللقاء جاء بحضور رئيس المخابرات والرقابة الإدارية، ووزير الأوقاف، وهو ما يؤكد الدعم الكامل من أعلى سلطة فى الدولة لتعظيم مال الوقف واستثماراته، حتى يعود النفع من هذه الاستثمارات على الوطن دون مساس بمال الوقف.

ما صحة ادعاء البعض أن الدولة ستضم مال الوقف إليها؟

- الدولة حينما كانت بعيدة عن الأوقاف منذ 50 أو 60 سنة ماضية كان هذا الوقف يسرق وينهب ويدار إدارة سيئة، كان يقال إن ذلك بسبب إهمال الدولة، وحينما تقترب منه الدولة لزيادته، وتنميته، وحسن إدارته لصالح الهدف المخصص له، يخرج البعض ويتهم الدولة بمحاولتها الاستيلاء على مال هى أكثر من يهتم به، ويحافظ عليه، فهل الدولة تريد الاستيلاء على أكبر مال يفيد الجميع؟

ماذا قال الرئيس عن مال الوقف وكيف ينظر إليه؟

- الرئيس قال عن مال الوقف «إنه مال اليتيم وإحنا أحرص عليه من أى أحد، وكل إللى هيحصل إنه هيعاد إدارته إدارة علمية، بأعلى استثمارات ممكنة علشان يدر أكبر عائد ويعود بالنفع على الأوقاف وعلى الوطن». 

كم يبلغ مال الأوقاف وهل هناك تقدير لحجم هذه الأموال؟

- مال الأوقاف مبدئيا يبلغ فى أقل التقديرات 500 مليار جنيه، منها أراضٍ وعقارات 450 مليار، يضاف إليها السيولة والاستثمارات التى تبلغ 100 مليار، ويضاف إليها الشركات وشراكات مع البنوك.

هل يشمل التطوير الشركات فقط؟

- الهيئة تمكنت من رفع فائدة ودائعها البنكية من %9 إلى 16 و%17 لودائعها البالغة 2 مليار و500 مليون جنيه، وذلك بالتفاوض مع البنوك، حيث وافق البعض، بينما رفض البعض، فتم السحب والإيداع لدى من وافق، وتتمتع الهيئة برصيد سيولة، بالإضافة إلى الاستثمارات بالبورصة التى تصل إلى 6 مليارات جنيه، حيث تنتوى الهيئة الدخول فى شراكات قوية فى الإسكان والمدارس الخاصة اللغات فى كل المحافظات، والمستشفيات، والمولات، ونسعى لرفع رأس مال الشركات، وتكوين صندوق عقارى وإدارته من خلال شركات متخصصة، وشراء شركات خاسرة وتطويرها وطرحها فى البورصة، حيث نستعين بشركة صبور فى الاستشارات.

هل الرئيس يعرف تفاصيل خاصة بمشاكل الشركات؟ وماذا قال عنها؟

- نعم الرئيس يعرف كل التفاصيل، ومنها مصنع سجاد دمنهور الذى يتكبد خسائر ستتحول إلى مكاسب قريبا بعد تطويره من خلال خبراء فى إعادة تطوير المصنع لطرح أسهمه فى البورصة، وكذلك شركة المقاولات القابضة «المجموعة الوطنية لاستثمارات الأوقاف والشركات التابعة لها» تعانى من خسائر منذ 6 سنوات بسبب الفساد وسوء الإدارة، وبالفعل بدأنا فى التغيير والتطوير وتغيير مجلس الإدارة وتغيير طريقة العمل، حيث تستحق الاهتمام كونها شركة مقاولات فئة أولى، وهى أقدم شركات المقاولات فى مصر، وتمتاز بحجم أصول غير عادى لدرجة أن الرئيس السيسى قال «هذه الشركة ستصبح أوراسكوم الثانية»، وذلك لأنه يعرف أن الشركة بها أصول كبيرة، وهيئة الأوقاف لديها أراضٍ وإمكانيات كبيرة جدا تستطيع استقدام خبراء ومتخصصين، والمشكلة فى الإدارة. 

تحدثت عن حرص الرئيس على الوقف ووصفه بـ«مال الله» هل اتخذ إجراءات بخصوصه؟

- الرئيس اتخذ قرارا خلال لقائى به عندما قلت له إن البعض يتحايل على القانون ويقوم بتسجيل أراضى الأوقاف فى الشهر العقارى، فقام الرئيس باستصدار قرار فورى بوقف تسجيل أراضى الأوقاف دون موافقة رئيس هيئة الأوقاف، أو من ينوب عنه، أو من يفوضه، وفى اليوم التالى اتصل بى مستشار وزير العدل رئيس الشهر العقارى وقال إن القرار سارٍ من الآن، وسيجرى حصر كل العقود التى تم تحريرها.

استثماريا.. كم عرضا تلقيته بشراكات مع آخرين بعد لقاء الرئيس؟

- قبل لقاء الرئيس، كنا نتحرك فى اتجاهات كثيرة، لكن بعد اللقاء الناس وجدت مصداقية كبيرة وثقة كبيرة جدا، وأعطانا نحن مصداقية أننا نتجه إلى الصواب ونعمل بجدية، فبدأنا نتلقى عروضا من دول خليجية بالمشاركة فى مولات ومستشفيات والاستثمار فى البورصة، وبدأت بنوك الاستثمار تقدم لنا عروضا كبيرة، وأبرز هذه العروض شراكة فى أكبر شركة توزيع أدوية وهى شركة «بن سينا فى مصر»، بحصة تقدر بـ310 ملايين جنيه، وهى شركة تتلقى عروضا كثيرة مصرية وعربية، وهيئة الأوقاف حصلت على هذه الحصة، لأنها ذات أكبر تصنيف استثمارى وتأتى فى رأس القائمة.

بالنسبة لأوقاف مصر باليونان.. كيف سيتم استغلال هذه الواجهة الحضارية لصالح مصر؟

- يوجد باليونان أوقاف مصرية تمثل بيت محمد على باشا وقصره، وكافتيريات وأراضٍ زراعية، وأماكن متميزة، وبيت والده، والكلية الحربية، وعدد من الأماكن الموقوفة بعضها ملكيته كاملة ولا يوجد تنازع عليها، والبعض مؤجر لأشخاص ويحتاج إلى ترميم وعليه نزاع قانونى لترميمه بسبب إهماله، وبعضه عليه نزاع مع الدولة، لكن رئيس الوزراء اليونانى الحالى رجل متفاهم، خاصة بعد اتصاله الأخير مع رئيس الجمهورية، حيث يعرض بناء بعض المبانى هناك على نفقة بلاده، وسيتم حل الأمر من قبل الجهات السيادية بالتعاون مع وزارة الخارجية المصرية، واليونان تضع يدها على أجزاء وتحتاجها للنفع العام، ويمكن تحويل قصر محمد على إلى متحف يتم وضع القطع الأثرية به ويكون متحفا ومعرضا لأوروبا يتوقع منه إيراد كيبر. 

ما أبرز المشروعات التى ستطرحها هيئة الأوقاف قريبا؟

- نستعد الآن للانتهاء من مشروع زهرة المعمورة للإسكان الفاخر بالإسكندرية بسعر المتر 10 آلاف جنيه سيتم تسليمه فى 28 شهرا، كما نطلق مشروع منتجع كبير للفيلات والشقق فى حدائق أكتوبر يسمى منتج «تريليوم»، ويمثل مستوى عاليا من الرفاهية على مساحة 28 فدانا، بسعر المتر 8800 جنيه، شامل حصة الأرض، أرضه ملك لشركة الأوقاف، ويتم تنفيذه بالشكل الأوروبى، وشامل حصة الأرض.