فرحة المولد النبوى بالأقصر لا تكتمل إلا بالعروسة والحصان.. الحاج علاء غلاب: عائلتنا تصنع الحلوى منذ 60 سنة والأسعار فى متناول الجميع.. ومنتصر عبد الجليل: العروسة والحصان والبلاص المصنوعة من السكر بـ20 جنيه

وفى هذا الصدد يقول الحاج علاء محمود غلاب، إن عائلته تعمل منذ أكثر من 60 سنة فى مجال بيع حلويات المولد النبوى، حيث تعلم تلك الصناعة من والده وجده ويقوم بتعليمها لأبنائه حالياً، موضحاً إنه بمرور الزمن تغيرت الأشكال والأصناف كثيراً فقد كان فى السابق كانت حلوى المولد النبوى لها أشكال محدودة تتمثل فى الملبن والمشبك والبسيمة والفولية والحمصية، ولكن حالياً ظهرت أشكال متنوعة تصنع فى مختلف أنحاء مصر ومنها الفولية الطرية والناشفة والسمسمية والحمصية والبندقية وحلوى بالجوز واللوز والكاجو وغيرها من الأصناف المختلفة، بجانب بعض الحلوى التي لا يزال يتم تصنيعها يدوياً والتى أبرزها العروسة والحصان البلاص بالسكر الأحمر لتكون هدية للأطفال.

ويضيف الحاج علاء أبو غلاب، أحد أقدم بائعى حلوى المولد النبوى بمدينة الأقصر، فى لقائه مع "اليوم السابع"، أنه يقوم ببيع الحلوى بأسعار تبدأ من 20 جنيه للعروسة والحصان والبلاص بالسكر، والكيلو يبدأ من 70 جنيه ليصل إلى علب بحوالى 360 جنيه حسب الجودة وطلب كل زبون، حيث تقل الأسعار تدريجياً حتى ليلة المولد النهائية، وأن حركة البيع والشراء هذا العام أفضل من الأعوام السابقة، مقدماً التهنئة للأهالى وكافة الشعب المصرى والإسلامى بقدوم إحتفالات المولد النبوى.

أما الحاج منتصر عبد الجليل أقدم بائع حلوى مولد فى مدينة إسنا، فيقول : توجد هذا العام فى المحلات والشوادر تشكيلة كبيرة من الحلوى للمولد النبوى بأسعار لم تزيد أو تختلف كثيراً عن العام الماضي، حيث أنه يتم البيع لكافة الأهالى فى المحلات من 70 جنية وحتى 250 جنية للكيلو حسب الأصناف والأشكال، وفى الشوادر تباع من 50 جنية للكيلو فما فوق، مقدماً التهنئة للأهالى بقدوم إحتفالات المولد النبوى.

وأضاف منتصر عبد الجليل، لـ"اليوم السابع"، إنه توجد أنواع فاخرة منها البسيمة والملبن والعلفة والفولية وهى الأكثر انتشاراً ومبيعاً فى الصعيد، وحلوى جوز الهند والفستق والبندق وغيرها يقبل عليها عدد من الأهالى لشرائها بأنواعها الفاخرة، بجانب المشبك وهو الأساس فى بيع الحلوى، موضحاً إن الفاطميون أول من صنعوا العروسة من الحلوى فى المولد وقاموا بتجميلها بالأصباغ، ويداها توضعان فى خصرها وتزين بالأوراق الملونة والمراوح الملتصقة بظهرها، ومنذ ذلك الحين أصبحت الحلوى من المظاهر التى ينفرد بها المولد النبوى الشريف فى مصر، حيث تنتشر فى جميع محال الحلوى والشوادر التى تعرض فيها ألوان عدة من الحلويات المميزة، إلى جانب لعب الأطفال "عروس المولد للبنات"، والحصان أو الجمل للأولاد، ولذلك تعتبر مظهرا أساسيا للاحتفال بالمولد.

فيما قامت مديرية التموين والتجارة الداخلية بالأقصر، بقيادة الدكتور تامر صلاح وكيل الوزارة، بتوزيع نشرة إرشادية بمناسبة المولد النبوى الشريف، حيث اعتاد المستهلك المصرى الاحتفال فى هذه المناسبة على شراء الحلوى وهى عادة استهلاكية متوارثة، وتضمنت النشرة الإرشادية بعض النصائح والإرشادات الواجب اتباعها عند شراء حلوى المولد النبوى، والتى تحتوى على المكسرات بأنواعها كالبندقية والفولية والسمسمية والجوزية فهي مصدر غني جداً بالفيتامينات والبروتين النباتى.

وأكد الدكتور تامر صلاح وكيل تموين الأقصر، أن تلك التعليمات والنصائح تشمل (ضرورة الاعتدال عند تناول حلوى المولد وشرائها من أماكن البيع الموثوق بها ، والتأكد من عرض الحلوى داخل فاترينات زجاجية مخصصة للعرض وبعيد عن أشعة الشمس المباشرة ، وضرورة توافر المظهر المناسب والشروط الصحية للبائعين ، والتأكد من سلامة الحلوى قبل شرائها على أن تكون طازجة متميزة بالليونة واللون المشرق الزاهي، كما يجب أن تكون الحلوى مغلفة تغليفاً جيداً محكم الغلق حتى لا تكون معرضة للملوثات ومكشوفة ومعرضة للأتربة والجراثيم، وضرورة وجود تاريخ الإنتاج انتهاء الصلاحية ـ اسم المنتج - اسم المصنع مدون على أغلفة الحلوى، والابتعاد عن شراء الحلوى الملونة الضارة بصحة الأطفال وتؤدي إلى مشاكل صحية كالحساسية والإضطرابات المعوية).

ومن الجدير بالذكر أن تاريخ حلوى المولد يفيد بأن الخليفة الفاطمى، كان يشجع جنوده المنتصرين على أعدائه بتزويجهم بعروس جميلة، وأصبحت عادة وقت احتفالات النصر كل عام أن يقوم ديوان الحلوى التابع للخليفة بصناعة عرائس جميلة من الحلوى، لتقديمها كهدايا إلى القادة المنتصرين وإلى عامة الشعب والأطفال، وفى الوقت الحالى، ترتبط عروسة المولد بفلسفة خاصة عند المصريين الذين كانوا يتصدقون بإعطاء الحلوى للمساكين فى ذكرى المولد النبوى، ويقال أن الحكام الفاطميين كانوا يشجعون الشباب على عقد قرانهم فى يوم المولد النبوى، ولذلك أبدع صناع الحلوى فى تشكيل عرائس المولد، وتغطيتها بأزياء تعكس روح هذا العصر والتراث.